الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي

كلية العلوم الإنسانية والعلوم الإسلامية أحمد بن بلة 1جامعة وهران تخصص: حضارة إسلامية قسم الحضارة الإسلامية

سلاميةالا والحضارة التاريخ في الدكتوراه شهادة لنيل مقدمة رسالة

إشراف الأستاذ: إعداد الطالب:

أ.د.محمد بوركبة عبد الصمد حمزة أعضاء لجنة المناقشة:

الجامعة الصفة الأستاذ 1جامعــــــــــــــــــــــة وهران رئيســــــــــــــــــــــــــــــا أ.د. محمد بن معمر 1 جامعـــــــــــــــــــــــة وهران مشرفا ومقررا أ.د. محمد بوركبـــــــــة 1جـــامعــــــــــــــــــــة وهران عضوا مناقشا د. محمد لعبـــــــاسي 2جامعـــــــــــــــــــــــــة الجزائر عضوا مناقشا أ.د. مختار حساني ة أدرارجامعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عضوا مناقشا أ.د. أحمد الحمدي جامعة سيدي بلعباس عضوا مناقشا أ.د. بلعربي خالـــد

م2017-2016ه/1438-1437السنة الجامعية

أهل الذمة في الدولة الزيانية )م1554-1235/ه633-962(

دراسة سياسية، اقتصادية، اجتماعية وثقافية

أشكر االله العلي القدير الذي وفقنا لإنجاز هذه الرسالة.

بإشراف كريم على كما أتقدم بالشكر الجزيل إلى أستاذي المشرف: أ.د. محمد بوركبة، الذي شرفني هذه الرسالة وكان نعم المعين لي بتوجيهاته وإرشاداته، وأخلاقه الرفيعة، فحفظك االله أستاذنا الكريم

وأدام عزك في الدنيا والآخرة.

والشكر موصول إلى كل من مد لي يد العون بالكلمة الطيبة والدعاء.

الذين سهرا على تربيتنا، وكل أملهما أن نبلغ أرقى -عزهماحفظهما االله وأدام –إلى والدي الكريمين المراتب.

إلى زوجتي العزيزة التي صبرت على عناء البحث معي، وساندتني.

إلى إخوتي وأخواتي سندي في الحياة.

إلى كل أساتذتي ومن علمني حرفا.

إلى كل أحبابي وإخواني وزملائي.

إلى أحبائي ياسين، أنس، إلياس.

من ساعدني من قريب أو بعيد، وكل من له فضل علي. إلى كل

إلى شهداء الأقصى.

أهدي ثمرة جهدي

أ

تعـــددت الأسمـــاء الـــتي أطلقـــت علـــى "الرعايـــا غـــير المســـلمين"في ظـــل الـــدول الإســـلامية علـــى مـــر ومصـــطلحات ن"و أو"المعاهـــد أو"الـــذميون الفرنجـــة" العصـــور فأحيانـــا يســـميهم المؤرخـــون "أهـــل الذمـــة"

، وخاصــة مــع اتســاع الرقعــة بالإضــافة إلى ا�ــوس و اليهــود أو كليهمــا معــاأخــرى قــد تشــمل النصــارى أواء تحـت ضـآسيا وأوربا، وتفضـيل سـكان هـذه الأراضـي الانإفريقيا و الإسلامية وفتح أراضي جديدة في

لم يحـظ هـؤلاء سـوى بمعلومـات شـحيحة راية الحكـم الإسـلامي مـع الاحتفـاظ بـدين الآبـاء والأجـداد، و خاصــــة في المصــــادر التاريخيــــة العربيــــة رغــــم المكانــــة الــــتي احتلوهــــا والــــدور البــــارز الــــذي لعبــــوه في تطــــور

.ا�تمعات التي عايشوها أو حتى مساهما�م في تقوية دول وإضعاف أخرى

وقــــــد لحــــــق فئــــــة الــــــذميين إجحـــــــاف كبــــــير مــــــن طــــــرف بعـــــــض المــــــؤرخين خاصــــــة علــــــى عهـــــــد م)، وتميـــــزت 1269-1147ه/668-541م) والموحـــــدين (1147-1055ه/541-448رابطين(المـــــ

بعــض مــن الدراســات بنظــرة أحاديــة طمســت كثــيرا مــن الحقــائق وألحقتهــا برفــوف النســيان، رغــم المكانــة الــتي تبوأهــا هــؤلاء بــالمغرب الإســلامي خاصــة إبــان حكــم المــرابطين والموحــدين، حيــث وصــلوا إلى أعلــى

ة فأضـــحوا وزراء للســـلطان أو قـــادة للجــيش أو الحـــرس الخـــاص للأمـــراء، واســـتأثروا بـــأموال مراتــب الدولـــ وأراض وأملاك واسعة.

وعنــدما ورثـــت الدولـــة الزيانيـــة حكــم المغـــرب الأوســـط بعـــد ســقوط الدولـــة الموحديـــة، وجـــد أهـــل كنفها يمارسـون الذمة أنفسهم أمام مثال آخر رائع من أمثلة التسامح الإسلامي مع الآخر، وعاشوا في

أشــغالهم ويتــابعون حيــا�م اليوميــة، وكانــت دولــة بــني عبــد الــواد مــن أبــرز الــدول الــتي اســتقبلت جمــوع المهجرين اليهود من الأندلس في حملات متتابعة نفذها المسيحيون الذين استولوا على الأندلس وقضـوا

يـــاة الـــذميين في المغـــرب علـــى آخـــر معاقـــل الإســـلام فيهـــا. وهنـــا بـــدأت مرحلـــة جديـــدة مـــن مراحـــل ح الأوسط.

ب

ولإلقاء الضوء على بعض الجوانب الحياتيـة لأهـل الذمـة في المغـرب الإسـلامي أثنـاء حكـم الدولـة الزيانية، وضعنا على عاتقنـا دراسـة الجوانـب السياسـية والاقتصـادية والاجتماعيـة والثقافيـة للـذميين لهـذه

الفترة في بحثنا الموسوم بـ:

ل عهد الدولة الزيانيةأهل الذمــة خلا

)م1554-1235/ه633-962(

- اجتماعية وثقافية ،اقتصادية، سياسية دراسة-

لهذه الأطروحة في سؤال هام وهو : الإشكال الأساسيويتلخص

مــا هــو الــدور الــذي لعبــه أهــل الذمــة بــالمغرب الأوســط خــلال عهــد الدولــة الزيانيــة في مختلــف الجوانــب الحياتية ؟

هذه الإشكالية تساؤلات ثانوية هي: وتندرج تحت

هل تمكن أهل الذمة من تبوء مناصب سياسية أو عسكرية إبان العهد الزياني؟ -

هل حـافظ الـذميون في دولـة بـني عبـد الـواد علـى نشـاطهم الاقتصـادي الـذين دأبـوا علـى التفـوق فيـه - ؟خلال العصور السابقة

؟لعصرهذا اكيف كان المستوى المعيشي للذميين في -

؟اقتصاديا كما تصوره بعض المصادر غير العربيةو اجتماعيا هل حقيقة أن الذميين كانوا مضطهدين-

؟دولة العبد الواديينقتصادية لأهل الذمة في الاو الاجتماعية ما هي الخصائص-

؟ةقتصادي للدولم أم أ�م اندمجوا في المحيط الاقتصادي خاص �اهل حاول أهل الذمة إنشاء كيان -

كيف كانت الحالة الثقافية والعلمية لليهود والنصارى في هذا العهد ؟-

ج

هــل أثــرت الهجــرات اليهوديــة للمغــرب الإســلامي علــى الحيــاة العامــة في ا�تمــع الزيــاني عمومــا وعلــى - إخوا�م في الدين خصوصا ؟

إلى: أسباب اختيار الموضوعوتعود

.-على حد علمنا -ب الأوسط في هذه الفترة عدم وجود دراسة شاملة عن أهل الذمة بالمغر ·

الرد على بعض الدراسات التي تناولت الموضوع من زاوية ضيقة ولأغراض ذاتية. ·

دراسة الدور السياسي لليهود والنصارى في عهد الدولة الزيانية. ·

معرفة خصائص أهل الذمة اقتصاديا واجتماعيا في هذا العهد. ·

تماعي والاقتصادي للذميين على ا�تمع طيلة هذه الفترة. إبراز التفاعل والتأثير الاج ·

دراسة الجوانب الثقافية لأهل الذمة ومدى تطور العلوم واهتمامهم �ا. ·

:في أهمية هذا الموضوعوتكمن

v لأهــل الذمــة في الفــترة المدروســة ومحاولــة الجمــع بــين بعــض العامــة إيضــاح الغمــوض الــذي لــف الحيــاةتشويه التاريخ خاصة فيما يتعلق �ذه الفئات والتي حاول بعض المـؤرخين تصـويرها المحاولات الغربية ل

غـــرب علـــى أ�ـــا مضـــطهدة ومغيبـــة تغييبـــا كـــاملا في محاولـــة يائســـة لتقـــديم الحكـــم الإســـلامي لمنطقـــة المالإسـلامي متجاهلـة ومتحاملـة علـى ول قاسـية متشـددة متعصـبة للعنصـر د حكـم الإسلامي على أنـه

الذي حاول حقيقـة -باستثناء البعض–المسلمين، وبين الطرف الآخر وهو المؤرخ العربي الرعايا غير وإبقائها على هامش التاريخ. ةتغييب هذه الفئة العريضة من مجتمع العصور الوسطى الإسلامي

v دراسة الدور السياسي الذي لعبه أهل الذمة في ظل الحكم الزياني للمغرب الأوسـط وهـل وصـلوا إلى-1237ه/981-634ناصب سيادية كما فعل أبناء جلـد�م في الـدولتين الجـارتين الحفصـية(تبوء م

د

م) اللتان شهدتا وصـولا لـبعض الـذميين إلى أعلـى 1464-1269ه/769-668م) والمرينية(1573المناصــــب في الدولــــة والــــتحكم في رقــــاب المســــلمين وفــــرض أوامــــرهم وأحكــــامهم حــــتى علــــى الحــــاكم

المسلم.

v شـــهد�ا المنطقـــة وربطـــه بـــالتغيرات الـــتي الزيـــانيين الاقتصـــادي لأهـــل الذمـــة خـــلال عصـــر تبيـــين الـــدور .والفترة المعنية

v ــأثروا بعــادات أهــل الــبلاد، أم أ�ــم حــافظوا معرفــة الحالــة الاجتماعيــة للــذميين في هــذا العهــد، وهــل تا منعـزلين في أحيـائهم على تقاليدهم الموروثـة عـن أجـدادهم، وهـل انصـهروا في ا�تمـع الزيـاني، أم بقـو

الخاصة؟

v .إبراز المكانة الاجتماعية التي احتلها أهل الذمة في دولة بني عبد الواد والنتائج المترتبة على ذلك

v .دراسة الجانب الثقافي لأهل الذمة، ومدى اهتمامهم بالعلوم

ستنتاجية.وخاتمة ا منها فصل تمهيدي فصول خمسةإلى مقدمة و مناهقس ولدراسة هذا الموضوع

توضـح الإشــكالية الأساسـية للموضـوع ومــا ينـدرج تحتهـا مــن تسـاؤلات ثانويـة، وأهميــة فالمقدمـةالمصـــادر تحليـــل لأهـــمالموضـــوع وأســـباب اختيـــاره وتقســـيماته ومنهجيـــة تقديمـــه والدراســـات الســـابقة ثم

.الباحث عتمد عليهااوالمراجع التي

اسة، إذ خصصناه لدراسة تاريخ الدولـة الزيانيـة، يعتبر مدخلا مفاهيميا للدر الفصل التمهيديونســــبها، نشــــأ�ا وحــــدودها، ومراحلهــــا، ثم عرجنــــا بنظــــرة عامــــة علــــى أهــــل الذمــــة قبــــل الفــــترة موضــــوع الدراســــة. أصــــولهم والآراء حــــول تواجــــدهم في المنطقــــة، فئــــا�م، ومكــــانتهم في الــــدول الإســــلامية الــــتي

حكمت المنطقة منذ الفتح الإسلامي.

ه

، فتطرقنـــــا فيـــــه إلى الـــــدور هـــــل الذمـــــةلأ الجانـــــب السياســـــي خصصـــــناه لدراســـــة فصـــــل الأولوالالسياسي لهم، وأهم السفراء منهم، وبعـض الأسمـاء مـن المسـيحيين أو اليهـود الـذين عملـوا كسـفراء بـين

الدولة الزيانية والدول المسيحية، وكيفية كتابة المعاهدات، ونماذج عن بعضها.

ر الرابـــع مـــن هـــذا الفصـــل إلى حركـــة المغيلـــي ضـــد امتيـــازات اليهـــود السياســـية ثم تطرقنـــا في المحـــو والاقتصادية والذي تضمن ترجمة لهذا الإمام، ثم سـير حركتـه ضـد يهـود تـوات ثم آثـار هـذه الحركـة علـى

المنطقة واليهود.

ل حـول فتناولنـا فيـه الـدور الاقتصـادي لأهـل الذمـة، حيـث بـدأناه بـالمحور الأو الفصل الثانيأمـا الحضــور الــذمي في النشــاط الزراعــي والصــناعي الــذي يتضــمن ملكيــة الأرض ، ومزروعــات أهــل الذمــة، وتطرقنـــا إلى الــــرأي القائـــل بــــأن اليهـــود هــــم أول مـــن حفــــر الفقـــاقير الــــتي تعتـــبر نظامــــا مطـــورا للــــري في

ا فيها ثم المحـور الثـاني الصحراء، بالإضافة إلى تربيتهم للحيوانات، وأهم الصناعات التي احترفوها وتفوقو عن النشاط التجاري الذي تضمن التجارة بأنواعهـا الداخليـة والخارجيـة، وأهـم السـلع المتبادلـة مـن قبـل ـــتي ســـلكها أهـــل الذمـــة ســـواء كانـــت صـــادرات أو واردات، ثم الطـــرق التجاريـــة البريـــة منهـــا والبحريـــة ال

رة عـــن دراســـة لمســـاهمة أهـــل الذمـــة في مـــداخيل الـــذميون. وعـــالج المحـــور الثالـــث النظـــام المـــالي، وهـــو عبـــاالدولـــة الزيانيـــة بمـــا في ذلـــك المكـــوس والضـــرائب أو الجزيـــة، ومـــن الجانـــب المقابـــل نفقـــات الدولـــة الـــتي تضـــمنت مـــا نالـــه بعـــض أهـــل الذمـــة أو ملـــوكهم مـــن أعطيـــات وهـــدايا ســـلطانية بالإضـــافة إلى رواتـــب

ة لــدى الســلطة، ومصــاريف أخــرى متعلقــة بالبنــاء المــوظفين بمــا في ذلــك أجــور مــن عمــل مــن أهــل الذمــوالتجهيــز والحــروب. ثم تطرقنــا في آخــر عنصــر مــن هــذا المحــور إلى العملــة وأهميــة الــدينار الزيــاني وقيمتــه خاصة لدى الدول المسـيحية آنـذاك، وأهـم المعـادن المسـتعملة في سـك العملـة والعـاملون مـن اليهـود في

طويلة. هذا ا�ال، الذي احتكروه لمدة

فتناولنا ا�تمع ،صر بني زيانع خلال ية للذميينجتماعنلج إلى الحياة الا الفصل الثالثوفي اليهودي في العصر الزياني في المحور الأول والذي تضمن تركيب ا�تمع وتقسيمه إلى يهود أهالي ويهود

و

بعد ذلك إلى المناطق السكنية الأندلس، ثم مناطق استقرار اليهود المهجرين من الأندلس، وانتقلنا لكل من اليهود والمسيحيين على أراضي الدولة العبد الوادية، والمحور الثاني عن العادات والتقاليد اليهودية بدءا بالطعام والعادات الغذائية لليهود وتقاليد الصوم لديهم والأيام التي يفرض فيها عليهم

اس، وتناول المحور الثالث من هذا الفصل تنظيم ا�تمع الصوم، ثم عادات النظافة والطهارة، واللباليهودي بالتطرق أولا للمرأة اليهودية، ثم الزواج وأحكامه، بما في ذلك خطوات الزواج وتعدد الزوجات، والزواج المسمى عند اليهود بزواج اليبوم، وبعد ذلك الطلاق، أسبابه وإجراءاته، وننتقل بعد

لىيعة والتقاليد اليهودية. ويتكلم المحور الرابع عن المواريث التي نقسمها إالختان في الشر علىهذا قسمين، المواريث عند التوشابيم والمواريث حسب القانون القشتالي، وآخر محور في الفصل عن التقويم والأعياد اليهودية، وتحدثنا في العنصر الأول عن التقويم اليهودي وتقسيماته، والعنصر الثاني عن الأعياد التي تنقسم عند اليهود إلى أعياد شرعية وأخرى غير شرعية، وأعياد خاصة بيهود المغرب

الإسلامي.

المعنون بالحياة الثقافية لأهل الذمة، درسنا في المحور الأول التربية والعلوم عند الفصل الرابعوفي اذج تعليمية لعماء يهود، وكان اليهود وفيها نظرية التعليم عندهم، وكذا مدارسهم ومضامينها، ثم نم

المحور الثاني عن العلوم عند أهل الذمة وقسمناها إلى علوم نقلية وهي التشريع اليهودي والأدب، والعوم العقلية وتتضمن الفلسفة والتاريخ والجغرافيا والطب، وتطرق المحور الثالث والأخير إلى أبرز

علماء اليهود في الدولة الزيانية.

تلخص نتائج البحث والإجابة عن إشكاليته وتساؤلاته والتوصيات بخاتمة دراستنا اأ�ينو المختلفة.

ملاحقتجميع بعض النصوص المهمة أو الخرائط والأشكال والصور والرسائل في حاولناكما منفصلة في آخر الدراسة لتدعيمها وتفصيل بعض ما أجمله البحث.

ز

التاريخي الوصفي لسرد نهج جمعا بين عدة مناهج، فالم ناكالبحث ف المتبع في هذا المنهجوعن لتحليل النصوص واستخلاص النتائج منها، تحليليالوقائع والأحداث، وترجمة الشخصيات، وال

المنهج الإحصائي في الجانب الاقتصادي. ومقارنة الأفكار والآراء بعضها ببعض، واستعملنا

دولة ا الموضوع فهي قليلة جدا، خاصة في عهد الالتي تناولت هذ السابقة الدراساتأما عن .الزيانية

الاقتصادية لأهل الذمة لكن في و الاجتماعية فهناك بعض المؤلفين الذين تطرقوا إلى الحياةكنقاط فرعية لا تستغرق إلا صفحات قليلة، ه، وغالبا ما يتم تناولهذا العصرعصور أخرى غير

.لسابقة للزيانيين وأغلب الدراسات تطرقت إلى العصور ا

من الدراسات التي تطرقت لأهل الذمة في عهد الزيانيين، لكن ليس على سبيل ليلالقومن التدقيق ولكنها كانت عامة على منطقة المغرب الإسلامي في تلك الفترة نذكر:

القرنين السابع والثامن هجري، الموافق للرابع عشر كتاب اليهود في المغرب الإسلامي خلال -م) وكانت عامة على 15-14ه/8- 7لفاطمة بوعمامة، وشملت القرون ( الخامس عشر ميلاديينو

الدول الثلاثة الحفصية والزيانية والمرينية، إذ تم التطرق فيها إلى الجوانب الاقتصادية والاجتماعية نت دراسة والدينية ليهود الدولة الزيانية ولم يستغرق الجانب السياسي إلا صفحات قليلة، لكنها كا

وافية فيما يخص الجوانب السابقة.

اليهود في ليبيا وتونس والجزائر لعطا أبو رية، حيث لم يتم التطرق فيها إلى أهل الذمة في - الدولة الزيانية إلا قليلا.

وبما أن البحث العلمي لا يخلو من صعوبات، فإن ما واجهنا من عوائق في طريق بحثنا، تمثل في ائق المرتبطة بتواجد أهل الذمة موجود في مكتبات وأرشيف الدول الأجنبية خاصة أن كثيرا من الوث

منها إسبانيا التي لم نستطع الذهاب إليها في الوقت الحاضر، إضافة إلى أن بعض المؤلفات الخاصة

ح

بتاريخ اليهود وعادا�م وتقاليدهم وحضورهم في بلادنا كتبت باللغة العبرية، وهو ما صعب من الوصول إليها. إمكانية

نقد وتحليل المصادر:

رجعنا في بحثنا إلى عدد كبير من المصادر والمراجع والوثائق التاريخية والأدبية والجغرافية والفقهية، والاقتصادية، وكتب التفسير والتراجم والنوازل والحسبة، استعملنا كلا منها حسب ما يقتضيه البحث،

مدنا كذلك على كثير من المصادر والمراجع الأجنبية باللغتين وأفدنا منها بدرجات متفاوتة، واعتالفرنسية والانجليزية، والمترجم منها من اللغة العبرية، والتي تعتبر شواهد من طرف غير المسلمين، إلا

أننا حاولنا التحري في كل ما نأخذه منها.

لفرنسية والانجليزية.واستعملنا كذلك بعض المخطوطات، والموسوعات والقواميس بالعربية وا

:التاريخية المصادرأولا:

"كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أخبار البربر والعجم ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر" .1المعروف بتاريخ ابن خلدون للمؤرخ عبد الرحمان ابن خلدون: وهو الذي يعتبر موسوعة ضخمة

سلامي، لأن مؤلفه كان من أهل المنطقة وعاصر الدولة خاصة إذا تعلق الأمر بتاريخ المغرب الإالزيانية، إذ أن وفاته كانت في بداية القرن التاسع الهجري لذلك فهو شاهد على النصف الأول من

حقبة الدولة، وأفدنا منه كثيرا في تاريخ هذه الدولة وعلاقا�ا.

ن: وهو كاتب السلطان الزياني أبي "بغية الرواد في ذكر الملوك من بني عبد الواد" ليحي بن خلدو .2حمو الثاني، لذلك فهو شاهد عيان على تاريخ هذه الدولة ومقرب من دواليب الحكم عارف بخباياه، رغم أنه اغتيل من طرف ابن مليكه السابق، إلا أن الفترة التي عايشها ودون عنها أفادتنا في كثير من

اقيات مع الدول المسيحية. تفاصيل تاريخ الدولة، وبعض العلاقات والاتف

ط

المغيلي منها "مصباح الأرواح في أصول الفلاح" و"رسالة محمد بن عبد الكريم مجموعة كتب للإمام .3في اليهود"، واستعنا �ا في ترجمة الإمام المغيلي وفتاواه وفتاوى المساندين له في حركته ضد اليهود في

إقليم توات.

غرب عن فتاوى أهل إفريقية والأندلس والمغرب" وهي الموسوعة النوازلية "المعيار المغرب والجامع الم .4بعض الأحكام لصاحبها أبي العباس أحمد بن يحيى الونشريسي، إذ كانت ذات فائدة لنا فيما يخص

والفتاوى الخاصة باليهود في الفترة المدروسة والفترات السابقة، بحكم أنه كان معاصرا لها.

لف الحسن الوزان، حيث أنه مصدر لا غنى عنه لكل باحث في تاريخ المغرب "وصف إفريقيا" للمؤ .5 الإسلامي، فهو يصف المناطق والمدن والأحداث وصفا دقيقا.

"البستان في ذكر الأولياء والعلماء بتلمسان" لابن مريم التلمساني، والذي أفادنا في معرفة مشاهير .6 مدينة تلمسان في هذا العصر، وتراجم بعضهم.

ابن مد الخطيب التلمساني المعروف بمولانا أبي الحسن" لمح ومحاسن لمسند الصحيح الحسن في مآثر"ا .7مرزوق، الذي يذكر اشتغال بعض اليهود بالطب وبراعته في تشخيص الداء واستخلاص الأدوية

المناسبة له.

عن الفلسفة "دلالة الحائرين" لمؤلفه اليهودي "موسى بن ميمون"، واستقينا منه معلومات مهمة .8 اليهودية والتي كان ابن ميمون من روادها حيث اتبع المنهج الرشدي في ذلك.

"بذل ا�هود في إفحام اليهود" لصاحبه السموأل بن يحي بن عباس المغربي، واستعنا به فيما يخص .9 المناهج التعليمية لليهود والتي كان صاحب الكتاب أحد المنظرين لها.

ربية والمترجمة:ثانيا: المراجع الع

ة اليهود واليهودية والصهيونية" لعبد الوهاب المسيري، وأعانتنا كثيرا في شرح المفاهيم موسوع" .1 والأفكار والألفاظ والعقائد والفرق، إذ أن صاحبها خبير بكل ما يخص اليهود واليهودية.

ي

رست فيها م)" لفاطمة بوعمامة، ود15-13ه/9-7"اليهود في المغرب الإسلامي في القرن ( .2الفترة الخاصة بموضوع بحثنا، ففيها معلومات قيمة عن اليهود من الجوانب الاجتماعية والاقتصادية

والثقافية.

" لفوزي سعد االله، وهو كتاب قيم تتبع الوجود اليهودي في الجزائر -هؤلاء ا�هولون–"يهود الجزائر .3يرة عن الشخصيات والأعلام اليهودية في ظل منذ القديم إلى العصر الحالي، واستقينا منه معلومات كث

الدولة الزيانية، وتعامل السلطة معهم ومكانتهم الاجتماعية وحتى حضورهم السياسي.

"تلمسان في العهد الزياني" لفيلالي عبد العزيز، وأفدنا منه خاصة فيما يتعلق بالمدخل إضافة إلى .4 لفة.تبيين الحضور الذمي في مملكة تلمسان، وفئاته المخت

"ألف سنة من حياة اليهود " و"يهود المغرب والأندلس" لحاييم الزعفراني، وهي كتب مترجمة، أجاد .5فيها الباحث، وقد شكلت لنا مصدرا مهما من مصادر المعلومات من يهودي يوصف بالاعتدال

بعض وتحري الحقائق في نقل الأخبار، لذلك فقد أفدنا منها واستعملناها في إثبات والتحقق من الأخبار الموجودة في مصادر أخرى، وقد رافقتنا كتبه في كل مراحل البحث.

ثالثا: المراجع الأجنبية:

L'Espagne catalane et le Maghreb au XIII et XIVe Siècles –De la كتاب .1bataille de Las Navas de Tolosa(1212 j.c) à l’avènement du Sultan

mérinide Abou-l-Hasan (1313 j.c) وكتاب " Les relations de la péninsule

Ibérique et l'Afrique du nord au XIV siècle" للمؤلف " Charles-Emmanuel

Dufourcq،" وهما كتابين عظيمي الفائدة خاصة فيما يتعلق بتاريخ الدول المسيحية وعلاقا�ا بدولذه الرسالة، وخصوصا الكتاب الأول، بحيث أن المغرب الإسلامية، وقد أفدنا منهما في كل جوانب ه

المؤرخ كان على اطلاع واسع بالوثائق والأرشيف الكبير عن تاريخ الدول المسيحية الوسيطية والمغرب الإسلامي المتواجد بالدول الأوربية.

ك

Le Royaume Abdelouadide à l'époque d'Abou Hammou " كتاب .2Moussa 1er et d'Abou Tachfin 1er " " Les états de l’occident Musulman

aux XIIIe, XIVe et XVe siècles –Institutions gouvernementales et administratives-" للمؤلف"Dhina Atallah" وكانا لنا ذوي فائدة كبيرة، فهما كتابان

شاطهم السياسي جامعان لتاريخ الدولة الزيانية، وفيهما تفصيلات مهمة عن أهل الذمة ونوالاقتصادي، لأن المؤلف استقى كثيرا من معلوماته من مصادر أجنبية كان لها الفضل في الاطلاع

على وثائق الدول المسيحية في المكتبات الإسبانية.

3. " Traité de paix et de commerce et documents divers concernant les relations des Chrétiens avec les Arabes de l’Afrique septentrionale au

Moyen Age" لكاتبه " M.L. De Mas Latrie" وهو كتاب قيم جدا، لأنه قريب منالمصادر، وصاحبه على اطلاع كبير بالاتفاقيات والمعاهدات الموقعة بين الدول المسيحية وغيرها من

الدول.

لكاتب اليهودي"ل "Les Juifs au Sahara, le Touat au Moyen Âge "كتاب .4

Jacob oliel فهو مصدر معلومات قيمة عن التواجد اليهودي في الدولة الزيانية، خصوصا ،" الصحراء.

Juifs d'Andalousie et du Maghreb" ،" Deux mille ans de vie Juive "كتاب .5

au Maroc, histoire et culture, religion et magie" للمؤرخ اليهودي"Haïm

Zafrani" وهما مصدران يؤرخان لحياة اليهود في بلاد المغرب الإسلامي، لأ�ما من تأليف عارف ، بخبايا وتفاصيل اليهود.

وهناك بعض الدراسات التي سنثبتها في قائمة البيبليوغرافيا.

ل

وفي الأخير نتمنى أن يكون بحثنا حلقة مكملة في سلسلة دراسات القرون الوسطى والتي تروم بعض الجوانب الخفية في دراسة التاريخ. نفض الغبار عن

واالله نسأل أن يجعل عملنا هذا خالصا لوجهه الكريم، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

2

:)م1554- 1235/ه962-633( تاريخ الدولة الزيانية.1

سلامي حتى تنازعت مناطق حكمها ما كادت الدولة الموحدية تسقط في بلاد المغرب الإ دويلات ثلاث هي الحفصية في إفريقية والمرينية في المغرب الأقصى والزيانية في المغرب الأوسط، وقد حاولت كل واحدة منهن أن تكون وريثا شرعيا للحكم الموحدي الذي جمع هذه البلاد تحت راية

جديد، وفي هذا الخضم حاولت الدولة الزيانية واحدة، لكن النزاعات بينها لم تكن �دأ إلا لتثور من الناشئة إيجاد موطئ قدم لها بين هذه الحكومات، فقد عاشت صراعا متواصلا مع جارا�ا لأ�ا كانت

تتوسطهن وبذلك فهي محل أطماع كل منها.

نسب بني زيان-1.1

ك أنه كثير ويعود نسب ملوك بني زيان إلى جدهم عبد الواد أو عابد الوادي كما يلقب، ذلالتعبد وخاصة بأحد الأودية فأطلق عليه هذا اللقب واشتهر به أولاده ونسله من بعده. وبنو عبد الواد

، وهم ولد سجيع بن وسين بن يصلتين بن 1هم فرع من فروع الطبقة الثانية من قبيلة زناتة البربريةالبتر، وكانوا عدة بطون، هي بنو مسرى بن زكية بن وسيج بن مادغيس الأبتر الذي ينتسب إليه البربر

يتكتين، بنو واللو، بنو تومرت، بنو ورسطف، وبنو مسوجا، يضاف إليهم بنو القاسم الذين يعود ، ويذكر بعض المؤرخين أن القاسم بن محمد من نسل 2إليهم نسب بنو زيان حكام الدولة الزيانية

الفاطميون في زحفهم على بلاد المغرب الأدارسة وكان حاكما على مدينة تلمسان، وبعد أن أزاحهم لجأ إلى بني عبد الواد الذين كانوا يقطنون المنطقة الصحراوية جنوب تلمسان، فأصهر فيهم وعقب

جانة بن يحي بن صولان بن ورماك بن دره بن زميك بن مادغيس بن بر، زناتة من قبائل البتر البربرية ويرجع أصلها إلى شانة أو 1

الظاهري ابن حزممحمد وهي أقوى وأوفر القبائل البربرية، وكانوا عدة فروع منهم بنو مرين، بنو يفرن، وبنو عبد الواد...ينظر . 495م، ص 1962، جمهرة أنساب العرب، تحقيق عبد السلام هارون، دار المعارف، مصر، الأندلسي

دار الأمل ،، تقديم وتحقيق بوزياني الدراجي1في ذكر الملوك من بني عبد الواد، ج يحي بن خلدون، بغية الروادأبو زكرياء 2 .186ص م،2007للدراسات والنشر والتوزيع، الجزائر،

3

، وقد رد ابن خلدون هذا الرأي وقصة النسب الشريف، 1عقبا مباركا وإليه ينتسب ملوك بني زيان حينما سئل عن ذلك فقال:"إذا كان هذا حتى أنه أورد قول يغمراسن زيان أول ملوك الزيانيين . 2صحيحا فينفعنا عند االله، أما الدنيا فإنما نلناها بسيوفنا"

تأسيس الدولة الزيانية:-2.1

وتـغلب على هذا القبيل حياة الترحال والانتجاع بحثا عن الكلأ والماء والرعي، وذلك من في بلاد المغرب الأوسط أكثر من غيره، وقد منطقة سجلماسة إلى منطقة الزاب، فتركزهم إذن كان

استوطنوا ناحية تلمسان ودخلوا في خدمة الموحدين بداية من القرن السابع للهجرة، وحكموا هذه المنطقة باسمهم، وبذلك أقر لهم الموحدون بسيطر�م على المنطقة، خاصة بعد تصديهم لبني غانية

إدريس المأمون" على تلمسان، وكان دخولهم إليها سنة هنالك، فثبتهم الخليفة الموحدي "أبو العلاءه تولاها ابنه 629. وبعد وفاته سنة 3م، بإمرة قائدهم "جابر بن يوسف بن محمد"1229ه/627

الحسن الذي استبد بالرأي وأساء السيرة مع كونه فظا وقاسيا فقدم بنو عبد الواد مكانه ابن عمه أبو م، وقد عرف بقوة الشخصية والشجاعة فلم يمتنع إلا بنو 1233ه/631عزة زيدان ابن زيان سنة

مطهر أبناء عمومته عن مبايعته مقابل مبايعة جميع القبائل، و�ض لقتال الرافضين له، فحاصرهم فقام مقامه أخوه يغمراسن بن زيان، الذي يعتبر أول من 4م،1235ه/633لكنه قتل أثناء المعركة سنة

حققه وعلق ف بني زيان، ر ن في بيان شنظم الدر والعقياتاريخ بني زيان ملوك تلمسان مقتطف من محمد بن عبد االله التنسي، 1

.67ص ،م2011، الجزائر، موفم للنشرعليه محمود بوعياد، منشورات وديوان المبتدأ والخبر في أخبار العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان عبد الرحمان بن خلدون، كتاب العبر 2

.105ص م،2001ه/1431 مراجعة سهيل زكار، دار الفكر، بيروت، ،7ج ،الأكبر .198، ص 1يحي ابن خلدون، المصدر السابق، ج 3 .115-113التنسي، المصدر السابق، ص 4

4

سم عن الموحدين، "فاستبد بالأمر عليهم وتحلى بحلية الملك وجرى على استقل من بني عبد الواد بالامرتبته، ولم يـبق عليهم غير الدعاء على المنابر"

1 .

وقد استطاع يغمراسن المعروف بشدته وقوته وبأسه الشديد أن يؤسس لبني عبد الواد ملكا ب الأوسط أكثر من ثلاث قرون ودولة ويوحدهم تحت راية واحدة دامت سيطر�ا على منطقة المغر

رغم محاولات الإطاحة �ا سواء من جيرا�ا المسلمين أو حتى من المسيحيين الذين كانت بلاد المغرب الإسلامي محل أطماعهم بعد أن نجحوا في ضم كثير من أراضي الأندلس في الأول ثم تحويلها كلية إلى

الحكم الإسباني.

:2حدود الدولة الزيانية-3.1

جه الباحث والدارس لتاريخ الدول الإسلامية مشكل الحدود التي لم تكن لتستقر طيلة يواأطوار التاريخ الإسلامي وهي بالنسبة لتاريخ الدولة الزيانية أصعب وأعقد، لأن هذه الدولة عرفت

الحصارات التي تاريخا أشبه بالمد والجزر، نظرا لمحاولات احتوائها من قبل الدول ا�اورة والمعارك الكثيرة و تغير حدود الدولة باستمرار. فمن الناحية الغربية حاول ملوك بني عبد الواد أن يجعلوها ثابتة، وقد اجتهد يغمراسن في تأمينها لكنه لم يفلح في ذلك إثر هزيمته على يد يعقوب بن عبد الحق المريني في

م، وأوصى بعد ذلك 1271ه/670، ثم موقعة إيسلي سنة 3م1267ه/666موقعة تلاغ أولا سنة ابنه وخليفته عثمان بتثبيتها، فبقيت بذلك هذه الجهة شبه ثابتة زمنا طويلا، إذ يذكر التنسي أن حدود البلاد الزيانية كانت تبتدئ عند �ر ملوية مرورا ببلاد تاوريرت التي تقع غربي مدينة وجدة

عة تامزيزدكت، وصولا إلى وادي "صا" وتبعد عنها بحوالي مائة وستة وثمانين كلم وتدخل ضمنها قل

، تحقيق عبد الستار أحمد فراج، مطبعة حكومة الكويت، 2، مآثر الإنافة في معالم الخلافة، جالقلقشندي أحمد بن عبد االله 1 .101-100م، ص 1985، 2ط ، توضيح الحدود الزيانية في أقصى اتساع لها. 01ق رقم حاولنا في الملح 2

تحقيق جعفر الناصري ومحمد الناصري، دار ،3، جىخبار دول المغرب الأقصلأ، الاستقصا السلاوي الناصريأحمد بن خالد 3 .26ص م،1955الكتاب، الدار البيضاء،

5

. وبقي النزاع قائما على مدينة سجلماسة التي ضمها الزيانيون سنة 1وفجيج في الجنوب الغربي .2م1275ه/673م، فعاد المرينيون وضموها سنة 1265ه/663

انية وتمثلت الحدود الجنوبية في صحراء نوميديا بداية من إقليم توات الذي كان تابعا للدولة الزي إلى بلاد ميزاب وعاصمتها غرداية وصولا إلى ورجلان في جنوب الصحراء.

أما الحدود الشرقية فهي التي عرفت تأرجحا كبيرا إذ وصل الزيانيون إلى حدود مدينة بجاية وأنشأوا �ا حصنا سمي بقلعة تامزيزدكت لنفس الاسم الذي كانت تعرف به في بلاد المغرب، وهذا

م مدن 1309ه/710، وكان أبوه "أبو حمو" قد ضم سنة 3أبي تاشفين الأول على عهد السلطانجزائر بني مزغنة ودلس ومتيجة ووصل بقواته إلى إقليم الزاب، وواصل أبو تاشفين زحفه إلى بجاية وقسنطينة، ودخل مدينة تونس وحاول جعل ولاته عليها، وأقصى الحفصيين عن هذه المناطق وبذلك

4انيين إلى حدود لم يبلغوها من قبل.يكون قد أوصل الزي

لكن الزيانيين لم يستطيعوا بعد هذا الاتساع الكبير أن يحافظوا على حدود دولتهم خاصة الشرقية منها التي كانت تتعرض للغزو من طرف الحفصيين وحلفائهم بنو مزني وبنو مغراوة وغيرهم،

الصحراء التي يجدون فيها الملاذ والفرصة ومرات بسبب حصار المرينيين فكان أمراؤها يلجؤون إلى لإعداد العدة كما حدث مرات مع أبي حمو، ثم العودة لتلمسان لإعادة بعث الإمارة من جديد.

، ص 2007موفم للنشر، الجزائر، دط، ،1ج لعهد الزياني،بد العزيز فيلالي، تلمسان في اع. 118التنسي، نظم الدر، ص 1

43. .36،76، ص 3، الناصري، الاستقصا، ج85، ص7ابن خلدون، العبر، ج 2 .118التنسي، ص 3 .127م، ص 1965، المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر، 1يحي بوعزيز، الموجز في تاريخ الجزائر، ج 4

6

:الدولة الزيانيةحكم مراحل -4.1

عرفت الدولة الزيانية طيلة فترة حكمها أربعة مراحل مهمة وهي:

م):1306-1235ه/706-633.مرحلة التأسيس والنشأة (1

ه إلى رفع حصار 633وتبدأ هذه المرحلة منذ استلام يغمراسن بن زيان مقاليد الحكم سنة ، وأول حكام الدولة في هذه الفترة هو 1ببني مرين على تلمسان والذي دام ثمان سنوات كاملة

يغمراسن بن زيان الذي استطاع أن يؤسس دولة قوية منفصلة عن الحكم الموحدي، وعكف على م شؤون الدولة وبسط نفوذها على مناطق واسعة خاصة في مواجها�ا مع الدولة المرينية الناشئة تنظي

في معركتي تلاغ وإيسلي اللتان هزم فيهما الجيش الزياني، لكن يغمراسن أبان عن حنكة وتدبير في غرب تسيير شؤون دولته الفتية واستطاع أن يجعل لها مكانا ضمن ورثة الدولة الموحدية في الم

الإسلامي، ولكي يضمن بقاء الدولة وقو�ا ضم إليه أحلافا من القبائل ا�اورة كان اعتماده عليهم في الحروب وهم عرب بني هلال من بني سويد وبني زغبة فأقطعهم الأراضي الواسعة وأغدق عليهم

جمعه وزادت قوته العطايا، ثم استقدم عربا آخرين من بني زغبة وهم بنو عامر وبنو هميان فقوي �م 2وكان يظاهر �م حلفاء المرينيين من بني هلال.

استمر يغمراسن في حكم الدولة الزيانية أكثر من خمسين سنة، دأب فيها على تنظيم صفوف دولته محاولا فرض حدودها الغربية مع بني مرين حتى غدا �ر ملوية هو الحد الفاصل بينهما وفي الجهة

رة يحاول التوسع على حساب القبائل الهلالية القاطنة في المنطقة وعلى حساب الشرقية كان في كل م-678الحفصيين، لكنه رأى في آخر أيامه أن يكسب ودهم فخطب ابنة أبي إسحاق إبراهيم (

ذكر الأخبار المراكشية، تحقيق سهيل زكار، وعبد القادر زمامة، دار الرشاد الحديثة، الدار الحلل الموشية فيمؤلف مجهول، 1

.177ص م،1979ه/1399البيضاء، الطبعة الأولى، أبو الوليد إسماعيل ابن الأحمر، تاريخ الدولة الزيانية بتلمسان، تقديم وتحقيق وتعليق هاني سلامة، مكتبة الثقافة الدينية للنشر 2

.24م، ص 2001ه/1421والتوزيع، مصر، الطبعة الأولى،

7

م) لابنه وولي عهده أبي سعيد عثمان، لكنه توفي في طريقه إلى تلمسان 1284- 1279ه/683وقد أوصى يغمراسن 1م،1284- ه681قبل موكب العروس سنة بنواحي وادي الشلف بعد أن است

قبل وفاته خليفته بأن يتقي بأس بني مرين ويهاد�م ما استطاع إلى ذلك سبيلا وأن يتحصن بأسوار مدينته إذا حاولوا الدخول عليه، وأن يحاول التوسع في الجهة الشرقية ليتوسع ملكه ويكثر حشده

.2ويتقوى بذلك على عدوه

م) على �ج والده وعملا بنصيحته 1303- 1282ه/703-681أبو سعيد عثمان" (وسار "في استجلاب ود بني مرين وتوسيع المناطق الشرقية له، غير أنه أجار الوزير ابن عطوا الخارج على السلطان المريني يوسف بن عبد الحق مما أثار حفيظة هذا الأخير فطالبه به لكنه رفض تسليمه إياه

طان المريني على السير إلى تلمسان وضمها إلى سلطانه وضرب عليها حصارا طويلا بدأ منذ فعزم السلم، وبنى بجوار تلمسان مدينة أخرى مواجهة لها سماها المنصورة، وجمع لذلك العتاد 1298ه/699سنة

منهم والعدة والجنود والذخائر، ودام هذا الحصار ثمان سنوات عانى خلالها أهل المدينة وهلك كثير ، وتوفي 3بعد انعدام الغذاء حتى أكلت الجيف والقطط ونقص الطعام وأشرف الناس على الهلاك

ه، وتولى بعده ابنه أبو زيان وبقي صامدا في وجه المرينيين مدة أربع 703عثمان في أثناء الحصار سنة خروج الرجال إلى سنوات ولما أيقن بالهلاك عزم على قتل النساء والحرم بأيدي اليهود والنصارى ثم

القتال لئلا يقع أحد منهم في الأسر أو يتعرض حرمهم للذل، لكن الفرج جاءهم بعد مقتل السلطان المريني أبي يعقوب بيد بعض غلمانه واختلف آله على من يخلفه، فوثب أبو ثابت حفيد

زيان بالجلاء عن السلطان المقتول على السلطة وتولى بإعانة من أخواله بني ورتاجن وتعهد لأبي

.115، ص 1يحي ابن خلدون، بغية الرواد، ج 1 .190-189، ص 7ابن خلدون، العبر، ج 2 .197ص المصدر نفسه، 3

8

تلمسان إذا أعانه على ذلك، فارتفع الحصار عن المدينة بعد أن خلف آثارا مدمرة في العباد والأرض، .1وقيل أن من هلك في هذه السنوات بلغ عشرين ألف إنسان

م):1338-1307ه/737-706.مرحلة القوة والتوسع (2

ه بعد مقتل السلطان المريني 706ن سنة وتبدأ هذه المرحلة بعد رفع الحصار المريني عن تلمسا الذي حاول الانتقام من - السالف الذكر–يوسف، وقد كان على رأس السلطة الزيانية أبو زيان

البربر المتحالفين مع المرينيين أثناء الحصار فبسط نفوذه على قبيلة مغراوة ووضع عليها المولى مسامح عيد الحدود الغربية لدولته إلى ما كانت عليه قبل الحصار نظرا نائبا عليها باسم الزيانيين، واستطاع أن ي

.2لحالة السلم التي آلت إليها الأمور بينه وبين المرينيين

ثم بدأ عهد السلطان القوي أبي حمو موسى الذي استلم السلطة بعد وفاة أخيه أبي زيان سنة ليه مدينة جزائر بني مزغنة سنة ه، وقد شهدت الدولة في عهده توسعا كبيرا إذ ضم أبو حمو إ708، واستعصت عليه مدن بجاية وبونة وقسنطينة 3م بعد أن استسلم له أميرها ابن علان1312ه/712

بعد أن دوخ أهلها وحاصرها مرات، وكان قبل ذلك قد أخضع قبيلة توجين واستولى على مضار�ا، بن أبي حمو ثار على أبيه بمعونة أعلاج . غير أن أبا تاشفين 4وأخذ الرهائن من القبائل لضمان ولائها

كانوا متولين لأمره، على رأسهم هلال القطلاني فأغروه بقتل أبيه وساعدوه في ذلك، وتولى أبو ومد نفوذه دولته إلى المنطقة الشرقية فاستولى على مدن 5م،1318ه/718تاشفين الحكم سنة

شأ حولها القلاع والحصون، وزحف بجيشه إلى قسنطينة وبونة وضرب حصارا مريرا على مدينة بجاية وأن

.29-28ابن الأحمر، المصدر السابق، ص 1 .212، ص 1يحي بن خلدون، المصدر السابق، ج 2 الميلي، المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر، مبارك تقديم وتصحيح محمد، 2لجزائر في القديم والحديث، جمبارك الميلي، تاريخ ا 3

.409ص م، 1976 .136التنسي، المصدر السابق، ص 4 .214، ص 1يحي ابن خلدون، المصدر السابق، ج 5

9

تونس التي هرب سلطا�ا فدخلها أبو تاشفين أياما ثم أناب عنها، لكنه وقع بعد ذلك بين فكي ، وقتل 1ه737قوات الحفصيين بتونس، والمرينيين من الجهة الغربية والذين استولوا على تلمسان سنة

لمالكة، وأضحت تلمسان عاصمة المغرب الأوسط تحت حكم فيها أبو تاشفين وكثير من أفراد العائلة ا المرينيين.

م):1389-1348ه/791-749.مرحلة النهضة (3

دام استيلاء المرينيين على تلمسان حوالي اثنا عشرة سنة وبعد هزيمة السلطان المريني أبي الحسن ستطاعوا إحياء مملكة ، توحد بعض أفراد البيت الزياني وا2م1348ه/749في معركة القيروان سنة

أجدادهم، وهما الأخوان أبو ثابت وأبو سعيد من نسل أبي زكرياء بن يغمراسن فتولى الأول إدارة الشؤون العسكرية، واشتغل الثاني الأمور السياسية، وكان الاثنان على توافق كبير في إدارة شؤون

قبائل مغراوة وتوجين على التحالف ، كما تعاون الأميران في هذه الفترة مع3الإمارة وتسيير نظمهاوالمناصرة ضد الخصم المشترك، وهو بني مرين لكن الأمر لم يدم طويلا إذ اجتاحت القوات المرينية مناطق الزيانيين واستباحتها واستطاعت الظفر "بأبي سعيد" أولا وقتله ثم دست العيون فقبض على

"أبو حمو" ودخل تونس تحت حماية أميرها ه ونجا ابن أخيهما753"أبي ثابت" وقتل كذلك سنة م)، ولما غزا السلطان 1369- 1350ه/770- 750الحفصي "أبي إسحاق بن أبي يحي بن أبي زكرياء"(

ه انتهز "أبو حمو" الفرصة وجمع جموعه وجد السير إلى 758المريني "أبو عنان" بلاد إفريقية سنة طريقه أقصى كل القبائل المعادية له، وانتصر في كل تلمسان مستعينا ببني عامر وجموع من زناتة، وفي

المعارك التي خاضها، متحديا الصعوبات والمخاطر، خاصة لما علم بوفاة السلطان المريني ، حتى وصل

.214-213ص ،1يحي ابن خلدون، المصدر السابق، ج 1 .115، ص 7ابن خلدون، العبر، ج 2 .152التنسي، المصدر السابق، ص 3

10

إلى تلمسان فحاصرها وأزاح عنها الأمير المريني "محمد بن أبي عنان" وأعاد اسم الدولة الزيانية �ا في 1ه.760ربيع الأول من سنة

بقي "أبو حمو" في مدينته يعيد ترتيب أمورها وتنظيم صفوف القبائل المساندة ترغيبا أو عرف عهد أبي حمو نشاطا عسكريا كبيرا 2ترهيبا، وتم استرجاع مدن الشلف ومليانة ولمدية والجزائر.

صية بسبب الحملات الكثيرة التي كان يقودها لإخضاع القبائل المناوئة، كما شهد هجمات حفومرينية متكررة كان "أبو حمو" يتصدى لها بكثير من الحزم، فكان كلما اشتد عليه الحصار يلجأ هو وأهله وحاشيته إلى الصحراء واحتمى بقبائله، فإذا ارتفع عاد إلى عاصمته وجمع شمله من جديد، وقد

ثم أخرجه م حينما غادر عاصمة دولته خمسة وعشرين يوما،1359ه/760حدث ذلك أولا في سنة م) من تلمسان في السنة الموالية فمكث 1361-1359ه/762- 760السلطان المريني "أبو سالم" (م) من 1372- 1366ه/774- 768، ثم تمكن "عبد العزيز المريني" (3في الصحراء حوالي أربعين يوما

ثر من سنتين احتلال تلمسان لمدة سنتين، ففر "أبو حمو" إلى الفيافي مرة أخرى وطال مقامه �ا لأك، ولم يرفع عن المدينة الحصار إلا بموت السلطان المريني، ورجوع وزيره "أبي بكر بن 4ه774- 772من

غازي" بالناس إلى فاس لأخذ البيعة "لأبي زيان محمد بن عبد العزيز" الذي لم يكن قد بلغ الحلم ه أين أجلاه السلطان 785ه واستقر �ا إلى سنة 774ورجع "أبو حمو" إلى تلمسان في سنة 5بعد.

م) عنها فانتقل بأولاده وحاشيته إلى 1385-1374ه/786- 776المريني "أبو العباس بن أبي سالم" (

.4، ص 4السلاوي، المصدر السابق، ج 1 .118التنسي، المصدر السابق، ص 2بن الأحمر، روضة النسرين في دولة بني مرين، تحقيق عبد الوهاب بن منصور، مطبوعات القصر الملكي، أبو الوليد إسماعيل 3

. 56م، ص 1962 ه/1382المطبعة الملكية، الرباط، .260، ص 7ابن خلدون، العبر، ج 4هو السلطان الذي تلقب بالسعيد باالله وهو ممن ولي الأمر وهو صبي، وفيه ألف لسان الدين ابن الخطيب كتابه المسمى:"إعلام 5

مر كله، ولم تدم دولته إلا سنة الأعلام بمن بويع من ملوك الإسلام قبل الاحتلام"، وقد كفله الوزير أبو بكر بن غازي فكان إليه الأ . 61-60، ص 4وثمانية أشهر وأياما. انظر السلاوي، الاستقصا، ج

11

نواحي وادي شلف وبقي هنالك ما يقرب من سنتين، ثم عاد بعد عودة أبي العباس لإنقاذ مدينة لا قدوم ابن أبي حمو نفسه وهو وشهدت الأمور في الدولة الزيانية استقرارا نسبيا لم يعكره إ 1فاس،

"أبو تاشفين" بإيعاز من بني مرين ومؤازرة من "أبي زيان الوطاسي"، ومواجهة الأب وابنه في معركة فاصلة بجبل بني ورنيد، وأفضى الأمر إلى سقوط "أبي حمو" قتيلا بسيوف أنصار ابنه سنة

دولة أبي حمو إيذانا بسقوط آخر . وكان سقوط 2م وتقلد ابنه الحكم تابعا لبني مرين1390ه/791 ملوك بني زيان العظام ودخول الدولة في آخر مرحلة لها من دورة حياة الدول.

م): 1554-1390ه/962-791.مرحلة الضعف والسقوط (4

رغم أن هذه المرحلة تعتبر أطول مراحل الدولة عمرا، إلا أ�ا تعتبر في ميزان القوى الأقل تأثيرا إذ شهدت ملوكا ضعافا لا هم لهم إلا تجميع الأموال والتحالف ضد بعضهم البعض والأكثر ضعفا،

من أجل كرسي العرش، وهناك اختلاف واضح بين المؤرخين في أسماء ملوك هذه الفترة بسبب التنازع .3الكبير بينهم على الحكم وتشابه الأسماء

نائب لبني مرين في تلمسان، مع تبدأ هذه المرحلة بحكم "أبي تاشفين" الذي لم يكن إلا مجرد منازعة أخيه "أبي زيان" له بمساعدة عرب المعقل عدة مرات دون جدوى، ثم توجهه إلى بني مرين للإطاحة بعرش أخيه الذي بدأ يغير علاقاته مع المرينيين، وتوفي "أبو تاشفين" وقلد الحكم لابنه

ستطاع تنحيته والجلوس على كرسي الإمارة الصبي، لكن عمه "أبو الحجاج" المعروف بابن الزابية العدة أشهر فقط، ثم جاء أبو زيان بمساعدة مرينية، لكنه لم يلتزم بشروطه اتجاههم فتدخل "أبو فارس

م) الذي كان وليا للعهد آنذاك ليحتل مدينة تلمسان ويضمها 1397-1394ه/799-796المريني" (ة إلى فاس لاستلام عرش أبيه، وأعاد أبا زيان ه، لكنه اضطر للعود796إلى العرش المريني سنة

السابق لعرش تلمسان، وأصبح الزيانيون وإمار�م لعبة في يد بني مرين يعزلون ويولون من يشاؤون من

.68-67، ص 4السلاوي، المصدر السابق، ج 1 .76المصدر نفسه، ص 2 .02عن أسماء ملوك بني زيان في هذه الفترة وسابقا�ا، انظر الملحق رقم 3

12

أبناء أبي حمو الثاني ما داموا يدينون لهم بالولاء التام، لكن الملاحظ أن أمراء بني زيان الذين سنحت كانوا لا ينسون الالتفات إلى الجوانب الحضارية للدولة، فقد جددوا ما لهم فرصة الاستقرار النسبي

.1هدم وخرب من دولتهم وأقاموا الأسواق وشجعوا الحركة العلمية، وأشاعوا الأمن والهدوء

ه شهدت بلاد المغرب هيمنة حفصية كبيرة إذ تغلب "أبو فارس عبد العزيز 827ومنذ سنة م) على كل المناوئين وخطب له على منابر تلمسان وفاس 1433- 1394ه/837- 796بن أحمد" (

، وبدأ تدخل 2وغرناطة وبذلك بسطت الدولة الحفصية سيطر�ا على كامل بلاد الغرب الإسلاميالحفصيين في شؤون تلمسان جليا واضحا بتعيين "محمد بن أبي تاشفين" المعروف بابن الحمراء على

محمد عبد الواحد" ثم عهد "أبي العباس العاقل" الذي طال نسبيا عمه "أبي رأس الإمارة الزيانية، ثمم) وشهد استقرارا سياسيا واقتصاديا وحركة ثقافية نشيطة، رغم ما 1461- 1431ه/834-866(

شابه من ثورات قادها أبناء البيت الزياني، وبتدعيم من الحفصيين، وبعد سقوط غرناطة سنة سواحل بلاد المغرب وأصبح تدخلهم سافرا في شؤون الحكم م، بدأ التهديد المسيحي ل1492ه/897

بتدعيم أمير على آخر إلى غاية تدخل الأتراك بقيادة "عروج" و"خير الدين" وإعلان إ�اء حكم الدولة الزيانية الذي دام أكثر من ثلاثة قرون، وضم تلمسان إلى الحكم العثماني سنة

. 3م1552ه/962

.211-210بق، ص انظر عن ذلك التنسي، المصدر السا 1، تحقيق وتعليق محمد ماضور، المكتبة العتيقة، 2أبو عبد االله محمد بن إبراهيم الزركشي، تاريخ الدولتين الموحدية والحفصية، ج 2

.130-125م، ص 1966تونس، الطبعة الثانية، المعرفة للنشر والتوزيع، الجزائر، د.ط، ، عالم)م1792-1492(بين الجزائر وإسبانيا الثلاثمائة سنة توفيق المدني، حربأحمد 3

.329،، ص 2010

13

بلاد المغرب الأوسط قبل العهد الزياني:.التواجد الذمي ب2

المسيحيون:-2.1

شهدت فترة الفتح الإسلامي نزوحا جماعيا لنصارى بلاد المغرب الإسلامي، لأ�م رأوا أن المسلمين سيقصو�م عن مناصبهم السيادية التي توارثوها منذ سيطر�م على البلاد، فقاموا بمحاولا�م

النعمان" و"موسى بن نصير" ببعض الإغارات على شواطئ البلاد الأخيرة إبان عهدي "حسان بن كترشيش التي أقام حسان بن النعمان مكا�ا مدينة تونس ومد إليها قناة من البحر لتكون بمأمن من غزوات النصارى الفارين منها، لكن بداية عهد الولاة كانت إيذانا بتحول كلي للمسيحيين من بلاد

جزر البليار وصقلية والبلاد المسيحية المطلة على البحر. ولم يبق إلا العدد المغرب الإسلامي نحو القليل منهم في المدن والحواضر الإسلامية، هذه القلة الباقية تمثلت في رجال الدين المشرفين على أمر الكنائس والدير التي بقيت تحفظ لمن تبقى منهم إمكانية ممارسة شعائرهم وطقوسهم، والإشراف علىتعليمهم، أو بعض الأسرى في سجون الإمارات الإسلامية التي تأسست بعد الفتح، فمثلا وجدت في عاصمة الرستميين مدينة تاهرت جالية كبيرة من النصارى والذين كان لهم حي مستقل سمي "حي

صادر ، ولا نجد في الم1الكنيسة" والذي أقيم على مكان مرتفع في المدينة بنيت فيه منازل وقصور لهم تفاصيل عن أعداد أو جنسيات أو أماكن تواجد النصارى في البلاد قبل العهد المرابطي.

أما في العهد المرابطي فيظهر أثر التواجد النصراني في بلاد المغرب لأن المرابطين المعروفين إلى جنودهم بالتسامح الديني قد استجلبوا بعض الجنود والمرتزقة من الأندلس والجزر ا�اورة، وضموهم

حتى شكلوا �م ميليشيات خاصة بحراسة الأمير وحاشيته، فاتخذ "يوسف بن تاشفين" فرقة خاصة ونمت هذه الفرقة في عهد ولده 2لحرسه من النصارى كان قد اشتراهم وبلغ عددهم مائتين وخمسون

عبد العزيز فيلالي، دراسات في تاريخ الجزائر والغرب الإسلامي، دار الغرب الإسلامي للطباعة والنشر والتوزيع، الجزائر، 1

. 65-64م، ص 2012الطبعة ، المطبعة الملكية، الرباط، 10الأعلام، جالمراكشي، الإعلام بمن حل بمراكش وأغمات من السملالي عباس بن إبراهيم 2

.300- 299م، ص 1993ه/1413الثانية،

14

د اشتركت هذه "علي" حتى أصبحت تؤلف جناحا كبيرا في الجيش المرابطي من النصارى المرتزقة، وق، ومصدر هؤلاء كان بلاد الأندلس، بعد أن ظهر 1الفرقة مع جيوش المرابطين في معارك عديدة

للمرابطين كفاء�م في خدمة ملوك الطوائف، وتظهر مشاركة هؤلاء في المعارك مع الموحدين، وقد برز يمون" قائد الأسطول " الذي كان فارسا قطلونيا أسره "علي بن مReverterاسم قائدهم "الروبرتير

. 2ه534سنة المرابطي وأرسله إلى مراكش ليقوم بخدمة المرابطين فقتل في إحدى معاركه مع الموحدينوظهرت في عهد علي بن يوسف بن تاشفين فئة خاصة، تبوأت مناصب عليا في الدولة، فارتقت إلى

معه من الممالك النصرانية . وفي عهد "تاشفين بن علي" صحب3مرتبة النبلاء، وظهر غناها وترفهازهاء أربعة آلاف مسيحي، وكان قد استعرضهم في إحدى نواحي تلمسان مع بقية جنده عندما برز

. 4لقتال الموحدين

استنكف الموحدون عن استخدام النصارى في جيوشهم لبداية عهدهم، لأ�م كانوا يرون أن لمين، فنبذ أمراؤهم هذا الأمر وتخلوا عن الفرق التي المرابطين قد خالفوا الشرع في استعمالهم غير المس

ورثوها عن الملثمين، لكن في أخريات حياة الدولة الموحدية استعانت بالجند المرتزقة في مقاتلة م) قد لجأ إلى 1232- 1228ه/630-626خصومها المنشقين عن الدولة، وذلك أن الخليفة المأمون (

بفرقة من فرسان النصارى ليعبر �ا إلى المغرب ويقاتل خصمه ملك قشتالة فرناندو الثالث ليعينه المنشق عليه الطامع في الحكم، وقد أمده ذلك الملك بفرقة تقدر بخمسمائة فارس مقابل شروط قاسية منها أن يتنازل المأمون عن عشرة من الحصون الإسلامية القريبة لحدوده، وأن تقام في مراكش كنيسة

ترجمة وتعليق عبد االله عنان، مطبعة لجنة التأليف والترجمة ، 1ج ،في عهد المرابطين والموحدين يوسف أشباخ، تاريخ الأندلس 1

.122ص م، 1940ه/1359والنشر، القاهرة، الكتامي ، نظم الجمان لترتيب ما سلف من أخبار الزمان، تحقيق محمود بن القطان ن عبد الملكحسن بن علي بن محمد ب 2

.141م، ص 1990علي مكي، دار الغرب الإسلامي، الطبعة الثانية، ، رجب 11إبراهيم القادري بوتشيش، المرابطون وسياسة التسامح مع نصارى الأندلس، مجلة دراسات أندلسية، تونس، العدد 3

.27م، ص 1994ه/1414 .131مجهول، الحلل الموشية في ذكر الأخبار المراكشية، ص 4

15

الفرقة من الجند المرتزقة قريبة من خلفاء الموحدين وتتقاضى أجورها مقابل وبقيت هذه 1للنصارى.الخدمات التي تقدمها من حراسة ومشاركة في الحروب ومدافعة عن الخليفة مع تمتعها بسكنات داخل المدينة، حتى ورثها الزيانيون عنهم وشاركوا �ا في مختلف حرو�م مع خصومهم إلى أن بدرت منهم

.2غتيال فأبيدوا عن آخرهممحاولة ا

وجلب حكام المغرب الأوسط الكثير من أسارى الحرب والعبيد من البلدان الأوربية نظرا لتوسع رقعة الحرب بين العدوتين، وانتشار ظاهرة القرصنة التي كانت متبادلة بين الطرفين المسيحي

لصقلي وجمعها الصقالبة، ولعل هذا والإسلامي، وأطلق على الرقيق ا�لوب من البلاد المسيحية اسم االلفظ قد أطلق في أول الأمر على الرقيق ا�لوب من جزيرة صقلية ثم عمم على كل العبيد المنحدرين

، ويذكر بعض المؤرخين الغربيين وجود جالية مسيحية في العصر الحمادي كانت 3من بلدان نصرانيةها كثيرا من الأعمال، فهم يذهبون إلى أن الأمراء ذات تأثير كبير، ولها أصول بربرية، ونسبوا إلي

الحماديين استقبلوا في فترة من المحتمل أن تكون متوافقة مع إنشاء القلعة جالية كبيرة العدد من المسيحيين البربر الذين جاءوا يعمرون عاصمتهم الجديدة والذين ظلوا يقطنو�ا وقتا طويلا بعد إنشاء

المصادر التسامح الذي كانت تحظى به الأقليات المسيحية بدليل بناء . وتذكر بعض 4مدينة بجايةكنيسة سميت "كنيسة العذراء" (لا تزال آثارها باقية إلى اليوم) كان يؤمها هؤلاء رغم أن التشريعات

فتحي زغروت، الجيوش الإسلامية وحركة التغيير في دولتي المرابطين والموحدين (المغرب والأندلس)، دار التوزيع والنشر 1

.115م، ص 2005ه/1426الإسلامية، القاهرة، مصر، الطبعة الأولى، .206، ص 1بن خلدون، المصدر السابق، جيحي 2

شكيب أرسلان، تاريخ غزوات العرب في فرنسا وسويسرا وإيطاليا وجزائر البحر المتوسط، مطبعة عيسى البابي الحلبي، 3 .211ه، ص 1352

4 Genéral L.De Beylie, La Kalaa des Beni Hammad –une capitale berbere de l’Afrique du Nord- au XIe Siècle, Ernest Lerous Editeur, Paris, 1909, P 20.

16

الخاصة بأهل الذمة في الدولة الإسلامية تقضي بأن لا تبنى كنائس أو معابد جديدة ولا يصلح ما .1خرب منها

وعرف العصر الحمادي في المغرب الأوسط تجانسا بين أطياف ا�تمع من مسلمين ومسيحيين ويهود، واشتهر الصقليون بكفاء�م التجارية والصناعية، إذ حملوا معهم مهارا�م في الصنائع والحرف ونشروها في أطراف الدولة خاصة المدن الساحلية منها كبونة وبجاية، وأخذها عنهم

.2لادسكان الب

وفي عصر المرابطين عرف ا�تمع أصنافا متعددة من السبايا والجاريات الروميات اللائي كن يقدمن إلى المغرب إما عن طريق الأسر، أو بواسطة تجارة الرقيق، إذ يذكر أحد المؤرخين أن الأمير

ة، م محملا بستة آلاف سبي1137ه/532تاشفين بن علي جاز من الأندلس إلى المغرب سنة بالإضافة إلى أسواق الجواري التي عرفت انتشارا كبيرا إبان هذا العهد، وتنافس الناس في اقتنائهن

3ووصلت أثما�ن إلى حدود كبيرة.

وحرصا من الدول الإسلامية التي حكمت المغرب الأوسط قبل العهد الزياني على تنظيم حياة جعلت على رأس كل طائفة منهم رئيسا يسمى هؤلاء النصارى، وضمانا لدفعهم الجزية بانتظام فقد

" ويتولى أبناء جلدته انتخابه ليكون مسؤولا عن كل ما comes"زعيم عجمة الروم" أو "القومس

1 Encyclopedia of Islam, nouvelle edition, G.-P. Maisonneuve et Larose S.A, Paris Vol 2, Part 2, P 679.

، الطبعة الثانية، عبد الحليم عويس، دولة بني حماد، صفحة رائعة من التاريخ الجزائري، دار الصحوة للنشر والتوزيع، القاهرة 2 .242م، ص 1991ه/ 1411

،في أخبار ملوك المغرب وتاريخ مدينة فاس روض القرطاسالأنيس المطرب ب، الفاسي ابن أبي زرعأبو الحسن علي بن عبد االله 3 .164ص م،1972دار المنصور للطباعة والوراقة، الرباط،

17

يتصل بأمور النصارى، ومكلفا بجمع الجزية المفروضة عليهم، ويقدمها نيابة عنهم إلى السلطة .1عة لسلطة الدولةالحاكمة، وكان هؤلاء منتشرين في جميع المدن الخاض

وقد تواجدت فئة من التجار المسيحيين كانت دائمة التردد على مدن المغرب الأوسط خاصة إذا تعلق الأمر بالمدن الساحلية التي كانت من أكبر المراكز التجارية العالمية آنذاك، إذ أ�ا شهدت

، وكان تجار البحر من رعايا البلاد تبادلات تجارية كبيرة فكانت موانئها تعج بالسلع الصادرة والواردةالمسيحية يجلبون إلى أهالي المغرب الأوسط المنتوجات الأوربية، وعلى الخصوص المنسوجات والأقمشة

.2الصوفية والأواني المنزلية وغيرها

. اليهود:2

المؤرخون في بداية التواجد اليهودي في بلاد المغرب الإسلامي عموما والأوسط منه اختلف وصا، فمن قائل أن أوائل اليهود قد استقروا بالبلاد مع وصول الفينيقيين إليها وتأسيسهم لمدينة خص

قرطاج، ولا يستند رأي هؤلاء إلى أي دليل تاريخي أو وثائقي وإنما اعتمدوا في ذلك على آرائهم م بأ�م من الخاصة وأصحاب هذا الرأي هم من اليهود الراغبين في إيجاد موطئ قدم لليهود وادعائه

3أهل البلاد الأصليين.

ويقول "كاهين" أن بداية قدوم اليهود إلى المغرب كان إثر حملة بطليموس على بيت المقدس ق.م وترحيله لأكثر من مائة ألف يهودي إلى مصر حيث أرسل جزء منهم إلى ليبيا 320حوالي

حديثه عن أصل يهود الشمال الإفريقي ومنها انتشروا إلى بقية البلاد. كما يعتبر "دارمون" في معرض

، تحقيق عبد ا�يد ترحيني، منشورات محمد 24لأرب في فنون الأدب، جشهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب النويري، �اية ا 1

.152م، ص 2004ه/ 1424علي بيضون، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى، مزاري توفيق عبد الصمد، الجهاد البحري في عهدي المرابطين والموحدين، أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم 2

.205م، ص 2008-2007ه/1429-1428الإسلامية، تخصص تاريخ وحضارة، جامعة الجزائر، 3 André Chouraqui, Marche vers l’occident, les juifs d'Afrique du nord, paris, PUF, 1952, P 13.

18

" فتفرقوا في إفريقيا Oniasأن هؤلاء قد قدموا من مصر بعد تحطيم المعبد الذي بناه "أونياس غير أن هذا الرأي لا يعدو أن يكون مجرد فرضية 1واستوطنت جماعة منهم مدينة تلمسان وضواحيها،

قدمها هذا الكاتب ولا تستند إلى دليل تاريخي.

تبر حاييم الزعفراني اليهود أول مجموعة غير أمازيغية وفدت إلى المغرب، على الرغم من أنه ويع يقر بعدم وجود أي نقوش مكتوبة أو شواهد أخرى تدل على إقامة مستعمرات يهودية كاملة على الشواطئ الإفريقية في عهود مدينتي صور وصيدا الفينيقيتين، بينما يؤكد من جهة أخرى أن هناك

خبارا تتحدث عن وجود آثار لأحجار كانت علامات لحدود يقال أن الذي كان قد وضعها هو أيوآب بن صوريا" قائد جيش الملك داود، لكن الاختلاف هنا يكمن في موضع إقامة هذه الحدود

2المختلف فيه بين منطقة جربة التونسية أو طنجة أو فاس أو درعة أو في التخوم الصحراوية المغربية.

ويعتقد بعض اليهود أن الأمازيغ ما هم في الحقيقة إلا بقايا أولئك الفلسطينيين الذين تعقبهم القائد "يوآب" إلى بلاد المغرب، وتجدر الإشارة هنا أ�م يترجمون اللفظ العبري: "فلستيم" التوراتية

3الواردة في هذا الحدث بلفظة "بربر".

سلسلها فإن التاريخ الذي يمكن القبول به ليكون تاريخا وحسب مجريات الأحداث التاريخية وت واضحا لقدوم اليهود إلى بلاد المغرب هو بداية الألف الأولى قبل الميلاد نتيجة لعلاقة مدينة صور الفينيقية بالعبرانيين أثناء حكم سليمان، وتبدو هذه العلاقة الودية في طابع المعاملات والمبادلات

يث تلقى أهل صور كميات من الأغذية مقابل الأخشاب والخيرات الغنية التي التجارية بينهما، ح

1 Raoul Darmon, Origine et constitution de la communauté Israélite de Tlemcen, Revue Africaine, OPU, Alger, V14, N°79, 1870, P

ترجمة أحمد شحلان وعبد الغني أبو العزم، دار ،-تاريخ، ثقافة، دين– حاييم الزعفراني، ألف سنة من حياة اليهود بالمغرب 2 .09 ص م،1987الثقافة، الدار البيضاء، الطبعة الأولى،

.26 م، ص2000أحمد شحلان، مرسم للنشر، الرباط، المغرب، حاييم الزعفراني، يهود الأندلس والمغرب، ترجمة 3

19

، ولعل هذا ما يفسر سيطرة اليهود على تجارة الحبوب في تلك المدة لأن مدينة 1قدموها للعبرانيين . 2صور كان بإمكا�ا جلب الحبوب التي تنتجها سهول تونس من مستوطنة أوتيكا

حر المتوسط مكانة هامة، حيث برزت فيه شبكة من المراكز وقد احتل الساحل المغربي للب، وبفعل رحلات الفينيقيين حل معهم اليهود 3والمحطات والمدن قدرها المؤرخون بحوالي ثلاث مائة

الحاذقين في الميدان التجاري على أهم المدن والمراكز التجارية مثل عنابة وجيجل، بجاية وشرشال قة استقرت أفواج منهم في المناطق الداخلية والصحراوية، ويؤيد هذا الرأي والجزائر، وفي القرون اللاح

بعض المؤرخين اليهود الذين يروون أن مجموعة يهودية انحدرت من الجالية اليهودية الفينيقية تمركزت على طول المحور التجاري الممتد من خنشلة وتيمقاد، قالمة إلى سيرتا ثم سطيف وصولا إلى سور

. 4الحالية، وذلك بسبب طبيعتهم الميالة إلى التجارة أكثر من أي نشاط آخرالغزلان

ق.م بدأت بعض العناصر اليهودية تحل 146وفي العهد الروماني وبعد سقوط قرطاج سنة بالمغرب، إذ كشفت الآثار عن وجود نقوش عبرية باليونانية واللاتينية، غير أن تلك النقوش اليهودية

5ى أربعة، وجدت منها اثنتان في منطقة المغرب الأوسط في مدينتي سيرتا وسطيف.الخالصة لا تتعد

الذي تزوج من يهودية تدعى "قلافيرا" - 6وازدهرت حياة الجالية اليهودية في عهد يوبا الثاني خاصة في قرطاج وشرشال إذ كانوا يتعاطون التجارة والحرف، -وكان طبيبه "أوفرن" يهوديا كذلك

.94م، ص 1979محمد الصغير غانم، التوسع الفينيقي في البحر الأبيض المتوسط، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، 1 .641- 640م، ص 1976، 2، دار العلم للملايين، بيروت، ط1جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، ج 2 .259م، ص 1982، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، 1عبد الرحمن الجيلالي، تاريخ الجزائر العام، ج 3

4 Ayoun Richard, Cohen Bernard, Les Juifs d'Algérie, deux mille ans d'histoire, Editions Jean-Claude Lattès, Paris, 1982, P 27.

، التغيرات الاقتصادية والاجتماعية في المغرب أثناء الاحتلال الروماني، المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر، شنيتي محمد البشير 5 .199-198م، ص 1984

ق.م، حمل إلى روما وهو صغير بعد ا�زام والده يوبا الأول، قامت أخت الامبراطور الروماني 23-25يوبا الثاني: حكم من 6بعد أن شب نصب ملكا على موريتانيا، وقد كان مجرد منفذ لأوامر روما، كما شارك في قمع ثورات المغاربة، "أوكتافيو" بتربيته ، و

20

عبد كبير بشرشال على رأسه حاخام كبير، وكانوا يتمتعون بكامل الحرية في القيام وكان لهم م .1بشعائرهم لما كان ليوبا من عطف عليهم، مما يدل على كثرة أعدادهم

وشهدت فترة السيطرة الرومانية على الشمال الإفريقي إلى غاية الفتح الإسلامي غموضا من يهودي أو علاقة مع القبائل البربرية أو حتى السلطة الحاكمة حيث المعلومات أو الأدلة على وجود

للبلاد، بينما نستشف من بعض المصادر التي تحدثت عن الفترة التالية للفتح ميلا لاعتبار عدد لابأس به من قبائل البربر يهودا، إما بتعلمهم مبادئ الدين اليهودي وتلقيهم للتعاليم التوراتية التي انتشرت

لعهد، أو أن بعض من هذه القبائل هي من أصل يهودي، ويأتي في مقدمة هذه القبائل التي قبل هذا ايدور حولها جدل واسع قبيلة جراوة التي كانت تحتل المنطقة الواقعة حول جبال الأوراس، وهي القبيلة

ن لها شأن كبير التي تنحدر منها "الكاهنة" الزعيمة البربرية التي قاومت الفتح الإسلامي في المنطقة وكافيها ويدلل بعض المؤرخين على ذلك بأن هذه المرأة كانت تتقن السحر والكهانة واستطاعت من

، وقبيلة مديونة التي كان أهلها 2خلالهما السيطرة على المنطقة، أو أ�ا ذات أصول فلسطينية يهوديةة و�لولة، والتي يقول ابن منتشرون في ضواحي تلمسان إلى مدينة وجدة بالإضافة إلى قبائل قنلاو

خلدون أن إدريس الأكبر مؤسس دولة الأدارسة بالمغرب الأقصى وجد منها من هم على دين .3اليهودية، فأجلاهم عنها

ومنذ استقرار المسلمين في بلاد المغرب الأوسط وبداية عصر الولاة بعد الفتح وعصور ل الذمة فعوملوا على أساس التشريعات الدويلات المستقلة، دخل اليهود كغيرهم ضمن نظام أه

الإسلامية التي تضمن لهم حقوقهم وتبين ما عليهم من واجبات ماداموا محافظين على عهودهم، غير أن المصادر الإسلامية لا تسعفنا بمعلومات وافية عن الوجود اليهودي في المنطقة سواء في عصر الولاة

وقد دفعه زواجه بيهودية واتخاذه طبيبا يهوديا إلى زيادة عطفه على اليهود حيث وجد عدد كبير منهم في عاصمته. ينظر عبد = . 26-25م، ص 1971زوجته كليوباترة سيليني، وزارة الأخبار والثقافة، الجزائر، الحميد بن أشنهو، الملك العالم يوبا الثاني و

.41المرجع نفسه، ص 1 .214، ص 6ابن خلدون، المصدر السابق، ج 2 .257-256، ص 6المصدر نفسه، ج 3

21

ه، وجاء بعدهم 160مستقلة في المغرب الأوسط سنة أو حكم الرستميين الذين أسسوا أول دولة الفاطميون الذين عاش اليهود في كنفهم عندما سيطروا على المنطقة أو حتى عندما رحلوا عنها، ومن

م) وكان عالما متضلعا في 10-ه4أبرز اليهود الذين عرفوا في هذا الزمن "يهودا بن قريش التيهرتي"(قامية والبربرية والفارسية، وهو صاحب رسالة إلى يهود فاس وهي بحث اللغات العربية والعبرية والآر

. 2، بالإضافة إلى أنه واضع النحو التنظيري1نحوي لغوي مقارن بين اللغات السامية

ومن بين أعلام اليهود البارزين في عصر الدولة الحمادية الربي إسحاق الفاسي التلمودي وتلاه سليمان ديان بن فرماس الذي ترأس مدرسة تلمودية أسسها 3 حماد.المشهور المولود بقلعة بني

اليهود في قلعة الحماديين في بجاية، كما سيطروا على أنواع المتاجر واستغلوا التسامح الذي أظهره . 4الزيريون والحماديون لنشر أفكارهم وترويج تجارا�م

ب الأوسط أين وجدوا أبناء عمومتهم وعندما جاء العصر المرابطي وامتد حكمه إلى المغر الحماديين، فإن المصادر لا تعلمنا إلا بالحالة العامة التي كان عليها اليهود في المغرب والأندلس عموما، حيث كان اليهود يعيشون في مد�م ملتزمين بأحكام الشرع، حتى إذا ما بدر منهم شيء

كانتهم، وكان ذلك إما بدفع الأموال كما حدث مخالف سارعت السلطة إلى احتوائهم وإعاد�م إلى م . 5ليهود أليسانة بغرناطة أو إجلائهم

الإنسانية م)، عين للدراسات والبحوث1080-642م/462-22عبد الرحمان بشير، اليهود في المغرب العربي ( 1

.146-145م، ص 2001والاجتماعية، القاهرة، الطبعة الأولى، عادل نويهض، معجم أعلام الجزائر من صدر الإسلام حتى العصر الحاضر، مؤسسة نويهض الثقافية، بيروت، لبنان، الطبعة 2

.61م، ص 1980ه/1400الثانية، .64الزعفراني، يهود الأندلس والمغرب، ص 3 .99م، ص 2000ود كواتي، اليهود في المغرب الإسلامي من الفتح إلى سقوط الموحدين، دار هومة للنشر، الجزائر، مسع 4المراكشي، البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب، الجزء الرابع (البيان المرابطي)، تحقيق إحسان عباس، دار ىابن عذار 5

.23ص ،1983الثقافة، بيروت، الطبعة الثالثة،

22

ولما قامت الدولة الموحدية أصدر عبد المؤمن أوامره بأن يخير أهل الذمة من اليهود والنصارى بين اعتناق الإسلام أو الجلاء عن البلاد، فمن أسلم سلم، ومن طلب المضي إلى بلاده أذن له في

ومن أبى قتل؛ فجميع أهل مملكته مسلمون لا يخالطهم سواهم ولهذا لم تنعقد عند الموحدين ذلك . 1ذمة يهودي أو نصراني

واستمر موقف الموحدين من هؤلاء حتى بعد تغير مفهوم التوحيد من ديني إلى سياسي، حتى اللباس بما عرف في م1199/هـ595الموحدي كان شاكا في إسلام اليهود فميزهم في المنصورإن

لو صح عندي كفرهم لقتلت رجالهم وسبيت ذراريهم وجعلت أموالهم فيئا «:، وقال"بالشكلة" 3.إلى اللون الأصفر بطلب منهم الناصر فغيره ابنه أبي عبد االله وكان لونه أسودا، 2»للمسلمين

ضمن إذن كانت هذه وضعية أهل الذمة قبل العهد الزياني، وتميزت بنوع من التسامحالشروط التي وضعها الشرع الإسلامي، وحددها الفقهاء، رغم وجود بعض التجاوزات سواء من جهة أهل الذمة الذين كانوا يتعدون الحدود المفروضة عليهم، أو من طرف السلطة الحاكمة التي كانت

تتشدد فوق ماهو محدد شرعا.

تقديم وتحقيق وتعليق محمد زينهم محمد عزب، دار الفرجاني للنشر عبد الواحد المراكشي، المعجب في تلخيص أخبار المغرب، 1 .252ص م،1994ه/ 1414 ،القاهرة والتوزيع،

، بيروت، عز الدين عمر أحمد موسى، النشاط الاقتصادي في المغرب الإسلامي خلال القرن السادس الهجري، دار الشروق 2 .113م، ص1983هـ/1403الطبعة الأولى،

.252ص صدر السابق،، المالمراكشي عبد الواحد 3

الزيانية الدولة في الذمة لأهل القانوني الوضع-1

الذمة لأهل السياسي الدور-2

أخرى ومناصب العسكري الدور-3

اليهود امتيازات ضد المغيلي حركة-4

25

رغم أن أعداد أهل الذمة وخاصة اليهود منهم قد عرفت ارتفاعا ملحوظا في بلاد المغرب في فترة حكم الزيانيين، وخاصة مع الهجرات الأوربية المختلفة لهم وأبرزها حملة التهجير من الأندلس التي

ا في الحياة السياسية خلال عهد قادها الملكان الكاثوليكيان فرديناند وإيزابيلا، إلا أن هؤلاء لم يشاركو دولة بني عبد الواد، ولم يؤثر عنهم أي تبوء لمناصب سياسية سيادية، مثلما كان عليه الحال في الدولة المرينية أو الحفصية في نفس الفترة، عدا بعض التمثيلات المحتشمة في الوفود الدبلوماسية لا سيما في

أن نبرز في هذا الفصل أهم ما تميز به هذا التمثيل السياسي العهود المتأخرة للدولة، لذلك سنحاول لأهل الذمة خلال العهد الزياني. لكن قبل ذلك يجب التطرق إلى الوضع القانوني لأهل الذمة في

الدولة الزيانية.

26

الوضع القانوني لأهل الذمة في الدولة الزيانية:-1ل عهد الدولة الزيانية شرعيته من التشريع الإسلامي، استمد الوضع القانوني لأهل الذمة خلا

الذي يحدد الإطار القانوني للتواجد الذمي في الدولة الإسلامية، ومدار هذا التشريع يرتكز على ما يحرمون ما حرم قاتلوا الذين لا يـؤمنون بالله ولا باليـوم الآخر ولا ﴿ قررته الآية الكريمة في سورة التوبة:

، 1﴾هم صاغرون الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يـعطوا الجزية عن يد و ضاف فالقرآن الكريم يحدد تعامل المسلمين مع أهل الذمة وهم أهل الكتاب من اليهود والنصارى وي

، ووجوب أخذ الجزية منهم ما داموا 2-صلى االله عليه وسلم-إليهم ا�وس حسب حديث النبي مصرين على بقائهم على ديانا�م، والجزية هي جزاء تأمينهم في ديار الإسلام والدفاع عنهم

كدمائنا "إنما بذلوا الجزية لتكون دماؤهم- صلى االله عليه وسلم–لما روي عن رسول االله 3وحمايتهم.. وتفرض من طرف الحاكم المسلم على الرجال القادرين على القتال، فلا تؤخذ من 4وأموالهم كأموالنا"

صبي ولا امرأة ولا مجنون ولا خنثى، ومقدارها على الغني يكون أعلى من الفقير، ويمكن أن ينظر هذا ل الإسلامية المتعاقبة ممثلا عن . وقد نصبت الدو 5الأخير حتى يصبح قادرا على أدائها إذا كان معسرا

كل ديانة يهتم بجمع أموال الجزية من إخوانه في الدين.

.29سورة التوبة، الآية 1قد توقف في أخذ الجزية من ا�وس حتى شهد عبد الرحمن بن عوف أن رسول االله - رضي االله عنه-يروى أن عمر بن الخطاب 2رب المدينة)، إذ قال عمر بن الخطاب عند ذكر ا�وس: ما أدري كيف أصنع في أخذها من مجوس هجر(وهي قرية ق -ص–

يقول :"سنوا �م سنة أهل الكتاب"، انظر مالك بن -ص–أمرهم، فقال له عبد الرحمن بن عوف: أشهد لسمعت رسول االله ي، تحقيق كلال حسن علي، مؤسسة ، باب جزية أهل الكتاب وا�وس، برواية يحي بن يحي الليث631الحديث رقم أنس، الموطأ،

. 232، ص م2013ه/ 1434الرسالة ناشرون، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى، تحقيق سمير مصطفى، المكتبة ، والولايات الدينية الماوردي، الأحكام السلطانيةالبصري محمد بن حبيب بن أبو الحسن علي 3

.164ص م،2001العصرية، صيدا، بيروت، .418م، ص 1999، دار الفتح للإعلام العربي، القاهرة، الطبعة الأولى، 3سابق، فقه السنة، جالسيد 4 .137ص المصدر السابق، ،الماوردي 5

27

.وظيفة الناجد أو القومس: 1.1هو ممثل الطائفة المسيحية في البلاد الإسلامية والذي يتولى رئاستها " Comes "القومس

دفعها للسلطة، ويكون انتخابه وجمع الجزية عنها نيابة عن السلطة الحاكمة، وهو الذي يتولى مهمة . 1من طرف أفراد طائفته أو تعيينه من طرف الدولة

ولم تسعفنا المصادر في ذكر أسماء الذين تولوا هذا المنصب خلال عهد الدولة الزيانية ولا أعداد هؤلاء النصارى الذين كانوا يدفعو�ا، وهذا راجع لقلة أعداد النصارى الذين تواجدوا في أراضي

لدولة، إلا أننا يمكن أن نقول أن زعيم الطائفة المسيحية هو نفسه القائد أو القنصل المعين من طرف اسلطة بلده لأنه هو الذي يتولى شؤو�ا ويمثلها أمام السلطة الزيانية كما هو وارد في أغلب المصادر

دبلوماسي المسيحي في التي تتحدث عن هذا الموضوع، وهو ما سنورده عند معالجتنا لعنصر التمثيل ال البلاد الزيانية خلال هذا الفصل.

أما عند اليهود فقد سمي ممثلهم في عهد الدولة الزيانية بالناجد أو النجيد أو النكيد وهي كلمة عبرية معناها الزعيم أو الأمير، وهو أكبر أحبار اليهود وينتخب من طرف الطائفة اليهودية أو

2اكمة ولا يفارق هذا المنصب إلى غاية موته.يعين من طرف السلطة الح

:3ومن أبرز من تولى هذا المنصب خلال عهد الدولة الزيانية نذكر

: الملقب )Rabbi Isaac Barfat Bar Chechetالربي إسحاق بن شيشات برفات (ن ، والذي كان حاخاما بالأندلس وبعد موجة الاضطهاد المسيحي هاجر إلى بلاد المغرب، أي4بريباخ

.152، ص 24النويري، �اية الأرب، ج 1قاهرة، الطبعة الثالثة، ، موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية، ا�لد الثاني، الجزء الأول، دار الشروق، الالمسيري عبد الوهاب 2

.383ص ،م2006 ، عن أسماء من تولى هذا المنصب خلال عهد الدولة الزيانية وفترة توليهم إياه.03انظر الملحق رقم 3ريباخ أو ريباش هو اختصار بجمع الحروف الأولى المشكلة للترجمة العبرية للربي إسحاق برفات بار(التي تعني ابن) 4

.RIBACHفتصبح Rabbi Isaac Barfat Bar CHechetشيشات

28

استقر أولا بمدينة مليانة ورتب أموره �ا ثم توجه إلى مدينة الجزائر، فعين من طرف سلطان تلمسان حاخاما أكبر على يهود مدينة الجزائر بمساعدة طبيب السلطان الخاص ومقربه اليهودي أستروك

م، ولم يخلف سوى بنت 1408ه/811، وظل في منصبه حتى وفاته سنة Astruc Cohenكوهين 1حدة.وا

الذي 2الملقب براشباخ ):Rabbi Shimon Bar Shemah( والربي شمعون بن سماح دورانخلف ريباخ في منصبه عقب وفاته وظل رئيسا للطائفة اليهودية إلى غاية وفاته سنة

وراشباخ في المقبرة اليهودية (بباب الوادي حاليا) بمدينة الجزائر وقد دفن ريباخ 3م.1444ه/847م بموجب عقد تنازل موقع من قبل 1287عنها أن أرضها قد منحت لليهود حوالي سنة والتي قيل

ملك تلمسان والذي كانت مدينة الجزائر تحت سلطته، وقد أشير في عقد الهبة أن هذه الأرض بجوار . واستمرت هناك حتى السنوات الأولى من الاحتلال 4الواد المسمى "واد قريش" أو "واد مغاسل"

1 Maurice Eisenbeth, Les Juifs en Algérie, esquisse historique depuis les origines jusqu'à nos jours, Extrait de L'encyclopédie Coloniale et Maritime, Paris, sd , p10.

م.1408م بدل 1442الوفاة هو وقد اختلف في تاريخ وفاته لأننا نجد على شاهد قبره تاريخ Rabbi Shimonراشباخ أو راشباش هو اختصار بجمع الحروف الأولى المشكلة للترجمة العبرية للربي شمعون بن سماح 2

Bar Shemah فتصبحRASHBASH. وفي مصادر أخرى نجد اللقب هوRASHBAZ على اعتبار الاسم Encyclopedia Judaica, Keterpress, Juresalem, volانظر Shemahوليس Zemahالأخير هو

06, P302( voir :Duran) 3 Claude Cahen, Histoire des Juifs de l’Afrique septentrionale, extrait du recueil des notices et mémoires de la société de la province de Constantine, Constantine, 1867, P 09. 4 Henri Klein, Feuillets d’El-Djezaïr, Imprimerie F-Fontana , Alger, 1937, P201.

وإذا صح هذا التاريخ فإن سلطان تلمسان الذي وهب هذه الأرض لليهود هو عثمان بن يغمراسن الذي حكم من سنة م .1302-1279ه/703- 681

29

ثم نقلت رفا�ما إلى مقبرة بولوغين بمدينة الجزائر، ولازال قبرا هذين الربيين محجا ليهود العالم الفرنسي، عامة ويهود الجزائر خاصة.

ومنذ عهد شمعون بدأ عهد أسرته التي ورثت عنه منصب الناجد في عهد الدولة الزيانية، فخلفه ابنه ة الجزائر وبقي في هذا المنصب حتى وفاته سنة على رأس الطائفة اليهودية في مدين Slomonسلومون

م.1467ه/872

م ثم أخوه شمعون دوران الثاني حتى وفاته سنة 1500ثم خلفه ابنه سماح بن سلومون إلى غاية سنة وبقيت في فرع آل دوران 1م1531م، ثم انتقلت الرئاسة إلى شمعون بن سماح إلى غاية سنة 1502

. 2م1735في العهد العثماني بداية من سنة حتى انتقلت إلى عائلة بوشعرة

أما في مدينة تلمسان فقد كانت وظيفة الناجد موكلة إلى الربي موشي بن صمويل بن يهودا ، وإليه ترجع رئاسة 3م وكان طبيبا1418ه/820الإسرائيلي المالقي الأندلسي المولود بمالقة قبل سنة

لمسان زعامة يهودية جديدة بدخول الربي "إفراييم بن . ثم عرفت مدينة ت4الطائفة اليهودية بتلمسانم هروبا من القمع المسيحي 1392" إلى المدينة حوالي سنة Ephraïm Ankaouaإسرائيل النقاوة

ببلاد الأندلس حيث استقر أولا بمدينة هنين ثم انتقل إلى تلمسان، إذ قربه بعد ذلك العاهل الزياني -1428ه/866-834ى الثاني الملقب بالعاقل الذي حكم بين(أبو العباس أحمد بن أبي حمو موس

،هجري، الموافق للرابع عشر والخامس عشر ميلاديينفي المغرب الإسلامي خلال القرنين السابع والثامن بوعمامة، اليهودفاطمة 1

. 172ص م،2011ه/1432مؤسسة كنوز الحكمة للنشر والتوزيع، الجزائر، م) من خلال سجلات المحاكم الشرعية، مذكرة لنيل 1830-1700ما بين ( الجزائرمدينة طوبال، طائفة اليهود بمجتمع نجوى 2

شراف: د.عائشة غطاس، كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، جامعة الجزائر، تخصص تاريخ حديث، إ ،شهادة الماجستير .130ص م،2004-2005

.249ص ،1ج بد العزيز فيلالي، تلمسان في العهد الزياني،ع 3 .251، ص م2007دار الحضارة، الجزائر، الطبعة الأولى، ،3ج حساني، تاريخ الدولة الزيانية،مختار 4

30

) مكافأة له على إيجاد علاج لابنته المريضة التي عجز الأطباء عن شفائها، وبذلك أصبح م1462 .م1442ه/845إفرايم حاخاما أكبر بمدينة تلمسان، إلى غاية وفاته سنة

ف بن موسى الأشقر الذي لجأ كما عرفت الطائفة اليهودية رئاسة جديدة يقودها الربي يوسم وعرف بزهده وورعه وعلمه حتى أصبح حاخاما بمدينة 1492إلى تلمسان بعد قرار الطرد سنة

تلمسان وكتب مؤلفات وشروحات كثيرة وأحيط �الة من التقديس إلى درجة جعلت مقربيه يوردون .1روايات تشبه المعجزات حول حياته ووفاته

يم النقاوة وموسى الأشقر بمقبرة قباسة بتلمسان، ولا زالا مزاران هامان ليهود ويوجد ضريح الربيين إفرا العالم.

وسهرت الدولة الزيانية خاصة في عهد قو�ا على تعيين الناجد بنفسها عن طريق مرسوم ملكي، كما حدث بالنسبة للربي إسحاق بن شيشيت برفات الذي أصدر بشأنه حاكم تلمسان أبو

) مرسوما ملكيا يقضي م1399- 1394ه/801- 796 بن أبي حمو موسى الثاني (زيان محمد الثاني. وكذا تعيين الربي النقاوة في منصب حاخام مدينة 2بتعيينه حاخاما أكبر على يهود مدينة الجزائر

تلمسان من طرف أبي العباس أحمد العاقل.

يتولى رئاسة اليهود وقد حددت بعض الوثائق العربية الشروط التي كان ينبغي توفرها فيمن ومنها: أن يكون من أكبر الكهنة وأعلم الأحبار، وأن يتميز بالنزاهة وحسن الخلق، وأن تكون له خدمة في مهمات الدولة، كذلك اشترط أن يكون رئيس اليهود عارفا بكتب اليهود وشرائعهم ملما

م دائما في تعيين رئيس اليهود، لأنه . ورغم ذلك فإن هذه الشروط لم تحتر 3باللغة العربية إلماما كاملا

1 Issac Rouche, Un grand Rabbin à Tlemcen au XVeme siècle, in Bulletin de la société de géographie et d’archéologie d’Oran, Société Anonyme des papeteries et imprimeries, Oran, 50eme Année, Tome 57, 1936, P 282. 2 Eisenbeth. M, Les Juifs en Algérie, op. cit., P 10.

.67ص م،1993ه/1413دار الشروق، القاهرة، الطبعة الأولى، ، اليهود في مصر،قاسم عبده قاسم 3

31

أصبح منصبا سياسيا وتجاريا أكثر من كونه منصبا دينيا واجتماعيا. ومن الأدلة على ذلك ما ذكرناه من تولي أبناء دوران لهذا المنصب طيلة فترة حكم الدولة الزيانية ابتداء من عهد راشباش، وتنازع

هم وبين عائلات أخرى فيما بعد.هؤلاء على المنصب بين بعضهم البعض أو بين

وقد كانت مهام رئيس الطائفة اليهودية هي تمثيل اليهود أمام الدولة والعكس، وهو القائم على الدفاع عن حقوق أفراد طائفته، وهو المسير لشؤو�م والحافظ لنظامهم، والمتوكل على قياد�م في

. 1اليم اليهوديةأمورهم وشعائرهم الدينية والساهر على حسن تطبيق التع

الجزيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة: 2.1ويعد رئيس الطائفة اليهودية أو المسيحية كذلك مسؤولا عن جمع الجزية وإثبات أسماء المؤدين لها في كشوف خاصة، والذين يثبت لهم عهد الذمة بسبب أدائهم للجزية، ويعطون نظير ذلك وصلا

لضرورة، أو إذا تحولوا إلى بلاد إسلامية أخرى، إذ أ�م يمنعون من الدخول إلا يظهرونه في حالة ا 2بإظهار هذا الوصل.

، 3إلا أن اليهود قد امتنعوا في بعض الأحيان عن أداء الجزية إذا ما أنسوا من أنفسهم قوة إعلان الثورة وخاصة في فترات الضعف التي كانت تمر �ا الدولة الزيانية، وذلك ما أدى بالمغيلي إلى

1 Chouraqui, Marche vers l’occident, les juifs d'Afrique du nord, op. cit., P 20. 2 Solomon Grayzel, A History of Jews, USA, 1984, P 729.

ود والمعبر عنه في وثائق الجنيزة بــــــ "براءة" وأ�ا تمنح لليهود الذين يدفعون مبلغ الجزية هذا الوصل الممنوح لليه Goiteinويسميومن لم توجد عنده فإن السلطة مضطرة على أخذها منه مرة ثانية، كما يورد عبارات تبين شكاوى اليهود من إلزامهم بدفع مبالغ

دفعها والحصول على ورقة "البراءة" وما يترتب عن ذلك من انشغالهم عن للجزية كل سنة، واضطرارهم للتنقل إلى بلدهم الأصلي لواضطرارهم لعدم استقبالهم إذا لم يكونوا أعمالهم وانقطاعهم عن أهاليهم، وكذا ما يسببه قدوم أقار�م إليهم من بلاد بعيدة

ريخ الإسلامي والنظم الإسلامية، تعريب حائزين على وصل البراءة. انظر عن ذلك سلومو ديبفريتز جواتياين، دراسات في التا .202 -201م ص 1980وتحقيق عطية القوصي، وكالة المطبوعات، الكويت، الطبعة الأولى،

3 Michel Abitbol, Le passé d’une discorde, Juifs et Arabes depuis le VII siècle à nos jours, Librairie Académique Perrin, Paris, 1999, P 72.

32

، بعد أن هاجر إليها من تلمسان التي رأى �ا تسلط العنصر 1عليهم في مدينة توات وما جاورها اليهودي على مقاليد السلطة، لكنه وجد واقعا مشا�ا أو أشد في الصحراء.

وأما عن مقدار الجزية المفروضة في بلاد المغرب الإسلامي فيذكر الوزان أن المقدار الذي كان-800مقررا على اليهود في مدينة فاس أداءه حينما تولى الأمير أبو سعيد المريني الذي حكم من سنة

. بينما حددها الونشريسي بأربعة دنانير أو أربعين درهما عن كل 2ه هو أربعمائة دينار شهريا823فروضا على أهل . بينما يذكر أحد المؤرخين المعاصرين أن مقدار الجزية الذي كان م3شخص في العام

.4الذمة خلال عهد الدولة العبد الوادية بلغ دينارين إلى ثلاثة دنانير سنويا عن كل ذمي

وقد يعود الاختلاف في تحديد مقدار الجزية المضروبة على أهل الذمة في عهد الدولة الزيانية د الشافعي وأربعة دنانير إلى الاختلاف بين أئمة المسلمين في تحديد هذا المقدار بين دينار ودينارين عن

على أهل الذهب عند مالك وتنقص على الفقير، و عند أبي حنيفة ثمانية وأربعون درهما على الغني وأربعة وعشرين على متوسط الحال واثنا عشر على الفقير، أما عند الإمام ابن حنبل فقد تعددت

.5آراؤه في ذلك على حسب اختلاف البلاد

وما بعدها. 80ص م، 2005ه/1426الجزء الأول، دار قرطبة، الجزائر، ،-هؤلاء ا�هولون- فوزي سعد االله، يهود الجزائر 1، الطبعة الثانيةمحمد حجي ومحمد الأخضر، دار الغرب الإسلامي، بيروت، لبنان، جمةتر ،1ج الوزان، وصف إفريقيا،حسن 2

.284ص ،1983، تحقيق 2، المعيار المعرب والجامع المغرب عن فتاوى أهل إفريقية والأندلس والمغرب، جالونشريسي يحيأبو العباس أحمد بن 3

.253م، ص 1981هـ/1401محمد حجي وآخرين، دار الغرب الإسلامي، بيروت، 4 Atallah Dhina, Les états de l’occident Musulman aux XIIIe, XIVe et XVe siècles –Institutions gouvernementales et administratives-, Office des publications universitaires, Alger, 1984, P261.

ا�لد الأول، تحقيق يوسف بن أحمد البكري وشاكر بن توفيق ، أحكام أهل الذمة،الجوزية انظر تفصيل ذلك عند ابن قيم 5 وبعدها. 124ص م،1997ه/1417الطبعة الأولى، العاروري، رمادي للنشر، المملكة العربية السعودية،

33

ل الذمة في الدولة الزيانية:لأه.الدور السياسي 2لم يتسن لأهل الذمة خلال كل فترة حكم الدولة الزيانية الوصول إلى أي منصب سياسي

سيادي مهما كان نوعه أو المشاركة في الحكم، وذلك يعود في نظرنا إلى التزام الدولة الزيانية بعدم ل الإسلامية التي بينت عن النتائج إشراك هؤلاء في العملية السياسية نظرا للتجارب السابقة للدو

الوخيمة على الدولة والعامة من جراء استعمال الذميين في المناصب السيادية، ولعل أبرز الأمثلة التي كان الزيانيون يرون أ�ا جرت الوبال على المسلمين، هي استعمال دولة بني زيري في غرناطة لليهودي

ة عارمة من طرف أهل غرناطة، ثم كان استعمال المرينيين لليهود "ابن النغريلة" وابنه وما حدث من ثور . 1قد عاد عليهم بالخسران وألهب صدور العامة في فاس فثاروا ضد حكم بني مرين

لكل هذا لا نجد في المصادر الإسلامية كما في المصادر اليهودية أو الغربية أي ذمي تولى منصبا اد الذي دام حوالي ثلاثة قرون من الزمن. سياسيا سياديا في كل عهد بني عبد الو

إلا أن استعمال أهل الذمة كان بصورة أكثر في ا�ال الدبلوماسي وخاصة إذا تعلق الأمر باليهود الذين أتقنوا عدة لغات وتمتعوا بجانب كبير من الدهاء والحيلة والمكر ما ألجأ حكام بني عبد

البلاد المسيحية والممالك النصرانية، وهذا ما سنحاول الواد إلى استعمالهم في سفارا�م خاصة إلى التركيز عليه في هذا المبحث.

-831(حكم انظر عن نكبة اليهود بفاس وضرب عنق السلطان المريني عبد الحق بن أبي سعيد عثمان الذي 1

.99ص ،4، جىخبار دول المغرب الأقصلأ، الاستقصا أحمد السلاويم) 1464-1427ه/869

34

:أهم السفراء من أهل الذمة-1.2احتاج الزيانيون في فترات كثيرة إلى إرسال سفارات تقوم بمهام دبلوماسية، يتمتع أصحا�ا

ضة، وحسن الرأي بالإضافة إلى إتقان بجانب كبير من الحكمة والدهاء والقدرة على الإقناع والمفاو لغات عدة، وفي كتابه واسطة السلوك في سياسة الملوك أوصى السلطان أبو حمو موسى الثاني ابنه وولي عهده أبا تاشفين الثاني أن يختار رسله من وجوه قبيلته مبينا له الصفات التي يجب أن تكون

لثاني أن يكون صادق القول، الثالث أن يكون الأول أن يكون قوي القلب راجح العقل، ا«فيهم: محافظا على دينه، الرابع أن يكون حافظا على الأسرار كاتما لجميع الأخبار، ثم تتبع هذه الأوصاف الأربعة الضرورية أربعة أوصاف تكملة: أحدها أن يكون فصيح اللسان حسن العبارة والبيان، الثاني

اسن مشهورة، الثالث أن يكون محبا في سلطانك عاملا على ما أن يكون مليح الهيئة والصورة فيه مح 1.»يوافق شأنك، الرابع أن يكون قليل الطمع متنزها عما في الأيدي تنزه الورع.

فكان اختيارهم يقع في كثير من الأحيان على اليهود الذين توفرت فيهم هذه الشروط رغم تجاه السلطات الزيانية التي تستخدمهم، إلا أن أ�م ليسوا مسلمين، وفي بعض الأحيان غير صادقين ا

الملوك الزيانيين استعملوهم وبعض المسيحيين مرات عديدة.

أما من جانب الدول المسيحية فقد كان يتم انتخاب القناصل كممثلين لدولهم في الدولة هناك، لكن الزيانية أو غيرها من دول المغرب الإسلامي في بادئ الأمر من طرف التجار المتواجدين

م أصبح هذا القنصل يعين من طرف مجلس المائة في بلده باسم الملك الأرغوني 1266ابتداء من سنة وسمي "قنصل القطلانيين" إلى أن ظهرت مملكة ميورقة وحرصت هي كذلك على إرسال مبعوثيها إلى

م، ص 1962ه/1379في سياسة الملوك، مطبعة الدولة التونسية، تونس، أبو حمو موسى بن يوسف الزياني ، واسطة السلوك 1

161.

35

يران المسلمين والتي أصبحت البلاد الزيانية. غير أنه مع تنامي اهتمام الملوك المسيحيين بالتجارة مع الج 1م.1276مصدرا عظيما للأرباح أصبح هذا المنصب يسمى "قنصل الملك" وذلك ابتداء من سنة

وعلى كل فإن مهام القنصل قد تعددت ومن بين أهمها:

تمثيل السلطات على كل تجار بلاده وفي بعض الأحيان على كل التجار المسيحيين.-

ل والمساواة.التحكيم بينهم وإقامة العد-

تمثيل تجار بلده وحتى باقي المسيحيين أمام سلطات البلد.-

. 2باسم بلده وملكه يسير ويراقب الحياة داخل الفنادق والأنشطة المختلفة

وسنورد الآن أسماء ومهام بعض السفراء أو القناصل الذي وصلتنا معلومات عنهم بين الدولة الزيانية والممالك المسيحية:

ابن الربي يوسف بن اغلال الذي :Abraham Bengalil(Abengalel)م بن اغلال أبراهاميلادي في إسبانيا ثم انتقل إلى سبتة، حيث أرسل أبراهام وأخوه صامويل من 13عاش في القرن

طرف ملوك أرغونة (ألفونسو الثالث وجاك الثاني) في بعثات دبلوماسية إلى غرناطة والمغرب، وكان وهو Abou-Arlanويذكر في مصادر أخرى باسم أبو أغلان 3تجارة في بلنسية. أبراهام صاحب

م إلى برشلونة لإتمام صفقات بيع وشراء 1250الذي بعثه السلطان الزياني يغمراسن بن زيان سنة بالجملة في كتالونيا ومونبوليي، واستطاع من خلالها أن يفاوض على شراء بعض عتاد السفن بالرغم

1 Charles-Emmanuel Dufourcq, L'Espagne catalane et le Maghreb au XIII et XIVe Siècles –De la bataille de Las Navas de Tolosa(1212 j.c) à l’avènement du Sultan mérinide Abou-l-Hasan (1313 j.c), Presses Universitaires de France, Paris, 1966, P 69. 2 Dufourcq, L’Espagne Catalane, P 69. 3 Encyclopedia Judaica, vol 04, P502( voir :Bengalil)

36

لبابوي بمنعه، وحاول ربط علاقات مالية مع أحد أصحاب رؤوس الأموال البرشلونيين وهو من القرار اوإيجاد ضمانات مالية في البلاد المسيحية لصالح ، « Ramon de Bagnarés »"رامون دوبانيارس"

ويذكر أن سفارة أبو أغلان هذا كانت أول سفارة بين الزيانيين والدول المسيحية خاصة ، الزيانيينلكة أرغون، وكانت فاتحة لعلاقات دامت قرونا تميزت أغلبها بالسلم والمصالحة، عدا بعض أعمال مم

.1القرصنة من الطرفين والتي كانت تتم بمرأى أو حتى دعم من السلطتين الحاكمتين

م، وعاد إلى 1290ثم أرسل من طرف الملك الأرغوني ألفونسو الثالث في شهر جويلية من شهر ماي عام 15م مصطحبا معه السفير الزياني محمد سيناج، وفي 1291برشلونة في ماي

م عاد إلى تلمسان للتفاوض حول إبرام معاهدة بين الملكين ولعله اصطحب معه عائلته في 1291م بعد وفاة ألفونسو الثالث 1291. وقد عاد من مهمته هذه في أكتوبر 2هذه المهمة الدبلوماسية

. ولقد تميز هذا السفير بالفطانة والمهارة 3بلغه بوجهة نظر السلطان الزيانيوتولي جاك الثاني العرش ففي إبرام المعاهدات، إذ أنه استطاع أن يأخذ في آخر معاهدة التزاما من السلطان الزياني عثمان بن

. 4دينار ذهبي للخزينة الأرغونية 2000يغمراسن بدفع مبلغ سنوي قدره

: وهو يهودي أرسل كذلك من طرف ملكي أرغونة 5Alfaqui Bondavinالفاكين بوندافي . فقد تم إرساله في شهر جمادى الثاني 1ألفونسو الثالث وجاك الثاني في بعثة دبلوماسية إلى تلمسان

1 Dufourcq, L’Espagne Catalane, P 146-147. 2 Encyclopedia Judaica, vol 04, P1201( voir :Bondavin) 3 Dufourcq, L’Espagne Catalane, P 327. 4 Ibid, P 325-326.

على أ�ا في مصادر أخرى " كلقب لهذا السفير غير أ�ا ترد Alfaqui "الفاكينتذكر هذه الكلمة Dufourcqعند 5 M.L. De Mas Latrie, Traité de paix et de، انظر « conseiller » مرادفة لكلمة "مستشار

commerce et documents divers concernant les relations des Chrétiens avec les Arabes de l’Afrique septentrionale au Moyen Age, Henri Plon Imprimerie-Editeur, Paris, 1866, P 280(introduction historique).

37

م من طرف جاك الثاني إلى الملك الزياني أبي سعيد عثمان بن 1293م الموافق لــمايو 692من سنة المملكتين من حالة الركود التي كانت تعيشها في تلك الفترة، خاصة يغمراسن، لإخراج العلاقات بين

م، ويبدو أن هذا السفير اليهودي قد تلقى تعليمات محددة للعمل 1291منذ إخفاق محادثات سنة �ا، في سبيل تحقيق الهدف الأساسي من هذه السفارة وهو التوصل إلى اتفاقية صداقة، لذلك كان

القرار بيد الملك الزياني للتوصل إلى ما يمكن تسميته بأرضية اتفاق مختلفة عن على "بوندافي" أن يجعل المطالبات المالية ا�حفة السابقة للملك الأرغوني "ألفونسو الثالث" المرتكزة أساسا على تحديد الضريبة

اضح أن هذه السنوية المدفوعة من قبل دولة بني عبد الواد والتي لم يقبل �ا الطرف الزياني. لكن الو السفارة لم تحقق أهدافها المرجوة إلا أ�ا استطاعت أن تتوصل إلى جس نبض السلطة الزيانية

.2بخصوص قضية الضرائب وبعض الأمور العالقة

من فرسان الميليشيا المسيحية العاملة في وكان :Arnau de Cornelláسفارة أرنو دوكورنيلا م إلى الملك 1295سن، وقد أرسله هذا الأخير في شتاء العام خدمة السلطان الزياني عثمان بن يغمرا

الأرغوني جاك الثاني لطلب سفينتين شراعيتين حربيتين يستعملهما في حصار بجاية، لكن أرغونة رفضت هذا الطلب بحجة أ�ا لا ترتبط مع تلمسان بأية معاهدة، بالإضافة إلى أ�ا في حاجة ماسة

تركت الباب مفتوحا لإجراء محادثات إذا أرسلت السلطة الزيانية إلى كل سفنها، لكنها رغم ذلكوزيرا مفوضا إليها بصلاحيات أوسع. غير أن هذه السفارة كسابقتها لم تحقق ما كانت تصبو إليه بسبب التشدد الكبير من الأرغونيين في طلب ضرائب إضافية، الأمر الذي لم تكن لتقبله السلطات

. 3التلمسانية

1 Dufourcq, L’Espagne catalane, P 139 (marge N°07) 2 Ibid, P 329. 3 Ibid, P 331.

38

أصله من ميورقة اختار أن يستقر في مدينة برشك :Solomon benzequiبن زكي سلومون المتواجدة على سواحل الدولة الزيانية بين تنس والجزائر، وكان تاجرا وقد كلف عدة مرات بمهمات

1دبلوماسية من طرف الملوك المسيحيين.

لأنه ابن غير « Jacques Le Bâtard»ويسمى جاك اللقيط 2جاك الثاني: الملك جاك ابنشرعي لجاك الثاني ملك أرغونة، ويسمى في المصادر العربية "جاقمو" ويعد من أبرز الدبلوماسيين المسيحيين لدى المملكة الزيانية، إذ أنه قام بعدة سفارات وكان يعتبر لدى الملك الزياني أبي تاشفين

جمة من خلال المعاهدات التي عقدوها الأول من المقربين وكثيرا ما استطاع أن يحقق للزيانيين مصالحمع أرغونة، وكان قد بعثه أبوه مرات عديدة في سفارات إلى تلمسان فأقام �ا يرعى �ا مصالح أبيه

. وقد أرسله الملك الزياني أبو تاشفين برسالة مع حاجبه أبي يعقوب يوسف 3والقطلانيين ويتاجر �ام، لإبرام عقد صلح، وفي نفس 1327جوان 8ـفق له/ الموا727رجب 17بن الحوراء مؤرخة في

التاريخ حمل رسالة أخرى من وزير الملك الزياني هلال بن عبد االله القطلاني لنفس الغرض متضمنة . وأعيد 4بنود الصلح المزمع إجراؤه، وفعلا أقنع أباه بقبول عقد الصلح دون اشتراط أداء حقوق جمركية

الذي استلم العرش بعد وفاة أبيه جاك الثاني سنة - لرابع استعماله من طرف أخيه ألفونسو ام، 1330ماي سنة 14ه الموافق ليوم 730رجب 4، وأرسله أبو تاشفين برسالة بتاريخ -م1327

رفقة الشيخ أبي عمران والشيخ أبو يعقوب يوسف المعروف بابن الحوراء لإطلاع الملك ألفونسو الرابع م بما يضمن التحالف والتعاون بين المملكتين الزيانية والأرغونية. على بعض الكتب التي أرسلها معه

1 Encyclopedia Judaica, vol 02, P 613. (voir Algeria).

قون عليه اسم لوآخرون يط (Jaime)نلاحظ هنا الاختلاف في التسمية بين المراجع العربية فهناك من يطلق عليه اسم خايمي 2 .Dufourcqأو De Mas Latrieوهو الاسم الوارد ذكره في المصادر الأجنبية مثلا عند (Jacques)جاك

بتلمسان في الثلثين الأول والثاني من القرن الرابع عشر ميلادي، دراسة ووثائق (رسائل سعيدان عمر، علاقات إسبانيا القطلانية 3 .76، ص 2002ومعاهدات) وتعاليق وتحاليل، منشورات سعيدان، سوسة، الجمهورية التونسية، نوفمبر

.77ص المرجع نفسه، 4

39

ابن الملك "جاك الثاني" -كما تسميه بعض المصادر-جاك الأرغوني كما تم تعيين "Jacques II وقد مارس مهمته كسفير وكقائد م،1330- 1325" كقائد للقطلانيين بين سنتي

استطاع أن يشرف على المهام القنصلية والتجارية، فكان للجالية المسيحية بتلمسان في آن واحد، و بمثابة وزير تفويض للملكة الأرغونية على الأراضي الزيانية ساعدته في ذلك الحاشية التي كانت تحف به وتعينه على أداء وظيفته منهم العسكريون والمدنيون وحتى رجال الدين أمثال القس "غيوم استيف

Jaume Esteve كما أنه اعتلى رئاسة الجالية المسيحية 1وكيلا لكنيسة مدينة تلمسان." الذي كان ، كلها بما في ذلك الأرغونية والميورقية.

سفــــــــــــــــــــــــــــــارات أخرى:-2.2

من المسيحيين: - 1.2.2بية عرفت العلاقات الدبلوماسية بين الزيانيين والمسيحيين تواجد سفراء عدة من جنسيات أور

وقد يطلق عليه كذلك « alcayt »ولعل أبرزهم كانوا أولئك الذين شغلوا وظيفة قائد المسيحيين أي القائد الأعلى، ويعتبر رئيس كل المسيحيين سواء كانوا مدنيين أو « alcayt mayor »لقب

ل عسكريين المتواجدين على أراضي مملكة بني عبد الواد، والذي كانت مهمته تتمثل في تحصيالضرائب المستحقة للملك المسيحي، ويعتبر رئيس وقاضي التجار المسيحيين المتواجدين في الفنادق

، ومن مهامه كذلك القيام بالسفارات بين المملكتين في حال الحاجة إلى 2المنتشرة في المدن الزيانيةوالتي كان قائدها . وقد تم تعيين عدة قادة للجاليات المسيحية وخاصة من طرف مملكة أرغونة 3ذلك

يعتبر قائد كل المسيحيين على أراضي الدولة الزيانية. وأول قائد مسيحي يعرف اسمه كان في العام " سفيرا وقائدا في Pere de Vilaragutم، إذ أرسل "جاك المحارب" الفارس "بار فيلاراقو 1265

1 Dufourcq, L’Espagne Catalane, P 472-473. 2 Dhina.A, Les Etats de l’occident musulman, op. cit., P446-448. 3 De Mas Latrie, Traité de paix et de commerce, -supplément et tables-, P 46.

40

العسكرية، وبعد عامين المدنية و 1سنوات، مع تمتعه بنفس صلاحيات سابقيه 3نفس الوقت لمدة Guillem فقط وقبل إ�اء السفير السابق مهمته عين مكانه الفارس "غيوم غالسيران" "

Galcerán جانفي 11" بنفس الصلاحيات، وبدون تحديد المدة، ثم أعيد تعيينه مرة ثانية فيبين أرغونة وقد أدى هذا القائد وظيفته في تلمسان لمدة سنوات، وكان كثير التنقل 2م.1272

وتلمسان.

م الموقعة مع السلطة الزيانية قد حققوا 1286ويبدو أن القطلانيين من خلال معاهدة سنة زعامة نوعية بتبوء القائد القطلاني المعين من طرف ملك أرغونة منصب قيادة كل المسيحيين

ج أو التقاضي إلا المتواجدين على أراضي مملكة تلمسان الزيانية فلا يسمح لهم بالدخول أو الخرو .3بإذن منه

"برسالة بعثها من فالنسيا Jacques IIالملك "جاك الثاني" " ويذكر في هذا الصدد إعلامم أتباعه المقيمين بمملكة تلمسان بتعيين الفارس "رودريغو سانشيز دي فرغايس" 1296أفريل 12يوم

"Le chevalier Rodrigue Sanchez de Vergayzد ورئيس المسيحيين " في منصب القائ، 4التابعين لمملكة أرغونة في تلمسان ويأمرهم بالتعرف عليه وطاعته في كل ما يأمر به في هذا ا�ال

يعلمه أنه يمكن وقد أرسل هذا القائد من طرف مليكه إلى السلطان الزياني أبي سعيد عثمان

م، غير أن 1265ذا التاريخ وهو سنة لم تأت المصادر التي بين أيدينا على ذكر أي ممن تولى منصب قائد المسيحيين قبل ه 1

م قريبا من 1270التي جرت أحداثها في رجب من سنة -وقعة إيسلي بين يغمراسن بن زيان والأمير المريني يعقوب بن عبد الحق الموحدين تشير إلى وجود الحامية المسيحية التي ورثها الزيانيون عن -مدينة وجدة، وكان النصر فيها للمرينيين على بني عبد الواد

.32، ص 3وأ�ا قتلت في هذه الوقعة عن آخرها وقبض على قائدها المسمى "برنيس"، انظر السلاوي، الاستقصا، ج2 Dufourcq, L’Espagne Catalane, P 151-152. 3 Dhina, op. cit., P 448. 4 De Mas Latrie, Traité de paix et de commerce, -supplément et tables-, P 46.

41

دينار كإتاوات ضريبية 2000دفع الاستمرار في علاقات الود والصداقة والصلح إذا تعهد الزيانيون ب .1عن العام الحالي، مع الالتزام بدفع نفس المبلغ في السنوات القادمة

" في منصب le chevalier Felip de Moraوكذلك تعيين الفارس "فيليب دي مورا" "م، يساعده في ذلك 1325أو 1324القائد إبان حكم "أبي حمو موسى الأول"، إلى غاية سنة

". وقد تم إرسال هذين المبعوثين من طرف السلطان أبي Jaume Cervitgeيوم سيرفيتجي كاتبه "غم إلى الملك الأرغوني جاك الثاني، حيث أبلغاه رسالة شفوية من السلطان الزياني 1318حمو سنة

تتعلق بطلب عقد معاهدة صداقة وسلام بين الدولتين، وقد طلب الزيانيون في هذه المرة من تعيين الشروط المالية التي يمكن شراء السلم �ا، فكان الرد الأرغوني سريعا بأن ثمن هذه الأرغونيين

دينار سنويا، وكان يمكن لهذه الاتفاقية أن تسير بشكل حسن 20000المعاهدة سيكون بدفع مبلغ . ثم تعيين 2لولا المؤامرة التي دبرها أبو تاشفين بن أبي حمو وأدت إلى مقتله وتبوء ابنه مكان السلطة

" على رأس الجالية الميورقية، le chevalier Guillem Estrusالفارس "غيوم استوريش" "" و"برنارد دوبونتونس Pere Sa Rocheوساعده في ذلك ضباط آخرون أمثال "بار ساروش

Bernard de Pontons وكذا "بار سارديني "Pere Sardini وقد لعبت هذه الميليشيات "ا هاما إبان حكم السلطان الزياني أبي تاشفين، وكان القائد "استوريش" من أبرز قادة المسيحية دور

.3هذه الميلشيات العاملة في خدمة السلطات التلمسانية

" هجين الملك "بيار Jaume Pérezوظهر في الجانب الدبلوماسي كذلك "غيوم بيريز" "سياسيا مميزا في الفترة الممتدة من "، وكان شخصية مشهورة لعبت دورا Pierre IIIالثالث" "

1 Dufourcq, l’Espagne, P 327-328.

رضوان البارودي، دراسات وبحوث في تاريخ وحضارة المغرب والأندلس، مركز الإسكندرية للكتاب، الإسكندرية، مصر، 2 .25، ص 2007

3 Dufourcq, L’Espagne Catalane, P 472.

42

م وذلك بسبب معرفته الواسعة واطلاعه على بلاد المغرب من خلال تنقله بين 1279- 1277 . 1برشلونة ومختلف المدن الزيانية وحتى الحفصية

" هي شخصية "إكزيمان Pierre IIIوبرزت شخصية أخرى في عهد الملك "بيار الثالث" "- " الذي فـوض في الفترة بين شهري جانفيEximen Pérez Dandossiellaبيريز داندوسيالا" "

م كسفير لدى السلطان الزياني عثمان بن يغمراسن الذي تولى الحكم سنة قبل 1284فيفري من سنة هذا التاريخ، وكانت مهمة هذه السفارة هي عقد معاهدة صلح وتعاون بين المملكتين الأرغونية

لأول كان هم الأرغونيين هو تحصيل الضرائب، وهو ما حدث بالفعل إذ دفع والزيانية، لكن في المقام ا، عقدت على إثرها معاهدة الصلح 2السلطان الزياني مستحقات ضريبية هي عبارة عن ديون سابقة

. 3والتعاون بين الملكين، مع تعهد الزيانيين بدفع إتاوات سنوية ثابتة للأرغونيين

م من طرف 1286كلف سنة ":Ramon de San-Licerio" رامون دوسان ليسيروألفونسو الثالث بالعبور إلى تلمسان لتجديد إجراءات عقد معاهدة السلم والهدنة مع الزيانيين، والتي بدأت في عهد الملك الأرغوني السابق بيار الثالث، هذه السفارة التي تزامنت في نفس الوقت مع

مسانية، وذلك لإرغام عثمان بن يغمراسن على قبول بنود هذه �ديد بحري كتالاني على السواحل التلفقد تكلل مجهود هذا السفير بالنجاح إذ توجه بعده مباشرة السفير "بار غارسيا" المعاهدة، وبالفعل

"Pere Garcia "-من تلمسان إلى برشلونة حاملا معه -الذي كان في خدمة السلطات الزيانية

1Dufourcq, L’Espagne Catalane, P 314-315. 2 Ibid, P 319 (marge N°2).

دفع ضرائب سنوية ثابتة من قبل الزيانيين وهي الالتزام ب -من خلال هذه المعاهدة-نشير هنا إلى أن الحصول على هذه النتيجة 3التي لم تستطع الحصول على هذه الميزة طيلة للدبلوماسية الأرغونية سياسي ومالي لأرغونة خلال عهد بيار الثالث اعتبر كنصر

المحارب، ذلك أن السلطان الزياني يغمراسن كان في موقع قوة لذلك لم يكن ليستجيب لطلبات عهد الملك السابق جاك الأرغونيين بيد أن دهاء وحيلة هؤلاء أجبرت خليفة يغمراسن على قبول هذا الشرط، رغم مماطلاته الكثيرة لتجنبه.

43

والمختومة من طرف السلطان أبي سعيد عثمان بن يغمراسن وكبار بني عبد نص المعاهدة الموافق عليها .1الواد

وهو الابن غير ": Pere Fernández de Hijar(Ixar)بار فرنانديز دي هيجار " الشرعي لجاك المحارب، وقد عمل على توطيد العلاقات بين يغمراسن وأبيه ثم أخيه بيار الثالث وأرسل

م ومن خلاله طلب الأمير الزياني تأجير بعض السفن 1295ن يغمراسن سنة فيما بعد إلى عثمان بالأرغونية، وكان ذا حظوة ومكانة عند الملكين الأرغونيين السابقي الذكر، وكذا عند السلطان الزياني

2عثمان.

م 1276مبعوث من طرف الملك الأرغوني بيار الثالث سنة :Bernard Porterبرنارد بورتي: تلمسان يغمراسن بن زيان بخصوص الأشخاص والعائلات المسيحية أو اليهودية التي تقطن إلى ملك

. �3ذه الضفة ووجوب حمايتها من أي اعتداء سواء على أنفسها أو ممتلكا�ا أو أموالها

بعثهما الملك الأرغوني :Bernard Despuig, B.Zapila برنارد ديسبيوج وبرنارد زابيلا م برسالة إلى الملك الزياني 1319أفريل 24ه الموافق لـ719ربيع الثاني 03شلونة في جاك الثاني من بر

أبي تاشفين الأول لتسريح الأسرى الأرغونيين في سجون المملكة الزيانية إضافة إلى إبرام عقد صلح وتجارة بين المملكتين، عرض تأجير بعض السفن الأرغونية وتجنيد قوات مسيحية للعمل في خدمة

لك تلمسان في البر والبحر مقابل دفع مبلغ سنوي لصالح الملك الأرغوني، كما طلب هذا الأخير ممن أبي تاشفين القيام �جومات على حدود ملك المغرب، لإشغاله عن الهجمات التي تريد مملكة

ود من المواد وكذا السماح لمملكة أرغونة في حالة الحرب هذه بالتز 4أرغونة القيام �ا في مملكة غرناطة،

1 Dufourcq, L’Espagne Catalane, P 320-321. 2 Ibid, P 334. 3 Norbert Bel-Ange, Les Juifs de Mostaganem, dans la collection « Histoire et perspectives méditerranéennes », Editions l’Harmattan, Paris, 1990, P 25. 4 De Mas Latrie, Traité, P 388.

44

الضرورية من سواحل المملكة الزيانية، ويلاحظ في مهمة هذين السفيرين اللباقة التي تحليا �ا لتحقيق .1المطالب التي بعثا لأجلها من طرف الملك الأرغوني

م برئاسة فرنسيس قوسطة 1362ديسمبر 11ه/ 764صفر 22من ملك أرغون في سفارة أخرى:)costaحمو تطلب إليه أن يشهر الحرب على ملك قشتالة في مقابل أن تعيد إليه ) إلى السلطان أبي

بعض المشاغبين لبني يغمراسن ممن يوجدون بمملكة أرغون، الأمر الذي انتهى إلى عقد معاهدة بين ، كان القائم عليها كذلك هو الرسول فرنسيس قوسطة 2بني عبد الواد ومملكة أرغون لمدة خمسة أعوام

. 3م1362ديسمبر 18ه الموافق لـ 764صفر 29صلح تاريخ ويحمل عقد ال

القطلاني بأن يكون سفيرا لأبي " Juan Per Michelin جوان بيرمجلينكما كلف "ربيع الثاني 04حمو الثاني ويحمل مع سفيرين آخرين رسالة إلى ملك أرغون بيدرو الرابع تحمل تاريخ

ه فيها عن عواطفه وتؤكد أنه لا يزال يمنح له المساعدة م، يعرب ل1360فبراير 23ه الموافق لـ 761 .4بوسق الزرع، وفيها دعوة كذلك للصلح بعد هجوم طائفة من القطلانيين على مركب بمرسى وهران

كما حاولت إمارة ميورقة في هذا الوقت أن يكون لها يد في العلاقات مع السلطة الزيانية تاوات ومداخيل مالية، وبالمقابل كان الهم لبني عبد الواد هو دافعها الأكبر في ذلك هو الحصول على إ

محاولة تأجير السفن الحربية لاستعمالها في مواجهة الحفصيين أو المرينيين، لذلك فقد وصل إلى م وخلال عهد أبي تاشفين الأول مجموعة من السفراء الميورقيين يتقدمهم 1320تلمسان منذ سنة " في المرة الأولى لوحده، ثم مرة ثانية مصحوبا بالفارس Pere de Montesón"بار دومونتيسون

"، ثم مع "بار غارسيا" le chevalier Berenguer de Santacilia"بيرينقر دوسانتاسيليا

1 De Mas Latrie, Traité, P 180. الهيئة -عهد بني مرين والوطاسيين–أقدم العصور إلى اليوم، ا�لد السابع عبد الهادي التازي، التاريخ الدبلوماسي للمغرب من 2

21م، ص 1988ه/1408العامة لمكتبة الإسكندرية، مصر، . 165 -151بتلمسان، ص مترجما باللغة العربية عند سعيدان عمر، علاقات إسبانيا القطلانية نص الوثيقة كاملا 3 .19، ص السابقالتازي، المرجع 4

45

"Pere Garcia وأبرز من قدم من الميورقيين هو أحد الشخصيات الميورقية الشهيرة والعارف ""، دون نسيان دور الفارس Benet Blancasبشؤون بلاد المغرب "بينيت بلانكاس

" قائد الميليشيا الميورقية لدى بني عبد الواد، كل هذه السفارات حاولت عقد Estrus"استوريش""تحالف عسكري بحري بين الزيانيين والميورقيين في عهد أبي تاشفين الأول لكن هذه المحاولات لم

" والذي تشدد كثيرا Sancheالميورقي "سانشو تتوصل إلى إبرام أية معاهدة بسبب تعنت الأمير . 1وغالى في طلباته المالية

م الموافق لذي الحجة 1320يناير 18تعلمنا وثيقة محفوظة بأرشيف التاج الأرغوني ومؤرخة في "لورنزو سيما" ه، أن الملك الأرغوني جاك الثاني أصدر تعليماته إلى أحد قضاته والمسمى 719

"Lorenzo Cima" أمره بسرعة التوجه إلى تلمسان لحل المشاكل التجارية بين البلدين، وتوصل يهذا المبعوث إلى اتفاق يقضي بتنازل سلطات بلنسية عن ادعاءا�ا اتجاه بعض التجار التلمسانيين ، وبالمثل تتنازل السلطات التلمسانية عن ادعاءا�ا حيال التجار الأرغونيين، وبموجبه كذلك تتحصل

2ألف ریال بلنسي. 17ت التلمسانية على مبلغ قدره السلطا

من اليهــــــــــــــــــود: - 2.2.2 يعقوب بن اليسار اليهودي:

ه) إلى حاكم 949-930وكان سفيرا من الأمير أبي عبد االله محمد السابع الذي حكم (رسالة سيادتكم لقد وصلتنا«م يقول فيها: 15/01/1530وهران الإسباني وذلك في رسالة مؤرخة في

وفهمنا محتواها: أن خادمنا الأمين "يعقوب بن اليسار (اليهودي)" سيقدم عليكم موفدا من قبلنا، . ويتبين فيما بعد 3»وسيقص عليكم حالتنا ههنا، وأرجوكم أن تصدقوا كل ما يقوله لكم على لساننا

1 Dufourcq, L’Espagne Catalane, P 482-483.

.32رضوان البارودي، دراسات وبحوث في تاريخ وحضارة المغرب والأندلس، ص 2 .230ص ،المدني، حرب الثلاثمائة سنة بين الجزائر وإسبانياتوفيق 3

46

ل تقريرا إلى الامبراطور أن هذا السفير قد أدى مهمته على أحسن وجه بدليل أن حاكم وهران أرسالإسباني يبين له فيه سير المفاوضات وأن هذا اليهودي رفض أن يقرر شيئا دون الرجوع إلى أميره

الزياني.

20ويتكلم تقرير آخر قدمه الحاكم "بيدرو دي لودي" من وهران لنيافة الأسقف مؤرخ في د اليهود من وهران لاستعماله في لأح -السابق الذكر–م، عن استدعاء الأمير الزياني1531أوت

. ونحن لا نعلم هل هذا اليهودي المستدعى بعد سنة من استعمال "بن 1المفاوضات مع حاكم وهران اليسار" هو نفسه أم أنه شخص آخر لأن اسم اليهودي الثاني لم يرد في هذا التقرير.

ران للامبراطور الإسباني وه *ويهودي آخر ورد ذكره في رسالة من الدكتور "لابريخا"كوريجيدورم يقول فيها أن "مولاي محمد" وهو الأمير الزياني الذي سلف ذكره قد 1531سبتمبر 2مؤرخة في

بعث له باثنين من اليهود - أي الدكتور لابريخا–أرسل في طلب شخص يستطيع التفاوض معه وأنه ن إلى أن قدم على الأمير الحذرين الأذكياء وهما أهم من وجد، ويذكر أن الأمور سارت بشكل حس

الزياني مبعوث من السلطان العثماني، فتغيرت الأمور بشكل جذري إلى درجة أن الأمير الزياني قد .2قدم هذين السفيرين للقتل اعتزازا بقدوم مبعوث السلطان العثماني

Oran et Tlemcen dans la" في كتا�ا "Chantel de la Véronneوتنقل "

première moitié du 16s م ذهب كل من إسحاق 1509" أنه في بداية شهر فيفري من سنةكانسينو وأبراهام زاميرو إلى وهران كسفيرين لملك تلمسان مولاي أبي عبد االله، ثم عادا إليها في السنة

.232-231المدني، حرب الثلاثمائة سنة بين الجزائر وإسبانيا، ص توفيق 1عربي، سهيل إدريس، -وتعني قاضي المدينة (قديما في إسبانيا)، انظر المنهل قاموس فرنسي Corrégidorرنسية تكتب بالف *

.311، ص -corrمادة م،1999الطبعة الثالثة والعشرون، دار الآداب، بيروت، .232، ص السابقالمدني، المرجع 2

47

م بين الملك الزياني 1511جوان 14، وتم عقد اتفاقية سلام في 1التالية في بعثة دبلوماسية أكثر رسميةكم وهران وصودق عليها في تلمسان في شهر أكتوبر من العام نفسه، وقد ضمت هذه البعثة وحا

) Ozielالدبلوماسية المبعوثين السالفي الذكر كانسينو وزاميرو، بالإضافة إلى اليهودي أبراهام عزيل("، الذي أرسله Maymonالذي كان في خدمة ملوك تلمسان، وكذا اليهودي المسمى "ميمون

2الزياني على مدينة تلمسان إلى وهران آنذاك رفقة مجموعة مهمة من الوزراء والسفراء المسلمين. الأمير

) وخادمه Zatoraكما تذكر بعثات أخرى تمت بقيادة أبراهام زاميرو وصموئيل زاطورة () أي القرطبي، هؤلاء المبعوثين كانوا شبه el corcobadoاليهودي كذلك المدعو الكوركوبادو (

. 3ين بين مملكة تلمسان والإسبان الذين احتلوا مدينة وهراندائم

أن يطلب من "حيام بنو درهوم"م كلف "مولاي محمد الزياني" الحاخام 09/10/1537وفي .4دينارا لبني زيان حقا لهم في الضريبة الجمركية 4000حاكم وهران تسديد

" Haym et Oxuaكسيا حايم وأم أرسل "مولاي عبد االله" اليهوديين "1529في سنة لن -التموين بالقمح كما اتفق عليه الطرفان-إلى الإسبان، مكلفا إياهما بإعلام نظرائه المسيحيين بأن

جوان من السنة الجارية، وكلف 22يكون إلا بعد تجميع كل الكمية المعلومة بميناء مستغانم قبل تاريخ فن المخصصة لذلك من إسبانيا والتي كانت اليهوديان بالإشراف على هذه العملية بعد وصول الس

. 5تنقصها الحماية العسكرية لذلك فقد تعرضت لهجوم تركي بعد ذلك

1 Chantel De la Véronne, Relations entre Oran et Tlemcen dans la première partie du XVIe siècle, Librairie orientaliste Paul Geuthner S.A, Paris, 1983, P 15-16. 2 Ibid, PP 16-19.

.302، ص - هؤلاء ا�هولون–فوزي سعد االله، يهود الجزائر 3 .125، ص 2ج الدولة الزيانية، حساني، 4

5 Chantel de la Véronne, Relations entre Oran et Tlemcen, op. cit, P 38.

48

فوصلا تلمسان 1"أغوس وأكسل"م أرسل الإسبان مبعوثين يهوديين هما 1544وفي سنة توبر أك 28واتصلا بالأمير مولاي محمد واستطاعا أن يتحصلا على اتفاق معه أمضي من طرفه في

وبمقتضى هذا الاتفاق يدفع مولاي محمد لصالح الإسبان ما ه951شعبان 12ـالموافق لم 1544 .2قيمته خمسة آلاف دينار

غير أننا نجد في مصادر أخرى أسماء متعددة لأهل الذمة من مسيحيين ويهود الذين كانوا م على الحكم بين الفينة نشطين في الجانب الدبلوماسي، ونظرا لتغير الحكام الزيانيين وتصارعه

والأخرى، وتحالفهم مع الإسبان، فإ�م استعملوا كثيرا من السفراء الذميين، ولم يكن همهم في ذلك إلا تحصيل عوائد مالية أكثر، واستغلال المساعدة الإسبانية للبقاء مدة أطول على كرسي الحكم، ولو

والقتال حتى مع بني جلد�م بمساعدة كان ذلك على حساب إخو�م أو أعمامهم أو حتى الآباء، المسيحيين الذين كانوا يطمحون أكثر فأكثر لاستغلال هذا الوضع واحتلال مناطق أخرى من البلاد

الزيانية كما فعلوا بوهران والمرسى الكبير وغيرها.

كتابة المعاهدات: -3.2قات حرب وعداء فإن بين الدول الإسلامية والدول المسيحية في الأصل علالأن العلاقات

المعاهدات التي كانت تتم بين الفينة والأخرى هي "معاهدات هدنة" يتم من خلالها إعلان حالة السلم بين الدولتين المبرمتين لأي اتفاقية، وهكذا كانت علاقة الدولة الزيانية مع الدول المسيحية، إذ

هدات ولفترات محددة فيها، كما يتم أن العلاقات الدبلوماسية بينها كانت تضبط فقط بسبب المعاالتطرق فيها لأمور عديدة، ولعل أبرز المبادئ التي كانت ترتكز عليها وتدور حولها المعاهدات بين

هي: -من جهة ثانية–والدول المسيحية - من جهة–المسلمين عامة والزيانيين خاصة

التي تتحدث عن سواء العربية أو الأجنبية(التي بحوزتنا) لم يرد ذكر هذين المبعوثين إلا هنا، ولم نجد لهما ذكرا في كل المراجع 1 .السفارات الدبلوماسية بين الزيانيين والمسيحيينالعلاقات أو

.191، ص 1، جرجع السابقحساني مختار، الم 2

49

أمن الأشخاص وحرية المبادلات. .1 سلطة القناصل ومسؤوليا�م. .2 ية الفنادق والكنائس.ملك .3 المسؤولية الشخصية لرعايا الدولتين .4 1ضمان نقل وحراسة وبيع ودفع حقوق البضائع. .5 تبادل الأسرى وافتداؤهم بالمال. .6 ضمان عائدات الجمركة وحقوق البيع والشراء. .7 وضعية الميليشيات المسيحية. .8 .عقد التحالفات ومواجهة الأعداء المشتركين .9 هم.تعيين السفراء وحمايت .10

وكانت مراحل عقد المعاهدات تتم أولا بإرسال سفراء ممهدين ليس لهم صلاحيات واسعة إلا ، ويمكن أن يتم ذلك عبر مراحل أو سفارات 2في حدود المواضيع التي سيتم مناقشتها في هذا الشأنمثلما هو الحال في بعض السفارات المذكورة -متعددة وأشخاص مختلفين ولفترة تطول أو تقصر

فإذا توصلوا إلى توافق مع السلطة التي تفاوضوا معها وخلص ذلك إلى أرضية اتفاق بالمعنى -سابقاالمعاصر يتم إرسال سفراء مفوضين لعقد وإتمام المعاهدة بصلاحيات مطلقة لكن في إطار تعليمات

كتوبتين، واضحة وصارمة، وهؤلاء يرسلون من طرف ملوكهم إلى عاصمة الدولة مزودين بورقتين غير م 3لكنهما ممهورتين بخاتم الملك الذي يرسم ويصادق على الاتفاقية.

1 De Mas Latrie, traité, op. cit., P 84. 2 Atallah Dhina, Le Royaume Abdelouadide à l'époque d'Abou Hammou Moussa 1er et d'Abou Tachfin 1er, OPU, Alger, sd. P 143. 3 Ibid, P 143.

50

بعد ذلك يتم كتابة المعاهدة بلغة البلد التي وصل إليها السفير، فتكون باللغة العربية إذا كان لبلاد السفير المسيحي في الأراضي الزيانية أو باللغة اللاتينية أو القطلانية إذا كان السفير الزياني في ا

المسيحية. ويتم نسخ المعاهدة على كلتا الورقتين المختومتين ويضع عليهما الملك الآخر ختمه كذلك، ويعود السفير �ذه النسخ إضافة إلى ترجمة من نسختين باللغة اللاتينية أو القطلانية للاتفاقية المكتوبة

ويقوم بعملية الترجمة موظف -و القطلانيةأو العكس إذا كانت مكتوبة باللغة اللاتينية أ–باللغة العربية موثوق بكفاءته في هذه العملية يعين من طرف السفير المفوض، هذه الترجمة لا تصبح رسمية إلا إذا كان عليها ختم الملك. وبالمقابل يتم تصديقها وترسيمها من طرف الملك المرسلة إليه عن طريق

الطرفين بنسختين من المعاهدة المكتوبة باللغتين، كل السفير المبعوث في بادئ الأمر. ثم يحتفظ كلا 1نسخة محررة بلغة مختلفة.

وقد يحدث أن تكون الترجمة موجودة بنفس الصفحة مع اللغة الأصلية، بحيث تكون الصفحة مقسمة طوليا وتكتب المعاهدة باللغة اللاتينية أو القطلانية على يمينها والترجمة العربية على شمالها أو

م بين جاك 1339أفريل سنة 13لعكس، كما هو الأمر بالنسبة للمعاهدة الموقعة بتلمسان في ا . 2الثاني ملك ميورقة وأبي الحسن المريني الذي سيطر على تلمسان في تلك السنة

وفيما يخص مهمة المترجم فإ�ا توكل إلى الموظف المعين من طرف بلده فيمكن أن يكون ربيا في بعض الأحيان بالنسبة للممالك المسيحية، ويتخذ من فندق جاليته مسيحيا أو يهوديا أو ع

مكانا لنزوله، ويجب عليه إتقان اللغتين قراءة وكتابة ونطقا، لتكون ترجمته متوافقة وصحيحة، وعليه أن في يحضر مجالس المعاهدات كلها بما فيها المفاوضات الابتدائية، وقد يعين لهذا الغرض مترجمين اثنين، و

1 Dhina, Les états, op. cit., P 404. 2 De Mas Latrie, op. cit., P 282(introduction historique).

51

حالات أخرى يكون كل واحد منهما من جنسية مختلفة، كما هو الحال في بعض المعاهدات المبرمة . 1بين المسيحيين والمسلمين

ويمكن ألا تتخذ المعاهدات نفس الطريقة السابقة خاصة إذا كان السفير مسلما في الأراضي صر الإمارة في قاعة الاستقبال المسيحية، لكن في كل الأحوال فإن المفاوضات تجري غالبا داخل ق

الملكية أو في حديقة الملك أو في بيوت أحد الموظفين السامين للدولة كالوزراء أو الحجاب أو مسؤول مفوض لذلك، ويتم تحديد هذا المكان في الوثيقة، وقبل بدء المحادثات يحمل كل طرف ملاحظات أو

2دئية للمعاهدات.مذكرات أو نقاط يتم التفاوض عليها وتشكل بنودا مب

ويحضر مجلس كتابة الاتفاقية السفراء المفوضون ومترجموهم والموثقون، وقنصل الدولة المعاهدة والقناصل الأجانب وبعض كبار التجار من جنسيات مختلفة، ورجال الدين الممثلين للجاليات

تواجدة في خدمة الأمير، المسيحية، وبعض شيوخ المسلمين بالإضافة إلى قادة الميليشيات المسيحية الموأغلب هؤلاء يحضرون هذا ا�لس كشهود، ويتم تدوين أسمائهم وصفا�م وملاحظا�م وإمضاءا�م

3في آخر وثيقة المعاهدة.

وقد يحدث أن يطلب بعض السفراء الإذن بمقابلة الملك ليسمعوا منه مباشرة موافقته على بنود 4ه، كما حدث في بعض المعاهدات.الاتفاق الذي أجري باسمه من طرف ممثلي

فإذا تم الاتفاق على المعاهدة �ائيا يجري إعلا�ا بين العامة في الدولتين المتعاهدتين أو على الأقل في موانئ الدولة المسيحية، لكن تبقى هذه المعاهدة هشة لأ�ا تربط بين الملكين اللذان وقعاها

ال وفاة أحد قادة الدولتين أو انتقال السلطة منه لآخر أكثر مما تربط دولة بدولة، حيث أنه في ح

1 De Mas Latrie, op. cit., P 284-288 (introduction historique). 2 Ibid, P 276. 3 Ibid, P 277-279. 4 Ibid, P 277.

52

تكون هذه المعاهدة معرضة للإلغاء تلقائيا إذا لم يسارع الأمير الجديد بتثبيتها وإعلان قبوله 1باستمراريتها.

وعند إبرام عقد الاتفاقية تجري مراسلات بين الملكين الموقعين لها يعبر فيها كل منهما عن زام ببنود هذه المعاهدة، وتطويرها، وشكر على قبول المصادقة عليها، وتنويه بما قدمه رغبته في الالت

السفير من أجل إبرامها وتقريب وجهات النظر بين الطرفين، وكدليل على كل هذا يتبادل الملكان الهدايا والتحف النادرة أو حتى إطلاق سراح بعض الأسرى الجدد كبرهان على صدق العلاقة وعلاقة

. 2لصداقة المتوجة �ذه المعاهدةا

من جانب آخر يبقى الاتفاق الموقع رهين التقلبات والأجواء السائدة في ذلك العصر، حيث أنه يمكن نقض الاتفاقيات بسبب تكرار أفعال مخالفة من أحد أفراد من الدولتين، خاصة إذا علمنا

ة بين البلدان المتخذة من البحر ممرا أن القرصنة في ذلك العصر كانت منتشرة إلى حد يقلق التجار ومعبرا لمبادلا�ا التجارية، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تقضي معاهدة من المعاهدات على هذه الظاهرة حتى بين أفراد الدول المتعاقدة. لكن الأمر الذي يخفف من خطور�ا هو الحركية التجارية

لا تتوقف حتى بين الدول غير المرتبطة باتفاقية سلم أي التي المتزايدة في ذلك الوقت، لأن المبادلات هي في حالة حرب بمعنى آخر، فالحرب لن تمنع التجارة حتى وإن كان السلام هشا وصعبا في معظم

. 3الأوقات لأن الحرب والعداء ليست هي الأصل في العلاقة بين الدول

لدولة الزيانية ونظيرا�ا المسيحية وخاصة وبإلقاء نظرة عامة على الاتفاقيات التي عقدت بين االمملكة الأرغونية نخلص إلى أنه من جهة أولى أن سياسة هاته الدول اتجاه الزيانيين إنما كانت هي الحصول على قدر أكبر من الأموال في شكل ضرائب أو عائدات الجمركة عبر الموانئ، إذ أ�م كانوا

خاصة أ�ا تتربع على الموقع الاستراتيجي على طريق - لا غير يعتبرون المملكة الزيانية مصدر أموال

1 Dhina, Le Royaume, op. cit., P 143. 2 De Mas Latrie, op. cit., P 288(introduction historique). 3 Dhina, Le Royaume, op. cit., P 143-144.

53

" التي عقدت Monteagudoوأكبر دليل على هذا أن معاهدة "مونتيجيديو - ذهب السودانم بين سانشو الرابع الميورقي وجاك الثاني الأرغوني تم فيها تقسيم الشمال 1291ديسمبر - في نوفمبر

أرغونة على أن تكون بلاد المغرب الأوسط من نصيبها وفعلا الإفريقي بين الدولتين، حرصت فيها 1حصلت على ذلك.

م حرك جاك الثاني بعض السفن للقيام بحركة قرصنة في البحر 1317ودليل آخر أنه في سنة الرومي على السواحل الزيانية، خاصة أ�ا كانت في حالة حرب مع أمير مليانة، وكان الهدف الأكبر

هو إجبار الزيانيين على الدخول في مفاوضات جديدة والرضوخ لمطلب الأرغونيين من هذه الحركة 2والميورقيين بدفع إتاوات وضرائب ثابتة للمسيحيين.

ومن جهة ثانية فإن دولة بني عبد الواد خاصة والدول الإسلامية ا�اورة لها عامة لم يكن ة إلا للضرورة التجارية، فلم يكن هناك تبادل اهتمامها منصبا على عقد اتفاقيات مع الدول المسيحي

للسفراء (لم يعرف عن هذه الدول جميعها أنه عينت سفراء دائمين لها لدى الدول المسيحية) إلا للأغراض التجارية البحتة أو لتسهيل التفاوض حول معاهدة من المعاهدات المزمع عقدها، التي غالبا

حتياطات الدينية من الجهتين، وإلا فإن كل الاتفاقيات لم ما تكون محاطة بعديد التحفظات أو الاتكن مدفوعة بضرورة التعايش بين هذه الدول أكثر مما كانت مدفوعة بالفوائد والعائدات التجارية

. 3والمالية لكلا الطرفين حتى في حالات الحرب القصوى

ين الزيانية وإحدى الدول هذه العلاقات المدفوعة دوما بالمصالح التجارية والمالية للدولت المسيحية، لم تمنع أن تتضمن بعض الرسائل التي كانت ترسل من طرف هذا الملك أو ذاك بعض عبارات الود والصداقة رغم أ�ا لا تمثل في نظرنا إلا محاولة لاستجلاب عطف وكسب ود الطرف

1 Dufourcq, l’Espagne Catalane, P 328. 2 Dhina, Le royaume, P 142. 3 Dhina, Les états, P 405.

54

amour »1 »نى الصداقة وبمع « l’amitié »الآخر، ومن هذه العبارات نجد في الرسائل الأرغونية عبارات تدلل على إرادة من السلطة لتوثيق علاقات بمعنى الود والمحبة، أما في الرسائل الزيانية فنجد

الود والصداقة مثلا "أسباب المواصلة والوداد" و"تجديد ما كان بين الأسلاف من المودة والاعتقاد" .2و"الصداقة بيننا وبينكم"

:ناصب أخرىمالدور العسكري و -3 الدور العسكري: -1.3

أما عن الدور العسكري الذي أداه أهل الذمة في الدولة الزيانية فمعلوم أن ملوك الدولة منذ ابتداء أمرها تداولوا على استعمال النصارى كحامية للسلطان، ويستعرض السلطان الزياني أبو حمو

لأولى حتى يصل إلى الطبقة الرابعة منهم فيقول: موسى في كتابه لابنه طبقات الجند، بدءا من الطبقة ا"وهم أجناد السلطان ويتألفون من الأعلاج والنصارى والأغزاز والوصفان وهؤلاء "احتياطيين" لقمع كل عصيان ويجب لذلك أن يكونوا شجعانا ذوي بأس، كما يجب على السلطان ألا يدعهم يفارقونه

. 3طرفة عين"

هو يغمراسن بن زيان إذ ورثت الدولة الزيانية من الموحدين فرقة وأول من استعمل النصارى مؤلفة من ألفي فارس مسيحي، كان على رأسها ناصح الخصي الأوربي وهو قائد هذه الميليشيا والذي

وقد خص يغمراسن هذه الفرقة بحراسته لكن بينما Akho’lcomt"4تسميه العرب أخو الكونت "

1 De Mas Latrie, Traité, p 290-294(العبارات مترجمة من اللغة اللاتينية)

- 1323ك أرغونة جاك الثاني بين سنتي ، رسالة مرسلة من الملك الزياني أبي تاشفين الأول إلى مل91ينظر وثيقة رقم 2 .89-88بتلمسان، ص م، سعيدان عمر، علاقات إسبانيا القطلانية1324

.79أبو حمو موسى الزياني، واسطة السلوك، ص 34 De Mas Latrie, Traité, P 126 (Introduction historique)

55

ين قامت بمحاولة انقلاب عليه فأحاط �م الجند من كل مكان هو يستعرض جيشه بباب القرماد 25واستأصلوهم جميعا، بعد أن قتل أخو يغمراسن واسمه "محمد" في تصديه للمحاولة، وذلك بتاريخ

.1ه، ومنذ ذلك التاريخ لم يستخدم بنو عبد الواد جند النصارى652ربيع الثاني سنة

عبد الواد قد لجأوا من جديد إلى استخدام لكن عدة شواهد تقوم دليلا على أن بني المسيحيين كميليشيات مقربة لحمايتهم، وغير بعيد عن تاريخ المحاولة الانقلابية السابقة الذكر نجد أنه

ه وفي عهد يغمراسن ذاته وفي معركة إيسلي بينه وبين السلطان المريني أبي يوسف 670في سنة "وهلك عامة عسكر الروم لثبا�م بثبات السلطان ن خلدون:يعقوب بن عبد الحق التي يقول عنها اب

.2يغمراسن فطحنتهم رحى الحرب وتقبض على قائهم "بيرتيس" أو "برنيس"وا�زم الباقون

ودليل آخر على أن ملوك تلمسان كانوا لا يزالون يستعملون النصارى كجنود وميليشيات ديسمبر 11ه/ 764صفر 22لرابع المؤرخة في رسالة أبي حمو الثاني إلى الملك الأرغوني بيدرو ا

م " وأما قضية النصارى الذين كانوا أخذوا في الأجفان وخرجوا بمرسانا هنين المحروسة...خلينا 1362سبيلهم وسرحنا جميعهم...امتنع عن الجواز أكثرهم واختاروا الإقامة، وطلبوا منا الخدمة المستدامة...

. 3لى خدمتهم وأجرينا عليهم مرتبا�م وزدناهم على عاد�م..."فرددنا عليهم خيلهم وأرجعناهم إفهذه العبارات تدل على استمرار استعمال النصارى كميليشيات لدى سلاطين تلمسان مع إجراء المرتبات عليهم. وتدل عبارات أخرى أن أعدادهم كانت معتبرة إذ في تتمة هذه الرسالة يقول

أراد الجواز من هؤلاء النصارى المحتجزين سابقا حوالي الثلاثين، وهو السلطان الزياني أبو حمو أنه قد .4قبل ذلك يقول أن الذين امتنعوا عن الجواز هم الأغلبية

.206ص ، 1لرواد، جيحي بن خلدون، بغية ا 1 .244ص ،7ج ، خلدون، كتاب العبر عبد الرحمان بن 2 .139-138بتلمسان، ص سعيدان عمر، علاقات إسبانيا القطلانية 3 .139نفسه، ص 4

56

وكان توظيف هذه الميليشيات في خدمة سلاطين المغرب كلهم وبني عبد الواد خاصة لأ�م م، ومن جهة المسيحيين فإن 1256يرون فيهم الشجاعة والإخلاص رغم ما بدر منهم في حادثة سنة

توظيف هؤلاء كان يوفر لهم مداخيل مالية كبيرة، إذ يجري دفع ثمن الخدمة مباشرة إلى حساب الملك . 1المسيحي الذي ينتمي إليه هؤلاء الجنود، إضافة إلى اقتطاع جزء مهم من رواتبهم لصالح مملكتهم

يحية مرتفعة إلى حد ظاهر، حيث كانت وقد كانت رواتب الجند العاملين ضمن الميليشيا المستتراوح بين خمسة دنانير وخمسين دينارا ذهبيا في كل شهر، وما يؤكد أن ملوك أرغونة كانوا مستفيدين بصفة كبيرة من توظيف هؤلاء الجنود، أ�م كانوا حريصين على تعيين قيادا�م بأنفسهم ويولون ذلك

ير من الأحيان إلى بقية الجنود المسيحيين المستخدمين من اهتماما كبيرا، ويحاولون مد نفوذهم في كث . 2طرف ملوك المغرب بغض النظر عن جنسيا�م

والظاهر أن الجند المرتزقة كانوا يسكنون في حي منفصل خاص �م يعرف بربض النصارى ع الضرائب وكانوا يتمتعون بأداء شعائرهم الدينية ويديرون شؤو�م بأنفسهم، كما كانوا معفيين من جمي

.3والرسوم الجمركية ويخضعون لسلطة قوادهم القضائية

وكان حرص رجال الدين المسيحيين على عدم تحول هؤلاء الجند إلى الإسلام كبيرا فقد حث م العاملين في خدمة ملوك المغرب على 1290ه/689" سنة Nicola IVالبابا "نيكولا الرابع" "

قويم وعدم اعتناق الإسلام، وهذا في حد ذاته يعد تنبيها التمسك بديانتهم والتحلي بالسلوك الللمسيحيين الذي يعملون مرتزقة في الفرق العسكرية لصالح المسلمين من جهة ويعتبر اعترافا من جهة

1 Dhina, les états, P 446-447. 2 Dufourcq, L’Espagne Catalane, P 70.

.189، ص 1، جالمرجع السابقعبد العزيز فيلالي، 3

57

أخرى �ذه الخدمة من البابا نفسه، لأن السلطة البابوية كانت تأمل في أن تجني من هذه الخدمة . 1حية في بلاد المغرب عامة ومدينة تلمسان على وجه الخصوصبعض المزايا لفائدة المسي

الجوسسـة: -2.3وإذا انتقلنا إلى الحديث عن استعمال أهل الذمة عامة واليهود خاصة في أعمال الجوسسة وتتبع الأخبار وكذا العمل لصالح الأعداء نجد أمثلة يسير عن ذلك في العهد الزياني، ومن هذه الأمثلة

هو العمل الذي قام به اليهودي الذي كان قائما على جمع المكوس والضرائب في مدينة وهران البارزة أو"زطورة" 2خلال بداية القرن السادس عشر للميلاد لصالح السلطة الزيانية اسمه "موسى أشطورة"

"Stora" أو "Zatora وعند صاحب الاستقصا هذا اليهودي له تسمية أخرى فهو "الزاوي بن ،"ة"، ولعل الرجل يكون واحدا أو أن هناك يهوديين اثنين تعاونا على ذلك خاصة أن المصادر كبيس

الإسبانية تذكر وجود يهوديين �ذين الاسمين في نفس الفترة في مدينة وهران هما "Zatora" "وXixa 3" فأيهما الخائن الأول أم الثاني أم الإثنين معا؟

سبان ذمته بمال وفير ووعود جمة لا حصر لها، حاصل الأمر أن هذا اليهودي اشترى الإواشترى هو الآخر بنفس الوسيلة ذمة اثنين من المسلمين وهما القائد "عيسى العريبي" و"ابن قنص" كانا يعملان تحت إدارته، والقائمين على جمع المكوس بمداخل أبواب المدينة لحساب سلاطين الدولة

نة للجيش الإسباني في الموعد المحدد وبينما أهل المدينة يعدون العبد الوادية، على أن يسلموا المديالعدة لمواجهة الإسبان وجدوا الباب قد فتح من ورائهم بتدبير اليهودي ورفع فوقه الصليب الأحمر

4000الذي كان علامة بين المتآمرين، ودخل الجيش الإسباني المدينة واستباحها وقتل فيها أزيد من

De Mas Latrie, Traité, Pظر عن نص الرسالة كذلك . ان188فيلالي، المرجع نفسه، ص 1

150(introduction), Traité(suppléments et tables) , P17. .110توفيق المدني، حرب الثلاثمائة سنة، ص 2 .2، هامش 91فوزي سعد االله، يهود الجزائر، ص 3

58

. وكان من نتائج هذه الحملة احتلال 1فردا حولوا إلى عبيد في إسبانيا 8000ر من مسلم واقتاد أكثوهران، واعتراف أبي حمو الثالث بنوع من التبعية لإسبانيا والتعهد بدفع جزية سنوية لها، وخضع

.2كذلك رجال قبائل بني عامر، وغيرهم من الأعراب الواقعين ضمن دائرة وهران الإسبانية

الإسبان لهؤلاء اليهود أسكنوهم ببرج المرسى وأصبح يعرف بـ"برج اليهودي"، ومكافأة من وجعلوا لهم من الصولة على المسلمين شيئا كثيرا فأصبحوا هم المتحكمين في قبض اليهود من المسلمين، وأقر الإسبان اليهودي أشطورة على عمله كمكاس وقابض للمال وضموا إليه مخازن سميت

، وأصبح يخرج إلى القبائل ليقبض منهم الضرائب، 3ه)980-915بنوه من سنة (باسمه، وتوارثها فيضرب خباءه بواسطة دواوير بني عامر من أولاد عبد االله وغيرهم، ويتصرف فيها تصرف الملك في رعيته بما شاء يأمر وينهى فيصفد هذا في الأغلال ويضع على رجل هذا الأكيال ويجلد هذا ويتجلى

، وكان لهذا اليهودي جوار من أحسن بنات الإسلام وفي 4غير ذلك، دون معترض لهسبيل هذا إلى هذا يقول الشاعر الشيخ أحمد بن القاضي في قصيدة يذم فيها الأعراب المتخاذلين المتذللين لحكم

هذا اليهودي:

أما أبصروا في السبي غير الحرائر عليكم لحاف الذل أين فحولكم؟

5يعاليهـــــا الخنزيــــــــر فوق الهزابــــــــــــــر ـــــــادة عربيـــــــــــــةوتحت اليهودي غـــــــ

.101-100المدني، المرجع السابق، ص 1 .102، ص رجع نفسهالم 2 . 150، ص م1981يحي بوعزيز، وهران، منشورات وزارة الثقافة، مديرية الدراسات التاريخية وإحياء التراث، الجزائر، 3 .160، ص 2حساني، المرجع السابق، ج 4زائر هذين البيتين يذكرهما المؤرخ المرحوم أبو القاسم سعد االله في موسوعته تاريخ الج .107-106المدني، المرجع السابق، ص 5

الثقافي على نحو آخر وبإضافة بيت هو: ولا سيما من قد ثوى تحت كافر فمن مبلغ عني قبائل بني عامــــــــر

أما أبصروا في السبت عبد الحرائر أيا معشر الإسلام أين فحولكم؟ ـر فوق المزابــــــــــــــريعالجهـــــــــا الخنزيــــــــ وتحت اليهودي غـــــــــــــادة عربيــــــــة

59

وحتى أن اليهودي زطورة أصبح يحضر توقيع الاتفاقيات بين الإسبان والمسلمين، فقد وقع اتفاق بين شيوخ القبائل (شيخ قيزا وبوصفرو وأحمد القشتاني شيخ مصغرين) وبين الكوديتي حاكم

هران على عدم مواجهة مضار�م بحضور كبار ضباطه وبعض أفراد من الجالية اليهودية يتقدمهم و . 1موسى زطورة

م 1517إلا أن بعض المؤلفين يذكرون أن "زطورة " هذا قد اعتقل من طرف "عروج" سنة . 2لدى دخوله إلى تلمسان، وصلب واستصفيت أمواله

ذمة في مصالحهم داخل القصور حتى لأعمال وقد استعمل الزيانيون كذلك بعض أهل الالجوسسة فقد وظف عثمان بن يغمراسن جارية رومية في البلاط المريني أهداها ليوسف بن يعقوب بعد أن در�ا أسلوب الكتابة السرية أو علم التعمية، وعلى التجسس والتقاط الأخبار، وزودها بالورق

ه بالمعلومات الهامة التي تتعلق بالبلاط وخططه ونواياه الخاص بذلك، فكانت الجارية الرومية تبعث ل. ومن أمثلة ذلك أن وفدا دبلوماسيا 3واستعداداته العسكرية وغيرها من المعلومات التي تساعد الخصم

أرسله عثمان بن يغمراسن يضم "الخطيب" ابن الحاجب عثمان بن عامر، ووصل الأمر �ذا الشخص ني وأطلعه على أسرار البلاط الزياني، وتمادى معه في الحديث عن إلى أن اختلى بالسلطان المري

السلطان ، وكانت الجارية الرومية تسمع كل هذا الحديث فأرسلت به لعثمان بن يغمراسن الذي سارع إلى نكبة "الخطيب" وأبيه الحاجب وأسرته وقتلهم قتلا شنيعا وصادر أموالهما وسبى كل ما كان

.4لهم من حريم

، دار الغرب الإسلامي، بيروت، 2=ويعزو هذه الأبيات إلى الشاعر ابن محلى، ينظر أبو القاسم سعد االله، تاريخ الجزائر الثقافي، ج

.262م، ص 1998الطبعة الأولى، .204، ص 1حساني مختار، الدولة الزيانية، ج 1

2 Chantel de la Véronne, Relations entre Oran et Tlemcen, op. cit, P 25. .25، ص 1فيلالي عبد العزيز، تلمسان في العهد الزياني، ج 3 .26، ص نفسه 4

60

يف النصارى واليهود حتى في أعمال التفتيش عند الأبواب، إذ يقول ابن مرزوق وتم توظصاحب المسند الصحيح عن استيلاء المرينيين على تلمسان:"ولما استولى أبو الحسن المريني على

الربع من المغارم وشتى ا�ابي والملازم وأسقط ألقابا -رضي االله عنه- تلمسان وأحوازها أسقط عنهم نكرة جملة فلم يبق لها أثرا منها ما كانت تعم به البلوى من المطالبات في الأبواب من التفتيش كانت م

الذي لا يحترم فيه من الناس أحد، فيتولى المسلم نصراني ويهودي وخارجي ويحيطون به ويفتشونه من من المغارم، رأسه إلى قدمه ظاهرا وباطنا لما عسى أن يدخل به من السلع التي يوظف عليها مغرما

وحتى النساء يوكل �ن يهوديات يفتشنهن ويدخلن أيديهن إلى لحومهن، وفي هذا من الشناعة 1والبشاعة مالا يخفى، وكان هذا العمل في تلمسان وأعمالها."

وكذلك اتخذ بعض أمراء الدولة الزيانية خاصة في فترة الضعف والا�يار خداما ومساعدين من -1411ه/827-814مير أبو مالك عبد الواحد الذي حكم لفترتين (أهل الذمة فقد جعل الأ

م) أعوانا من اليهود وأعيانا وجعلهم من خلصائه وندمائه 1430- 1428ه/833-831و( م)1424 حتى أنكر عليه ذلك فقهاء المدينة وعلماؤها وفي هذا يقول الفقيه ابن مرزوق الحفيد:

ولكن لطف االله نسأل في القضا ـاتلمســــــان دار لا تليق بجاهنــــــــــ

2يهود وفجــــــــار ومن ليس يرتـــــــضى فكيف يرجى الخير ممن يسوسه

أغلب أمراء بني زيان المتأخرين كثيرا من أهل الذمة ليكونوا سفراء لهم عند الدول كما سخرسفير الإسباني "سلمون المسيحية أو ممثليها، خاصة بعد احتلال وهران من طرف الإسبان، فقد كان ال

" من أبرز من قام ببعثات دبلوماسية بين الزيانيين والإسبان في وهران Salamon Terneroتورنيرو

محمد بن مرزوق التلمساني، المسند الصحيح الحسن في مآثر ومحاسن مولانا أبي الحسن، دراسة وتحقيق: ماريا خيسوس بيغيرا، 1

. 285، ص 2007رة الثقافة، سحب الطباعة الشعبية للجيش، تقديم محمود بوعياد، صدر عن وزا .98، ورقة 3657-ابن الأعرج، زبدة التاريخ، مخطوط المكتبة الوطنية بالرباط، المملكة المغربية، رقم د 2

61

، كما 1م1521- 1520أو إسبانيا، خصوصا في عهد الأمير الزياني"أبو سرحان المسعود" سنوات اليهود لخدمته وتعامل ه)949-930استعمل الأمير "أبو عبد االله محمد السابع" الذي حكم بين (

مع كل من يضمن له الوفاء والبقاء في السلطة، إذ جعل اليهود وسطاء بينه وبين الإسبان في التعاون .2الاقتصادي والسياسي

مناصب أخرى تولاها أهل الذمة:-3.3ذكروا تولي أحد اليهود مهنة الحاجب لدى سلطان 3ومن الجدير بالذكر أن بعض المؤلفين

لزيانية، وهو الحاجب "خليفة بن رقاصة" الذي تقلد عدة مناصب حتى بلغ إلى منصب الدولة االحاجب، ثم تدخل في عمل مخابراتي خلال حصار تلمسان وتعاون مع الزيانيين وسرب إليهم المؤن والذخيرة، لكن ابن خلدون يذكر أن آل رقاصة كانوا ضمن الحاشية المرينية التي رافقت السلطان

وسف بن يعقوب في حصار تلمسان فلما أحس منهم تعاليا واستئثارا بالأمر دونه أهلكهم في المريني يه بما فيهم خليفة بن رقاصة وأخيه إبراهيم ولم يستبق منهم إلا ابن عم لهم 701شعبان من سنة

.4ه710يسمى خليفة الأصغر أهلكه هو الآخر السلطان أبي الربيع سنة

1 Chantel de la Véronne, Relations entre Oran et Tlemcen, op. cit, P 28.

.77، ص 1فيلالي، تلمسان، ج 2 La saga des Juifs en" في كتابه "André Chouraqui، نقلا عن "113ينظر سعد االله فوزي، يهود الجزائر، ص 3

Afrique du Nordنقلا عن "296. ثم يعيد ذكره ص 82" ص .Nicol Serfaty" في كتا�ا "Les courtisans Juifs des sultans marocains نجد أنه لا ينقل إلا رأي لكن بالرجوع إلى الكتاب الأخير. 95"، ص

"ابن خلدون" القائل بأن بني رقاصة هؤلاء كانوا في خدمة السلطان المريني أبي يعقوب، وأنه هو الذي استصفاهم خلال الحصار -Serfaty, S.Nicol, Les courtisans Juifs des Sultans Marocains 13e المريني لتلمسان، ينظر

18eme siècle –hommes politiques et hauts dignitaires XIIIe-XVIIIe Siècles, Préface de Haïm Zafrani, Editions Bouchène, Saint Denis, France, 1999, P 90-

95. .316، 307، ص 7ينظر عبد الرحمان بن خلدون، كتاب العبر، ج 4

62

دها هنا حول تبوء اليهود لمنصب سياسي هي فرضية أن يكون ومن بين الملاحظات التي نور رئيس بلدية تمنطيط في عهد الدولة الزيانية يهوديا وذلك حوالي منتصف القرن التاسع للهجرة الخامس

" الذي Antonio Melfantعشر للميلاد، هذه الفرضية أصلها هو الرحالة "أنتونيو مالفنت" "م مارا �نين إلى تمنطيط، 1446لية، وقد بدأ رحلته من جنوة سنة تعود أصوله لمدينة جنوة الإيطا

مهمته الأصلية هي التعرف على طريق ذهب السودان، وقد وصل هذا الرحالة إلى مدينة تمنطيط ، وفي 1سنوات قبل أن توافيه المنية هناك 3م وقضى �ا 1447- 1446نقطة العبور للذهب بين سنتي

كان ضيفا لدى رئيسها "يحي بن إدير -كان أغلب سكانه يهودا أغنياء التي-خلال إقامته بالمدينة " الذي يقول عنه أنه تاجر يهودي كبير ارتحل من تلمسان سنة Yahia ben Idirأو يدير" "

م إلى تمنطيط وكون �ا ثروة عظيمة جعلته يتبوأ مكان الصدارة بين أغنياء اليهود فأصبح رئيسا 1438 .2لها

"، غير أن V.Monteilذا الرأي لم يذهب إليه إلا "فانسنت مونتاي" "هذه القضية وهأغلب المؤرخين يجعلون "يحي بن يدير" فقيها وعلامة قدم إلى توات سنة خمسة وأربعين من القرن التاسع الهجري ومن تلامذته الشيخ محمد بن عبد الكريم المغيلي، والشيخ عبد االله العصنوني قاضي

3ذا الإقليم في يوم الجمعة العاشر من صفر عام سبع وسبعين وثمانمائة.توات، وقد توفي �

إلا أن المعلوم أن اليهود قد شكلوا قوة اقتصادية وسياسية في منطقة توات وعاصمتها تمنطيط ومن غير المستبعد أن يكونوا مسيطرين على مركز القرار والسلطة �ا، هذا إن لم يكونوا هم من

1 Jacob Oliel, Les Juifs au Sahara, le Touat au Moyen Âge, CNRS Editions, Paris, 1994, P 88.

2 Ibidem نقلا عنVincent Monteil في مجلة هسبريس المعنون بـ: همقالفي Problème du Sahara occidental-Juifs et Judaisée, Hesperis N°XXXVIII, 1951, P28, note N°1.

.509م، ص 2002ه/1422، 1بيروت، ط أحمد بابا التنبكتي، كفاية المحتاج لمعرفة من ليس في الديباج، دار ابن حزم، 3

63

حد ذا�ا، وخير دليل على ذلك هو تصدي الإمام المغيلي لهم نظرا لسطو�م يشكلون السلطة في وتحكمهم في البلاد والعباد.

وهناك نازلة عند الونشريسي تتحدث عن يهودي أصبح متصرفا لبيت مال المسلمين في الدولة دراهم المقبوضة (لكن السؤال غير واضح عن أي دولة هل هي الدولة الزيانية أم غيرها) وبيده وزن ال

والمصروفة ونقدها، وسئل بعد ذلك عن حكم توليته وهل يعزل ويستبدل بمسلم ثقة، فأفتى بوجوب 1ذلك وبين حكم الشرع فيه.

كما يذكر المؤرخون أن قهرمانة القصر الزياني كانت نصرانية تسمى "دعد" وكانت تقوم راء الزيانيين، والتنظيف والأعمال المنزلية بالإشراف على الجواري النصرانيات ا�لوبات لخدمة الأم

. 2المختلفة وتربية الصغار

.376، ص 12الونشريسي، المعيار، ج 1ترجمة حمادي الساحلي، دار الغرب ،1ج م،15إلى �اية القرن13برنشفيك، تاريخ إفريقية في العهد الحفصي من القرن روبار 2

.490، ص 1988لبنان، الطبعة الأولى، الإسلامي، بيروت،

64

.حركة المغيلي ضد امتيازات اليهود:4 1ترجمة الإمام المغيلي: 1.4

والمغيلي : بفتح الميم نسبة (، هو أبو عبد االله، محمد بن عبد الكريم بن محمد المغيلي التلمسانيمن الأمازيغ الأشاوس استوطنت تلمسان ووهران و المغرب الأقصى، وهي قبيلة وهي إلى قبيلة مغيلة

ولد في 2)يضفرع من قبيلة صنهاجة الأمازيغية المشهورة في التاريخ وهي كبرى شعوب الأفارقة البم، من عائلة راقية النسب، ومشهورة بالعلم والدين والشجاعة في 1425هـ/ 790مدينة تلمسان سنة العالم رقم عشرين في سلالة المغيليين التي تبتدأ بإلياس المغيلي [ و هو ذلك العالم الحروب وهو يعتبر

الأمازيغي الذي اعتنق الاسلام ، وحمل لواء الجهاد فكان له شرف المشاركة مع طارق بن زياد في فتح رضي االله ينتهي نسبه إلى الأدارسة أولاد الإمام علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء بلاد الأندلس ]،

والده الشيخ عبد الكريم اشتهر بالعلم والصلاح، كما أن أمه اشتهرت بأ�ا سيدة فاضلة عنهما، تحب الفقراء والمساكين وتنفق عليهم بسخاء، وقد قام هذان الوالدان بتربيته وتنشئته تنشئة حسنة.

الجزائر والتقى بكبار تلقى المغيلي العلم بتلمسان التي ولد �ا ثم ارتحل إلى مدينة بجاية ثم علماء العصر وتلقى عنهم وسمعوا منه وأجازوه منهم أحمد بن إبراهيم البجائي وأبو علي الزواوي المنجلاتي، والإمام أبي العباس الوغليسي والعالم الشيخ سيدي عبد الرحمن الثعالبي الذي أعجب

بذكائه وفطنته فزوجه ابنته اعترافا منه بعلمه وفقهه وأدبه.

ديوان يلي ينظر: أبو عبد االله محمد بن مريم التلمساني، البستان في ذكر الأولياء والعلماء بتلمسان، عن ترجمة الإمام المغ 1

دار العلم للملايين، بيروت، ، 6الزركلي، الأعلام، جخير الدين .257-253ص ، م1986الجزائر، المطبوعات الجامعية، مام المغيلي من خلال المصادر والوثائق التاريخية، مؤسسة أحمد الحمدي، الإ .216ص ، 2002الطبعة الخامسة عشرة، مايو

.92، ص م2002ه/1422، 1طالجزائر،

.38-36، ص 1الوزان، وصف إفريقيا، ج 2

65

:1للإمام تآليف عديدة في الفقه والتفسير والفكر والشعر منهاو

شرح البيان في علم التبيان. -

البدر المنير في علم التفسير.-

شرح مختصر خليل وعنوانه مغني النبيل.-

تأليف فيما يجب على الملوك-

مصباح الأرواح -

شرح منح الوهاب في رد الفكر إلى الصواب-

رسالة في الخلافة-

سالة في اليهودر -

ولما رأى الإمام تسلط اليهود واستئثارهم بالمناصب وتحكمهم في رقاب المسلمين وجباية أموالهم بمدن بجاية وتلمسان وغيرها قرر الرحيل إلى الصحراء حيث النقاء والصفاء والبعد عن

ضرة الإقليم والمركز المكدرات، فانتقل إلى إقليم توات وبالضبط إلى مدينة تمنطيط التي كانت آنذاك حاالاقتصادي له ومعبرا من معابر التجارة مع بلاد السودان، لكنه وجد �ا نفس ما نقمه في حواضر الدولة الزيانية الشمالية، إذ شهد �ا تحكما كليا لليهود سياسيا واقتصاديا حتى أن المسلمين كانوا لا

ياة.يجدون بدا من طاعة هؤلاء بسبب تحكمهم في كل مجالات الح

، محمد بن عبد الكريم المغيلي، مصباح الأرواح في أصول الفلاح، ضمن الإمام المغيلي باقي تآليفو هذه التآليف ينظر عن 1

الذمة، دراسة وتحقيق عبد ا�يد الخيالي، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى، كتاب رسالتان في أهل .14-13، ص للرسالة الأولى م، مقدمة التحقيق2001ه/1421

66

حركة المغيلي:-2.4بدأ فصل جديد في حياة المغيلي وسكان البلاد وحتى اليهود إذ أطلق الإمام حملة لرد الاعتبار

للمسلمين وإعادة اليهود لمرتبتهم التي حددها لهم الشرع الإسلامي على أساس أ�م أهل ذمة.

ة، سلوكهم، ومخالفتهم على اليهود القاطنين في المنطق بعض المسلمين في توات قد أنكرو للقوانين، وللتراتيب التي حددها لهم الفقهاء المسلمون، على مر العصور. وتفاقمت الأزمة بعد أن

أثار هذا الخبر ثائرة المسلمين ، نيسة جديدة لهم في "تمنطيط". و شيد أولئك السكان من اليهود، ك تسمح للذميين بإصلاح معابدهم القديمة الذين اعتبروا تشييد معبد جديد، مخالفة صريحة للشريعة التي

فقط، وتحظر عليهم بناء معابد جديدة، غير أن بعض العلماء المحليين، وعلى رأسهم قاضي المدينةوقالوا: إن اليهود ذميون، لهم ما لأهل ، خالفوا أولئك النفر من المسلمينالشيخ عبد االله العصنوني

. وقد احتج كل فريق بآيات قرآنية كريمة وبأحاديث 1الفقهالذمة من الحقوق المنصوص عليها في كتب نبوية شريفة، وبأقوال السلف من الأئمة والفقهاء، غير أن كلا الفريقين لم يقو على فرض آرائه، وعلى

الكبير محمد بن عبد الكريم قمين على اليهود، العالم استمالة عامة الناس إليه. وكان في مقدمة الناهر هذا الفقيه بنشاطه، وبحيويته في الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وفي نشر المغيلي. وقد اشت

صدر فتوى أكد من خلالها: أتعاليم الإسلام و محاربة البدع و الخرافات خاصة ببلاد الزنوج حيث ع " أن سيطرة اليهود على عموم نواحي الحياة في تلك الديار، وبخاصة النواحي الاقتصادية، يتنافى م

مبدأ الذلة والصغار التي اشترطها الإسلام مقابل حمايتهم وعيشهم بين ظهراني المسلمين، وعليه فإن في نظر -هذا التفوق لليهود وإمساكهم بزمام السلطة من خلال سيطر�م على التجارة، يستوجب

أثارت هذه ". وقد 2محاربتهم وهدم كنائسهم وكسر شوكتهم ليعودوا إلى الذل والصغار -هذا العالمالفتوى، من قبل الإمام المغيلي، ردود فعل كثيرة في أوساط معاصريه من العلماء بين مؤيد ومعارض.

.83-82، ص 1فوزي سعد االله، يهود الجزائر، ج 1حيم بنحادة، عمر بنميرة، دار أبي الرقراق للطباعة والنشر، محمد بن عبد الكريم المغيلي، رسالة في اليهود، تقديم وتحقيق عبد الر 2

.86، ص م2005الرباط، الطبعة الأولى،

67

ولما حمي الوطيس بين الفريق المناصر لمحمد بن عبد الكريم المغيلي، والفريق المعارض له، واشتد الخلاف ، وفي فاس، وفي تونس، وكانت المدن بين المسلمين، راسل كلا الفريقين أكبر علماء العصر في تلمسان

ومن الثلاث العواصم السياسية، والدينية، والثقافية للأجزاء الثلاثة من المغرب الإسلامي الكبير. في كبار علماء العصر، يستفتيا�م في القضية، كان كل فريق يأمل خلال الرسائل التي بعثها هؤلاء إلى

تهم بمخالفة تعاليم الشريعة.تأييد موقفه ضد موقف الفريق الآخر، الم

وقد أورد المغيلي أنه قد سئل عن وضعية اليهود في الصحراء: "ما تقولون في مسألة قبائل في آخر الصحراء حيث لا تنالهم أحكام الأمراء يتخذهم اليهود أخلاء يلقبو�م بالغلائف فيأوو�م

أمير يكون عليهم فيغشون المسلمين وينزلو�م في قصورهم ويجعلون الحوارير والسكة بأيديهم دون ويخونو�م ويحجرو�م شيئهم ويخدعو�م ومتى قام عليهم أحد من المسلمين كفته غلائفهم وخاصمته

وهذا ما جعله يراسل علماء الأقطار لاستبيان آرائهم 1دو�م حتى لا يتوصل إلى أخذ الحق منهم" حول هذه النازلة.

المعرب، مختلف الفتاوى نشريسي في موسوعته الفقهية المعياروقد أورد الإمام الفقيه أحمد الو أحمد ، فكان ممن عارضوا المغيلي علماء من تلمسان وفاس، وعلى رأسهم الفقيه 2التي تلقاها الفريقان

قاضي توات أبو محمد عبد االله بن أبي بكر ، و بن محمد بن زكري التلمساني مفتي تلمسان في وقته نوني.عصال

ن فقد كان على رأسهم الأئمة الأعلام محمد بن عبد االله بن عبد الجليل و المؤيد أما العلماءالتنسي الجزائري مؤلف الكتاب في ضبط القرآن الكريم "الطراز على ضبط الخراز" ، ومحمد بن يوسف

م، مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في 16-15ه/10-9، دور الطائفة اليهودية بتوات خلال القرنين قومي انظر محمد 1

، السنة الجامعية 2وا�تمع)، كلية العلوم الاجتماعية، جامعة وهرانالتاريخ، إشراف غازي الشمري، المدرسة الدكتورالية (الدين م، نقلا عن المغيلي، ما يجب على المسلمين من اجتناب الكفار وما يلزم أهل الذمة من 2014-2013ه/ 1434-1435

.01الجزية والصغار، مخطوط بخزانة الأستاذ مبروك مقدم، ورقة .254-214، ص 2الونشريسي، المعيار، ج 2

68

محمد بن قاسم السنوسي الجزائري، أبو عبد االله التلمساني الحسني الجزائري عالم تلمسان وصالحها ، و .الرصاع فقيه تونس

ويقول المؤرخون: "... إنه فور وصول جواب هؤلاء العلماء لواحة تمنطيط، حمل الإمام المغيلي وأنصاره السلاح، وانقضوا على كنائس اليهود، فهدموها دون تأخير".

وبمجرد ما بلغه جواب وتأييد الإمامين "السنوسي" و"التنسي" سارع هو وأتباعه إلى ارتداء رب فقصدوا كنائس اليهود وأمر الشيخ بقتل من عارضهم دو�ا فهدموها عن آخرها، ووضع لباس الح

لذلك جوائز فمن قتل يهوديا كافأه بسبع مثاقيل، وجرى في ذلك أمور، ونظم في تلك القضية قصائد 1، وفي ذم اليهود ومن ينصرهم.-صلى االله عليه وسلم-في مدح النبي

هذا الداعية الكبير برحلته الطويلة إلى مناطق السودان الغربي، قام، يهودبعد انتصاره على الوظل مشتغلا بالدعوة والوعظ والتدريس والقضاء والفتيا وبذل النصح لأمرائها وأولي الأمر فيها. وطاف بعدد من عواصمها وأقاليمها فزار كانوا وكشنة في شمال نيجيريا، وكاغو (أو جاو) (الواقعة في

ليا) وتكدة من منطقة أهير (التابعة للنيجر حاليا)، وغيرها من البلاد الواقعة بين �ري مالي حاونحن نعلم ـ حسبما هو متداول من معلومات ـ أن الإسلام "، ويقول بول مارتي:2السنغال والنيجر

الشريف ) بواسطةZinder)، وزندر (Tessaouaدخل إلى بلاد الجرما والبلاد ا�اورة إلى تساوة (المباشرين في القرن الكبير الإمام محمد بن عبد الكريم المغيلي الجزائري، أو بالأحرى بواسطة تلاميذه

.Saye)(3لقد هبط الإمام المغيلي مع �ر النيجر إلى ناحية ساي "، إلى أن يقول: "الخامس عشر

.48، المغيلي، مصباح الأرواح، ص 323، ص 2عبد الرحمن الجيلالي، تاريخ الجزائر العام، ج 1جمعية المؤرخين المغاربة، عبد العلي الودغيري، ملامح من التأثير المغربي في الحركة الإصلاحية في النيجر، مجلة التاريخ العربي، 2

.213م، ص 1999ه/جويلية 1429، 11العدد .كلم 50منطقة "ساي" هذه هي التي توجد �ا الجامعة الإسلامية بالنيجر حاليا، وتبعد عن نيامي بحوالي 3

69

)، وربما إلى Djermagendaوأرسل بعثات من قبله إلى بلاد جرما جندا ("ويضيف قائلا: 1....."الشرق أيضا

وقد استقبلت وفادة الإمام الكبير المغيلي إلى هذه المناطق بحفاوة بالغة، وقربه أمراؤها وملوكها وجعلوا منه مستشارهم الخاص ومرجعهم الفقهي الأعلى، وكتب لهم رسائل ووصايا وفتاوى في أمور

الحكم والدولة والسياسة الشرعية منها:

"محمد ابن يعقوب"وعة في أمور الإمارة وسياسة الدولة " التي ألفها لأمير كانو " مجم-، وهي التي طبعت بعنوان مخترع: "تاج الدين فيما يجب على الملوك والسلاطين " "برمفت"المعروف

م، 1994طبعت هذه ا�موعة طبعات متعددة وترجمت إلى الإنجليزية، وآخر طبعا�ا صدرت سنة (. وقد سلك فيها مسلك أسلافه من )ابن حزم (بيروت)، بتحقيق محمد خير رمضان يوسفعن دار

كر الطرطوشي في علماء المسلمين الذين ألفوا كتبا في نصح الملوك، وإرشاد السلاطين مثل أبي بالماوردي في الكتاب المنسوب إليه باسم: "نصيحة الملوك"، وكتابه المشهور "الأحكام "سراج الملوك"، و

السلطانية"، والإمام أبو حامد الغزالي في كتابه "التبر المسبوك في نصيحة الملوك"، وابن الأزرق الأندلسي في: "بدائع السلك في طبائع الملك"، والحميدي في "الذهب المسبوك في وعظ الملوك"

وغيرها مما هو معروف.

" ما يجوز للحكام في ردع ثم كتب للأمير رمفا محمد بن يعقوب أمير كانو وصية أخرى في-م، ثم نشرها 1914نجليزية سنة ) إلى الاR. Palmerترجمها ريشار بلمر ((الناس عن الحرام "

الألوري في كتابه "الإسلام في نيجيريا"، وضمنت أيضا في كتاب "ضياء السياسات" لعبد االله بن .)م1988فودي الذي نشره د. أحمد كاني سنة

بول مارتي، القبائل البيضانية في الحوض والساحل الموريتاني وقصة الاحتلال الفرنسي للمنطقة، ترجمة وتحقيق محمد محمود 1

.120م، ص 2001ية، طرابلس، ليبيا، ودادي، منشورات جمعية الدعوة الإسلامية العالم

70

أمير أو أسقيا لطان محمد بن أبي بكر التوري المعروف بالحاج أسكياثم مكث مدة عند الس-ة عن أسئلة كثيرة وجهها إليه، وهي ا�موعة التي عرفت باسم: "أسئلة بمملكة سنغاي، وألف له أجو

تحقيق الأستاذ عبد القادر زبادية، يا و أجوبة المغيلي "، تقديم و ق"أسئلة الأس(أسكيا وأجوبة المغيلي" ؛ فكانت )م1974 التوزيع بالجزائر سنة، مطبعة الشركة الوطنية للنشر و ذخائر المغرب العربيسلسلة

1.يا في توطيد دعائم ملكه ومواجهة خصومه"قسالأبمثابة الحجة الشرعية الدامغة التي استعملها

طرف من 2وفي أثناء مكوثه ببلاد السودان بلغ الإمام المغيلي خبر مقتل ابنه عبد الجبار بتواتاليهود الذين استعادوا مكانتهم بعد خروج المغيلي وزيادة نفوذ أنصارهم، اليهودي الذي قتل ابن الشيخ تقول الرواية أنه قدم من القصر المسمى "قصر بني إيكو" ضمن التجمع الذي يدعى "زاقلو"،

ة واحدة أثبتت ونفس الرواية تقول أن هذا القصر قد دمر عن آخره وأن سكانه قد أبيدوا سوى عائل. اشتد غضب الإمام المغيلي بعد هذه الحادثة، وطلب من سلطان 3أ�ا لم تشارك في اغتيال الابن

التكرور إلقاء القبض على أهل توات المقيمين بكاغو، فقبض عليهم السلطان وأنكر عليه ذلك وا شيئا، وكان حينئذ الشيخ الفقيه أبو الثنا محمود بن عمر الصنهاجي السوفي التنبكتي، إذ لم يفعل

القاضي فرجع عن ذلك، وأمر بإطلاقهم ورحل لتوات حيث أعلن الثورة الثانية على اليهود إذ وجدهم قد عادوا إلى مراكزهم، وأصبحوا أكثر قوة بفضل مساعدة قبيلة أولاد علي بن موسى لهم وكانت

لغلبة في النهاية كانت للقاضي الحرب بينه وبين جيش عمر بن عبد الرحمان وهلك فيها كثيرون، لكن ا

أسئلة الأسقيا و أجوبة المغيلي، تقديم وتحقيق عبد القادر زبادية ، سلسلة ذخائر المغرب العربي ، محمد بن عبد الكريم المغيلي، 1 .10، ص م1974 ،مطبعة الشركة الوطنية للنشر و التوزيع بالجزائر

الذي استخلفه من بعده في إقليم توات ليكمل ما بدأه أبوه وذلك حسب رسالة محمد عبد الجبار هو ابن الشيخ المغيلي 2الاستخلاف التي يقول فيها:"حتى توليت بالولاية الشرعية على جميع ناحية توات، وغيرت فيها من المنكرات ما لا يحصى، ثم

أصبح المغيلي وأبناؤه هم المكلفين بحسن سير استخلفت ابني محمد عند سفري، لعلمي أنه أهل لذلك إن وفقه االله وأعانه" إذا فقدرشيد بليل، قصور قورارة وأولياؤها الصالحون في المأثور الشفاهي حملة تغيير المنكرات خاصة ما تعلق باليهود في إقليم توات. ينظر

اريخ وعلم الإنسان والتاريخ، الجزائر، والمناقب والأخبار المحلية، ترجمة عبد الحميد بورايو، المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل الت .59ص م، 2008

3 Jacob Oliel, Les Juifs au Sahara, P 117.

71

العصنوني، فما كان من الإمام المغيلي إلا أن لجأ إلى قبائل البرامكة واستقر عندهم مكملا ما تبقى له من العمر بينهم بعد أن أدى فريضة الحج وعكف على التدريس والتعليم وتفقيه الناس وبث علمه

. ودفن هناك في 1م1504ه/909ية �ا في سنة وفكره الإصلاحي بين أهل المنطقة حتى أدركته المنالمكان الذي يحمل ذكراه، وهو زاوية كنتة بأدرار، ويذكر أن أحد اليهود ذهب إلى قبر الشيخ وبال

2عليه فعمي في حينه.

آثار حملة المغيلي: -3.4 ومن آثار حملة المغيلي على اليهود بتوات هجرة كثير من اليهود بسبب حالة اللاأمن التيأصبحت تسود المنطقة سواء الطرق التجارية أو داخل المدن، كانت وجهة المهاجرين اليهود نحو القصور ا�اورة أو مدن الشمال، لكن في بعض الأحيان كان يلاقي هؤلاء مصيرا غامضا وفي بعض

القاحلة، الأحيان الموت إما تحت طائلة ملاحقات المغيلي وأنصاره أو الموت تيها وعطشا في الصحراء كلم نحو الشمال يخلد قصة اليهودي 50ويقال أن المعلم المتواجد في مدينة تمنطيط على بعد نحو

الذي هرب من بطش المغيلي لكن هذا الأخير لاحقه وظفر به في هذه المنطقة فقتله ومن ثم وضع (هذه الكلمة نصب مخلد لهذه الحادثة حتى سمي الموقع من طرف أهل المنطقة بـــ"رجم اليهودي"

.3"رجم" كلمة عامية تعني النصب أو الموقع)

وقد سافرت عائلات أخرى إلى وادي ميزاب واستوطنوا مدينة غرداية مثل عائلة "آل برتوش Partouche وطاب لهم المقام �ا بدليل أن هؤلاء اليهود اندمجوا في ا�تمع الميزابي وأصبحوا جزءا ،"

ه، وعكفوا على ممارسة الحرف والصنائع المختلفة، ولم تسجل أية تجاوزات منه يشاركونه عاداته وتقاليدأو انتهاكات لحقوقهم، واستمر هذا التعايش والجوار لعدة قرون حتى قرر اليهود عشية استقلال

. ينظر 265م، جامعة أدرار، ص 2005، 06عبد االله مقلاتي، موقف الشيخ المغيلي من يهود توات، مجلة الحقيقة، عدد 1

.49المغيلي، مصباح الأرواح، ص كذلك .255، البستان في ذكر الأولياء من تلمسان، ص ابن مريم التلمساني 2

3 Jacob Oliel, Les Juifs, P 116.

72

وجهات مختلفة، وقد دأب يهود ميزاب منذ هرو�م من حملة المغيلي الجزائر الرحيل الطوعي عنها إلىتغني بتمنطيط في صلوا�م وابتهالا�م خاصة في عيد الفصح حيث يعتبرون تمنطيط هي بتوات على ال

م، فيقول 70دار الرجعة عوض القدس التي كانت تعتبر مدينة الرجوع منذ الإخراج الأول لهم سنة يهود ميزاب في ابتهالا�م :"العام القادم في تمنطيط" وقد كانوا يقولون من قبل:"العام القادم في

. 1لقدس"ا

كذلك مثال آخر عن محاولات الهروب من حملة المغيلي وتتعلق بالربي "سلومو بار بيريرو" "Rabbi Shlomo Bar Berero وابنه "إسحاق"، هذا الربي تجول بين مدن الجزائر، تلمسان "

لقرن التاسع والصحراء (بسكرة، ورقلة، تمنطيط) وتقلد �ذه المدينة الأخيرة منصب الربي عند �اية اللهجرة، الخامس عشر للميلاد وعند بداية ثورة المغيلي ضد اليهود بتمنطيط حاول أنصار هذا الربي وأتباعه حمايته فجعلوه يهرب وابنه إلى الشمال ليستقر بإحدى المدن التي لا تزال �ا الطائفة اليهودية

بنه قريبا من "قصر زقور أو زقوم" على فقرر السير إلى ناحية وهران لكنه ضل الطريق ولقي حتفه هو واكلم جنوب مدينة بشار الحالية، وأقيم في مكان مو�ما معلم مخلد لهما ولذكراهما من طرف 5بعد

. 2يهود المنطقة حيث لا يزال مزارا مشهودا ويعرف بـــــــــــ"مولى بشار" أي زعيم أو سيد بشار

بارة عن ردة فعل على الامتيازات التي حازها اليهود إن ما فعله المغيلي وأنصاره بتوات كان عفي المنطقة وتجاوزهم للأحكام الشرعية التي حددها قانون أهل الذمة على مر عصور الدول الإسلامية، وتسامح الكثيرين من أبناء الملة الإسلامية مع هؤلاء وفي بعض المرات وصل ذلك إلى حد

لعطف اليهود الذين كانوا يسيطرون على التجارة في المنطقة التواطؤ حفاظا على المصالح واستجلاباوبخاصة تجارة الذهب والعبيد والتي كانت تجارة العصر ومن شأ�ا أن تدر على أربا�ا أرباحا طائلة، حتى أن بعض المسلمين رضي من اليهود توليته منصبا أو مشاركتهم في تجارة أو سماحهم له بالاتجار

قرره الشرع من عدم موالا�م وإلزامهم بالجزية والتمييز باللباس وعدم بناء البيع وبيع بضائعه مع ما

1 Oliel, op. cit., P 120 2 Ibid, P 115-116.

73

. وقد ورد أن أغلب أهل البلد 1التي تعتبر دليلا على انتشار الديانة اليهودية وسيادة أهلها والكنائسعلى من المسلمين كان لا يتوصل لحاجة من حوائجه، ولا يدفع شيئا من سلعته في غالب الأمر إلا

أيديهم حتى أن أهل البلد المذكور إذا جاء عليهم يوم السبت سبتوا في كثير من تصرفا�م، وظهر أمر السبت على أسواقهم وجرى ذكره على ألسنتهم، وترى التاجر إذا قدم للبد نزل في منازل اليهود

المسلمين خوفا يأكل من أطعمتهم ويصبح ويمشي في جماعتهم، ويخالطهم كما يخالط المسلمين أحبابه . 2على تجارته من الكساد واختيار منازلهم على سائر منازل البلاد

Les Juifs au Sahara –Le"" في كتابه Jacob Olielومما يؤيد هذا القول ما يورده "

Touat au Moyen Âge من أن الرحالة "أنطونيو مالفنت" الذي زار منطقة توات في منتصف "الخامس عشر للميلاد ونزل عند "يحي بن إدير أو يدير" الذي يعد بالمفهوم القرن التاسع للهجرة،

الحالي رئيس بلدية تمنطيط، قد لاحظ الرفاهية الكبيرة التي كان يعيشها يهود المنطقة وتحكمهم الكبير في البلد بسبب ازدهار تجار�م التي تركزت على الذهب والمعادن الثمينة والعبيد، خاصة من بلاد

دان وأصبحوا هم همزة الوصل بين الشمال والجنوب، ولا يستطيع تاجر من داخل البلد أو السو ، وأضاف أ�م كانوا يحوزون على ثروات طائلة جعلتهم في قمة 3خارجه أن يتوصل إلى شيء بدو�م

الهرم الاجتماعي ويسيطرون كذلك على سوق الحرف خاصة الصياغة وسك النقود، بالإضافة إلى تجارة القوافل بين بلاد السودان إلى توات ومنها إلى الشمال والدول المسيحية وأغلب تحكمهم في

. 4مدن المغرب الإسلامي

، صحوة المغيلي وثورته ضد يهود تمنطيط، ضمن أعمال الملتقى الوطني الرابع حول "إسهامات علماء توات في مبارك فضيلة 1

المغيلي، . ينظر كذلك 139-138م، ص 2010أفريل 20-19إبان العصر الحديث"جامعة أدرار، الحركة الفكرية والثقافية .28-27مصباح الأرواح، ص

.270، ص 3مختار حساني، تاريخ الدولة الزيانية، ج 23 Jacob Oliel, Les Juifs au Sahara, P 86-87.

ه/ 1433ي، مكتبة الرشاد للطباعة والنشر، سيدي بلعباس، الجزائر، أحمد الحمدي، الفقيه المصلح محمد بن عبد الكريم المغيل 4 . Jacob Oliel, Les Juifs, P 88-89. انظر كذلك 126م، ص 2012

74

هذا وقد لاحظ "مالفنت" لدى إقامته بتمنطيط عند رئيسها "يحي بن يدير" أن المسلمين لمغيلي من "أن أحدهم كانوا مجرد تابعين لليهود في مجال التجارة وحتى السلطة وهو ما نقمه عليهم ا

1يمكن أن يموت مع أسرته من أجل الدفاع عن سيده اليهودي". -أي المسلمين من أتباع اليهود-وأن عمل أغلب المسلمين في التجارة هو كأدلاء على الطرق الصحراوية أو لحماية القوافل التجارية

. 2قلليهود من هجمات قطاع الطرق أو قبائل التوارق المنتشرة في الطري

ويذهب أحد الباحثين بعيدا في مدى تسلط اليهود لدرجة أ�م تدخلوا في تعيين القضاة المسلمين بإقليم توات، حيث كان منصب قاضي الجماعة وهو أعلى سلطة داخل الإقليم ويتخذ مقره

ب بعاصمة الإقليم تمنطيط، وكانت له مكانة كبيرة عندهم ويتمتع باحترام الجميع، ولأهمية المنصالدينية والسياسية جعل التنافس على أشده من أجل الظفر به، هذا التنافس كان يقتضي استعمال

أن نغفل الدور -يقول الباحث–كافة الوسائل المتاحة من أجل كسبه أو الاحتفاظ به، كما لا يمكن نصب اليهودي في هذا الصراع ووقوفهم إلى جانب أسرة عبد االله العصنوني لاحتفاظهم �ذا الم

واحتكاره بينهم لمدة تزيد عن المئة والخمسين عاما، الأمر الذي لم يكن ليحدث لولا مساعدة اليهود لهم، فهم أهل أصحاب ثروة ومال، لذا من البديهي أن يقف الشيخ العصنوني قاضي توات آنذاك

3إلى جانب اليهود ضد الشيخ المغيلي فيما عرف بنازلة يهود توات.

1 Jacob Oliel, op. cit., P 87. 2 Ibid, P 86.

الجامعية، بن عكنون، فرج محمود فرج، إقليم توات خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين، ديوان المطبوعات 3 .57 م، ص2007الجزائر،

75

على الدور السياسي لأهل الذمة خلال عهد الدولة الزيانية نرى أن هؤلاء لم بعد اطلاعنا يكن لهم تأثير كبير مثلما كان لأهل مللهم في الدولتين المعاصرتين الحفصية في تونس والمرينية في المغرب الأقصى، ولم يتعد هذا الدور أن يكون تمثيلا دبلوماسيا في بعض السفارات التي كان يبعثها

وك تلمسان لنظرائهم المسيحيين أو العكس، فقد اشتهر منهم بعض السفراء والوسطاء التجاريون، ملالذي تقلدوا هذه المناصب عدة مرات نظرا لإثبا�م لكفاءة ملحوظة، أو لثقة رؤسائهم �م، فمنهم

الحصول على نتائج جيدة، ومنهم من كان عامل ضعف - خاصة اليهود منهم–من استطاع بحنكته للدولة الزيانية خاصة في عصرها الأخير المتميز بضعف أمرائها وا�زاميتهم أمام أعدائهم، ومحاولة كل واحد منهم الانقضاض على الملك ولو على حساب إخوانه، وبمساعدة المسيحيين الذين كانوا

يتحينون الفرص لفرض سيطر�م واحتلال بلاد المغرب الإسلامي كله، والأوسط منه خاصة.

أما في الجانب العسكري فقد استعمل الزيانيون بعض النصارى كميليشيات وحرس خاص لهم أجور ورواتب معلومة من خزينة الدولة ويعود جزء منها إلى دولهم الأصلية، لكنهم كانوا يتخلصون منهم إذا ارتابوا فيهم كما حدث مع السلطان يغمراسن. وحدث أن استعمل ملوك الزيانيين اليهود أو

النصارى في مجال الجوسسة والاستخبارات، على أعدائهم أو إخوا�م في الدين، كما عينت الدول المسيحية ممثلين عسكريين لها في الدولة الزيانية يقومون على رئاسة طائفتهم ويمثلو�ا أمام السلطة

نوا يتنافسون الحاكمة ويتولون أمورها، وقد أسال هذا المنصب لعاب كثير من المسيحيين الذين كاللظفر به نظرا للعوائد المالية التي يضمنها والمكانة السياسية التي يحتلها صاحبه لدى الدولة المسيحية أو بين أفراد ا�تمع الزياني وسلطته الحاكمة، وقد تولى هذا المنصب في بعض الفترات أفراد من البيت

الحاكم في أرغونة وميورقة.

وإن –نهم بالتحديد كانت لهم سيطرة ونفوذ داخل الدولة الزيانية لكن أهل الذمة واليهود م، وهو ما أدى إلى �وض بعض العلماء وعلى رأسهم الإمام المغيلي -كان محصورا في بعض المدن

للتصدي لهذا الخروج عن الشرع الإسلامي والتعدي على أحكامه فيما يخص أطر وحدود التعامل مع كبيرة في �اية القرن التاسع للهجرة هدم فيها الكنائس وأجلى اليهود أهل الذمة، فقام لذلك بحركة

76

عن إقليم توات، بمساعدة السكان وبمباركة كثير من علماء المسلمين في ذلك الحين والذين استفتاهم في الأمر وبين لهم حقيقة الوجود اليهودي، وتحكمه في رقاب المسلمين وتعديهم على الضوابط

ددت لهم، ولا تزال آثار هذه الحركة وأصداؤها في التقاليد والمواريث الثقافية لليهود في الشرعية التي ح الجزائر وغيرها.

والصناعي الزراعي النشاط-1

التجاري النشاط-2

المالي النظام-3

79

عرفت بلاد المغرب الإسلامي بنشاطها وجذ�ا الاقتصادي فقد كانت في نظر الدول الأخرى خاصة المسيحية منها مصدرا ربحيا وفيرا، لذا فقد حاولت هذه الدول جاهدة إيجاد مكان لها في

ها، لذلك فلا عجب أن نجد أهل الذمة يركزون نشاطهم في البلاد لتوفير ما عجزت عنه في أراضيالموانئ الزيانية، لأ�ا كانت مركز عبور لكثير من السلع ويتم عن طريقها تبادل كثير من المنتوجات استيرادا وتصديرا، وسنحاول في هذا الفصل الاطلاع على أهم النشاطات التي عمل �ا أهل الذمة

دى تحكمهم في الأنشطة الاقتصادية، وأبرز من عمل فيها خلال عصر وكيف كانت تعاملا�م وما م الدولة الزيانية.

80

النشاط الزراعي والصناعي -1 النشاط الزراعي -1-1

تميزت الدولة الزيانية بموقع جغرافي له أهمية اقتصادية كبيرة، لذا فقد انتشرت الزراعة في ربوعها نشاط الزراعي في تلك الفترة منها:وتضافرت عدة عوامل للنهوض بال

توفر عدة سهول خصبة ومنتجة لعل أهمها سهل متيجة، سهل وادي شلف وسهل العباد، .1 وسهول أخرى محيطة بتلمسان وبقية المدن.

توفر المياه التي تعد الباعث الرئيس لكل زراعة بسبب تواجد عدد كبير من الأ�ار والينابيع .2 عين لوريط...مثل وادي شلف، ووادي مينا و

اشتغال عدد كبير من السكان بالنشاط الزراعي الذي يوفر عائدات مهمة تبوئهم المكانة .3 المرموقة في ا�تمع.

وقد وصف الكثير من المؤرخين الزراعة في تلمسان والمدن ا�اورة في العهد الزياني والعهود ن في نزهة المشتاق:" وما جاورها السابقة بأ�ا جنات ومراع خصبة، حيث يقول الإدريسي عن تلمسا

، ويقول الوزان الذي 1من المزارع كلها مسقي، وغلا�ا ومزارعها كثيرة وفواكهها جمة، وخيرا�ا شاملة".والتين الشديد .الكرز. وأنواع.زار المدينة:"...حيث الكروم المعروشة الممتازة تنتج أعنابا من كل لون..

.ووصفها العبدري2البطيخ والخيار وغيرها من الفواكه المختلفة..."..والخوخ والجوز واللوز و .الحلاوةم فقال:" والدائر بالبلد كله مغرس بالكرم وأنواع 1290ه/688البلنسي الذي زار المدينة سنة

. وأما يحي ابن خلدون فيشير إلى ما تتوفر عليه أراضي تلمسان من منتوجات زراعية 3الثمار..."عين من فواكه الرمان، والزيتون، الحدائق الغلب بما تشتهيه الأنفس وتلذ الأ"ويوجد بخارجها فيقول:

تحقيق وتقديم وتعليق إسماعيل ،في اختراق الآفاق نزهة المشتاقذكر بلاد المغرب والأندلس من كتاب الإدريسي، الشريف محمد 1

.248ص م،1983العربي، ديوان المطبوعات الجامعية، .20، ص 2الوزان، مصدر سابق، ج 2 . 446، ص 2تاريخ الجزائر في القديم والحديث، جالميلي ، مبارك 3

81

والتين...وتنصب إليها من أعلى جبالها أ�ار من ماء غير آسن...ويسقي بساتينها خارجها، ومغارس . ويشيد الإدريسي بخصوبة الأراضي الممتدة من مدينة تنس إلى المسيلة 1الشجر، ومنابت الحب"

طريق من مدينة تنس إلى المسيلة...لها كروم ذات سوان، يزرعون عليها البصل والشهدانج بقوله: "وال .2والحناء والكمون، ولها كروم كثيرة ومعظمها على �ر شلف، ومن تنس إلى شلف مرحلتان"

لكن عند الولوج إلى موضوع ممارسة أهل الذمة للنشاط الزراعي في العهد الزياني فإننا نصطدم قص الفادح للمعلومات الخاصة به، ويرجع هذا النقص إلى سببين رئيسيين الأول يتعلق بتوجه بواقع الن

الذميين وعلى رأسهم اليهود إلى ممارسة التجارة كنشاط ذي ربحية سريعة وأعباء أقل مما يكلفه العمل لانشغال عن الزراعي وتربية الحيوانات واستغراقه لكل الوقت اليومي للمشتغل به، مما سيكلف حتما ا

الالتزامات الدينية وخصوصا عند اليهود الذين تكبلهم المناسبات الدينية وضرورة الاجتماع المستمر، الأمر الذي لن يكون متاحا عند العمل بالفلاحة والاضطرار إلى السكن بالأرياف والتنقل اليومي

والانعزال عن الجماعات الدينية.

عض الإشارات القليلة الواردة في ثنايا المصادر عن عمل وسنحاول رغم ما أسلفنا أن نتتبع ب أهل الذمة بالنشاط الزراعي لتكوين صورة ولو مقتضبة عن هذا الموضوع.

ملكية الأرض- 1-1-1فيما يخص ملكية الأراضي والتي تعطي لصاحبها مكانة وهيبة اجتماعية، غير أننا ما لدينا من

متلاك أهل الذمة للأراضي وهذا لا ينفي أبدا توجههم نحو معطيات يعتبر ضئيلا جدا للتدليل على اوردت في فتاوى الونشريسي عن تملك القطع الأرضية لخدمتها، وأولى الإشارات الواردة في ذلك

يهوديين كانا يمتلكان أرضا زراعية بيعت لمسلم وبعد وفا�ما ظهر ابن أخيهما ليدعي أن عماه حبسا لى امتلاك يهود لأراض زراعية. وفي سؤالين أرسل إلى عليه هذه الأرض، وهذا دليل ع

.10، ص 1يحي بن خلدون، مصدر سابق، ج 1 .253-252، ص 1الإدريسي، مصدر سابق، ج 2

82

يقوم الدليل على تملك اليهود للأرض، وقد أرسل السؤال الأول بطلب الفتوى Hayحاي1الجاؤونفي نزاع حول حقل يسقى بواسطة قناة تمر من خلال حقل لمالك آخر، وقام النزاع حول حق الانتفاع

عشاب، والسؤال الثاني حول إرث من الأرض الزراعية مرهونة بالقناة وما يمكن أن ينمو حولها من أ .2وجواز تقسيمها بين الورثة أم بيعها لسداد الرهن المترتب

م) بنقل 983-972ه/373-362وفي عهد الزيريين قام الأمير يوسف بن بلكين بن زيري (صحاب ملكيات عدد كبير من سكان تلمسان لإعمار مدينة أشير، وكان من بينهم مزارعون يهود أ

زراعية فعوضهم هذا الأمير بأراض مقابل ذلك لزراعتها والانتفاع �ا وعندما عادت الأمور إلى مجاريها . ونستنتج من هذا النص أنه كانت 3عاد هؤلاء إلى مدينة تلمسان فاستعادوا ممتلكا�م التي ورثوها

ا عن أسلافهم. كما عمل أهل لليهود في تلمسان قبل عهد الزيانيين ممتلكات من الأراضي ورثوه. وكان من بين الذميين من 4الذمة على كراء الأراضي الزراعية من ملاكها لخدمتها والاستفادة منها

يحبس أرضه على الكنائس فكانت تستغل من طرف القسيسين والأحبار ويصرفون منها على أنفسهم .5وعلى مصالح كنائسهم

وهم العلماء والفقهاء اليهود الذين كانت لهم الزعامة الدينية في بابل العراقية على يهود العالم مالجاؤون: مفرد لكلمة الجاؤوني 1

وإليهم كان يعود اليهود كلهم للاستفتاء حول الأمور الدينية عاما، 450استمروا مسيطرين لمدة طويلة تقرب من الإسلامي، و .145م، ص 1984ه/1404انظر عبد الرزاق أحمد قنديل، الأثر الإسلامي في الفكر اليهودي، دار التراث، القاهرة، والحياتية،

2 H.Z (J.W) Hirschberg, A History of the Jews in North Africa, Volume 1 -from the antiquity to the sixteenth century-, Leiden. E.J. Brill, 1974, P 262. 3 Ibid, V1, P 105

،)م1269-641/ه668-21( الموحدين دولة �اية إلى الإسلامي الفتح من المغرب ببلاد ، النصارىشريف عبد القادر 4 جامعة محمد بن عميرة، كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية،. د: تخصص تاريخ وسيط، إشراف ير،الماجست درجة لنيل مذكرة .57 ص. م2004-2003/ه1424-1423، الجزائر

.73، ص 7الونشريسي، المعيار، ج 5

83

مزروعات أهل الذمة- 1-1-2أهل الذمة في الزراعة فقد زرع اليهود كل أنواع المحاصيل بدءا من الكروم أما عن عمل

وخاصة في تلمسان . وزرعوا كذلك الزيتون1لاستخدامها في صناعة الخمور التي تخصصوا فيهاومن بينهم – وأحوازها وزاحموا بذلك أهل البلاد، إذ يحكى أن أحد أمراء تلمسان فرض على الأهالي

زراعة عدد معين من أشجار الزيتون والاعتناء -نوا المسلمين داخل المدينة وخارجهااليهود الذين ساك�ا ومنع أنعامهم من الاقتراب منها وكل مخالف يكون تحت طائلة العقاب الشديد الذي قد يصل إلى

. وبما أن استخراج 2الموت، وهذا سبب وجود غابات واسعة من الزيتون في مدينة تلمسان وضواحيهات من أشجار الزيتون كان يعتبر آنذاك تجارة مربحة إذ كان من السلع التي تصدر إلى البلاد الأوربية الزي

، فإن اليهود قد عملوا بلا شك في عصره، لأ�م كانوا لا يتركون مجالا للربح إلا ولجوه.3بكثرة

انت رائجة في كما اهتم اليهود المهجرون من أرض الأندلس بنقل تقنية تربية دودة القز التي كالأندلس على أشجار التوت وخاصة الأبيض منه، فكانت الشجرة الواحدة في تلمسان تنتج ما لا

.4تنتجه خمس شجيرات في غيرها

وزرع اليهود القمح في بلاد المغرب الأوسط خاصة في قسنطينة التي كانت �ا مخازن ومطامير زينه واستعماله في أوقات الأزمات وا�اعات، لحفظ المحاصيل الزراعية، فكان هؤلاء يعملون على تخ

.5وربما باعوه بالقرض

.135، ص م2005، 1اليهود في ليبيا وتونس والجزائر، إيتراك للنشر والتوزيع، مصر، طعطا أبو ريه، 1

2 Raoul Darmon, origine et constitution de la communauté Israélite de Tlemcen, op. cit., P380.

.210، ص 1972كريم، الرباط، عبد العزيز الفشتالي، مناهل الصفا في مآثر موالينا الشرفاء، تحقيق عبد الكريم 3م، ص 1999، دار الكلمة، دمشق، الطبعة الأولى، سيينفي عهد المرينيين والوطا عطا علي ريه، اليهود في المغرب الأقصى 4

147. 5 Hirschberg, op. cit., V1, P 282.

84

واشتهرت مدينة سلجماسة بوفرة تمورها وكثرة محاصيلها وظهر �ا يهود اشتغلوا بأعمال البستنة وإنتاج مختلف الفواكه ولعل أبرزها الكروم، إذ تبين بعض الآثار الموجودة في المنطقة وجود

.1عنب داخل المعابد والمقابر اليهوديةرسوم لطائر يأكل ال

وربما عملوا كذلك في زراعة القمح الذي اشتهر به إقليم سجلماسة فكان يزرع عاما ويحصد منه واستمرت مردودية الأراضي الزراعية 2سنين متوالية، رغم أنه لم يكن من النوع الجيد وإنما كان رقيقا.

ما تؤكده رواية ابن الزيات عن أبي بكر بن قرمان بسلجماسة في النماء، خاصة القمح منه وهو الباغاني الذي استأجر المتصوف عبد االله الجزولي للحصاد فامتلأت خزائنه بالحبوب لسنوات متتالية

3حتى أنه لم يجد أين يضع محصوله.

وجدير بالذكر أن يهود توات قد سيطروا على المنطقة، فقد كانوا يمتلكون أراض وضياعا وبما الصحراء اشتهرت بتمورها، فبدون شك أن هؤلاء اليهود قد ساهموا بقسط كبير في زراعة النخيل أن

والاستثمار في تجارة التمور، لأ�ا كانت تجارة رائجة في ذلك الوقت وتدر مداخيل كبيرة على صفها وقد كانت سجلماسة خاصة من أشهر مناطق إنتاج التمور في العهد الزياني إذ ي .المشتغلين �ا

لكن تمر " التمر الكثير الطيب وتشبهها مدينة البصرة في كثرة التمر، ابن بطوطة بقوله أن �ا:ومن أنواع التمور التي اشتهرت �ا .4منه لا نظير له في البلاد" سجلماسة أطيب وصنف "إيرار"

.90-89ص اليهود في المغرب العربي، عبد الرحمان بشير، 1البكري، المغرب في ذكر بلاد إفريقية والمغرب وهو جزء من كتاب المسالك والممالك، نشر ديسلان، دار الكتاب عبيد االله 2

.151ص م،1837 سلامي، القاهرة،الإتحقيق أحمد التوفيق، مطبعة النجاح ،إلى رجال التصوف ابن الزيات، التشوفأبو يعقوب يحي بن يوسف التادلي المعروف ب 3

.278-277ص م،1997الجديدة، الدار البيضاء، المغرب، الطبعة الثانية، اة تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار، ا�لد الرابع، حققه رحلة ابن بطوطة المسمابن بطوطة، محمد بن عبد االله 4

.239ص م، 1997ه/1417مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية، الرباط، ،وقدم له عبد الهادي التازي

85

جدا، ولا يشبهه البرني" يضاهي في حلاوته كل حلاوة ولونه أخضر ونواته صغيرة المنطقة تمر يسمى " .1شيء من الفواكه

كما اشتهرت منطقة سجلماسة بزراعة أنواع كثيرة من النبات لم تساعد الظروف البيئية على نموها في غيرها من البلاد ومنها النيلة والتاكوت والحناء والكمون وقد تجهز �ا التجار المسلمون

2واليهود إلى أصقاع العالم.

3:حفر الفقاقير- 1-1-3

أ�م أصحاب الفضل في 4دور كلام كثير حول دور اليهود في حفر الفقاقير، فمن قائليأن الزناتيين 5إنشاء هذا النظام المائي الذي يزود المساحات الزراعية بما تحتاجه من ماء، ومن رأي آخر

يين هم من أنشأها وأن اليهود قد استغلوها عندما سيطروا على منطقة توات وقصورها. وحاصل الرأأن اليهود قد استعملوا هذا النظام لتوزيع الماء وسقي الأراضي الزراعية التي كانوا يملكو�ا في الصحراء ومكنتهم من تبوء المكانة الاقتصادية والاجتماعية الهامة بتحكمهم في رؤوس الأموال والحركة

.226الإدريسي، نزهة المشتاق، ص 1شر الميلادي، وزارة الشؤون والأوقاف الإسلامية، علوي، سجلماسة وإقليمها في القرن الثامن الهجري/الرابع ع يحسن حافظ2

.332م، ص 1997ه/1418المملكة المغربية، وهي وسيلة من الفقاقير: حسب لغة أهل الصحراء الجزائرية فإ�ا جمع لكلمة فقارة أو فوغارة وقد تجمع فقارات أو فوغارات،3

التوزيع العادل للمياه الجوفية على بساتين النخيل خاصة والمزروعات وسائل السقي لا زالت تستعمل في الصحراء الجزائرية لضمان في القاموس المحيط فـقر : وهي آبار يتصل بعضها ببعض، انظر محمد بن يعقوب الفيروزآبادي، القاموس المحيط، الأخرى عامة.

وقد ذكرها ابن .457م، ص 2005/ ه1426تحقيق مكتب تحقيق التراث في مؤسسة الرسالة، بيروت، لبنان، الطبعة الثامنة، خلدون وأشاد بالتقنية العالية المستعملة في حفرها ووصفها بأ�ا غريبة من غرائب هذه البلاد، انظر ابن خلدون، كتاب العبر،

.119، ص 6ج lesه "في كتاب « Jacob Oliel »هذا الرأي يذكره سعد االله فوزي صاحب كتاب يهود الجزائر ويعزوه إلى يعقوب عليل 4

Juifs au Sahara"، "الناقل كذلك عن "غوتيه« E.F.Gautier » في كتابه« Oasis Sahariennes » و بريقس « L.C.Briggs » صاحب كتاب« Living Tribes of the Sahara » انظر سعد االله فوزي، يهود الجزائر، ص ،

.Jacob Oliel, Les Juifs au Sahara, op, cit., P41-45 ، وكذلك2، هامش رقم 82هذا الرأي يذكره محمد بن عبد الكريم التمنطيطي في مخطوط درة الأقلام في تاريخ المغرب بعد الإسلام وهو مخطوط محفوظ بخزانة 5

.97ص ،قومي، دور الطائفة اليهودية بتواتمحمد المطارفة بمدينة أدرار الجزائرية، انظر

86

ف اليهود هذا النظام التجارية، وتسنم الهرم الاجتماعي في عهد الدولة العبد الوادية. وقد عر واستعملوه جيدا في إقليم توات ولا أدل على ذلك من أن بعض الفقاقير كانت خاصة بيهود المنطقة مثل فقارة "هنو" الواقعة في الجهة الجنوبية لمدينة تمنطيط عاصمة الإقليم التي يقال أن اليهود هم الذين

اك خاصة في المناطق المعروفة الآن كزاوية حفروها. بالإضافة إلى فقارات أخرى وآبار أقاموها هنسيدي بكري وبني تامور، هذه الأنظمة المائية التي لا تزال شاهدة إلى الآن، رغم أن الكثير منها يعتبر

1في حكم المهجور بسبب جفافها وإهمالها.

تربية الحيوانات:- 1-1-4ها بأعداد كبيرة من كانت تربية الأنعام من غنم وإبل وأبقار وخيول وبغال وحمير وغير

النشاطات الاقتصادية الهامة في بلاد المغرب الأوسط خلال فترة الزيانيين فهي عماد السكان في ، وهي الدعامة الأساسية للنقل التجاري البري. وساعد على تنميتها 2غذائهم وملبسهم ومسكنهم

كثيف ويكون بذلك مراع خصبة تمتع البلاد الزيانية وخاصة المناطق الساحلية والسهبية بغطاء نباتيللحيوانات، مع الإشارة إلى ظاهرة الترحال الغالبة على مربي الحيوانات الذين يقصدون البلاد الشمالية والتلية وقت الصيف لوجود المراعي وبقايا الحصاد واعتدال الجو، بينما يعاودون الارتحال إلى المناطق

ا أن اليهود لا يتركون فرصة للربح إلا واغتنموها، فإ�م ولا وبم .3الصحراوية حينما يحل فصل البردريب قد استفادوا من تربية الحيوانات للاستفادة من تجار�ا وبيع المنتوجات المترتبة عن ذلك من

1 Jacob Oliel, Les Juifs au Sahara, P 44, 143.

عمار بن خروف، العلاقات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بين الجزائر والمغرب في القرن العاشر هجري/السادس عشر 2 .09ص ،2008ميلادي، الجزء الثاني، دار الأمل للطباعة والنشر والتوزيع، الجزائر،

3 Dhina, Le Royaume, Op. cit., P 151-152.

87

الصادرات من الدولة الزيانية 3/1أصواف وجلود، وألبان وغيرها، إذ كانت تمثل المنتوجات الحيوانية . 1اورة وخاصة المسيحية منهاإلى البلدان ا�

ه) تبين أن سكان الصحراء خاصة 950فقد وردت نازلة عند ابن هلال السجلماسي (ت سكان المناطق الحضرية في ذلك العهد كانوا يرعون أغنامهم بطريقة جماعية فيما يسمى بنظام

م أو أبقارهم كل "الدولة"، والذي يجمع فيه أهل قصر من القصور أو مجموعة من القصور أغنامهحسب ما توفر لديه منها ويعينون لها راعيا تتوفر فيه شروط منها أن يكون بالغا عاقلا في مستوى

، وذلك مما يدل على صبغة التضامن التي 2تحمل مسؤولية الإشراف على ثروة أهل القصر من البهائمم، ولا تزال مثل هذه الصيغ كان أهل الصحراء يتميزون �ا في مواجهة الظروف الطبيعية المحيطة �

تطبع الحياة الصحراوية والريفية منها في بلادنا.

وعن تربية اليهود للحيوانات فقد كانوا يملكون بعض الأبقار، إذ ورد سؤال عن إمكانية حلب الأبقار يوم السبت بوضع قطعة خبز داخل آلة الحلب والاحتيال على قانون تحريم العمل يوم السبت،

. 3الربي "برفات" من مدينة الجزائر قاطعا بأن ذلك لا يجوز لأنه يؤدي إلى تجاوزات أخطرفكان رد

ولأن الإبل كانت تمثل إذ ذاك ثروة العصر فتقاس ثروة الرجل بما يملكه من إبل لا بما يملكه من مير أو شريف "وتكون الإبل ثروة الأعراب وأرزاقهم، وعندما يراد ذكر ثروة أ أموال، فقد قال الوزان:

من الأعراب يقال فلان له مقدار كذا من آلاف الإبل، ولا يقال: له مقدار كذا من الدنانير أو 4الممتلكات."

1 Charles-Emmanuel Dufourcq, Prix et niveaux de vie dans les pays catalans et maghrébins à la fin du XII et au début du XIV siècles, extrait de la Revue LE MOYEN AGE N°3-4, 1965, ALGER, P 481, Dhina, Le Royaume, P 166.

.337حسن علوي، سجلماسة وإقليمها، ص 2 .453-452ابق، ص برنشفيك، مرجع س 3 .259، ص 2ج وصف إفريقيا، الوزان، 4

88

وهي كذلك وسيلة النقل المفضلة للبضائع من بلاد المغرب إلى السودان والعكس، فقد ساهم الجمل د والأوربيون لنقل تجار�م وتسويق في تنشيط القطاع التجاري بصفة كبيرة، واستعمله التجار اليهو

منتجا�م عبر ربوع بلاد المغرب والسودان.

وبفضل إطلالة الدولة الزيانية على البحر فإ�ا استفادت مما يوفره من خيرات وعلى رأسها نظرا لتنوعها الكبير وثراء 1صيد الأسماك التي كانت غذاء لكثير من السكان ومادة قابلة للتصدير

وسط بكميات كبيرة من الأسماك، إضافة إلى صيد المرجان على السواحل الزيانية النشاط البحر المت . 2الذي احتكره الأوربيون بصفة موسعة

النشاط الصناعي والحرفي-1-2ازدهر النشاط الصناعي خلال عهد الدولة الزيانية لا سيما في مدينة تلمسان التي كانت تموج

صنائعهم وأصنافهم، واشتهر من بين هؤلاء كثير من الذميين خاصة بالفعلة والصناع، على اختلاف اليهود منهم على اعتبار معرفتهم الواسعة للحرف والصنائع، ومزاولتهم لها منذ القدم، ورغبتهم في

. بالإضافة 3احتكار ا�ال الحرفي والصناعي ليبقوا ا�تمع الذي يعيشون في كنفه في حاجة دائمة لهميم دينهم تفرض على كل يهودي أن يعلم ابنه حرفة منذ صغر سنه، "يعتبر تعليم الابن إلى أن تعال

.4مهنة من المهن فريضة شرعية...وعموما يتعلم الولد مهنة والده مثل الصياغة والنجارة"

إلى الحرف التي زاولها 5ومن المهم بمكان أن نذكر هنا إشارات عديدة لوثائق جنيزة القاهرة ، وإذ يبدو هذا 1حرفة Goitein » 260 »الوسطى، والتي بلغت حسب جواتياين يهود القرون

.126، ص 1، جالمصدر نفسه 1 .10بن خروف، مرجع سابق، ص 2 .375، ص 2المسيري، الموسوعة، ج 3 .84ص ، حاييم الزعفراني، ألف سنة من حياة اليهود بالمغرب 4

يها اسم "جنيزة البساتين بالعاصمة المصرية القاهرة وأطلق علتم اكتشافها في مقبرتين يهوديتين إحداها بالفسطاط والأخرى بحي 5م على 1897م وبلغت ذروة اكتشافها سنة 1890القاهرة" وتحتوي الوثائق التي تم العثور عليها مخبأة في صناديق قبل سنة

منها في هذا مراسلات وخطابات وعقود ومواثيق ومحاضر أرسلها اليهود لبعضهم البعض على مر عدة قرون وحفظت نسخ

89

العدد كبيرا جدا فإن السبب يعود حسبنا إلى تعدد أسماء بعض الحرف أو اختلافها من بلد لآخر وكذا تفرع حرف أخرى إلى عدة حرف ثانوية.

قد عرفت تطورا وإبداعا وتجدر الإشارة إلى أن الحرف والصناعات في مملكة بني عبد الوادي ملحوظا خاصة مع قدوم المهاجرين اليهود الأندلسيين إثر حملة التهجير التي عرفتها أوربا عموما وإسبانيا خصوصا برؤوس أموالهم وتفوقهم الحرفي على إخوا�م اليهود الأهالي ويظهر ذلك جليا في

الأهالي من منافسة اليهود تصريح الحاخام "سيمون بن سماح دوران" ردا على شكوى اليهود المهاجرين إذ قال لهم:" كنتم تعيشون في رخاء بفضل علاقاتكم مع العرب الذين كانوا بحاجة إلى صناعتكم، وكانوا يقدمون لكم أموالا تستفيدون منها في تجارتكم وتلبية حاجياتكم، لكن بعد قدوم

في الصناعة اليدوية فضلهم العرب المهاجرين لمدينتكم برؤوس أموال مكنتهم من التفوق عليكم .2عليكم لأ�م وجدوا عندهم ما هم بحاجة إليه"

ويمكن أن نذكر هنا أبرز الصناعات التي زاولها أهل الذمة نذكر:

المكان. وقد كتبت هذه الوثائق التي جاوزت عدد مائة ألف وثيقة باللغة العبرية بحروف عربية أو حتى باللغة العربية، وحفظت بعد ذلك في مكتبات عالمية مختلفة في إنجلترا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية، ولا تزال لحد الآن مصدرا كبيرا للتاريخ

ياسي والاقتصادي والاجتماعي والديني والثقافي للفترة التاريخية الممتدة من القرن الرابع حتى القرن الثامن الهجري الموافق السللحادي عشر إلى الرابع عشر الميلادي، ليس فقط بالنسبة لليهود وإنما لكل الأجناس التي عايشت تلك الفترة الزمنية، للاستزادة

وما بعدها. 189ة انظر جواتياين، دراسات في التاريخ الإسلامي، ص عن وثائق جنيزة القاهر .167اين، دراسات في التاريخ الإسلامي، ص يجوات 1

2 Simon Ben Semah Duran, Réponse 393 in, Abitbol.M, Juifs Maghrébins et commerce transsaharien du XIII au XVe siècle, Revue Française d’outre-mer, Paris, 1979, P 187.

90

الصناعات المعدنية: - 1-2-1إن الصناعة المعدنية هي صناعة يهودية قديمة، وقد أدى نفور المسلمين من هذه الصناعات

، إذ يقول 1منها بالمعادن الثمينة كالذهب والفضة إلى احتكار اليهود لها بشكل ملفتخاصة ما تعلق الحسن الوزان: "لا يمكن لأي مسلم أن يمارس مهنة صائغ، إذ يقال أن بيع المصوغات الذهبية

. 2والفضية بثمن أعلى مما يساويه وز�ا يعتبر ربا، ولكن الملوك يسمحون لليهود بالقيام �ذا العمل"ومع توافر ذهب السودان اشتهر يهود تلمسان خاصة بصياغة الذهب وأطلق على من يشتغل �ذه الصناعة "صورفيم" بالعبرية أي "ذهاب" بالعربية ويطلق اسم السكاك أو الصياغ على من يشتغل

. ولأن المسلمين قد عزفوا عن الاشتغال في هذه المهن فإن الصاغة اليهود لم يجدوا إلا3بالفضة .4الأسرى المسيحيين لتوظيفهم في هذه الحرفة خاصة في المدن الكبرى مثل مدينة الجزائر

وقد عرف اليهود بغشهم في أوزان الذهب، من ذلك ما روي أن اليهود يضعون داخل حبات ا الشعير التي يزنون �ا للناس أطرافا من حديد يركزو�ا داخلها بعد ترطيبها بالماء وتجفيفها، فإذا وزنو

. 5للناس استعملوها وإذا وزنوا لأنفسهم استعملوا غيرها

يرجع احتكار اليهود لصناعة الذهب والفضة كذلك إلى طبيعة سكان بلاد المغرب التي تتسم بالبداوة لذلك فهم أبعد الناس عن 1

وقد استغل اليهود هذا الجانب فنقلوا مهارا�م الحرفية إلى بلاد المغرب .404الصنائع كما يقول ابن خلدون، انظر المقدمة، ص وسبب آخر هو التشتت والتنقل المتواصل لليهود بين أقطار العالم وتمد�م واحترافهم لمختلف المهن ستطاعوا السيطرة عليها،وا

.113ص م،1975القاهرة، وأبرزها حرفة صناعة الذهب والفضة، انظر محمد عاشور وحسن ظاظا، اليهود ليسوا تجارا بالنشأة،ر السكان المحليين في بلاد المغرب من هذه الصناعة مفاده أن كل من يشتغل �ا لا بد أن وقد ساد اعتقاد غريب أدى إلى نفو

تكون له معرفة بالسحر، وينظر إليهم بسبب ذلك نظرة احتقار وخشية في الوقت ذاته مما فسح ا�ال واسعا أمام اليهود للولوج م، ص 1967 مرين، ترجمة نقولا زيادة، مكتبة لبنان، بيروت، والسيطرة على هذه الصناعة، انظر روجيه لوتورنو، فاس في عصر بني

153 . .219، ص 1انظر الوزان، وصف إفريقيا، ج 2 .152، ص ألف سنة من حياة اليهود بالمغربالزعفراني، 3ئر، ، الجزاANEPاقتصادية، منشورات -م، مقاربة اجتماعية1830-1700عائشة غطاس، الحرف والحرفيون بمدينة الجزائر 4

. 246، ص 2007، المركز الوطني للدراسات 2002، اليهود وتجارة ذهب السودان الغربي، حولية المؤرخ العربي، العدد الأول، بن موسى يلةجم 5

. 127والبحث في تاريخ الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر، الجزائر، ص

91

وقامت عدة صناعات تابعة لحرفة صناعة الذهب والفضة ومن ذلك تزيين البيوت والمحلات ، والأحذية 1بأواني الذهب والفضة وبعض الأدوات ذات الاستعمال الشائع كالسروج واللجم

، مع تصديرها إلى مناطق مختلفة. 3مشاط وغيرها، المكاحل والأ2والخفاف ذات السيور الذهبية

إلى جانب صناعة أدوات الزينة الذهبية والفضية كالسلاسل والأقراط والخواتم والخلاخل .4والأساور التي تفننوا في إتقا�ا وأصبحت حكرا عليهم

وقد اختص يهود مدينة تمنطيط إحدى المدن الكبرى لإقليم توات بإتقان حرفة صياغة ب والفضة، إذ كانوا يشترون الذهب الخام من القوافل التجارية القادمة من منابع الذهب في بلاد الذه

السودان ثم يقومون بصياغتها بأنواع وأشكال مختلفة من الحلي ثم تباع في الأسواق الداخلية التواتية أو ك أموالا طائلة وثروات في الأسواق الخارجية الشمالية منها والجنوبية ما جعلهم يكسبون من وراء ذل

5كبيرة.

واشتهر عمل اليهود في قصر "تاملزيلت" وهي الكلمة البربرية التي تعني في حد ذا�ا مصهر الحديد أو مشعل الحداد، ويعود أصل التسمية إلى الجماعة اليهودية التي احترفت مهنة صهر الحديد

.6في المنطقة

يروان وإفريقية وزهادهم ونساكهم وسير من أخبارهم وفضائلهم في طبقات علماء الق المالكي، رياض النفوسعبد االله بن محمد 1

.182ص م،1994ه/1414، تحقيق بشير البكوش، دار الغرب الإسلامي، بيروت، الطبعة الأولى، 1ج ،وأوصافهمص م، 1992، 1ترجة حمادي الساحلي، دار الغرب الإسلامي، بيروت، ط، 2الهادي روجي إدريس، الدولة الصنهاجية، ج 2

207. .502، ص 2الونشريسي، المعيار، ج3 .150، ص ألف سنة من حياة اليهودالزعفراني، 4 .94قومي، دور الطائفة اليهودية بتوات، ص 5 .192رشيد بليل، قصور قورارة وأولياؤها الصالحون في المأثور الشفاهي والمناقب والأخبار المحلية، ص 6

92

فيه رغم تحذير الفقهاء من ذلك وعلى كما عمل اليهود في مجال سك العملة وتخصصوارأسهم الإمام مالك الذي شدد على ذلك احتراما للفظ الجلالة المكتوب على النقود ولزيادة الضبط

.1في الوزن

وقد أدى إشراف اليهود على دور سك العملة إلى الإخلال في أوزا�ا والغش فيها بخلط حون لهم غش المسلمين ويكذبون على أنبيائهم في الذهب بالفضة أو بالنحاس، ذلك أن أحبارهم يبي

وجوب إباحته، ويقولون لهم في مجالسهم إن أبا القاسم نبي العرب قال لأمته: "من غشنا فليس منهم . وربما قاموا بضرب العملة خارج دور 2فإن غششتموهم فلستم منهم، وإن لم تغشوهم فأنتم منهم"

ت لديهم دنانير ودراهم مغشوشة، مما أدى إلى نقص عوائد ، وقد وجد3السكة والاتجار �ا لصالحهم . 4دور السكة وتضرر مداخيل الدولة من جراء ذلك

بالإضافة إلى صياغة المعادن النفيسة التي لاقت رواجا واسعا، عرف اليهود بإتقا�م لحرفة خاصة الحديد تشكيل المعادن الأخرى والتي كان استعمالها واسعا، نظرا للاحتياجات الحياتية،

5والنحاس، نظرا لتواجد هذين المعدنين في منطقة المغرب الأوسط فالحديد يوجد ببجاية ومدينة تفسرة

انظر أحمد بن عبد االله بن عبد الرؤوف، رسالة في آداب الحسبة والمحتسب نشرت .142عطا ريه، يهود المغرب الأقصى، ص 1

آداب الحسبة والمحتسب، تحقيق ليفي بروفنسال، مطبعة المعهد العلمي الفرنسي للآثار الشرقية ضمن ثلاث رسائل أندلسية في .84، ص1955بالقاهرة،

حسين مؤنس، صحيفة معهد الدراسات الإسلامية في : السكة، نشرالدوحة المشتبكة في ضوابط دار علي بن يوسف الحكيم، 2 .178 ، صم1958/ه1378، 2-1، ع6لد ا�مدريد،

.252ص ،في تلخيص أخبار المغرب عبد الواحد المراكشي، المعجب 3

.181الحكيم، الدوحة المشتبكة ، ص 4تلمسان وفيها حدادون كثر لأ�ا قريبة من مناجم تفسرة: مدينة صغيرة تقع على سهل يبعد خمس عشرة ميلا عن مدينة 5

.24، ص 2الحديد، وأهلها لا يشتغلون بغير خدمة الحديد ونقله إلى تلمسان، انظر الوزان، مصدر سابق، ج

93

، واستعمل اليهود معدني الحديد والنحاس وحتى القصدير 2، والنحاس بجبل كتامة1ومدينة كوكووالحدوات للخيول ومهروا والركب واللجم 4والسلاسل 3لصناعة الأواني، والسيوف والخناجر والحراب

في صناعة السكاكين والملاعق والملاقط والخطاطيف والأمواس والإبر والأقفال. كما برع اليهود في صناعة الأدوات المتعلقة بالأعمال الفلاحية المتنوعة من آلات حرث وبذر وآلات الري والحصاد

. 5وعملوا على تأجيرها للمزارعين

ة في صناعة الشمعدان (بالعبرية مينورا) الذي يتشكل من سبعة واحتل النحاس مكانة أساسيأفرع ويحتل مكانة أساسية في إقامة الصلوات اليهودية ويشكل جزءا رئيسا داخل المعابد اليهودية وفي

. 6أماكن الاجتماعات

كوكو: مدينة تبعد عن الجزائر بثمانية عشر فرسخا من جهة الشرق والجنوب، وعن مدينة بجاية بخمسة عشر فرسخا من جهة 1

.374، ص 2، انظر مارمول، مرجع سابق، جالشرقجبل كتامة: يقع بالقرب من مدينة جيجل الحالية وينسب إلى قبيلة كتامة، ويستخرج منه معدن الحديد والنحاس المصدر إلى 2

.104، ص2جميع النواحي، انظر الهادي إدريس، مرجع سابق، ج .11افية بين الجزائر والمغرب ، ص عمار بن خروف، العلاقات الاقتصادية والاجتماعية والثق3 .182، ص 1المالكي، رياض النفوس، ج 4 .122عطا أبو ريه، اليهود في ليبيا وتونس والجزائر، ص 5 فهي القدم منذ تقدس بقيت التي الدينية الرموز بين من السبعة الأذرع ذات المنوراه. 59، ص 2المسيري، مرجع سابق، ج 6

وقد الإجتماع لخيمة الداخل يسار على الجنوب إتجاه في القدس في توضع انتك شمعدان منارة يعني لزيتا أو بالشمع إنارة وسيلة المعابد على اليهود ونقشها المنوراه نتشرتا الثاني الهيكل أيام في يهوذا سبط من وهو "حور بن أوري بن بصلئيل" بصنعها قام

ذلك ومن العالم تمثل والشعب لفلسطين ترمز �ار ليل لاتنطفئ والتي زيةكالمر الدائمة الشمعة أن يعتقدون والميداليات والمقابر منوراه هناكو ،فلسطين في تسري القدس الروح لأن المخلوقات لك إليها تتجه الكوني العالم وقبلة المخلوقات لكل دليل فلسطين من للوقاية.. المباني أعلى فى توضع سحري مغزى اتذ قديما انتك أذرع ثمانية ذات الأنوار عيد إلى نسبة ياهكحانو تسمى أخرى منتصف في هاوس يهودال الكافر عنقود )وفيركها أشكول مؤلف في مرة لأول سمهاا ركذ وقد للزينة أداةكو الشريرة والعين الحسد رفعه عندما روتشيلد عائلة درع في ظهرت فقد 19 ق في أما ،16 ق حوالى إلا لهم رمز أو شعارك تتخذ ولم 14 القرن

الحدود حجر= على فيينا في واليهودية) الصليب( النصرانية المدينة بين للتمييز ستعملتا م،1656 في النبلاء مرتبة إلى الإمبراطور، اليهودية في الدينية الرموز ،الشامي االله عبد رشاد أنظر الدول مختلف الى معهم حملوهام و 1701 سنة المدينة من طردوا وعندما

. 35م، ص 2000، سنة 11الدراسات الشرقية، جامعة القاهرة، مصر، ضمن سلسلة الدراسات الدينية والتاريخية، العدد مركز

94

ولم تخل هذه الصناعات من غش اليهود إذ كانوا يطرقون المسامير القديمة ويبيعو�ا على أ�اجديدة، وكانوا لا يصهرون الحديد جيدا فكان سريع الكسر، أو كانوا يصنعون المفاتيح التي تخصصوا فيها لأي شخص دون تثبت من هويته، رغم تشديد المحتسبين على وجوب التحقق من هوية

.1الشخص المصنوع له

الصناعات النسيجية:- 1-2-2في صناعات العهد الزياني إذ تبوأت درجة احتلت صناعة النسيج ودباغة الجلود مكانة هامة

رفيعة في المنطقة كلها بل في العالم آنذاك، واشتهرت المنسوجات التلمسانية بجود�ا وتفننها و�ائها وكثر الطلب عليها من التجار والأمراء.

وعمل اليهود خاصة من بين أهل الذمة في مختلف الصناعات النسيجية فقد اشتغلوا رير من دودة القز التي ربيت على شجر التوت هذا النشاط الذي طوروه مع بقية باستخراج الح

، فكانوا يبدؤون بتفكيك الشرانق أولا ليستخرجوا منها الخيوط الحريرية ثم 2المهاجرين الأندلسيين، وقد 3يقومون بصباغتها، ولقد كانت هذه الصناعة صناعة متخصصة ومتشعبة اشتهر اليهود بإتقا�ا

الحرير بجودته خاصة في مدينة شرشال التي عرفت بصادرا�ا من المنسوجات الحريرية الفائقة اشتهر .4الجودة

وحصلت صناعة النسيج من الكتان على جانب كبير من الاهتمام إذ تواجدت بمدينة مقرة ره بإقليم الزاب واشتغل اليهود والمسيحيون بالعمل في كل مراحله بدءا من حصاده إلى إعداد تصدي

ابن عبد االله محمد بن أبي محمد السقطي المالقي، في آداب الحسبة، تحقيق حسن الزين، مؤسسة دار الفكر الحديث، بيروت، 1

. 81-80، ص 1987لبنان، 2 F.Diego.de Haedo, Topographia historia general de Argel, trad en Français par A.Berbrugger et MM.Monireau, in, Revue Africaine, N°14, 1870, Alger, p 372.

.168جواتياين، مرجع سابق، ص 3م، 1989-1988هـ/1409-1408ترجمة محمد حجي وآخرين، دار نشر المعرفة، الرباط، ،2ج كاربخال، إفريقيا، مارمول 4

.356ص

95

. وظهر كذلك ذميون يعملون في صناعة الصوف الذي توفر كثيرا في بلاد 1مرورا بنسجه وصباغتهالمغرب الأوسط نظرا لكثرة الأغنام واشتغل به نساء مدينة فكيك في إقليم سجلماسة فينتجون منه

، 2مسانأغطية للأسرة دقيقة ورفيعة حتى يظن أ�ا من الحرير وتباع بأثمان مرتفعة بمدن فاس وتل. ويزرع القطن في بلاد المغرب والذي عمل 3وعرفت صناعة الصوف كذلك في مدن قسنطينة وميلة

اليهود في تصنيعه حتى أننا نجد عائلات أطلق عليها تسمية المشتغل بصناعة القطن مثل النداف أو .5، وخاصة بالقرب من سجلماسة في منطقة الهبط التي وجدت �ا مزارع القطن4الحلاج

تأتي حرفة الصباغة على رأس الحرف التي اشتهر �ا اليهود وتخصصوا �ا كما تشير إلى ذلك و ، إذ عرفوا فنون صباغة الملبوسات فجلبوا الألوان العديدة واستخرجوها من النباتات أو 6وثائق الجنيزة

والمصطكى 7مغاستوردوها من البلاد ا�اورة فاستعملوا لذلك الأرجوان واللاك والنيلة والشب والصوالكبريت والزعفران وصبغة الأسبيداج، والتي تستخدم في صبغ المنسوجات كل حسب لونه، 8والقرمز

. 9مع الإشارة أن أغلب هذه المواد قد عمل المسيحيون على تصديرها إلى مملكة بني عبد الواديبكثرة الصباغين �ا وعرفت مدينة العباد بجوار تلمسان ومدينة دلس بالقرب من جزائر بني مزغنة

. كما تفنن اليهود في زخرفة الملبوسات بزخارف ملونة ورسومات 10لوجود عدد من الجداول والأ�ار

.168جواتياين، مرجع سابق، ص 1 .132، ص 2الوزان، مصدر سابق، ج 2 .94، 60، ص ص 2نفسه، ج 3 .74ص م، 1965عثمان الكعاك، الحضارة العربية في حوض البحر المتوسط، معهد الدراسات العربية العالمية، القاهرة، 4 .625، ص 8الونشريسي، المعيار، ج 5 .168اتياين، مرجع سابق، ص جو 6

7 Dhina, Le royaume, op. cit., P 162-164. 8 Charles-Emmanuel Dufourcq, Les relations de la péninsule Ibérique et l'Afrique du nord au XIV siècle, anuario de estudios medievales, instituto de historia mediaval de Espana, Bercelona, 1970-1971, P 53. 9 Dhina, Les états, op. cit., P 394.

.42، 24، ص ص 2الوزان، مصدر سابق، ج 10

96

، 1مزركشة لا سيما رسوم الشمعدان (المينورا) أو النجمة اليهودية أو الكف لاتقاء العين والحسد .2واحتكروا كذلك تطريز المنسوجات بالذهب

غة الجلود التي برع فيها اليهود في مدن المغرب التي عرفت بكثرة تربية بالإضافة إلى حرفة دبا، وفي 3الماشية، بما فيها مدينة تلمسان التي استعملت فيها الجلود المدبوغة في صناعة سروج الخيل

، أو تصنع منها الأخفاف والنعال والحقائب 4صناعة الرق الذي استعمل للكتابة وتغليف الكتبلبضائع والقرب لحمل الزيت والنبيذ وأشياء أخرى مثل الدقيق والمحافظ لإرسال الأموال الجلدية لنقل ا

. 5فيها

حرف وصناعات أخرى- 1-2-3وهناك مهن أخرى وصناعات عمل �ا اليهود خلال عهد الزيانيين منها حرفة صناعة الكحل

ت" بإقليم توات التي حيث تواجد منجم لمادة الإثمد التي يستخرج منها الكحل في منطقة "تازولوحرفة الجزارة حيث نجد إشارة عند صاحب المعيار الذي سئل عن بيع اليهود .6سكنها اليهود

للطريف (وهو اللحم المحرم عند اليهود) فأجاب: "أن بيع الطريف ليس بحرام عندنا، وكان ابن القاسم ا كرهه استثقالا لكراهيتهم وأما حرام يكره بيع الطرفان واشتراء اللحم من مجازر اليهود والنصارى.. وإنم

. كما عملوا في صناعة الخمور بسبب نفور المسلمين منها فكانوا يصنعو�ا من العنب خاصة ما 7فلا"، وجدير بالذكر أن اليهود ذوي الأصول المالقية في 8أثار جدلا حول تحريم بيع العنب لأهل الذمة

. 95ص عبد الرحمان بشير، اليهود في المغرب العربي، 1 .153الزعفراني، مرجع سابق، ص 2 .140م، ص 1970أبو الحسن علي بن يوسف بن سعيد، كتاب الجغرافيا، تحقيق إسماعيل العربي، بيروت، 3

4 Hirschberg, A history of the Jews, op. cit., V1, P 271. .126-125عطا أبو ريه، اليهود في ليبيا وتونس والجزائر، ص 5

6 Jacob Oliel, Les Juifs au Sahara, P 146. .250، ص 5الونشريسي، المعيار، ج7 ، الغرب الإسلامي، دار المختار بن الطاهر التليلي، تحقيق 3بن رشد، جا فتاوى، ابن رشدأبو الوليد محمد بن أحمد بن أحمد 8

.1282-1281م، ص 1987 ه/1407الطبعة الأولى، بيروت،

97

وبيعت الخمور .1ة عصور متأخرة على صناعة الخموروهران كانوا يشرفون في ذلك الوقت وإلى غاي خاصة للمسيحيين المتواجدين بالفنادق، وفي بعض الأحيان لبعض المسلمين الذين أدمنوا شر�ا.

كما اعتبرت مهنة تحضير الأدوية والأعشاب الطبية مهنة يهودية بقدر ملحوظ في وثائق رزوق في مسنده أن أحد اليهود في مدينة تلمسان ، ويذكر ابن م2الجنيزة، إذ ورد ذكرها مرات عديدة

اشتهر في مهنة الطب، صنع للسلطان المريني أبي الحسن مرهما للتداوي به من وجع أصابه في كوعه الأيمن، بعد كان أجاد في شرح المرض وعلاماته وعلاجه، لكن هذا السلطان اشترط على اليهودي

. 3اءهالإسلام فلما لم يجبه إلى ذلك رد عليه دو

كما زاول أهل الذمة وخاصة النصارى منهم حرفا أخرى منها صناعة الزجاج والفخار . ويشير وجود بعض البقايا الخزفية في إقليم توات 4والنجارة وبالأخص في عهد السلطان أبي تاشفين

ينة الواقعتين في حدود الواحات شمال وشرق مد-و"تلفزو" أو "تربزو" وخاصة في منطقتي "ويلميري"، إلى انتشار هذه الصناعة بشكل كبير، خاصة إذا علمنا أن هذه المنطقة كانت تضم عناصر -تمنطيط

.كما اختص اليهود ببعض المهن الوضيعة منها حرفة البناء إذ يقول البكري عن أهل 5يهودية كبرىوهي حرفة . وحرفة الكنافة 6سجلماسة: " والبناؤون عندهم يهود لا يتجاوزون �م هذه الصناعة"

تختص بتنظيف القاذورات والمزابل وعن اختصاص اليهود �ذه الحرفة يقول صاحب الاستبصار:" فمن

1 Richard Ayoun et Bernard Cohen, Les Juifs d'Algérie, deux mille ans d'histoire, op. cit, P 91.

.168جواتياين، مرجع سابق، ص 2 .381ر سابق، ص ابن مرزوق، مصد 3 .486-485، ص 2الميلي، مرجع سابق، ج 4

5 Jacob Oliel, Les Juifs au Sahara, P 143. .149، ص ابقس صدرالبكري، م 6

98

دخل في الكنافين من أصناف الناس سموهم ا�رمين لاجترامهم على حرفة موقوفة على اليهود وقصروا 1البناء عليهم، خاصة لأ�م خائفون أبدا من أن يخون أحدهم المسلم فيهلكه."

ي:التجار النشاط -2لعب أهل الذمة دورا لا يستهان به في العلاقات التجارية بين الدولة الزيانية والدول المحيطة �ا

خاصة مع الدول المسيحية الناشئة في تلك الفترة، وسنتطرق في هذا المبحث إلى النشاط التجاري جارة وأنواعها والطرق التجارية.لأهل الذمة والذي سنتناوله من خلال عنصرين أساسيين هما الت

التجارة وأنواعها -2-1برز في العهد الزياني ذميون كثر استحوذوا على قطاع التجارة ساعدهم في ذلك كثير من المعاهدات والاتفاقيات التي أبرمتها الدولة الزيانية مع نظير�ا المسيحية. غير أن أبرز نشاطا�م

ي نظرا للأرباح الهائلة التي تدرها هذه التجارة، ولم تلق التجارة التجارية برزت على الصعيد الخارج الداخلية اهتماما كبيرا منهم.

التجارة الداخلية:- 2-1-1كما سبقت الإشارة فإن التبادل التجاري الداخلي كان قليلا بالنسبة للذميين داخل أراضي

أكثر نظرا لما تدره عليهم من أرباح طائلة، الدولة الزيانية، ذلك أ�م كانوا يهتمون بالتجارة الخارجية إضافة إلى أن المسلمين هم من كانوا يحتكرون التجارة الداخلية سواء داخل المدن أو بين المدن الزيانية

سنحاول من غير أننا بعضها ببعض، وبسبب سكوت الكثير من المصادر عن تناول هذا الموضوع.بعض السلع المتاجر �ا من طرف أهل الذمة وأماكن خلال بعض النصوص والإشارات التطرق إلى

تجار�ا ومن تولى ذلك منهم.

.201ص م،1985نشر وتعليق سعد زغلول، دار الشؤون الثقافية، بغداد، ،في عجائب الأمصار الاستبصاركتاب مجهول، 1

99

يذكر المؤرخون أن فنادق الأوربيين المتواجدين داخل أراضي الدولة الزيانية خاصة الساحلية منها كانت تحتوي على دكاكين يضع فيها التجار بضائعهم ثم يعرضو�ا على الزبائن لبيعها إما عن

، ويتلقون في هذه المحلات البضائع القادمة من جوف عن طريق المزايدة ملة أو بالتجزئةطريق الج .1الصحراء حيث يبيعها لهم تجار يهود ومسلمون

حيث وردت نازلة في هذا 2بالإضافة إلى انتشار ظاهرة التاجر المتجول التي اشتهر �ا اليهودابكم على الرجال من المسلمين ومن أهل الذمة المعنى ضمن نوازل ابن مرزوق يقول فيها السائل:" جو

يقصدون بيع السلع من النساء في الدور أو لتصليح الحوائج مثل المغزل أو غيره، وقد تخرج إليهم المرأة لمباشرة البيع وهي مكشوفة الوجه وخصوصا في زمن الحر، وقد تدفع ما تشتري به من مال زوجها

.3، هل يسوغ تقديم مثل هؤلاء للبيع من النساء"ببخس من الثمن أو من الزرع أو غيره

"سئل أبو الفضل العقباني عن يهود سكنوا في البادية ووردت نازلة أخرى عند المازوني يقول فيها: . إذ يتبين من هاتين النازلتين انتشار بيع التجول نقدا أو مقايضة.4ويتجرون في أنواع المتاجر..."

أرجاء الدولة الزيانية خاصة في حواضرها الكبرى مثل ويتبين كذلك انتشار الذميين في، -التي استولى عليها الزيانيون فترة من الزمن–تلمسان، وهران ومستغانم وتنس، إضافة إلى بجاية

ويذكر أن �ا سوقا كان لليهود يبيعون فيها منتجا�م خاصة من الأقمشة والملابس المصنوعة التي تجد 5رواجا لدى المسلمين.

.138 العهد الزياني، ص عبد العزيز فيلالي، تلمسان في 1

2 Jean Laloum et Jean-Luc Allouche, Les Juifs d’Algérie, Images et textes, Editions du Scribe, Paris, 1978, P 244.

.17، ورقة 1342رقم الجزائر، ،بالحامة نوازل ابن مرزوق، مخطوط المكتبة الوطنية 3 .255، ص 2مختار حساني، تاريخ الدولة الزيانية، ج 4 .442، ص 1برنشفيك، تاريخ إفريقية في العهد الحفصي، ج 5

100

قد اشتهر كذلك يهود توات بممارستهم التجارة في الواحات والقصور التابعة لتوات والتي و ، فأصبحت مركزا تجاريا هاما لكثير من 1بالإضافة إلى واحا�ا المتعددة قصر مائتييتجاوز عددها

الشراء أثرياء وتجار اليهود يتحكمون فيها بكل الأسواق ولهم �ا دكاكين كثيرة يمارسون �ا البيع و للسلع الآتية من السودان أو الذاهبة إليه، ولا يكاد يستطيع أحد مجارا�م بسبب احتكارهم وعلاقا�م المتينة مع حكام البلاد، فكان التجار المارون بتوات لا يعارضون اليهود ويتوددون إليهم

2ليمكنوهم من التصرف في سلعهم ببيعها أو استبدالها أو شراء سلع أخرى.

أن اليهود كانوا صناعا وحرفيين فإن تجار�م في هاتين الحرفتين قد لقيت رواجا كبيرا في وبما مدن الزيانيين، فقد تفننوا في صياغة المعادن الثمينة كا�وهرات والحلي والذهب والمرجان وطوروها

وتدعيمها وخبر�م إلى البلاد الزيانية، برؤوس أموالهمخاصة عند قدوم يهود الأندلس بمهارا�م و ، فقد كانت لهم �ا سوق مشتهرة عرفت باسم سوق 3نوا على تجار�ا خاصة في مدينة تلمسانفهيم

.4الصياغة وتوجد بين المكان المسمى "سويقة إسماعيل" إلى "رأس الصاغة"

وكذا تجارة اللحوم أي حرفة الجزارة فقد وردت نازلة عند الونشريسي تسأل عن بيع اليهود ، مما يبين 5مين ومدى جواز ذلك، وبخاصة اللحوم المحرمة عندهم والتي يسمو�ا "طريفة"للمسل لحومال

وقد أفتى الونشريسي بجواز شراء ذبائحهم وأكلها، إلا أن الارتياب أ�م كانوا يتعاطون هذه التجارة. . 6طبع نفوس المسلمين عند التعامل مع اليهود في هذا ا�ال

ضمن ، السادس عشر الميلاديالقرن حتىالحضارية االشيخ الأمين عوض االله، تجارة القوافل بين المغرب والسودان الغربي وآثاره 1

ه/1404 الدراسات العربية، بغداد،معهد البحوث و كتاب تجارة القوافل ودورها الحضاري حتى �اية القرن التاسع عشر، .80، ص م1984

.270، ص 2مختار حساني، تاريخ الدولة الزيانية، ج 2 .217، ص 1عبد العزيز فيلالي، المرجع السابق، ج 3ربية ادي، تلمسان الذاكرة، منشورات ثالة، الجزائر، بمناسبة الجزائر عاصمة الثقافة العڤنصر الدين براهامي ، نص: سيدي محمد ن 4

.69ص ،2007 .250، ص 5الونشريسي، المعيار، ج 5 .250، ص 5الونشريسي، المعيار، ج 6

101

ة اليهودية من كانوا يصنعون الصابون والمنسوجات والسروج وكذلك نجد من أفراد الجاليوحاجيات الخيول وأغلب مصنوعا�م تصدر إلى سوق أم عسكر الذي تعرض له الوزان في زيارته له

.1م)16ه/10في القرن (

ونجد بعض التجار الإسبان يستقرون في البلاد لممارسة التجارة مثلما هو الحال مع أحد تجار م الذي استقر بمدينة تلمسان 1536ه/943سنة "Lebrjaعروف باسم الدكتور "أوربيخا إسبانيا الم

. 2لمزاولة النشاط التجاري، وكلف فيما بعد بشراء الحبوب لفائدة حاكم وهران "الكوديتي"

Moïseموسى عمار "م مهاجر يهودي أندلسي يدعى 1390واستقر في مدينة بجاية سنة

Amar" إذ .3زيرة ميورقة قبل استقراره في هذه المدينة وتخصص في تجارة الخموروقد كان تاجرا من جعرف أهل الذمة باحتكارهم لتجارة الخمور نظرا لتحريمها على المسلمين، فاشتهروا �ا وباعوها لأهل ذمتهم وللمسلمين عبر أراضي الدولة الزيانية، كما اشتروا العنب الذي يقومون بعصره لإنتاج أنواع

.4من الخمور مختلفة

وكان الأحبار المعلمون في البيعة لا تسمح لهم المكافأة التي يتلقو�ا أن يعيشوا حياة لائقة، فكانوا مضطرين على الدوام أن يقوموا بأشغال هامشية أو ثانوية، كتجارة الورق أو الحبر الذي

. 5ثم بيعه يقومون بصناعته

هود ولم يلتزم اليهود بالبيع في الأسواق كما تضمنت الأسواق حوانيت تضم كافة حرف اليفقط بل كانوا يبيعون للنساء في منازلهم، إلى جانب خروجهم لتلقي القادمين من البادية في الطريق

.80، ص 2مختار حساني، المرجع السابق، ج 1 .139، ص 2حساني مختار، تاريخ الدولة الزيانية، ج 2 .98، ص -هؤلاء ا�هولون-فوزي سعد االله، يهود الجزائر 3 . 69، ص 6الونشريسي، المعيار، ج 4 .63حاييم الزعفراني، ألف سنة من حياة اليهود بالمغرب، ص 5

102

، كما كان بعض اليهود يخرجون إلى الأسواق البعيدة 1لشراء البضائع بأسعار أقل من التي في الأسواق، وتقوم بعض نساء اليهود ببيع القمح ومحاصيل أخرى، أثناء فون، ويسمى هؤلاء الطواأو البيع للشراء

.2اشتغال الرجال بالطواف لجمع المحاصيل

كما نقل الوزان من خلال رحلته أنه كان للتجار الجنويين الذين كانوا يتجرون ببلاد المغرب قمح مقابل الأوسط مخازن لوضع بضائعهم. وكانوا يتاجرون مع أهل البلاد الذين يدفعون لهم ال

. 3أقمشة وغيرها من منتوجات أوربا

التجارة الخارجية:- 2-1-2عرفت التجارة الخارجية ازدهارا كبيرا في العهد الزياني، وعقدت عدة معاهدات خاصة مع المسيحيين، وظهر أهل الذمة في ميدان التجارة فاحتكروا الموانئ واستغلوا علاقا�م العنكبوتية مع كل

المتوسط، ومعرفتهم بالطرق التجارية والتسهيلات التي أتاحتها لهم الدول التي دول حوض البحر تعاملوا معها، واستفادت هذه الأخيرة من نشاطا�م بإضافة مداخيل هامة إلى خزائن السلطة الحاكمة، وقد استفادت الدولة الزيانية من التجارة الخارجية أيما فائدة، فضمنت المعاهدات التي

الدول المسيحية الناشئة في بلاد الأندلس خاصة، حرية التجارة والمبادلات التجارية، عقد�ا معفأنشئت لهذا الغرض الموانئ وعمرت بالبضائع وبنيت الفنادق لاستقبال التجار وتمكينهم من ممارسة ل نشاطا�م في أحسن الظروف، وشيدت الأسواق بالمدن الساحلية التي تعرف حركة تجارية واسعة، مث

وهران، هنين وتنس، وبرشك... ، وأبرزها تلمسان، هذه الأسواق المسماة القيساريات.

.143عطا أبو رية، اليهود في ليبيا وتونس والجزائر، ص 1 المرجع نفسه، ص ن. 2 .55، ص 2الوزان، وصف إفريقيا، ج 3

103

القيسارية المدينة الاقتصادية في الدولة الزيانية:-أ

وأنشئت في المدن الساحلية التي تحوي الموانئ، وهي عبارة عن la Kayssaria"القيسارية"التي *يحتاجها التجار، ومن أمثلتها قيسارية مدينة تلمسانتجمع كبير بمثابة مدينة �ا كل المرافق التي

م 4500ه) والتي ربما تزيد مساحتها عن 718- 707أسسها السلطان الزياني أبو حمو موسى الأول (، وتضم ساحة كبيرة مسورة بجدار تعلوه رايات الدول التي تتاجر مع الدولة 1هكتار100أي أكثر من

، وتحيط بالساحة 2وميورقة وبروفانس ولانغدوك وبيزا وجنوة والبندقيةالزيانية مثل قشتالة وأرغون، 3عمارات من طابقين أو أكثر لسكن التجار الأجانب، وليس لهذه الفنادق باب من ناحية المدن،

إلا باب واحد ضخم يغلق ليلا تحت حراسة مشددة، لمنع اختلاط التجار الأجانب مع أهل البلد، ، ولكل جالية فندق خاص �ا، فللجنويين 1ن يحمل ترخيصا من القناصلةولا يسمح بالدخول إلا لم

فندقهم وللبيزيين كذلك، والبنادقة والميورقيين، والأرغونيين...وكل فندق يحوي طابقين لنوم وراحة التجار، وتضم القيسارية مخازن للبضائع، ودكاكين لعرض السلع، ومكاتب الجمركة، ومكاتب

، وفي بداية الاستعمار الفرنسي شيدت قيسارية تلمسان في عهد الأمير "أبو حمو موسى الأول" بمركز المدينة، شرق المسجد الكبير*

قاعدته إلى قمة الشرفات. لسوء الحظ، وبمنطق حاقد من الاستعمار، أمتار من 9كان علو الجزء المتبقي من سور القيسارية هو Brosselardاستولت سلطات الاحتلال على القيسارية، وحولتها إلى ثكنة عسكرية قبل أن تسويها بالأرض حيث يقول

الأيام الأولى لفتحنا، ونظرا لضرورة الحاجة إلى ثكنات للجند قررت السلطات أن تضع اليد على هذا المكان الواسع نفسه:" منذ)، وتحتل هذه القيسارية مكان السوق المغطاة الآن وتجاوزه كثيرا، R.Afr.P22والجميل، الواقع في منطقة مركزية ورائعة" (

. و 65مل الاسم نفسه، بل هي قريبة منه.. انظر براهامي، مرجع سابق، ص وليست هي الشارع التجاري الرئيسي الذي يحBouziane-Oufriha, Tlemcen, op. cit., P 347, 349. ولا زالت تسمية القيسارية متداولة في البلاد ،

.المغربية وخاصة في المغرب الأقصى، ويقصد �ا تجمع الدكاكين المختصة ببيع الأقمشة والألبسة

1 Bouziane-Oufriha, op. cit., P 347. 2 Dhina, le Royaume Abdelouadide, P 60. 3 Ibidem.

104

، 2الكنائس المسيحية والمعابد اليهودية والتي كان عددها سبعة عشر كنيسا يهودياالقناصل، إضافة إلى ، وحمامات وإذا لم يتوفر الفندق على حمام يسمح لبعض الجاليات حسب 3ومقبرة خاصة بكل جالية

، وتتضمن الفنادق أفرانا 4الاتفاقيات المبرمة بالذهاب إلى حمام المدينة في يوم محدد من أيام الأسبوع .5وفي بعض الأحيان حانات

بالإضافة إلى ذلك كانت هناك عدة فنادق مخصصة لإقامة التجار الغرباء وعرفت بأسماء متعددة مثل فندق الرمانة، فندق أبو علي، فندق المامي وتقع كلها بالحي الاقتصادي للمدينة مما

ني قائمة إلى الآن رغم تحول نشاطات يدلل على أهميتها الاقتصادية في الفترة الزمانية ولا تزال هذه المبا .6بعضها وخضوعها للترميمات للحفاظ على طابعها المعماري الأصلي

ويشرف على دور العبادة في الفنادق رجال الدين المعينين من طرف أساقفة دولهم، كما توجد بالفنادق غرف خصصت لسجن التجار المخالفين الذين يصدر ضدهم القنصل أحكاما،

ويسهر على الشؤون الإدارية للفندق موظف 7ت بعض غرف الفندق كأندية للتجار.واستخدم 8يسمى الفندقي، وهو مندوب القنصل ويختار من ذوي الجاه والمنزلة.

1 De Mas-Latrie, Traités de paix et de commerce, op. cit., P 171(introduction). 2 Darmon, Origine et constitution de la communauté Israélite de Tlemcen, op. cit. , P377. 3 Dhina, le Royaume Abdelouadide, op. cit., P 64.

- ه/ ماي1395 )2-1(، جمادى25بونو، وضع الجاليات الأوربية في المغرب، مجلة الأصالة، السنة الرابعة، العدد سلفاتوري 4 .144م، وزارة التعليم الأصلي والشؤون الدينية، الجزائر، ص 1975جوان

5 De Mas-Latrie, Traités de paix et de commerce, op. cit., P 169. بلوط، الفنادق في مدينة تلمسان الزيانية، رسالة لنيل شهادة الماجستير، تخصص آثار إسلامية، كلية العلوم الإنسانية عمر 6

وما بعدها. 89، ص م2003/2004عبد العزيز، والاجتماعية، جامعة الجزائر، إشراف أ.د.لعرج .138، ص 1زياني، جفيلالي، تلمسان في العهد ال 7

8 Mas-Latrie, op. cit., P 169.

105

أما القناصل فهم تجار أيضا تعينهم حكوما�م، طبقا للاتفاقية المبرمة مع بني زيان، ويعتبرون ، وكانت مدة 1المحلية والتي يسمح له بمقابلتها في كل شهرالواسطة بين التجار الأجانب والسلطة

يتمتع خلالها بالحصانة الدبلوماسية، سنوات على الأكثر، 3خدمة كل قنصل قصيرة لا تتعدى ويسمح له أن يصطحب معه كاهنا وحصانين وأربعة خدم يعرف أحدهم الكتابة، ومن حقه أن

تجار �ا، ويبلغ راتبه ثلثي دخل الفندق، الذي يشتمل يأخذ معه ما يرغب فيه من السلع والبضائع للا. كما كان لكل دولة أكثر من قنصل يمثلها 2على أجور غرف الفندق والدكاكين التي تؤجر بمعيته

.3لدى الدولة الزيانية، وربما يحتاج إلى نواب في عدة مدن يساعدونه في الأمور التجارية لجاليا�م

هو ممثل الدولة المسيحية وقائد المسيحيين داخل الدولة alcaytويمكن أن يكون القائد الزيانية سواء كانوا تجارا أو جنودا أو رجال دين فيقوم بذلك مقام القنصل، فقد أعلم الملك "جاك

م أتباعه المقيمين بمملكة 1296أفريل 12" برسالة بعثها من فالنسيا يوم Jacques IIالثاني" "" في Rodrigue Sanchez de Vergayzانشيز دي فرغايس "تلمسان بتعيين رودريغو س

منصب القائد ورئيس المسيحيين التابعين لمملكة أرغونة في تلمسان ويأمرهم بالتعرف عليه وطاعته في le chevalier Felip deوكذلك تعيين الفارس فيليب دي مورا " ،4كل ما يأمر به في هذا ا�ال

Moraم تم 1330- 1325وخلال سنوات "أبي حمو موسى الأول"، " في منصب القائد إبان حكم" على رأس الجالية الميورقية. كما le chevalier Guillem Estrusتعيين الفارس غيوم استوريش"

-1324" كقائد للقطلانيين بين سنتي Jacques IIتم تعيين ابن الملك جاك الثاني "

م الموقعة مع السلطة الزيانية قد 1286ة ويذكر أن القطلانيين من خلال معاهدة سن 5م.1325حققوا زعامة نوعية بتبوء القائد القطلاني المعين من طرف ملك أرغونة منصب قيادة كل المسيحيين

1 Dhina, op. cit., P 257. 463برنشفيك، تاريخ إفريقية في العهد الحفصي، ص

.139-138فيلالي، المرجع السابق، ص 2 .466برنشفيك، المرجع السابق، ص 3

4 Mas-Latrie, Traité de paix et de commerce, -supplément et tables-, P 46. 5 Dhina. A, Les Etats de l’occident musulman, op. cit., P446.

106

المتواجدين على أراضي مملكة تلمسان الزيانية فلا يسمح لهم بالدخول أو الخروج أو التقاضي إلا .1بإذن منه

م يكن يسمح لهم باصطحاب زوجا�م أو الزواج من بنات وفيما يخص التجار المسيحيين فل. لكن الدولة 2المسلمين، مما لم يشجعهم على الإقامة في المدن الزيانية أو تشكيل طوائف اجتماعية

تقوم بحمايتهم لأن نشاطهم التجاري يعود بفائدة كبيرة على الخزينة. هؤلاء التجار كانوا لا يرغبون في جوف الصحراء، ولا يتوغلون فيها وإنما ينتظرون في فنادقهم قدوم التجار الذهاب بتجار�م إلى

المسلمين واليهود بالذهب والعاج، وريش النعام وهي البضائع التي تشتهر �ا بلاد المسلمين .3والسودان

وقد حرصت الدول المسيحية على تنظيم إقامة وتنقل تجارها داخل المدن الزيانية من خلال م الموقعة بين عثمان بن يغمراسن ملك 1286ه/696فاقيات ومنها اتفاقية سنة معاهدات وات

، والتي حددت أماكن تواجدهم وإقامتهم وحقوقهم وسهر السلطات 4تلمسان وألفونسو ملك أرغونةالزيانية على حمايتهم وقضاء احتياجا�م، وكذا خضوعهم لأحكام الدولة وحرية احتفاظ بجنسيا�م

ارسة شعائر دينهم بأمان، أما الذين لا توجد بين دولهم وسلطان تلمسان أية اتفاقية ، ومم5ومعتقدا�موعلى كل فإن أعداد التجار المسيحيين المتواجدين في فبإمكا�م الدخول تحت لواء دولة صديقة،

.6البلاد الزيانية لم يكن ليزيد عن بعض العشرات من كل دولة

1 Dhina. A, Les Etats de l’occident musulman, op. cit., P 448. 2 Dhina. A, le Royaume Abdelouadide, op. cit., P 60.

.138فيلالي، المرجع السابق، ص 3 .04انظر نص الاتفاقية في الملحق رقم 4الذي يشدد فيه على le Pape Nicolas IVم عن البابا نيقولا الرابع 1290تجدر الإشارة إلى الأمر البابوي الصادر سنة 5

,Dhinaوجوب التزام الدين المسيحي بالنسبة للمسيحيين العاملين في خدمة سلطان تلمسان وعدم التحول إلى الإسلام. انظر Le Royaume, op,cit, P61.

.190، المرجع السابق، ص فيلالي 6

107

خلال 1ي الذي كان يطلق عليه اسم الديوان أو ديوان البحرشهد النظام الجمرك نظام الجمركة:-بالحقبة الزيانية تطورا مشهودا، بتنظيمه المحكم وازدهاره، إذ وجدت في عهد الزيانيين إدارة مركزية للجمارك بمدينة تلمسان عاصمة الدولة وإدارتين محليتين تابعتين لها الأولى بمدينة وهران والثانية

راقبة التجار المارين منها وإليها وتنظيم تعاملا�م وجبي الضرائب والمكوس المفروضة ، اهتمت بم�2نينعليهم. ولا شك أنه كانت هناك إدارات أخرى في موانئ المدن التجارية التي كانت تشهد حركة تجارية كبيرة لا يمكن الاستهانة �ا أو التغاضي عن تحصيل الضرائب المترتبة عليها من طرف حكام

دولة الزيانية. ومن هذه المدن تنس، وبرشك ومستغانم وأرزيو وشرشال، ومزغران...، والتي يشيد ال، بالإضافة 4. والتي عرفت تواجد إدارات جمركية �ا3الوزان في كتابه وصف إفريقيا بازدهارها التجاري

والدول المسيحية إلى ميناء تاونت الذي لعب دورا اقتصاديا مهما في العلاقات بين الدولة الزيانية .5آنذاك

، انظر كذلك بشاري لطيفة، العلاقات التجارية للمغرب الأوسط في عهد إمارة بني عبد 379برنشفيك، المرجع السابق، ص 1

.177م)، منشورات وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، الجزائر، ص 16-13الواد من القرن السابع إلى القرن العاشر الهجريين ( .221ص ،1993، نظم الحكم في دولة بني عبد الواد الزيانية، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، بوزياني الدراجي 2انظر الوزان، وصف إفريقيا، مصدر سابق، خلال حديثه عن هذه المدن وتطورها التجاري في الجزء الثاني الذي بدأه بوصف 3

مملكة تلمسان ومد�ا.4 Kaddache Mahfoud, L’Algérie des Algériens de la préhistoire à 1954, EDIF 2000, ALGER, 2003, P 300 5 Dhina, le royaume Abdelouadide, op. cit., P 140.

تسمية أخرى أنه يقع غرب ميناء وهران ويطلق عليهعن هذا الميناء يقول قداش محفوظ (في المرجع السابق وفي نفس الصفحة) ، كما تم ذكره في ا�لة الإفريقية على أنه يتواجد بضواحي وهران وبالضبط في مدينة Nemoursت وهي إضافة إلى اسم تاون

Francis Llabador, Recherches d’Archéolgieالغزوات الحالية ولم يتبق منه إلا الآثار، انظر musulmane : Les ruines de Taount, bourgade berbère du Maghreb central, Revue

Africaine, V 88,1944, Alger, pp 200-201. أما عند البكري فهو حصن منيع في جبل منيف قد أحاط به ،البحر من ثلاث جهات وينزله قبيل من البربر يعرفون ببني منصور، انظر البكري، عبيد االله، المغرب في ذكر بلاد إفريقية والمغرب،

,André Brochierمركزا هاما وأقيمت به ثكنة عسكرية، ينظر ، كما بقي يعتبر إبان الاحتلال الفرنسي80ص Dictionnaire des communes, douars et centres d’Algérie sous l’administration

civile Française, AMAROM, Aix-en-Provence, France, 2016, =P 345. و ،-

108

وقد أدار شؤون هيئة الجمارك في الموانئ الزيانية موظف يطلق عليه اسم صاحب الديوان أو هي تصحيف وربما تعني هذه الكلمة المتصرف الذي يتصرف في شؤون هذه الهيئة أو، 1الـمـصرف

وقد يهتم 2اسم الناظر، وأطلق عليه كذلك الديوانأمور هذا شرف أي من يشرف علىـم ـاللكلمة المكلف بالإدارة المالية للدولة الذي -الذي يعد ذا أهمية كبيرة لدى السلطة الحاكمة-�ذا الأمر

يكون في أغلب الأحيان صاحب الأشغال لأن مداخيل التجارة مع الدول المسيحية ذات أهمية الباسط بن خليل خلال زيارته ، وقد قابل الرحالة المصري عبد 3عظيمة عند سلطان الدولة الزيانية

م مشرف المدينة الذي قال عنه أنه ليس لأحد معه 1466-1465ه/870لمدينة وهران في سنة كلمة، وأرود خبر قدوم "عبد االله بن عبد الرحمان بن النجار" ابن صاحب الأشغال في الدولة الزيانية

.4بوهران لجباية العشر من مراكب مسيحية قدمت من بلاد الفرنجة للتجارة

ومهمة مشرف الديوان أو المدير هي جباية الرسوم المفروضة على السلع المتاجر �ا لصالح السلطان ويشرف على الشرطة داخل الموانئ ويمثل في نفس الوقت سلطة قضائية لأنه يفض المنازعات

ء سلاطين . ويمكن الإشارة إلى لجو 5ويفصل في الدعاوى بين المسيحيين ذوي الجنسيات المختلفةإلى الاستعانة ببعض اليهود لجباية الأموال وقبض الأعشار من - في أواخر عهودها-الدولة الزيانية

التجار الإسبان وغيرهم المتوافدين على سواحل المغرب الأوسط، مثلما أرسل السلطان مولاي محمد

Archives Vincennes, France, boite 1H 4448, dossier N° 01, bulletin de

renseignements. .Dhina, op. cit.,P258. ويطلق عليه دهينة اسم المدير انظر105برنشفيك، المرجع السابق، ص 1

2 Mas-Latrie, Traité, P 187. .220، 164بوزياني، مرجع سابق، ص ص 3م)، كتاب 1509- 904الاحتلال الإسباني ( محمد حسن، المرسى الكبير بوهران ودوره في الملاحة المتوسطية من النشأة إلى 4

م بالجزائر العاصمة، تنظيم مخبر 2009ديسمبر 08-07الملتقى الدولي "الموانئ الجزائرية عبر العصور"سلما وحربا"" المنعقد يومي .620زائر، ص جامعة الجزائر، منشورات دار هومة، الج–البناء الحضاري للمغرب الأوسط (الجزائر) إلى �اية العهد العثماني

5 Dhina, op. cit., P 258-259.

109

ريبة الجمركية من م لاستخلاص حق بني زيان من الض1537اليهودي الحاخام"حيام بنو درهوم" سنة .1م1521حاكم وهران، أو بعث "سلمان تورينو" اليهودي. لأخذ نصيب بني زيان في ضريبة عام

وقد أثار استعمال اليهود في استخلاص الجبايات والإشراف على مراكز الجمركة حفيظة م):1439ه/842العلماء والفقهاء الذين أنكروا ذلك، إذ يقول الفقيه محمد بن مرزوق الحفيد (ت

ولكن لطف االله نسأل في القضا تلمسان دار لا تليق بجاهنـــــــــــــــــا

2يهود وفجــــــــــــار ومن ليس يرتضى فكيف يرجى الخير ممن يسوسه

ويساعد هذا المشرف في عمله عدة معاونين منهم أصحاب الوظائف العليا وهم موظفون كبار محترمون وهم:

ون يحضرون عملية البيع وتقع على عاتقهم مهمة مراقبتها، وهو يمثل بحضوره وهم موظف المفتشون: .3سلطة الإدارة الجمركية، وكل جالية مسيحية لها مفتش خاص يراقب عمليا�ا

رئيس الحسابات: ويعمل تحت تصرفه مستخدمون مكلفون بالحسابات الخاصة بالمتعاملين وتقييدها .4في دفاتر

وان تعينهم السلطة الحاكمة لحضور عمليات بيع المواد الغذائية أو السلع ممثلو السلطان: وهم أع .5لحسا�ا ويحضر كذلك معظم مراحل عمليات الشراء

ونجد تحت هؤلاء الموظفين آخرين أقل رتبة منهم يكسبون قو�م بجد وهم:

.161، ص 2، جالمرجع السابقمختار حساني، 1 .244التنسي، تاريخ بني زيان ملوك تلمسان، ص 2

3 Dhina, le royaume Abdelouadide, op. cit., P 259. 4 Mas-Latrie, traité de paix et de commerce, op. cit., P 188. 5 Dhina, le royaume Abdelouadide, op. cit., P 259.

110

فتشين فقد كان لكل المترجمون: وأعدادهم كثيرهم ومعتبرة، ويختارون بعناية وهم محلفون، ومثل الم. 1جالية مترجم خاص يتولى تعيينه المشرف، لكن لا يحق لأي تاجر أن يكون له نفس المترجم دائما

وجدت بعض الفوارق بين المترجمين إذ أن الأساسيين منهم غالبا ما كانوا يخصصون للترجمة أو في عملية تجارية يعتبر التزاما الصياغة الرسمية للمعاهدات وشهاد�م تعتبر قاطعة، وكان تدخله المنظم

. وقد أتقن مهنة الترجمة كثير من اليهود فعملوا على 2من الديوان نفسه، الذي يصبح ضامنا للديون .3ترجمة المعاهدات والعهود وعقود البيع والشراء بين المسلمين وغيرهم

، واشتهر كثير من اليهود الوسطاء أو السماسرة: وهم المكلفون بعملية البيع بالمزاد بحضور المفتشينبإتقا�م لمهنة السمسرة وبرعوا فيها إذ يقومون بإشهار البضائع للبيع ويشرفون على عملية المزايدة

.5وقد كان لكل جالية مسيحية وسطاء خاصون �ا كما هو الحال بالنسبة للوظائف السابقة 4فيها

لون عناء المخاطرة في عرض البحار لحمل العمال البسطاء: ومنهم ا�ذفون أو الملاحون الذين يتحمالسلع على زوارقهم أو سفنهم وإيصالها إلى الموانئ، والحمالون أو يطلق عليه تسمية العتالين الذين

. 6يتولون شحن البضائع أو إنزالها من على السفن

1 Dhina, op, cit, P 259.

.Mas-Latrie, op. cit., P 189-190. انظر كذلك 180بشاري، مرجع سابق، ص 23 Dufourcq, L’Espagne catalane, P 141.

نسانية، منشورات الجامعة التونسية، ه، كلية الآداب والعلوم الإ8إلى 4الباشا، التجارة في المغرب الإسلامي من القرن نجاة 4 .53م، ص 1976

.181المرجع نفسه، ص 5 6 Dhina, le royaume, op. cit., P 259.

111

طرق التعاملات التجارية: -ج

الجاليات المسيحية واليهودية من تعددت طرق التعاملات التجارية خلال العهد الزياني بينجهة أو بينها وبين المسلمين من جهة أخرى، غير أننا نستطيع تحديد أهم طرق هذه المعاملات وإن

.1كان أغلبها مستمدا من الأنظمة الاقتصادية السابقة مثل المرابطين والموحدين

ب الأوسط منذ القدم، وزاد انتشارها البيع نقدا: وكان هو الغالب في التعامل، إذ عرفته بلدان المغر -1. وكان التداول غالبا يتم بالدينار 2بعد قدوم ذهب السودان ابتداء من القرن الرابع عشر ميلادي

. وربما تمت عمليات البيع 3الزياني الموروث عن الدول السابقة والمضروب في دار السكة بمدينة تلمسانوم المهاجرين اليهود والمسلمين بأموال ونقود ضربت كذلك باستعمال نقود أندلسية وخاصة بعد قد

. وشاع التداول بين 4في بلاد الأندلس مما ساعد على شيوع العملة الإسبانية وثقة الناس المتزايدة �االتجار الأجانب والمسلمين بالعملة الأجنبية التي يفسر تداولها في البلاد الزيانية من خلال قدومها

ات التي كانت تصل إلى البلاد أو عن طريق تحصيل هذه النقود في إطار إجراءات ضمن الهدايا والإتاو . 5عملية افتداء الأسرى التي كانت تحدث من حين لآخر

حمزة عبد الصمد، النظام المالي لدولتي المرابطين والموحدين، عن المعاملات المالية السائدة في عصري المرابطين والموحدين انظر: 1

.19، جامعة زيان عاشور بالجلفة، ص 2012، ديسمبر 06ات، العدد للبحوث والدراس مجلة أنسنة، تجارة الذهب بين المغرب الإسلامي وبلاد السودان الغربي من القرن الثالث إلى الخامس هجري، رسالة بن موسى جميلة 2

- 1421جامعة الجزائر، تخصص: التاريخ الوسيط، إشراف: د.إبراهيم فخار، كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية،ماجستير، .128ص م،2001-2000ه/1422

.227بوزياني الدراجي، مرجع سابق، ص ،انظر عن النقود والسكة الزيانية 3)، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، الجزائر، 1830-1800، النظام المالي للجزائر في الفترة العثمانية، (سعيدوني ناصر الدين 4

.195، ص 1979 .194فسه، ص المرجع ن 5

112

القرض:وهو إعطاء مال للتجارة نظير جزء من الربح قد يكون النصف أو الثلث أو الثلثين حسب -2، وقد يكون نقدا بسلعة، وأكثر من كانوا يمتهنون 1اتفاق الطرفين، وربما يكون هذا المال نقدا أو ذهبا

هذا الصنف من التبادلات هم اليهود نظرا للأرباح التي يدرها عليهم هذا النوع من التعامل لأ�م يتعاملون بالربا، ولا يجدون حرجا في إقراض أصحاب الديانات الأخرى بفوائد إذ أن ذلك حلال في

، 2ع اسم "المرابي" خاصة مع �اية القرن الثالث عشر ميلاديشريعتهم حتى ترادف اسم اليهودي م .3وامتد هذا المفهوم منذ ذلك الوقت من أوربا نحو بلاد المغرب الأوسط

المعاوضة: أو المقايضة وهي تبديل سلعة بسلعة أخرى دون تقييم نقدي لهما، وقد شاع هذا النوع -3قلة النقد، فقد ثبت مثلا أن رجال دين كانوا من التبادل خاصة في أوقات الأزمات الاقتصادية و

يحولون البضائع التي يحضرو�ا إلى بلاد المغرب الإسلامي لتكون قيمة لتبديل العبيد، ومن هذه - 1382، ويذكر أنه حوالي سنة 4البضائع بعض القلنسوات المصنوعة في طليطلة وأثوابا قيمة جدا

بضاعة متكونة من أغطية مقابل زيوت وفلفل غيني م باع تجار من جزيرة ميورقة في تلمسان 1383، وحتى تجار فرنسا الذين كانوا يتوافدون على موانئ الدولة الزيانية لشراء العبيد مقابل الخمور 5وكرمس

. 6أو المنسوجات الحريرية والأغطية التي تأتي من باريس ونربو ومنبوليي ومارسيليا

محدد، وقد يوثق في عقد حتى يحين أجل استيفائه فيطلب البيع بالأجل: وهو بيع سلعة إلى أجل -4صاحب المال من المشتري تسليمه المبلغ المتفق عليه، وقد وردت نازلة بخصوص �رب يهودي من دفع

كمال السيد أبو مصطفى، جوانب من الحياة الاجتماعية والاقتصادية والدينية والعلمية في المغرب الإسلامي من خلال نوازل 1

. 86، ص 1996وفتاوى المعيار المعرب للونشريسي، مركز الإسكندرية للكتاب، مصر، .123، ص 1المسيري، موسوعة اليهود، ج 2 . 177ص ،ة اليهود بمجتمع مدينة الجزائر، طائفطوبال نجوى 3، ص 2005بوستو، الموريسكيون في المغرب، ترجمة: مروة محمد إبراهيم، ا�لس الأعلى للثقافة، القاهرة، غوثالبيس غييرمو4

207. 5 Ch.E.Dufourcq, L’ibérie chrétienne et le Maghreb XIIe-XVe siècle, Variorum, Hampshire, Great Britain, 1990, P165.

.176، ص2حساني مختار، تاريخ الدولة الزيانية، ج 6

113

المبلغ المستحق، حيث أن أحد اليهود من تجار الصحراء قد ابتاع من تجار المسلمين سلعا كثيرة، ما لما وصل إلى قصر من قصور الصحراء تمنع بأهله، إلى أن سافر دينار ذهبي، ف 8000يقرب من

أرباب الديون فعاد إلى موضعه، وصار يبيع ويشتري كما كان أولا وبيده مال كثير، فعندما يطلبه أحد .1من أرباب الديون الذين كان قد اشترى منهم السلع المذكورة يقول هو عديم

ن متفق عليه قد يكون محصولا أو منزلا أو أرضا، ويثبت البيع بالرهن: وهو بيع سلعة مقابل ره-5، وكان اليهود يتولون تسليف المزارعين ما يحتاجونه ثم يقومون بجمع المحاصيل 2ذلك بكتابة عقد الرهن

التي يسلمها لهم الفلاحون مقابل ديون أو رهون وكانت تلك المواد التي يتلقو�ا منهم أداء لهذه .3الديون

زايدة: وهو أن ينادى على السلعة في الأسواق ويزاد في ثمنها حتى تستقر عند ثمن معين لا البيع بالم-6يستطيع أحد من الحاضرين أن يزيد عليه، ويقوم الدلال (الذي ينادي على السلعة) بدور الوسيط بين

اني بين التجار في العهد الزي 5، وقد شاع هذا النوع من البيوع في الموانئ والقيساريات4البائع والمشتري القادمين ببضائعهم المتنوعة سواء كانوا مسيحيين من جنسيات مختلفة أو يهودا أو مسلمين.

البيع بالحوالة: وهو أن يفوض التاجر وكيلا له لدفع ثمن بضاعة ما خاصة إذا كان التاجر الأصلي -7أو "الحوالة" يرسله غائبا أو خاف خطر الطريق على أمواله، فيكتب لذلك كتابا يسمى "السفتجة"

مع من يريد قبض المال، وتعد هذه العملية وسيلة لتفادي عمليات الدفع نقدا التي تشكل مخاطر كبيرة في الطريق والنقل خاصة إذا كانت المبالغ المستحقة ضخمة، وقد لعب اليهود دورا رئيسا في

.264، ص2، ج، المرجع السابقحساني مختار 1، حلقات مفقودة من تاريخ الحضارة في الغرب الإسلامي، دار الطليعة، بيروت، الطبعة الأولى، يونيو بوتشيش إبراهيم القادري 2

.35، ص 2002 .155 ليبيا وتونس والجزائر، ص عطا أبو رية، اليهود في 3، الحياة الاقتصادية للحلف القبلي المصمودي، مجلة الاجتهاد، دار الاجتهاد للأبحاث والترجمة والنشر، بيروت، بولقطيب الحسين 4

.97ه، ص 1413م/1993، السنة الخامسة، شتاء عام 18لبنان، العدد 5 Dhina, le royaume, op. cit., P 259.

114

نتفاعهم بالفرق بين العملات في ، وإتقا�م عدة لغات، وا1التعامل �ذا النموذج لخبر�م بالصيرفة .2البلدان المختلفة، وكذا خصمهم لمبلغ التحويل عن كل عملية

الشركة: وهي تشارك أهل الذمة في تجارة ما بين بعضهم البعض أو بينهم وبين مسلمين، على أن -8 ، ومن أمثلة ذلك مساهمة هلال القطلاني وزير3يكون الربح مناصفة، أو حسب مساهمة كل تاجر) من سفينة 4/3م) ثلاثة أرباع (1331ه/732السلطان أبي تاشفين الأول الذي كان يملك سنة (

. أو الشركات التجارية التي Anton de l’Escala"4تجارية ميورقية مع التاجر "أنتون دوليسكالا" "تجارية وتجوب كل أصقاع العالم ويشكل المغرب الأوسط أحد أهم أركا�ا ال 5كان اليهود يؤسسو�ا،

حيث تذكر المصادر اسم اليهودي "مردوخ بن أبراهام 6كونه همزة وصل بين إفريقيا والبلدان الأوربية،م شراكة مع 1327الذي أسس سنة « Marzokh ben Abraham ben Allel »بن علال"

، بالإضافة إلى الشركات المؤسسة من طرف رجال الدين أو7أحد الميورقيين وآخر من بلاد المغرب. وكمثال على ذلك فك سراح خمسين 8الأمراء المسيحيين لافتداء الأسرى فيما يعرف بالفكاكة

.296ص ،موسى، النشاط الاقتصادي في المغرب الإسلامي أحمد ينعز الد 1 .178عطا علي ريه، اليهود في المغرب الأقصى، ص 2 .282عز الدين موسى، المرجع السابق، ص 3ة للكتاب، ، المؤسسة الوطني3ضمن كتاب الجزائر في التاريخ، ج، الحياة الاقتصادية والاجتماعية لدولة بني زيان، دهينة عطاء االله 4

.Dufourcq, l’Espagne Catalane, P471(marge N°3)انظر كذلك .481ص م، 1984الجزائر، Allouche etكان بعض أسماء الشركات اليهودية يحمل أسماء العائلات مثل: مالقي، أستروش، سلومون، ألاتسور انظر 5

Laloum, les Juifs de l’Algérie, op. cit., P 144 .147ونو، وضع الجاليات الأوربية في المغرب، ص ب سالفاتوري 6

7 Dufourcq.CH.E, La vie quotidienne dans les ports méditerranéens au Moyen Age (Provence-Languedoc-Catalogne), Librairie Hachette, FRANCE, 1975, P50. 8 Dufourcq, L’Espagne Catalane, P 76.

115

دوقة ذهبية من طرف يهود مدينة الجزائر عام 700يهوديا كانوا محبوسين في إشبيلية مدة عامين بمبلغ . 1م1499

السلع المتبادلة من قبل أهل الذمة:-2-3 اجر �ا أهل الذمة، ونقسمها إلى واردات وصادرات.نتطرق هنا إلى السلع التي كان يتس

الواردات:- 2-3-1مون أهل الذمة الدولة الزيانية بكثير من المواد، سواء منها المواد الأولية أو الاستهلاكية فنجد من بين

أهم السلع الواردة:

سيحية ليمر عبر وأهمها النحاس الذي كان تستورده دولة بني عبد الواد من البلدان الم المعادن:غرناطة على شكل أواني أو قطع أو صفائح أو خيوط، ليصنع في بلاد المغرب أو ينقل إلى بلاد

، بالإضافة إلى معادن أخرى مثل القصدير والحديد والفولاذ والتي اشتهرت �ا بلاد الأندلس 2السودانل من طرف الصاغة لتخلط . وكانت هذه المعادن تستعم3وصدر�ا إلى بلاد المغرب قبل هذا العهد

. ويضاف إلى المعادن 4بالذهب والفضة فتصنع منها الجواهر أو النقود أو تباع على أ�ا ذهب خالص، أو حلي مصنوعة من المرجان والذي تخصص 5الحلي التي تم جلبها من إيطاليا على شكل مجوهرات

1 Richard Ayoun, Algérie et Tunisie : du XIIIe au XXe siècle, dans le livre : Les Juifs d’Espagne, histoire d’une diasporsa-1492-1992 Ouvrage dirigé par Henry Méchoulan, librairie européenne des idées, 1992, p 509. 2 Mas-Latrie, traité, op. cit., P 210.

، اقتصاد المغازي عند مؤرخي الغرب حمزة م من المعادن واستعمالها في الصناعة ببلاد المغرب انظر عبد الصمدعن توفر المواد الخا 3جامعة الجزائر، تخصص: تاريخ وحضارة، إشراف: أ.د. محمد الأمين بلغيث، كلية العلوم الإسلامية، الإسلامي، مذكرة ماجستير،

. 88-87، ص 2010-2011 .82قتصادية، ص بولقطيب، الحياة الا 4 .329عز الدين موسى، النشاط الاقتصادي، ص 5

116

صنيعه على شكل حلي أو زخرفة ثم فيه أكثر يهود ميورقة، إذ كانوا يجلبونه من بلاد المغرب ليتم ت .1يعيدون تصديره

أما بخصوص المعادن النفيسة فإن الذهب قد احتل المكانة المرموقة في تجارة أهل الذمة، إذ كانوا يجلبونه من بلاد السودان، إلا أن اليهود هم أشهر من اهتم �ذه التجارة المربحة لأن المسيحيين

خصصة لهم عبر المدن الساحلية ولا يتنقلون إلى البلاد الداخلية إلا كان أغلبهم يستقر في الفنادق المنادرا. فقد كان هؤلاء التجار من اليهود يستوردون الذهب من أقاصي بلاد السودان ويأتون به إلى المدن الزيانية فيصنعون منه الجواهر والحلي أو يستعمل في سك النقود إذ أ�م كانوا يهيمنون على

، أما الكمية الأكبر منه فإ�ا موجهة للتصدير خاصة باتجاه 2خاصة في مدينة تلمسان تجارة الذهب الدول المسيحية.

نقل الإيطاليون كميات كبيرة من الأدوات الزجاجية إلى كل المدن الساحلية المغربية، وقد الزجاج:تستورد أثناء أن المعاهدات لم تحدد أنواع المصنوعات الزجاجية التي كانت Mas-Latrieلاحظ

العصر الوسيط، ويرى أ�ا كانت تسجل ضمن السلع المختلفة، وترتب في قائمة الحلي ربما بغرض التهرب من الضريبة التي تساوي العشر على المواد المستوردة، في حين أن الضريبة على الحلي لا تمثل

.3إلا نصف العشر

البلاد المسيحية لبيعها في أراضي الزيانيين رغم كان التجار يجلبون الأسلحة المختلفة من الأسلحة:منع الكنيسة لتصديرها إلى المسلمين لأ�ا تستعمل في الحرب ضدهم، إلا أن التجار المسيحيين

.479دهينة، الحياة الاقتصادية، ص 1 .217، ص 1فيلالي، المرجع السابق، ج 2 .Mas-Latrie, op. cit., P214-215، انظر كذلك 225-224بشاري، مرجع سابق، ص 3

117

.ومن بين أنواع 1تجاوزوا هذه القرارات بسبب إغراءات الأرباح الطائلة التي توفرها لهم هذه التجارة .2رماح والخوذات والدروعالأسلحة نجد السيوف والخناجر وال

لأن الإنتاج المحلي المغربي غير كاف من مادة الخشب وبسبب استعمالاته المتعددة، فإن الخشب:الطلب عليه كان كبيرا، لذا فقد قام تجار البندقية بتصديره إلى المغرب الأوسط خاما ونصف مصنع أو

.4إن كان قرار المنع قد طالها أيضامنها ما يستعمل في صناعة السفن، و 3على شكل أداوت خشبية

فامتلأت مخازن القيساريات بأنواع متعددة استوردت الدولة الزيانية مواد غذائية كثيرة المواد الغذائية:منها مثل الزيت القادم من جزر البليار أو من شبه الجزيرة الإيبرية من بلنسية خاصة والذي كان يوزن

.6هارات وكذا التمور من جنوب السودان. أو الب5(les Jarres)بالجرار

وأهم هذه المواد الملح الذي كان بمثابة سلعة العصر وكان يستورد عن طريق القوافل من السبخات الصحراوية وعلى الخصوص سبخة تغازى الواقعة بين سجلماسة وتاودوني والتي �ا ملح

. مع الإشارة كذلك إلى ملح 7هبعبارة عن ألواح ضخمة تصنع منها البيوت، وتتم مقايضته بالذجزيرة يابسة الذي كان ينقل إلى ميناء برشك في المغرب الأوسط غير أن الضريبة المفروضة عليه

.8كبيرة

.482دهينة، الحياة الاقتصادية، ص 1 .215مرجع سابق، ص بوزياني، الدراجي 2 .222بشاري، مرجع سابق، ص 3

4 Dufourcq, Les relations de la péninsule Ibérique, op. cit., P 53. 5 Dufourcq, Prix et niveaux de vie, op, cit, P 491. 6 Dhina, Le royaume, op. cit., P 162- 165.

. 239ا�لد الرابع، ص ،بن بطوطة، رحلة بن بطوطة 78 Dufourcq, Prix et niveaux de vie, P 490.

118

. وجلب المسيحيون 1والأرز الذي يتاجر به البلنسيون في بلاد المغرب وبعض الفواكه الجافةها في البلاد الإسلامية، إلا أن أكثر استهلاكها إلى بلاد المغرب أنواعا من الكحول والنبيذ رغم تحريم

. وكان استيرادها يتم عن 2كان في الفنادق التي تأوي الأجانب والتي تتواجد �ا حانات خاصة �مطريق القطلانيين خاصة ويصل سعرها في بلاد المغرب إلى أضعافه في البلاد المسيحية خصوصا إذا

. 3يقيتعلق الأمر بما يسمى بالنبيذ الإغر

ولو كان -رغم ازدهار الفلاحة في أراضي الدولة الزيانية إلا أننا نجد أن هناك استيرادا الحبوب:لأنواع من الحبوب كالقمح والشعير، خاصة في وقت الأزمات التي تنجر عن الحصار أو -ضعيفا

.4الجفاف أو الحروب أو الأوبئة والجوائح التي كانت تتعرض لها بلاد المغرب

برع بنو عبد الواد في كل ما يتعلق بالنسيج والملابس وتفننوا في واد النسيجية ومتعلقاتها:المصناعتها حتى اشتهرت تلمسان بأ�ا حاضرة صناعة القماش والألبسة الفاخرة، غير أ�م استوردوا

ها الخيوط ، ومن5كثيرا من المواد الأولية التي تدخل في هذه الصناعة وحتى المواد المصنعة في أورباوالصوف، والأقمشة والأغطية القطنية ذات اللون الأزرق 6بأنواعها الحريرية والقطنية والمذهبة والفضية

المصنوعة في البندقية وبيزة، والأقمشة والأغطية الكتانية والقنبية، وهي متنوعة ومنها الناعمة والخشنة، طرز وأغطية بيضاء وزرقاء تستورد من وكذا الأقمشة والأغطية الصوفية، وأقمشة أخرى خاصة بال

، إضافة إلى الأقمشة الحريرية والتي 7ومن فلورنسا Languedocولانغدوك Perpignonبربينيون

1 Dufourcq, les relations, op. cit., P 52-53. 2 Ibidem 3 Dufourcq, Prix et niveaux de vie, op. cit., P 492-493. 4 Alfred Bel, Tlemcen et ses environs guide illustré du touriste, Toulouse, sd, P 134.

.226-225لمواد المصنعة وأماكن استيرادها انظر بشاري، مرجع سابق، ص عن هذه ا 56 Mas-Latrie, op. cit., P 212. 7 Dufourcq, Prix et niveaux de vie, op. cit P 485.

119

كانت تصل منها كميات كبيرة إلى موانئ الدولة الزيانية من إيطاليا وفرنسا، غير أن أبرز المراكز .1ر إلى البلاد المغربية هي مدينة ألمريةالتجارية في الغرب المسيحي التي كانت تصدر الحري

نظرا لازدهار الصناعات النسيجية في تلمسان وضواحيها احتاج أصحاب الحرفة إلى مواد لتثبيت الألوان والتي يتم جلبها من بلاد السودان، أو دودة 2والنيلة والصمغ الصباغة مثل الشب

لإعطاء ألوان ا الكبريت والزعفرانوكذ التي تستخرج منها صبغات وألوان متعددة، 3القرمزونوع من الملونات يسمى "الأسبيداج" ويعطي الصبغة البيضاء وربما يتم استعماله كذلك إضافية،

. 4كمستحضر تجميلي، وهذه المنتجات الأخيرة كلها مستوردة عن طريق التجار الأوربيين

مواد أخرى:

، 5نها الحيوانات مثل الخيول من برشلونةكما امتلأت موانئ الزيانيين بمواد أخرى مختلفة م والعنبر والبخور ،6والزرافة من إفريقيا السوداء، أو الصمغ والعاج وكذا ريش النعام والفلفل الغيني

والتوابل وبعض الأعشاب الطبية أو العطرية والتي يستوردها المسيحيون واليهود من الشرق الأقصى وخاصة المسك ، وحتى بعض الأنواع من المسك والعطورخاصة ثم يعيدون بيعها في بلاد المغرب

. وحتى 8. إضافة إلى الصابون والطباشير من طرف البلنسيين والخردوات المتنوعة7المستخرج من السنور

1 Dhina, Le royaume, op. cit., P 163, Ch.E. Dufourcq, les communications entre les royaumes ibériques et les pays de l’occident musulman dans les derniers siècles du Moyen Age, extrait du colloque « les communications dans la péninsule ibérique au Moyen Age », Université de Pau, 28-29 Mars 1980, editions du centre national de la recherche scientifique, Paris, France, 1981,P 33. 2 Dhina,op. cit., P 162-164. 3 Dufourcq, Les relations, op. cit., P 53. 4 Dhina, Les états, op. cit., P 394. 5 Dufourcq, Prix, P 477. 6 Dhina, Les états, P 367. 7 Dhina, le royaume, P164. Dhina, les etats, P 364. 8 Dufourcq, les relations, P 53.

120

Rachamino deالحديد كان ضمن قائمة واردات الدولة الزيانية إذ ورد ذكر اسم يهودي وهو

Rachamino د من جزيرة صقلية إلى الدول الإسلامية في شمال كان قد صدر كمية من الحدي .2وحتى الفخار وبعض معدات الفروسية كانت تستورد من أوربا 1إفريقيا.

وكانت من أشهر مبادلات العصر، إذ كان العبيد يجلبون من بلاد السودان الغربي خاصة من العبيد:تمبكتو، والتي تعد �اية طريق الواقعة جنوب شرق مدينة Gao أكبر سوق للنخاسة في مدينة غاو

القوافل التجارية من الشرق ومن الشمال، وقد أصبحت تجارة العبيد تجارة رائجة جدا لحاجة الناس إليهم وخاصة الملوك والنبلاء، فتصدر اليهود قائمة التجار المهتمين �ذا النشاط التجاري، وجلبوا كثيرا

3بلاد المسيحية.من الرقيق إلى المدن الزيانية، حتى من ال

وقد قدر المعدل السنوي لقيمة الواردات الإجمالية، من مملكة أرغونة إلى إمارة بني عبد الواد دينار ذهبي أي ما 35000م حوالي 1295ه/695م و1275ه/674سنة، بين سنتي 20خلال

لزيانية كانت دينار بيزنطي، ومن أرغونة وميورقة إلى الإمارة ا 300000إلى 250000يعادل حوالي ألف دينار ذهبي. وبلغت قيمة السلع الواردة من برشلونة 100م 1319ه/719قيمة واردات سنة

ألف دينار 100م حوالي1330ه/732م 1325ه/727وبلنسية وميورقة مجتمعة ما بين سنواتة بين م بلغت قيمة المبادلات التجاري1330ه/731. كما تذكر بعض المراجع أنه في سنة 4ذهبي تقريبا

1 Ashtor Eliyahu, The Jews and the Mediterranean economy, 10th-15th Centuries, Variorum Reprints, London, 1983, P 442-443. 2 H.R. Idriss, La société au Maghreb après la disparition des Almohades dans le livre de l’Histoire générale de L’Afrique (Livre IV : L’Afrique du XIIe au XVI siècle), Publié par l’UNESCO, Paris, 2011, P 134.

.120م، ص 1971م)، الجزائر، 1591-1493، مملكة سنغاي في عهد الأسيقيين (ر زباديةعبد القاد 34 Dufourcq, l’Espagne Catalane, op. cit., P 554 ةضريب وقد قدرت هذه المبالغ من خلال النظر في

التي ةدينار حسب المصادر الإسباني 1000 ةعلى التجار الأجانب والتي بلغت في السنوات الأخير ةالعشر التي كانت مفروض استقى منها المؤلف معلوماته.

121

دينارا ذهبيا 580دينار ذهبي من الواردات و 3000السلطات الكتالونية (إسبانيا) ومستغانم حوالي 1من الصادرات.

ألف دينار طوال 400و 300ويذكر الوزان أن مملكة تلمسان حققت مردودا يبلغ ما بين .2الإسبان العديد من السنين عندما كانت وهران تابعة لها قبل أن يتم احتلاها من طرف

أما واردات الدول المسيحية بصفة عامة إلى الإمارة الزيانية خلال خمس سنين بين سنتي .3ألف دينار 100م فبلغت قيمته حوالي 730/1330م و1325ه/725

الصادرات:- 2-3-2 تعددت صادرات الدولة الزيانية التي أشرف على تجار�ا أهل الذمة أو شاركوا فيها ومن بينها:

: وقد سبق القول أنه كان يؤتى به من بلاد السودان عبر طريق الذهب التي نشط على طولها الذهباليهود وصولا إلى المدن الساحلية الزيانية التي أضحت منطقة عبور لهذا المعدن الثمين إلى كل بلاد

.4العالم سواء في أوربا أو المشرق

الحبوب التي تمتعت بجودة عالية أهلتها لتبوء كانت البلاد الزيانية أرضا خصبة لكل أنواع الحبوب: مكان الصدارة ضمن قائمة صادرات البلاد، وأول أنواع الحبوب:

الدولي ، ميناء مستغانم ودوره في تطور المدينة خلال الفترة الإسلامية، مداخلة منشورة في كتاب الملتقى بلجوزي بوعبد االله 1

، تنظيم مخبر البناء الحضاري بالجزائر العاصمة 2009ديسمبر 08-07"الموانئ الجزائرية عبر العصور "سلما وحربا"" المنعقد يومي . انظر كذلك 460جامعة الجزائر، مطبعة دار هومة، الجزائر، ص -للمغرب الأوسط (الجزائر) إلى �اية العهد العثماني

Moulay Belhamissi, Histoire de Mostaganem (des origines à l’occupation française), S.N.E.D, Alger, 1976, P 18.

.23، ص 2الوزان، مصدر سابق، ج 2 .231بشاري، مرجع سابق، ص 3 ، عن مناطق تجارة ذهب السودان.05رقم انظر الملحق 4

122

. 1القمح: تركزت زراعة القمح في الدولة الزيانية على أطراف مدينة تلمسان وتنس وسهل متيجة في كل من وهران وصدرت منه كميات كبيرة إلى أوربا، حيث كانت تحمل عن طريق موانئ الدولة

. وكانت كميات أخرى من القمح 2وهنين إلى موانئ مرسيليا وألمرية وميورقة وبرشلونة ومدن أخرى . 3تصدر على أيدي التجار إلى بلاد السودان والصحراء التي عانت من نقص فادح في هذه المادة

. 5ة، وميورقة، ويصدر خاصة إلى أريولة وبرشلون4الشعير: وكان يزرع بكثرة في سهل إيسلي

.6الحنطة: وتزرع حول أرزيو وتنس، وتصدر من تلمسان إلى كل البلاد في السفن والمراكب

وكانت الحبوب توزن بالقفيز الذي تغيرت موازينه حسب أنواع الحبوب، وتغيرت كذلك أسعار البلاد الحبوب بصفة كبيرة إذ ربما وصلت أسعارها في البلاد المسيحية إلى عشر أضعاف سعرها في

.7الزيانية

ومما تجدر الإشارة إليه أن اليهود قد احتكروا تجارة الحبوب في هنين وتلمسان، حتى أ�م كانوا السبب في انتشار ا�اعة في المواسم التي تعرف تراجعا في إنتاج الحبوب بسبب احتكارهم لها، مما

اليهود من المتاجرة بالقمح اضطر الحاخام "إسحاق بارشيشات" إلى إصدار فتوى يمنع بموجبها .8لتفادي وقوع المشاكل بينهم وبين المسلمين

، تحقيق إحسان عباس، دار صادر بيروت، 7لرطيب، جأحمد بن محمد المقري التلمساني، نفح الطيب من غصن الأندلس ا 1

.341ص م، 1968

2 Dhina, le royaume, op. cit., P 165. .222زبادية، المرجع السابق، ص 3 .12، ص 2، ج، مصدر سابقالوزان 4

5 Dufourcq, Prix et niveaux de vie, op. cit., P 493. .71ص الإدريسي، نزهة المشتاق في اختراق الآفاق، 6

7 Dufourcq, Prix et niveaux de vie, op. cit., P 496. .218-217بوعمامة، اليهود في المغرب الإسلامي، ص 8

123

وأهمها التمور التي كانت مراكز إنتاجها الواحات الصحراوية مثل توات وسجلماسة التي الفواكه:كانت تـعد أنواعا كثيرة من التمور لا يشبه بعضها بعضا، من بينها الرطب المعروف باسم "البرني"

. وتصل تمور المغرب إلى 1د الاخضرار، ونواته صغيرة جدا، ويفوق في حلاوته كل الفواكهولونه شدي . 2الواقعة شمال أوربا Flandreكل البلاد المسيحية حتى مدينة فلاندر

بالإضافة إلى أنواع أخرى من الفواكه منها الزبيب والتين ا�فف والتي كانت تصدر إلى أوربا وبلاد .3ىالسودان وأقطار أخر

المنسوجات وموادها الأولية:

، الذي كانت بلاد المغرب 4وأبرز المواد الأولية التي تدخل في الصناعة النسيجية هي الصوفمركزا لإنتاجه وكان يصدر عبر مينائين هامين من موانئ الزيانيين هما ميناء مستغانم ومزغران، وأبرز

، وكان يوزن بالطرود أي الحزم أو 5جودتهالمستوردين من ميورقة، واختلفت أثمانه حسب نوعه و . إضافة إلى الجلود التي تنوعت كثيرا بسبب Motonera6الأكياس مثل الصوف المعروف بالموتونيرا

تنوع الحيوانات وكثر�ا في بلاد بني عبد الواد، مثل الأغنام والماعز والبقر والخيول وحتى الجمال وخاصة كان الميورقيون والقطلانيون أشهر تجار هذه البضاعة عبر المدن جلود الحيوانات المولودة ميتة، و

.61-60الإدريسي، بلاد المغرب والأندلس من خلال كتاب نزهة المشتاق، ص 1

2 Dhina, Le Royaume, op. cit., P 165. .56الإدريسي، المصدر السابق، ص 3دهينة إلى أهمية تجارة هذه المواد كالصوف والجلود بأنواعها وأ�ا تحتل مكانة هامة في التعاملات، حيث تمثل ثلث صادرات يشير 4

.Dhina, le royaume, op. cit., P 166الدولة الزيانية. انظر 5 Dhina, op. cit., P 166. 6 Dufourcq, Prix et niveau de vie, op. cit., P 481.

124

ولم تستعمل هذه الجلود فقط في .1الساحلية ومنها ينقلو�ا إلى إيطاليا وانجلترا وباقي الدول الأوربية .2المصنوعات النسيجية وإنما تعدى استعمالها إلى السفن الحربية

تهرت المدن الزيانية وخاصة تلمسان بتفوقها في أما بخصوص المواد النسيجية المصنعة فقد اش، لذلك �افت تجار أهل الذمة على شراء هذه 3صناعة أجود الأنواع من القماش أو الملابس الجاهزة

، ومن بين هذه السلع نجد 4المواد لتصديرها إلى كافة الأقطار ومنها إيطاليا والبرتغال والسودان. إضافة إلى ألبسة الحرير والكتان والمنسوجات 6الأفرشة وغيرها الأغطية، 5البرانس، الجبات والحياك

. وحتى 7القطنية التي ازدهرت أسواقها في أورب فأقبل عليها التجار، خاصة منهم البيزيين والبنادقة .8مملكة سنغاي حملت إليها هذه المنتوجات

لجودته وتوفره على سواحل البلاد أقبل التجار الأوربيون على شراء المرجان من الزيانيين نظرا المرجان:، فاشتهر في تجارته الأرغونيون والإيطاليون والبنادقة 9خاصة سواحل تنس وجزائر بني مزغنة ووهران

.10والجنويون لأنه يدخل في تصنيع ا�وهرات ويتم تصديره إلى كل البلاد

1 Mas-Latrie, traités, op. cit., P 216 2 Dhina, le royaume, op. cit., P 166.

.42ابن خلدون، بغية الرواد ص يحي 34 Dhina, les états, op. cit., p 367. Jean Joseph Léandre Barges, Tlemcen, ancienne capitale du royaume de ce nom, Imprimerie orientale de Marius Nicolas, Paris, 1859, P 204-221. 5 Dufourcq, prix et niveau de vie , op. cit., p 482. Dhina, les états, op. cit., P353. 6 Dufourcq, relations, op. cit., p 52. 7 Mas-Latrie, op. cit., p 221.

.218زبادية، المرجع السابق، ص 89 Mas-Latrie, op. cit., p 223.

عيم زكي، طرق التجارة الدولية ومحطا�ا بين الشرق والغرب في العصور الوسطى، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، فهمي ن 10 .253، ص 1973

125

لبابوية، إلا أن تجار�ا كانت رغم تحريم التعامل �ا من قبل الفقهاء المسلمين أو ا المواد الحربية:رائجة نظرا لما تدره من أرباح هامة على المتعاملين فيها، وقد تنوعت هذه المواد كالسيوف أو لوازم

1الخيول كالسروج والمهماز والشكيمة والركاب واللجام...

كانت صدرت بلاد الزيانيين عن طريق موانئها العديد من الحيوانات مثل الخيول التي الحيوانات:تتمتع بشهرة كبيرة جعلتها محط أنظار التجار الأوربيين الذين أقبلوا على شرائها والانتفاع �ا أو إعادة

. وقد كانت أثما�ا غالية جدا خاصة في بلاد السودان لذلك ربما 2بيعها في بلادهم وخاصة لملوكهما للظروف القاسية غير أن أغلب .أما الجمال فقد اعتبرت سلعة هامة نظرا لمقاومته3قويضت بالعبيد

.4تجار�ا كانت مع بلاد السودان

تجارة العبيد رواجا كبيرا خاصة عند المتعاملين الأوربيين أو اليهود بالنظر لأرباحها شهدت العبيد: .5الطائلة، وحاجة الملوك والنبلاء المسيحيين والأفارقة إليهم في الأعمال اليومية في القصور والأراضي

.6نت أثمان العبيد حسب السن والجنس والقوة والصحة ومرات كثيرة حسب تقلبات الأسواقوتباي

بالإضافة إلى ما ذكرناه من قائمة لصادارت الدولة الزيانية وجدت مواد مختلفة كثيرة مواد أخرى:ئه كانت ضمن التبادلات التجارية لأهل الذمة ومنها: الشب الذي أقبل التجار المسيحيون على اقتنا

، وتعددت أنواعه وكان معظم 7بسبب استعمالاته المتعددة في الصباغة والمستحضرات الطبية والفن

1 Dhina, les états, op. cit., P 348. 2 Mas-Latrie, op. cit., P 216.

.468، ص 2الوزان، وصف إفريقيا، ج 3 .38المصدر نفسه، ص 4

5 Dhina, les états, op. cit., P 398. 6 Dufourcq, prix, op. cit., P 498.

، 1ط، ةالقاهر عادل زيتون، العلاقات الاقتصادية بين الشرق والغرب في العصور الوسطى، دار دمشق للطباعة والنشر، 7 .108ص ،م1980ه/1400

126

. الشمع والذي كان ينتج بكمية كبيرة في الدولة الزيانية ويصدر خاصة إلى ميورقة 1تجاره من البيازنةبلاد السودان . العطور وتصدر كميات كبيرة منها إلى2عبر موانئ تنس وشرشال ومستغانم ووهران

. التوابل والعقاقير والتي تستعمل في التداوي أو تتبيل الأطعمة 3ويجني منها التجار أرباحا معتبرةوتحضير الخمور، وعرفت أنواع كثيرة منها القرنفل والفلفل، جوز الطيب، الزنجبيل والقرفة والكافور

دا�م حتى وصلت إلى أقاصي الشمال . و�افت الأوربيون على شرائها ونقلها إلى بل4وأنواع البخور الأوربي.

بالإضافة إلى مادة الزيت والذي كانت تلمسان تنتج منها كميات كبيرة نظرا لتوفرها على غابات .5الزيتون المحيطة بالمدينة، ومن ثم يتم تصديره إلى البلاد الأوربية وإيطاليا خاصة

جدول للبضائع المتبادلة

ئ الجدول التالي حول البضائع المتبادلة بين الدولة الزيانية والدول مما سبق ذكره يمكن أن ننش الأخرى، والتي كان أهل الذمة مشاركين فيها استيراد وتصديرا.

1 Mas-Latrie, op. cit., P 217. 2 Dufourcq, L’Espagne catalane, op. cit., P 546.

.220زبادية، المرجع السابق، ص 34 Dhina, les états, op. cit., P 394. Daniele, Iancu-Agou, Les relations entre les Juifs de Marseille et les communautés Juives d’Afrique du Nord à la fin du XVe Siècle, in Les relations =intercommunautaires Juives en méditerranée occidentale XIIIe-XXe Siècle, Editions du centre nationale de la recherche scientifique, Paris, 1984, P 24.

.199بشاري، مرجع سابق، ص 5

127

وارداتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــال ادراتـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــالص الذهب (ذهب، نحاس، حديد، قصدير، فولاذ) المعادن الحبوب (قمح، شعير، حنطة) الزجاج

الأسلحة (سيوف، خناجر، رماح، خوذات، دروع)

الفواكه (التمور، فواكه مجففة)

المنسوجات وموادها الأولية الخشب (مصنع وغير مصنع)المواد الغذائية (الزيت، التمور، الملح، الأرز،

)الفواكه، الخمور المرجان

المواد الحربية (السيوف، عدة الخيل) الحبوب (قمح، شعير) الحيوانات (الخيول، الجمال) المواد النسيجية ومتعلقا�ا

العبيد العبيدمواد أخرى (حيوانات، ريش النعام، التوابل،

العقاقير، الخردوات)مواد أخرى (الشب، الشمع، العطور، التوابل،

العقاقير، الزيت

الطرق التجارية: -2-4اكتست الطرق التجارية أهمية بالغة في الرواج التجاري لمختلف السلع والبضائع وسنتطرق هنا

إلى أهم المسالك التجارية التي مر منها أهل الذمة في تجار�م في أو مع البلاد الزيانية.

الدولة الزيانية كثيرا عما لم تتغير الطرق التجارية البرية في عهد:الطرق التجارية البرية- 2-4-1كانت عليه في عهد الموحدين، إذ سلك تجار أهل الذمة نفس الطرق التي كان المسلمون يسلكو�ا

ويمكن أن نوضح هنا أهم هذه المسالك:

128

الطريق الأول: وهو الطريق الساحلي القادم من طنجة إلى تلمسان (وقد يمر على مستغانم ومازونة إلى ثم الجزائر وبجاية إلى قسنطينة ثم بونة وصولا إلى تونس مرورا بسوسة وصفاقس تنس) إلى مليانة

.1وقابلس إلى طرابلس ومنها إلى الإسكندرية

الطريق الثاني: ويتجه بعد الوصول إلى مدينة الجزائر إلى سطيف وميلة وقسنطينة وقالمة وكان من أشهر .2الطرق التجارية آنذاك

خلي يمر عبر الهضاب منطلقا من مراكش إلى فاس ثم إلى تازة ومنها إلى الطريق الثالث: وهو طريق دا .3تلمسان إلى الشلف ثم مليانة إلى بجاية وقسنطينة إلى الأوراس وصولا إلى بلاد الجريد

الطريق الرابع: وهو طريق شبه صحراوي من تلمسان حتى المسيلة ثم بغاي إلى تبسة إلى جنوب وازيه طريق آخر إلى الجنوب منه يخرج من تافيلالت إلى قصور توات مخترقا المغرب الأدنى (إفريقية) وي

. 4الأطلس الصحراوي إلى تقرت والأوراس ومنه إلى القيروان ثم إلى غدامس

الطرق الصحراوية: اشتهرت الطرق الصحراوية التي تربط مدن الزيانيين بالصحراء وصولا إلى بلاد ، وتنطلق هذه المسالك من 5ة عامرة بالتجارة إلى العصر الحديثالسودان وقد بقيت هذه الطرق قائم

جميع مدن الدولة، إذ عرف طريق ينطلق من تلمسان إلى وجدة، إلى تازة ثم اجرسيف إلى فاس وصولا . والطريق يمر من وجدة إلى وادي غير وصولا 6إلى سجلماسة بعد المرور على تادلا وأغمات ودرعة

.175-153ابن بطوطة، مصدر سابق، ص 1 .325برنشفيك، مرجع سابق، ص 2حلة العبدري المسماة الرحلة المغربية، تحقيق محمد الفاسي، جامعة محمد الخامس، الرباط، ، ر العبدري أبو عبد االله بن محمد 3

.22، ص 1968 .280. برنشفيك، مرجع سابق، ص 161البكري، المغرب في ذكر بلاد إفريقية والمغرب، ص 4وافل والأسواق التجارية بالصحراء عن هذه الطرق والتي سلكها الضباط الفرنسيون والمستكشفون، انظر يحي بوعزيز، طرق الق 5

ه/ 1400ذو القعدة -، شوال59الكبرى كما وجدها الأوربيون خلال القرن التاسع عشر، مجلة الثقافة، السنة العاشرة، العدد .13، ص 1980م، وزارة الإعلام والثقافة، الجزائر، 1980أكتوبر -سبتمبر

.153البكري، المصدر السابق، ص 6

129

ث يقطع الجبال المحاذية لتلمسان وحوض التافنة ثم يصل إلى جبال القصور إلى سجلماسة، وطريق ثال، أو يتجه من تلمسان إلى عسلة وبوسمغون ليلتقي هذان 1والعمور مرورا بمنطقة أولاد سيدي الشيخ

، أو ربما تقطع القوافل 2الفرعان عند تيميمون، وهناك طريق آخر يربط وجدة بفقيق وقورارة إلى توات. وتتجه قوافل 3رب الأوسط متجهة من تلمسان إلى غرداية ثم تنعطف إلى توات ثم تقرتبلاد المغ

أخرى من مدن الجزائر وبجاية وتنس ومستغانم ووهران متجهة إلى غرداية أو ورقلة أو تقرت وتلتقي . 4عند توات

السودان وتشكل وبعد التقاء هذه القوافل في هذه النقاط الحيوية تنطلق في مرحلة أخرى باتجاه بلاد :5شبكة معقدة من المسالك أهمها

طريق من سجلماسة إلى ولاتة ثم إلى تمبكتو وجنى وغاو. - .6طريق من توات إلى تغازى ومنها إلى تدمكة ثم تمبكتو -طريق من تقرت إلى غاو مباشرة، وتسلكه في الغالب القوافل القادمة من موانئ الجزائر وبجاية، -

. 7وسكيكدةة نول لمطة بالمغرب الأقصى إلى أودغست ومنه إلى غانة وتمبكتو وبقية بلاد طريق من مدين -

. 8السودان

.16جع السابق، ص بوعزيز، المر 1 .217، نظم الحكم، ص بوزياني الدراجي 2 .70، ص 7ابن خلدون، العبر، ج 3 .17-16بوعزيز، المرجع السابق، ص 4 .06 حاولنا إعطاء نظرة عن شبكة المسالك البرية الرابطة بين البلاد الزيانية وبلاد السودان في الملحق رقم 5 بعدها. وما 239، ص 4ابن بطوطة، الرحلة، ج 6

7 Dhina, les états, op. cit., P 371 (la carte). 8 Ibidem.

130

وقد عرف أهل الذمة هاته المسالك وخاصة منهم اليهود، حتى أ�م استطاعوا رسم خرائط مبينة لهذه المسالك بمساعدة كتب الجغرافيين المسلمين السابقين لهم، ونذكر من هؤلاء اليهود الذين يمكن

الذين Abraham et Judas Cresquesتسميتهم بالجغرافيين أبراهام ويهودا قراسك (أو قريش) وضحا بعناية فائقة الطريق نحو بلاد السودان أي نحو بلاد الذهب، وكان ذلك حوالي �اية القرن

.1الرابع عشر ميلادي

ولة بني عبد الواد وإمارات شكلت الطرق البحرية الرابطة بين د :الطرق التجارية البحرية- 2-4-2المغرب الإسلامي وبينها وبين العالم المسيحي أو حتى المشرق العربي شبكة متنوعة من المسالك تعود

:2تجار أهل الذمة عبورها في رحلا�م التجارية عبر حوض البحر المتوسط، ولعل أهم خطوطها هي

: ميالخط البحري بين إمارة تلمسان وإمارات المغرب الإسلا-1

وهو الخط الذي يصل بين مختلف بلاد المغرب الإسلامي، وبرزت أهم موانئه في الدولة الزيانية وهي تاونت، رشقول، هنين، وهران، مستغانم، تنس، برشك، شرشال، جزائر بني مزغنة، دلس،

... وفي الجانب الحفصي كانت موانئ سكيكدة، بونة، بنزرت، تونس، سوسة، صفاقس، 3بجاية، أما في المغرب الأقصى فازدهرت موانئ سبتة، طنجة، أصيلا، العريش، سلا، 4، طرابلسقابس .5وأنفا

1 Dhina, le royaume, op. cit., P 57.

.92-90بشاري، المرجع السابق، ص 2 انظر الوزان، مصدر سابق عند حديثه عن مملكة تلمسان أو مملكة بجاية. 3 .295برنشفيك، مرجع سابق، ص 4 .168بلاد المغرب الأقصى، ص عطا علي رية، اليهود في 5

131

الخطوط البحرية بين مملكة تلمسان والموانئ الأوربية: -2

بلاد المغرب: وهو الخط الرابط بين جنوة ومختلف موانئ البحر وأهمها مرسيليا وبرشلونة -خط جنوة- .1ة ومختلف موانئ المغربوبلنسية وكتالونيا وميورق

م إثر الازدهار التجاري الكبير الذي 1440بلاد المغرب: قامت البندقية سنة -خط البندقية-شهدته بإنشاء خط بحري يصلها بالموانئ المغربية مباشرة، ومنذ ذلك الحين شهدت هذه الموانئ

.2زيارات دورية لسفن البنادقة

إثر توقف المبادلات التجارية بين فلورانسا وبلاد المغرب لفترة بلاد المغرب:-الخط البحري التوسكاني-م ينطلق من فلورانسا 1458وجيزة استأنفت من جديد بشكل قوي أسفر عن إنشاء خط بحري سنة

.3مارا بجنوة إلى الموانئ الحفصية ويتنقل إلى موانئ الزيانيين والمرينيين ثم بلاد الأندلس

غرب: حيث كانت السفن الإيطالية تقطع عرض البحر متوجهة إلى بلاد الم-خط الجنوب الإيطالي- .4جزيرة سردانية ومنها إلى تنس لتتنقل إلى باقي الموانئ الزيانية

بلاد المغرب: ويربط برشلونة ببلنسية ثم جزيرة ميورقة ويتجه شمالا إلى مدن الجنوب -خط برشلونة- . 5الفرنسي أو جنوبا إلى موانئ بلاد المغرب

.184-182فهمي زكي، مرجع سابق، ص 1 .282برنشفيك، مرجع سابق، ص 2 .295المرجع نفسه، ص 3 .190، ص 4انظر ابن بطوطة، الرحلة، ج 4 .92بشاري، مرجع سابق، 5

132

النظام المالي:-3 المـــــــــــــــــــــــــــوارد المالية:-3-1

تنوعت الموارد المالية التي حصلتها السلطة الزيانية بين المكوس والضرائب المتنوعة والجزية والخراج والفيء.. مما هو معروف في كل الأنظمة المالية، وسنحاول هنا الاقتصار على المداخيل المالية

الدولة العبد الوادية من أهل الذمة. التي جنتها

المكوس والضرائب: - 3-1-1خضعت تجارة الذميين في دولة الزيانيين لعدة مكوس وضرائب فرضتها السلطات الحاكمة

وساهمت بصفة كبيرة في تدعيم الخزينة التلمسانية لأن مداخيلها كانت عظيمة، وقد نظمت عدة لمسيحيين جباية الضرائب ولعلنا لا نبالغ إذا قلنا أن تدعيم معاهدات بين إمارة بني عبد الواد وا

الزيانيين للتجارة مع الغرب المسيحي كان لأجل الانتفاع بالرسوم ا�بية على السلع الواردة والصادرة .-كما سلف الذكر في أول هذا الفصل–1في مختلف الموانئ التي كانت �ا إدارات جمركية منظمة

كان يفرض كقيمة جمركية على السلع المستوردة التي تقدم �ا البواخر المسيحية الضرائب: وهي ما-أمن قيمة البضائع، وتدفع إما نقدا أو عينا 2%10) أي 10/1وقد بلغت نسبة هذه الضريبة العشر (

. ومست هذه الضريبة معظم السلع المستوردة، لكن السلطة الحاكمة قد 3بعد عملية بيع البضائعتخفيض الرسوم المفروضة على بعض السلع الثمينة منها الذهب والفضة سواء أكانت توجهت إلى

رغم الادعاءات اليهودية المتكررة عن فرض رسوم 4.%5نقدا أو عينا والتي فرضت عليها نسبة

1 Dhina, les états, op. cit., P 395.

,Ch.E.Dufourcqأي العشر، انظر lediezmoتسمية اللاتينية اليحية ومنه استمدت الإدارات الجمركية بالموانئ المس 2J.Gautier Dalché, Histoire économique et sociale de l’Espagne chrétienne au

Moyen Age, Librairie Armand Colin, Paris, 1976,P 151. 3 Dufourcq, L’Espagne Catalane, op. cit., P 521. 4 Dhina, le royaume, op. cit., P 174.

133

، وهو أمر يتنافى 1%5بينما لم تفرض على الأوربيين سوى نسبة %12,5استثنائية عنصرية تقدر بـ بعض المصادر من أن اليهود قد استفادوا في كثير من الأحيان من إعفاءات أو حتى مع ما أوردته

2.%4تحايلات من طرفهم أدت �م إلى دفع ضريبة ربما قد لا تتجاوز

الإعفاء: مس الإعفاء الجبائي عدة سلع خاصة الحبوب كالقمح والشعير لتشجيع استيرادها - ب،كما تعدى هذا الإعفاء إلى السلع التي اعتبرت سلعا 3تخاصة في أوقات الجفاف والحصار وا�اعا

استراتيجية وخصوصا تلك التي مسها المنع الكنسي من التصدير إلى الدول المسلمة كالخشب وعتاد م 1312. وربما تكون هناك إعفاءات ظرفية تقررها المعاهدات، مثل معاهدة سنة 4السفن، والأسلحة

جرة زيت إلى بجاية مع إعفاء كلي من 2000ة على حق إدخال التي حازت من خلالها مملكة ميورق .5دفع الرسوم المترتبة على ذلك

بينما تعرض أهل الذمة كذلك لدفع رسوم أخرى على السلع المصدرة من طرفهم إلى بقية البلاد سواء 6.%5المسيحية أو المسلمة وبلغت نسبة هذه الضريبة

سوما إضافية على تجارها كانت تحصل من طرف عمال وقد فرضت الدول المسيحية هي الأخرى ر .7السلطة الحاكمة في بلدا�م

1 Richard Ayoun et Bernard Cohen, Les Juifs d’Algérie, P 105.

أعمال المؤتمر الثاني كتاب ضمن مطبوع )، مقال1826-1686، الشركات التجارية اليهودية في إيالة الجزائر (بيلامي وداد2 ، الجزء الأول، منشورات مؤسسة التميمي للبحث 2006أوت 31عشر للدراسات العثمانية وبحوث أخرى، المنعقد بتونس في

.64، ص 2007نوفمبر/تشرين الثاني تونس، العلمي والمعلومات،3 Mas-Latrie, traité, op. cit., P 200. 4 Dhina, le royaume, op. cit., P 174. 5 Dufourcq, Prix, op. cit., P 492. 6 Ibidem. 7 Dufourcq, Relations, op. cit., P 54.

134

ونظرا لحاجة السلطان الزياني عثمان بن يغمراسن لتنشيط الحركة التجارية بينه وبين الممالك المسيحية فقد قرر التنازل عن نصف مداخيل الضرائب المحصلة في الموانئ التابعة لسلطته لصالح ملك

.1م1286ه/696نة وذلك من خلال معاهدة سنة أرغو

ويمكن إضافة عدة رسوم إضافية كان التجار الذميون يخضعون لها ومنها رسوم الترجمة أو 2، ومكوس الوزن والتحميل والتخزين ومكس السفينةمن قيمة البضائع%0.5التي تبلغ الكتابة

في بعض الأحيان رسوم وأداءات ، وربما استحدثت3وأجر�ا والتي كانت تأخذ حسب وزن السلع. وقد يحدث في أوقات أخرى أن يتم 4جديدة سواء من طرف واحد أو عن طريق معاهدات

استخلاص ضريبة كبيرة على التجار الذميين كاشتراك أو تسديد دين مترتب أو عقوبة أو تعويض عن 5خسائر...

قوافل التجارية المتنقلة كما نستشف من بعض المصادر أنه كانت هناك ضرائب تفرض على الفي أرجاء الدولة وتسمى "ضريبة المرور"، كتلك التي فرضتها قبائل المنبات المخزنية على المارين من

.6هنين إلى تلمسان

وهناك مثال آخر للضرائب وهي الغرامات المسلطة من حين لآخر فقد حدث أن سلط أحد ار رقيق تابعين للملك وقد كانت غرامة مرتفعة جدا الأمراء غرامة على يهود بجاية المساعدين على فر

إلا أن أب الأمير قد خفف من قيمتها لاحقا، وحديث عن يهودي آخر سجن وحكم عليه بغرامة . 7ألف دينار من الذهب، أو الغرامة التي فرضت على المتواطئ مع يهودية زانية في بسكرة

.04 انظر نص المعاهدة في الملحق رقم 1

2 Dhina, Les états, op. cit., P 382. 3 Dufourcq, Prix, op. cit., P 481.

.283-282برنشفيك، مرجع سابق، ص 4 وما بعدها. 212المرجع نفسه، ص 5 .124، ص 6ابن خلدون، العبر، ج 6 .440برنشفيك، مرجع سابق، ص 7

135

سلمون والذميون على حد السواء لكن بالإضافة إلى أن هناك ضرائب أخرى خضع لها المالمصادر سكتت عن تبيين نوعها أو قيمتها، كالضرائب والرسوم التجارية التي فرضها أبو حمو موسى

ه رغبة منه في تعويض الإيرادات التي 916الثالث على تلمسان بعد احتلال الإسبان لوهران عام أسقطها أبو الحسن المريني عندما استولى على ،ومنها تلك المغارم التي1كانت تصله من هذه المدينة

م، إذ وجد كما يقول صاحب المسند:" ...من السلع التي يوظف عليها 1336ه/737تلمسان سنة .2مغرم من المغارم"

إحصائيات ضريبية: - ج

وكأمثلة بسيطة أسعفتنا �ا بعض المصادر عن المبالغ المستخلصة كضرائب نذكر أن إقليم بني ) ألف 25اقع شرق العاصمة تلمسان كان يقدم إلى السلطة الزيانية زهاء خمسة وعشرين(راشد الو ، وأن مجموع الضريبة من جمركة السلع الداخلة إلى وهران من باب تلمسان وصل في الفترة 3مثقال

دينارا 1509دينارا أخذ منها بنو زيان 3038م إلى 18/07/1521إلى 01/09/1520الممتدة من .4سلمان تورينو" اليهوديبواسطة "

م كلف مولاي محمد الزياني الحاخام "حيام بنو درهوم" أن يطلب من حاكم 09/10/1537وفي .5دينارا لبني زيان حقا لهم في الضريبة الجمركية 4000وهران تسديد

غير أن الحسن الوزان يورد رقما كبيرا جدا للمبالغ المحصلة كضرائب عند حديثه عن مدينة يقول:" كنت مع أحد كتاب ملك تلمسان جاء لاستلام ضرائب من سفينة جنوية حملت من هنين ف

البضائع ما يمون تلمسان لمدة خمس سنوات، وبلغت قيمة الرسوم التي قبضها الملك خمسة عشر ألف

. 23، ص 2ان، مصدر سابق، جالوز 1 . 285ص ،ابن مرزوق، المسند الصحيح الحسن 2 .27، ص 2الوزان، مصدر سابق، ج 3 .124، ص2حساني مختار، مرجع سابق، ج 4 .125المرجع نفسه، ص 5

136

ويمكن أن يكون هذا الاختلاف الكبير ربما بسبب المدة 1مثقال ذهبا مسكوكا أرانيها الكاتب".سنة، كما يمكن أن يكون لاحتلال وهران والمرسى الكبير 30بين الحدثين وهي على الأقل الفاصلة

من قبل الإسبان كذلك دور في تراجع قيمة الضرائب.

اليهود عمال الضرائب:-د

وتذكر بعض المصادر أن اليهود قد استعملوا في جباية الضرائب خاصة في عصر الضعف إذ ية الاقتصادية بسبب اعتماد سلاطين الدولة عليهم، إذ يذكر صاحب تولى هؤلاء السيطرة على الوضع

الشماريخ أنه" كان للسلطان الزياني أعوان من اليهود لجباية الأموال وقبض الأعشار العامرين من الإسبان، وغيرهم من الوافدين للتجارة على سواحل المغرب الأوسط فاستطالوا على الرعية بظروف

.2بغير حق وتوظيف الضرائب المتنوعة" الشغل، وأخذ الأموال

ووظف الزيانيون كذلك نساء يهوديات ونصرانيات لاستخلاص الضرائب والجمركة والتفتيش عند أبواب المدينة خاصة، لضمان عدم �ريب البضائع والسلع دون دفع الضرائب لا سيما من طرف

اليهوديات يفتشن النساء ويدخلن وقد اشتكى ابن مرزوق من هذا الوضع المخزي ومن أن 3النساء.أيديهن إلى لحومهن، وأن اليهودي أو النصراني يفتش المسلم من رأسه إلى قدمه ظاهرا وباطنا علهم

. 4يجدون عنده من السلع ما يفرض عليها مغرم من المغارم

.16، ص 2الوزان، وصف إفريقيا، ج 1ة في تسيير اقتصاد الدولة كان له الأثر المباشر في ويذكر أن استعمال الجالية اليهودي.161، ص 2حساني، المرجع السابق، ج 2

ثورة محمد بن يوسف الملياني، إذ ورد أنه كان في جمع من مريديه بوهران يتحدثون عن شؤون العامة فقال أحد الحاضرين عن زائر وإسبانيا وفرنسا إلى السلطة الزيانية أ�ا سلطة كسلطة اليهود، انظر المزاري بن عودة، طلوع سعد السعود في أخبار وهران والج

. 74، ص 1أواخر القرن التاسع عشر، تحقيق ودراسة يحي بوعزيز، ج .26، ص 1فيلالي، مرجع سابق، ج 3 .285ابن مرزوق، المسند، ص 4

137

ونذكر هنا أن المتولي لقبض المكوس في مدينة وهران إبان الاحتلال الإسباني لها عام وهو ممن أنقذ�م مدينة وهران من المحارق الإسبانية، 1م كان يهوديا اسمه "أشطورة"1509ه/916

2فاتفق مع الإسبان بعد أن وعدوه بأموال وذهب وفير وفتح لهم أبواب مدينة وهران.

كما شهد عصر السيطرة الإسبانية على وهران والمرسى الكبير قبل استرجاعهما وجود عمال لضرائب من الأعراب، إذ كان اليهودي يضرب خباءه بواسطة دواوير بني عامر يهود لاستخلاص ا

ويستطيل عليهم ويتصرف فيهم كما يشاء تصرف الملك في رعيته يأمر وينهى ويصفد في الأغلال . وحتى بعد استرجاع هاتين المدينة بقي استعمال اليهود في الجباية ظاهرا إذ 3ويجلد دون معترض له

ه إلى تسخير هؤلاء لخدمته في ا�ال 930الله محمد الخامس الزياني" الذي تولى سنة عمد "أبو عبد ا 4الضريبي.

الجزية:- 3-1-2وهي ضريبة الرؤوس المفروضة عموما على أهل الذمة أينما وجدوا في البلاد الإسلامية وقد

باليـوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا قاتلوا الذين لا يـؤمنون بالله ولا ﴿ قرر�ا الآية الكريمة: .5﴾يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يـعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون

ضعين لحكمها، والمتواجدين في لذلك فقد اتبعت السلطة الزيانية هذه القاعدة مع الذميين الخاكثير من المدن الزيانية وإن كان جلهم يهودا، لأن التواجد المسيحي كأهالي كان معدوما، وفرضت

.ذكرنا الاختلاف في اسم هذا اليهودي عند حديثنا عن محور الجوسسة في الفصل الأول من هذه الدراسة 1 .111 ص مرجع سابق،، المدنيتوفيق 2 .159، ص المرجع السابقحساني، 3 .248، ص المرجع السابقالمدني، 4 .29سورة التوبة، الآية 5

138

عليهم أداء الجزية حسب القيمة المقررة شرعا وهي دينارين سنويا، وأسقطت عن المرأة والصبي .1ينوا�نون، والعبيد، والرهبان والعاجزين والفقراء والمساك

وقد لجأت السلطة الزيانية في إحدى المرات إلى تخفيض الجزية عن اليهود الميغوراشيم إلى النصف، وهذا ما أدى إلى تصاعد الاحتجاجات من طرف إخوا�م في الدين "التوشابيم"، وكان هذا الاحتجاج سلميا في مدينة تلمسان لكنه تطور في مدينة تنس إلى مشادات وصدامات عنيفة بين

الفئتين، وحدث الأمر نفسه في مدينة بجاية بعد بضع سنوات، وهو ما أدى إلى تدخل كل من الربيين .2"ريباش""وراشباش" لتهدئة الأمور

وقد حدث في آخر عصور الدولة الزيانية وبسبب الضعف الشديد الذي عانت منه السلطة ضوا دفع الجزية بدعوى أن ذلك يقلل السياسية أن اليهود استغلوا الوضع أحسن استغلال حتى أ�م رف

.3من مكانتهم

الغنائم:- 3-1-3وقد شكلت مصدرا آخر من الموارد المالية لمملكة تلمسان، فبالإضافة إلى غنائم الحروب مع

، كانت هناك غنائم بحرية كبيرة من الإغارة على مراكب وسواحل الممالك الأوربية والتي 4الدول ا�اورةعلى مهاجمة السواحل الزيانية. وكان سلاطين بني عبد الواد لا يرفضون هذه كانت تتم كرد فعل

. وقد تكون هذه الغنائم عبارة عن أسارى يوظفون أو يعاد 5المداخيل المالية بل يأخذون حصتهم منهابيعهم في أسواق العبيد ومنهم الألمان والإيطاليون والفرنسيون والقطلونيون والجليقيون، حتى أن منهم

.239م، ص 1962حسن إبراهيم حسن، النظم الإسلامية، مكتبة النهضة المصرية، الطبعة الثالثة، 1 .212-209فوزي سعد االله، مرجع سابق، ص 2 .37-36ص ،1حساني، مرجع سابق، ج 3ه بوجدة وقتل أمير 446مثل غنيمتهم في معركتهم مع الموحدين بقيادة أبي الحسن السعيد، إذ بعد انتصارهم عليهم سنة 4

مما لا تصفه العقول من كالموحدين، استولوا على ذخائرهم العظيمة ومنها مصحف عثمان، والعقد اليتيم وغدار الزمرد وغير ذل .114ص ،ى، انظر يحي بن خلدون، بغية الروادالأموال والسبايا والأسر

.225-224، مرجع سابق، ص بوزياني الدراجي 5

139

من يترقى في المناصب السامية في الدولة مثلما كان عليه الحال مع العلج هلال القطلاني الذي أصبح . 1وزيرا لأبي تاشفين

المصروفات:-3-2يبقى موضوع مصروفات الدولة الزيانية من المواضيع التي يلفها الغموض بسبب ندرة

دد مصاريف الدولة في:المعلومات المتوفرة عنها، غير أن النزر اليسير منها يح

الهدايا والأعطيات السلطانية:- 3-2-1إذ كان سلاطين بني عبد الواد يتحفون نظراءهم المسلمين أو المسيحيين بعطايا متنوعة وباهظة

م عن أمير 1360فبراير 23ه/761ربيع الثاني 04القيمة، ففي رسالة صادرة من تلمسان بتاريخ لى سلطان أرغون وبلنسية وميورقة وكورسيكة وبرشلونة "دون بيدرو" المسلمين أبي حمو موسى الأول إ

. 2تعرب عن عواطف أبي حمو وتؤكد أنه لا يزال يمنح المساعدة لمملكة أرغون بوسق الزرع وغيره

ه كان 951م/1544- 10-28وبمقتضى اتفاق ممضى من طرف الأمير مولاي محمد في رف الإسبان، يدفع الأمير الزياني ما قيمته خمسة آلاف اليهوديان "أغوس وأكسل" مبعوثين فيه من ط

. 3) دينار لصالح الإسبان5000(

وقد تكون عبارة عن إتاوات مثل الإتاوة السنوية التي كان يؤديها ملك تلمسان "أبو حمو إلى الملك الإسباني -م1503ه/909الذي تولى الحكم سنة - موسى الثالث" الملقب بأبي قلمون

.236، ص 7ابن خلدون، العبر، ج 1، التاريخ الدبلوماسي للمغرب منذ أقدم العصور إلى اليوم، ا�لد السابع، عهد بني مرين والوطاسيين، الهيئة التازي عبد الهادي 2

.19م، ص 1988ه/1408ية، مصر، العامة لمكتبة الإسكندر .191، ص 1حساني، مرجع سابق، ج 3

140

مثقالا من الذهب 12000مقابل إرجاعه إلى عرشه وكانت قيمة هذه الإتاوة 1"شارل كارلوس"،كما كانوا يغدقون الأموال على القبائل الموالية لهم ويقطعو�م الأراضي 2صقور إناث 06فرسا و12و

.3الشاسعة نظير تعاو�م معهم ودعمهم لهم

رواتب ومنح الموظفين:- 3-2-2من مالية السلطة الزيانية، إذا عرفنا أن هذه الأخيرة كانت كانت من أبواب الإنفاق المعتبرة

تشغل أعدادا معتبرة من الموظفين والجنود وتعطيهم أجورهم بصفة منتظمة، فالجنود في الدولة يتقاضون أجرة ملائمة للغاية إلى حد أن أقلهم رتبة ينال شهريا ثلاثة مثاقيل بسكة الدولة، وهذه الأجرة للرجل

شير أن الدولة كانت تدفع مرتبات ثابتة للجنود المسيحيين العاملين في بلادها، كالأجور . ون4والفرسالتي التزم ملك تلمسان عثمان بن يغمراسن بصرفها لجنود ملك أرغونة حسب معاهدة سنة

م إذ التزم بصرف مبلغ ثمانون بيزيتة فضية في اليوم لقائد المسيحيين وخمسة عشر دنيا 1286ه/696(Denier)5 لكل حامل سلاح أو رام من الفرسان، وهذه الأجور كلها تصرف على أساس الدينار

الذهبي (المعادل لثمانية دنانير بيزنطية) هذا بالإضافة إلى توفير الدواب وعلفها للقائد وعائلته وجنوده .6المتواجدين على أراضي الدولة

في مصادر أخرى الملك ليس "شارل كارلوس" إنما هو "فرديناند" وهذا هو الأقرب للصواب لأن الملك "فرديناند" بقي ملك 1

و ابن الأرشدوق فيليب ابن وه-ولم يخلفه حفيده "كارلوس" الذي لقب بكارلوس الخامس ،م1516سنة إسبانيا إلى غاية وفاته دراسة في تاريخ –عادل سعيد بشتاوي، الأندلسيون المواركةانظر إلا بعد هذه السنة، -الإمبراطور النمساوي مكسيمليان

.125م، ص 1983ه/1403، الطبعة الأولى، مطابع انترناشيونال برس، القاهرة، -الأندلسيين بعد سقوط غرناطة ).09، ص 06. (انظر كذلك الهامش رقم10ص ، 2الوزان، مصدر سابق، ج 2 .39بتلمسان، ص ابن الأحمر، الدولة الزيانية 3 .21، ص 2الوزان، مصدر سابق، ج 4

.(Denier)دنيا 10دينار بيزنطي=1سب هذه المعاهدة فإن ح 5 .04عن هذه الأجور وغيرها انظر نص الاتفاقية في الملحق رقم 6

141

ة الدولة الزيانية كانت رواتبهم ويذكر صاحب المسند أن الجند المسيحيين الملازمين لخدم .1مرتفعة بحيث تتراوح ما بين خمسة وخمسين دينارا ذهبيا في كل شهر

وقد وجد عاهل أرغون فائدة كبيرة في وجود الفرق العسكرية المسيحية في خدمة الدولة الزيانية مون جزءا من وغيرها لأنه كان يأخذ ضرائب غير مباشرة عن رواتبهم، كما كان الجند بدورهم يقد

. 2رواتبهم للخزينة الأرغونية

ويقوم "المزوار" وهو الشخصية الأولى في البلاط وبمثابة نائب الملك بتحديد أجور الموظفين ) ألف دينار 400- 300. ورغم ضخامة مداخيل الدولة (3حسب قدر كل واحد ودرجة استحقاقه

ة والباقي لأجور الجند والقادة وكبار إلا أن نصف المبلغ كان ينفق على الأعراب وحراس المملك . 4موظفي الحاشية

مصاريف البناء والتجهيز والحروب:- 3-2-3عرفت الدولة الزيانية صرف أموال ضخمة من أجل تشييد المباني والقصور والمدن، كإنشاء

حرسها، قصر المشور بتلمسان والذي كان مقام الأسرة الملكية وحصنها، وبه مخاز�ا وبيوت أموالها و م) 1337- 1318ه/737- 718، وفي عهد أبي تاشفين الأول (5وإعلاء المساجد وإعمارها وتزيينها

تم إنشاء عدة مبان فخمة وقصور كدار الملك والدار البيضاء ودار السرور وقصر أبي فهر واستخدم لسجناء إلى جانب فيه أعدادا كبيرة من النجارين والبنائين والزليجين والزواقين من الأسرى النصارى وا

.6الفنيين والمهندسين المحليين

.282ابن مرزوق، المسند، ص 1 .189، ص 1فيلالي، مرجع سابق، ج 2 .22، ص 2الوزان، مصدر سابق، ج 3 .23المصدر نفسه، ص 4وأقادير من طرف السلطان يغمراسن بن زيان، انظر عن ذلك، يحي بن خلدون، بغية الرواد، مثلا بناء صومعتي جامعي تاجرارت 5 .116، ص 1ج .117-116، ص 1فيلالي، مرجع سابق، ج 6

142

وكذا ما تستنزفه الحروب وأوقات الحصار من مالية الدولة مثل حر�م مع بني مرين التي نالهم . وحتى أن الزيانيين كانوا يبنون الحصون 1منها النصب الشديد وأبيحت فيها أموالهم بعد هزائم متكررة

م إذ بنوا حصن الياقوتة أمام المدينة في 1329ار بجاية سنة عند حصارهم للمدن كما حدث في حصم، وبناؤهم 1849طرف �ر الصومام، هذا الحصن الذي لم يهدم إلا أيام الاحتلال الفرنسي سنة

كذلك لحصن تمزيزدكت بنفس الاسم الذي يحمله الحصن الواقع بمدينة وجدة، بالإضافة إلى بنائهم . وكذا الحصار الطويل الذي فرضه السلطان المريني أبو 2يسحصن تغار بجوار قرية سوق الخم

يعقوب على تلمسان لمدة تقارب سبع سنوات وابتناؤه مدينة المنصورة بقر�ا، وشدة هذا الحصار على التلمسانيين في ظل حكم عثمان بن يغمراسن حتى نفذت أموالهم وذخائرهم ومدخرا�م وأشرفوا على

سن المريني بعد أربعين عاما، وعاود الحصار الذي كان أشد وطأة من سابقه إذ الهلاك، ثم رجع أبو الح . 3سقطت على إثره مدينة تلمسان وقتل ملكها أبو تاشفين

العملة:-3-3لعب اليهود خاصة دورا كبيرا في ميدان العملات والنقود والصيرفة في الدولة الزيانية لأ�م

بب نفور المسلمين من العمل في هذا ا�ال الذي يكون كانوا أكثر خبرة من غيرهم، وكذلك بس مشوبا بالربا في كثير من الحالات.

أهمية الدينار الزياني وقيمته:- 3-3-1ونظرا لأهمية الدينار المغربي وخاصة الزياني منه، ومكانته الاقتصادية فإن الدول الأوربية في

ا منها للحصول على كميات كبيرة من الذهب ذلك الحين كانت تستعمله في مبادلا�ا التجارية سعي

.23، 22عض حروب الزيانيين مع بني مرين، ابن الأحمر، المصدر السابق، ص انظر عن ب 1 .317-316برنشفيك، مرجع سابق، ص 2 العبر، والسلاوي في في أغلب مصادر العصر وما بعدها، انظر ابن خلدون من جرائهما ومعاناة الزيانيين ينكرت قصة الحصار ذ 3

الإحاطة... في الاستقصا، وابن الخطيبفي

143

الذي يستعمل في سك العملات، لدرجة أ�ا لم تبدأ بضرب السكة في بلادها إلا في حدود سنة .2، وسبب آخر وهو عدم توفر أوربا على المعادن إلا بعد قدوم كميات من ذهب إفريقيا1م1310

البلاد المسيحية إذ كان الدينار الذهبي ويمكن الإشارة إلى قيمة الدينار المغربي مقابل نقودم، أما من خلال معاهدة 1286- 1285فلسا برشلونيا بين عامي 15الواحد يساوي

، وزادت 3) دنانير بيزنطية08م يتبين لنا أن قيمة الدينار الذهبي كانت تساوي ثمانية(1286ه/696م كان الدينار الذهبي 1330. وحوالي سنة 4م1330- 1320فلسا في الفترة بين 20قيمته إلى

.وفي عصور التدهور السياسي والاقتصادي لدولة بني عبد الواد 5دنانير بيزنطية تقريبا 6الواحد يساوي تراجعت قيمة الدينار الزياني الذي كان يسك من الذهب الرديء كالدنانير التي تسمى في إيطاليا

وي دينارا وربعا إيطاليا لكو�ا كبيرة جدا، "سلاتشي" أي الخفيفة، غير أن القطعة الواحدة منها تسا .6وتسك أيضا نقود فضية غير خالصة وأخرى نحاسية متفاوتة القيمة

وكان التعامل النقدي يتم بالدينار الذهبي، والدرهم الفضي، وأجزاء الدينار، وأجزاء الدرهم، .8/17، وثمن الدينار 4/1، وربع الدينار 2/1وهذه الأجزاء هي: نصف الدينار

وقد اختلفت أوزان وأحجام الدنانير الزيانية منذ نشأة الدولة إلى سقوطها إذ تراوح وز�ا من .8مليمترا 34إلى 29غراما وقطرها من 4,95إلى 4,44

1 Dhina, le royaume, op. cit., P 171. 2 Dhina, les états, op. cit., P 393.

.04رقم انظر نص الاتفاقية السابقة في الملحق 34 Dufourcq, Prix, op. cit., P 477. 5 Ibid, P 479.

. 23، ص 2الوزان، مصدر سابق، ج 6 .227بوزياني الدراجي، نظم الحكم في الدولة الزيانية، ص 7 .07 انظر الملحق رقم 8

144

المعادن المستعملة في سك العملة:- 3-3-2يس واستعملت في سك العملة عدة معادن على رأسها الذهب الذي تصنع منه الدراهم التي ل

. والفضة التي تستعمل أساسا في سك 1عليها أي رسم أو كتابة أي بدون سك (الدراهم الصلع). أما بقية المعادن كالنحاس والحديد فإ�ا تستعمل لشراء السلع 2الدرهم وأجزاء الدينار المختلفة

غلاظ من مباشرة بعد أن تصنع إلى قطع، فتشترى السلع كالخدم والعبيد والذرة والسمن والقمح بال .3هذه القطع، وبالرقاق منها يشترى اللحم والحطب

أن الفساد الذي لحق بالعملة يرجع بالدرجة الأولى إلى احتكار الجالية 4ويرى بعض المؤرخيناليهودية للأنشطة الاقتصادية خلال عصر الانحطاط زيادة على الإشراف على جباية الضرائب من

القادمة لمد�ا، أو المبارحة لها، كما أشرفوا كذلك على سك النقود الموانئ وأخذ المكوس على القوافل وخاصة بعاصمة الدولة، لذا فقد أنقصوا من وز�ا وفي بعض الحالات يحدث الاتفاق بينهم وبين أمراء

الدولة الزيانية لقلة المراقبة على العملة.

.71البكري، المسالك والممالك، ص 1 .227بوزياني، المرجع نفسه، ص 2 .697ابن بطوطة، الرحلة، ص 3 .127، ص 2انظر حساني مختار، مرجع سابق، ج 4

145

الاقتصادية إبان عهد الدولة مما سبق يتبين أن أهل الذمة قد شاركوا في جميع النشاطات الزيانية، وقد ساهموا بمهارا�م في تنشيط الدورة الاقتصادية للبلاد، وإن كان حضورهم في الجانب الزراعي قليلا نظرا لقلة خبر�م فيه ولعدم توفرهم على ملكيات الأراضي التي تبيح لهم التصرف

لزراعي أنه قليل الفائدة ويتطلب حضورا دائما كملاك فعليين لها، بالإضافة إلى نظر�م إلى النشاط اويستنفذ جهدا كبيرا ويمكن الاستعاضة عنه بالجانب التجاري الأكثر ربحية والأقل جهدا، أما في النشاط الحرفي والصناعي فقد أظهروا مهارات كبيرة خاصة إذا تعلق الأمر باليهود القادمين من

لى بلاد المغرب الإسلامي عامة، والذين دأبوا على إتقان الأندلس والذين نقلوا حرفهم ومهارا�م إالصنائع وكانوا سادة في بعضها، كالصياغة وسك العملات، نظرا لما تدره عليهم من أرباح، أو لاستنكاف المسلمين عن العمل فيها خوفا من التلبس ببعض الشبهات التي تصاحب الاشتغال

بالذهب والفضة.

كبيرا في الجانب التجاري خلال هذا العصر فقد حازوا قصب السبق كما أظهر الذميون تفوقافي اتجارهم ببعض المواد استيرادا وتصديرا، وعرفوا الطرق التجارية وأسسوا عدة شركات للنشاط التجاري نشطت من أقاصي بلاد السودان أين توجد منابع الذهب التي لا تنضب، مرورا بمدن الدولة

سواقها وسيطروا على بعضها كأسواق إقليم توات، وصولا إلى الموانئ الزيانية، أين الزيانية التي عرفوا أوجدوا الفنادق التي تستقبلهم بكافة مرافقها، والإدارات الجمركية التي تنظم أعمالهم ويقوم عليها عمال محترفون تحت وصاية السلطة الحاكمة التي كانت تعتبر هذه الموانئ مصدرا أساسيا من مصادر دخلها، ومنها ينطلق تجار أهل الذمة إلى أصقاع العالم، خاصة الدول المسيحية التي ما فتئت تناور

دبلوماسيا واقتصاديا وحتى عسكريا للحصول على جزء من الريع التجاري الذي تزخر به البلاد.

الزياني عهدال في اليهودي ا�تمع-1

والتقاليد العادات-2

اليهودي ا�تمع تنظيم-3

المواريث-4

اليهودية والأعياد التقويم-5

نية خلال فترة سياد�ا على المغرب الأوسط تواجدا هاما لأهل الذمة، من عرفت الدولة الزيامسيحيين ويهود، حيث انحصر التواجد المسيحيين في فئتين: أولاهما هي فئة التجار المقيمين في أحياء

تورد لا خاصة تصعب من مهمة التعرف عليهم عن كثب واستقراء تركيبتهم الاجتماعية، حيث تعاملا�م الاقتصادية وعلاقا�م التجارية مع السلطة الزيانية. والفئة إلا وثائق المتوفرة معظم المصادر وال

الثانية هي شريحة الخدم في القصور أو الأسرى القابعين في سجون الدولة والذين تقع على عاتقهم ولا ، يضاف إليها الجنود الذين استعملتهم السلطة كميليشيات في بعض العصور الأعمال الكبرى

. نتوفر على أي معلومات تخصهم

وبسبب قلة ،بصفة كبيرة أهملت الجوانب الاجتماعية لهذه الفئات إذن فهذه الوثائق قد نالمعلومات المتوفرة عن العنصر المسيحي، فإننا نرى أنفسنا مضطرين أن نقتصر في هذا الفصل ع

تماعية وبعض وتركيبته الاج الجانب الاجتماعي لأهل الذمة على الحديث عن العنصر اليهودي ، مع إيراد ما توفر عن تواجد المسيحيين التجار على أراضي الدولة الزيانية. العادات المتعلقة به

:المجتمع اليهودي في العهد الزياني-1

تركيب المجتمع اليهودي: -1-1

ين إثر قرارات وجد اليهود في بلدان المغرب الإسلامي ملاذا لهم من سطوة وبطش المسيحيالطرد المتلاحقة لهم من إسبانيا والدول المسيحية ابتداء من القرن الثامن هجري، الرابع عشر ميلادي، فاستقروا �ا فأثروا بذلك على تركيبتها الاجتماعية، إذ انقسم ا�تمع اليهودي بعد هذه الهجرات إلى

قسمين رئيسيين هما:

:اليهود الأهالي- 1-1-1

وأطلقوا على ،baalé hamiçnefeth1د الأقدمون في البلاد أو لابسي العمامات وهم اليهو ، أو مثلما تطلق عليهم المصادر اليهودية 2" أي اليهود الأهاليTochabim أنفسهم اسم "التوشابيم« les indigènes » ،،الذين مثلوا الأساس الاجتماعي لليهود في بلاد المغرب منذ أقدم العصور

أو رهم في البلاد بسبب التسامح الكبير للمسلمين معهم مقارنة بمعاملة مسيحيي أورباورسخت جذو من قبل، باستثناء الموحدين الذين قوضوا عدة تجمعات يهودية في القرن لهم ولإخوا�م البيزنطيين

.3السادس هجري، الثاني عشر ميلادي

1 Garrot Henri, Les Juifs Algériens-Leurs origines-, Librairie Louis Relin, Alger, 1898, p36. 2 Maurice Eisenbeth, Les juifs en Algérie, esquisse historique depuis les origines jusqu'à nos jours, Extrait de L'encyclopédie Coloniale et Maritime, Paris, sd, PP 8-9. 3 Dhina, Le Royaume Abdelouadide, op. cit., P 55.

150

يهود الأندلس: - 1-1-2

سيحية بعد تراجع حكم المسلمين في إسبانيا وصدور وهم اليهود المطرودون من الدول الم، فاستقروا بمختلف المدن الزيانية بعد الضغط 1قرارات الطرد الجماعية من طرف الملوك الكاثوليك

وتضاعف عددهم وقبلها، م1391ه/794والقطلونيين سنة الذي تعرضوا له من قبل القشتاليينن بينهم رجال علم وأطباء ورجال ذوي سلطة فكان م 2م،1492ه/897خلال سقوط غرناطة سنة

ويسمون .3ونفوذ ترجع أصولهم إلى الجزيرة الإيبرية فأصبحت بلاد المغرب بالنسبة لهم أرض لجوءوتعني بالعبرية Megorachim أو الميغوراشيم baalé el kipron "4 "حاملي القبعات

.5المطرودين

استقبلت أكبر عدد من هؤلاء المهاجرين اليهود والجدير بالذكر أن مملكة عبد الوادي هي التي، 6سواء كان ذلك من حيث النوعية أو الكمية بفضل التسامح الكبير الذي أبداه ملوكها تجاههم

الوادي وسيعود عليهم بفوائد فكان يظهر لهم بأن قدوم هؤلاء بأعداد كبيرة لن يؤثر على المخزن العبدللمجتمع المسلم الذي لم يسجل منه أي احتجاج ضد هجرة ، ونفس الأمر بالنسبة7اقتصادية جمة

.8اليهود إلى بلادهم رغم استمرار هجر�م إلى بلاد المغرب على مدى قرون من الزمن

غير أن الظاهر أن علاقة المهاجرين الجدد بالجالية القديمة كانت غير منسجمة بسبب اعية والمنافسة الاقتصادية، وخاصة منها الاختلاف في اللغة والمذهب والعادات والمفاهيم الاجتم

1 Dhina, Le Royaume Abdelouadide, op. cit., P 55.

.193، ص1عبد العزيز فيلالي، تلمسان في العهد الزياني، ج 2 3 Dhina.A, Le royaume, op. cit.,P55. 4 Garrot.H, Les Juifs Algériens op. cit., P36. 5 Eisenbeth, Les Juifs en Algérie, op. cit., PP 8-9.

.434، ص1برنشفيك، تاريخ إفريقية في العهد الحفصي ج67 Dhina.A, op. cit., P55.

.434، 433برنشفيك، المرجع السابق، ص ص8

151

م التي أحدثت أزمة بين الجدد والقدماء فتدخل الحبر 1400ه/803الهجرة الكبيرة التي كانت سنة " في مدينة تلمسان بين المتنازعين وقرب بينهما Ephraïm Ankaouaأو النقاوة انكاوة "إفرايم

وشمعون بن سماح Issac. b.Sheshet Barfatوكذلك تدخل كل من إسحاق بن شيشيت برفات هذين الأخيرين كلفا تواليا من طرف ( 1في مدينة الجزائر Simon b.Semah Duranدوران

.2)السلطان الزياني برئاسة الطائفة اليهودية

وباستثناء تونس أين احتفظ اليهود الأوائل باستقلاليتهم، استطاع القادمون الجدد السيطرة على .3ين في باقي مناطق المغربإخوا�م في الد

:مناطق استقرار اليهود المهجرين -1-2

من إسبانيا في مرة - على الأقل–ألف يهودي 200تتحدث المصادر عن خروج أكثر من كما –واستقر الكثير منهم في البلاد المغربية ولا سيما أراضي الدولة الزيانية 4م1492واحدة سنة

المستقرين سلفا بالبلاد. وأمام هذه الأعداد الهائلة فإنه من الصعب بالإضافة إلى اليهود - أسلفنابمكان تحديد أماكن محددة لاستقرار اليهود وخاصة مع اندماج هؤلاء بالسكان المسلمين خاصة في المناطق الداخلية وممارستهم لحياة البداوة والترحال، لكن على العموم فإن المدن الساحلية هي التي

، لكن البعض يحدد عدد اليهود الذين لجأوا إلى 5من اليهود خاصة المهاجرين منهم ضمت أكبر عدد .6يهودي 12000مملكة تلمسان بحوالي

1 Dhina.A, op. cit., P55. 434برنشفيك، مرجع سابق، ص 2 Allouche, et Laloum, Les Juifs d’Algérie , P 12. 3Garrot.H, op. cit., P36. 4 Haïm Zafrani, Juifs d'Andalousie et du Maghreb, Maisonneuve et Larousse, Paris,1996, P214.

.431برنشفيك، مرجع سابق، ص56 Richard Ayoun, Algérie et Tunisie du XIIIe au XXe siècle, , P509.

152

والجزائر وبجاية والغزوات 1الزيانية التي استقر �ا اليهود: مدينة تلمسان، ووهران فأكثر المدنمد بن عبدالكريم المغيلي في ما الشيخ مح يهودها من طرف ردالتي ط -قرت وواحة توات تومعسكر و

بغرداية وكذا استقر اليهود ،ذاكوالتي شكلت قوة تجارية قوافلية مهمة آن -م1492و 1488بين وأشير وندرومة والمسيلة وتاهرت ومستغانم ومزغران وهنين وتوجر وتنس ومليانة .2وتمنطيط والأغواط

.4، كما أبعدوا في التوغل نحو جنوب البلاد3والمدية

الزيانية فنذكر أما عن إحصاء بعض العائلات أو الأفراد المشهورين المستقرين في أرجاء الدولة 5على سبيل المثال لا الحصر:

سيمون بن سماح دوران وعائلة بلخير والأشقر.و بارفات إسحاق بارشيشات: مدينة الجزائر

عفراتي. بن مرواس معمراوهران :

المدية: سعدية دارمو.

أنكاوة وابن الأشقر. وأفرايم براهام بن حقونتلمسان: أ

أنبروكس، امدازور اسحاق، بن ماندنن بن هارون. ماينيش، بولاكس مزغران: الاتزار

تنس: فازواتي أبراهام ومايمو، بن هابران، بن برشون.

1Alfred Bel, Tlemcen et ses environs: guide illustré du touriste, PP 134-135.

.102ص ، -هؤلاء ا�هولون -فوزي سعد االله، يهود الجزائر 2 3 Garrot.H, op. cit., P36 ؛432برنشفيك، مرجع سابق، ص 4 Dufourcq.Ch.E, Les relations de la péninsule Ibérique et l'Afrique du nord au XIV siècle, op. cit., P60.

– Maurice Eisenbeth, Les juifs de l'Afrique du Nord:انظر عن أسماء العائلات والأفراد 5Démographie et onomastique, Imprimerie du Lycee, Alger, 1936, P77-189; Dhina.A, Le royaume, op. cit., P 246-250; Garrot. H, Les Juifs Algériens, op. cit.,

P36; Dufourcq. Ch.E, L'Espagne catalane, op. cit., P325.

153

مستغانم: عائلة حيون وهارون، ومرزوخ، مالقي سليمان.

بجاية: بنيامين عمار موسى كوباي.

كثير من هذه العائلات من الحاخامات ذات التأثير الكبير بين زملائهم الذين طردوا من وكانت إسبانيا وجزر البليار.

ويروى أن السلطان الزياني أبو زيان بن أبي حمو موسى الثاني استقبل اليهود وأذن لهم بالنزول هناك مدة من الزمن يمارسون في مملكته، فمثلا في مدينة تلمسان أنزلهم بالربط من "أغادير" وبقوا

قرب قصر المشور 1شعائرهم الدينية وأعمالهم اليومية بكل حرية، ثم قر�م إلى مكان يعرف بالمرجةفبنوا به حيا خاصا �م عرف "بالحارة" وكان يضم حوالي خمسمائة دار وكانوا يتمتعون بكثير من أنواع

وكان لهذه .2ودعة وكانوا كلهم تقريبا أغنياءالتسامح الديني ويقيمون شعائرهم بكل حرية في أمن الطوائف اليهودية خاصة بتلمسان مقبر�ا الخاصة ولها بيعتها ورئيس يدير شؤو�ا يدعى شيخ اليهود، ويكون همزة وصل بينها وبين السلطات التلمسانية الرسمية والطائفية وكان يسكن حارة اليهود ما يزيد

يعيشون مع المسلمين في انسجام تام من الأثرياء، وكانوا عن ألفين وخمسمائة نسمة جلهم لكنهم تعرضوا للنهب والمضايقة بعد وفاة ويخالطو�م ويماثلو�م في العادات والتقاليد الاجتماعية،

ولم يكن ليهود المغرب الأوسط الدور السياسي 3م)1517ه/923السلطان أبي محمد عبد االله (قام به إخوا�م في المغرب الأقصى في عهد بني مرين إلا أنه كانت لهم والاجتماعي الكبير مثل الذي

تلمسان عاصمة دولة بني زيان، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، ، باقة السوسان في التعريف بحاضرة شاوش محمد بن رمضان 1

. 41، ص2، ج2011 .20ص ،2الوزان، حسن، وصف إفريقيا، ج 2

3 George Marçais, Tlemcen, les villes d’arts célèbre, Paris, Librairie Renouard, 1950, P 36 . Lucette, Valensi, Juifs et Musulmans en Algérie VIIe-XX Siècle, Edition Tallendier, Paris, 2016, P 42.

154

مساهمة فعالة في الدورة الاقتصادية والحركة التجارية والصناعية، وشملهم عطف ملوك بني زيان 1ورعايتهم.

المناطق السكنية: -1-3

اليهود:- 1-3-1

لتعاليم التي يسكنون فيها تطبيقامال اليهود إلى التجمع والعزلة ورفضوا الاختلاط با�تمعات دينهم، الذي يحثهم على التعامل مع بقية الأمم بحذر والمحافظة على تميزهم، وتجنب الاختلاط إلا مع أبناء ديانتهم للمحافظة على نقاء عرقهم من جهة وتيسير أمر تطبيق شعائر الدين بسلاسة ويسر

منهم اليهودية أمة مستقلة بذا�ا ودولة داخل جعلت فقد اذوله داخل مجتمع لا يضم إلا اليهود،، لذلك نجدهم قد اختاروا السكن بأحياء خاصة �م في أنحاء دولة بني زيان، 2الدولة ومجتمعا منغلقا

الذين منحوهم حق السكن في 3بالإضافة إلى الحماية التي تمتعوا �ا من طرف ملوك هذه الدولة، كما كان 4لم يمنعوا من السكن في أحياء تضم المسلمينبالرغم من أ�م تجمعات تضمهم وحدهم،

لهم حق التملك وحرية التصرف في أملاكهم يبيعون ويشترون الأراضي والفنادق والمنازل لدرجة أ�م .5جاوروا المساجد في بعض الأحيان

وفي تلمسان ومع قدوم طلائع المهاجرين الميغوراشيم استقبلهم الزيانيون فأسكنهم السلطان أبو زيان بن أبي حمو موسى الثاني وأنزلهم بالربط من "أغادير" وبقوا هناك مدة من الزمن يمارسون

.490دهينة، الحياة الاقتصادية والاجتماعية لدولة بني زيان، ص1

2 Isidore Loeb, réflexions sur les Juifs, revue des études juives, La librairie A. Durlacher, Paris, T28, 1894, P163. 3 Dhina, le royaume Abdelouadide, op. cit., P56.

. 437ص ،8، جالونشريسي، المعيار المعرب 4 .52، ص7المصدر نفسه، ج 5

155

. وبقى اليهود على هذه الحال إلى أن تدخل الحبر "إفرايم1شعائرهم الدينية وأعمالهم اليومية بكل حريةبعد أن عالج ابنته لزيانيلدى السلطان ا، 2في �اية القرن الثامن هجري، الرابع عشر ميلادي اوة"قنأ

من مرض عجز الأطباء عن إيجاد علاج له فسمح لهم بأن يتنقلوا إلى داخل مدينة "تاكرارات" على بعد حوالي عشرين مترا منه إذ كان 3فسكنوا بجوار قصر المشور حيث استقروا في شماله وشرقه

زلوه بالحارة وكان يضم حوالي . وسمي الحي الذي ن4هذا المكان يعرف بالمرجة وهو عبارة عن سبخة .5خمسمائة دار لليهود يسكنها ما يزيد عن ألفين وخمسمائة نسمة جلهم من الأثرياء

وابتداء من هذا التاريخ تدفق اليهود على مدينة تلمسان التي اعتبروها بمثابة "أورشليم منطقة بره كثير من المؤرخين اليهود وهران"، وكان منهم مهاجرون أندلسيون وآخرون من المغرب، وهذا ما يعت

ميلادا جديدا للمجتمع اليهودي التلمساني، إذ ضمت هذه المدينة عدة عائلات من بينها: عائلة مارسيانو (من مرسية)، بارشيلون (من برشلونة)، جيان (من جيان)، أبناء نونيس المعروفون ببن

وخلاص أو قلاش، وهذه العائلات ، بالإضافة إلى عائلات "أنقاوة"، وهاكوهين، والأشقر، 6يونسكانت قد احتلت مكان الصدارة بين العائلات اليهودية الأخرى نظرا لأن أوائل القادمين منها إلى أراضي الدولة الزيانية كانوا إما رؤساء للطائفة أو حاخامات مشهورين أو علماء تفوقوا ونالوا شهرة

.7عظيمة بسبب نبوغهم العلمي

.200، ص2011، 1، التاريخ السياسي والحضاري لدولة بني عبد الواد، ابن النديم للنشر والتوزيع، وهران، طعبدلي لخضر 1

2 Dhina.A, le royaume Abdelouadide, op. cit., P57. .Bel.A, Tlemcen, op. cit., P134 .20، ص2الوزان، مصدر سابق، ج 3

4 Darmon, origine et constitution de la communauté Israélite de Tlemcen, op. cit., P379.

. وتسمى هذه الحارة "درب اليهود" انظر ابن 298، ص2كاربخال، إفريقيا، ج . مارمول20، ص2الوزان، مصدر سابق، ج5 . ولا تزال هذه التسمية إلى وقتنا الحاضر. 269يم التلمساني، البستان في ذكر الأولياء والعلماء بتلمسان، صمر

6 Allouche et Laloum, Les Juifs d’Algérie, op. cit., P 136. أعلام اليهود في صرعن نضم عن هذه العائلات والمشاهير منها خلال عهد الدولة الزيانية ينظر الفصل الرابع من هذه الرسالة 7

الميدان الثقافي.

156

التي "El Ghessaline" تي أطلق عليها اسمال وخاصة البيعة متعددة فقوكان الحي يضم مرا، إضافة إلى ممارستهم التجارة في الحي 1ينتظم حولها السكان اليهود كما هو الحال في كل تجمعا�م

المخصص للأوربيين أو اختلاطهم مع المسلمين في أحيائهم وأسواقهم " القيسارية"التجاري المسمى . 2رف المتنوعةومزاولتهم الح

وتجدر الإشارة إلى أن الجالية اليهودية في ظل الدولة الزيانية قد تمتعت بحق بناء البيع مثل البيعة المذكورة في مدينة تلمسان أو في مدن أخرى مثل منطقة توات الصحراوية والتي كانت سببا من

مقابر خاصة �م مثل مقبرة اليهود وكذا اتخاذ 3،أسباب ثورة الإمام المغيلي عليهم وقتله لكثير منهموالذي لا 4"اوةقأن أفرايم"في تلمسان الواقعة بمقبرة قباسة خارج باب القرمادين والمدفون فيها الحبر وفي مدينة الجزائر حيث ،5يزال قبره محط الرحال لليهود الذين يأتون لزيارته سنويا من أنحاء العالم

.- السابقي الذكر-"بارفات ودوران"يوجد قبرا الحبرين

وفي مدينة مستغانم الساحلية، أو مزغران ا�اورة لها تواجدت جالية يهودية لا بأس �ا، إذ بدأ اليهود يعرفون طريقهم إليها بعد ازدهار العلاقات التجارية بين بني عبد الواد ومملكة أرغون انطلاقا

يهودية كانت تابعة إما للمحكمة الثالث عشر ميلادي، فسكنتها عائلات /من القرن السابع هجريالربية بتلمسان أو لحاخامات مدينة الجزائر، ومن بين هذه العائلات التي سكنت أو مرت بمدينة

6.مالقي، أستروش، سلومون، ألاتسور: مستغانم نذكر عائلات

1 Darmon, op. cit., P378. 2 Bouziane-Oufriha Fatima-Zohra, Tlemcen capitale musulmane le siècle d'or du Maghreb central, Essai, Editions Dalimen, dans le cadre de "Tlemcen capitale de la culture islamique 2011", 2011, P325.

.47المغيلي، مصباح الأرواح في أصول الفلاح، ص 3 .08اليهود في الملحق رقمأحبار انظر صور قبور 4 .41، ص2شاوش، باقة السوسان، مرجع سابق، ج 5

6 Allouche et Laloum, Les Juifs d’Algérie, op. cit., P 144.

157

كما عرفت المدينة تواجد عدة أحبار كانوا عبارة عن رؤساء طائفة في المدينة ووسطاء بين Jacob"، "يعقوب سوسان David Cohenهود وأحبار الجزائر، ومن بينهم: "دافيد كوهين الي

Soussan سعدية مديوني" ،"Sadia Medioni"1 مخلوف بن حنين" ،Mekhlof Ben

Hanin أبراهام بن ناثان السفاردي" ،"Abraham Ben Nathan Sepharadi."2

سكن المسيحيين: - 1-3-2

للمغرب فإن جل المسيحيين المتواجدين �ذه الأراضي قد غادروها نحو منذ الفتح الإسلامي ولم يبق ببلاد المغرب منهم إلا القلة التي قضى عليها الموحدون بعد ، 3إسبانيا أو اليونان وإيطاليا

ولهذا لم تنعقد عند الموحدين ذمة ليهودي أو منتصف القرن السادس الهجري، الثاني عشر ميلادي، .4نصراني

ع ظهور الدولة الزيانية في المغرب الأوسط عادت بعض النشاطات المحدودة للمسيحيين وم : الآتيين من أوربا والذين كانت إقامتهم داخل دولة بني عبد الواد مؤقتة ومثلوا أربع مجموعات وهم

5.رجال الدين–الأسرى –الجنود –التجار -

شخص يدعى اسم سان حتى في الفترة الاستعمارية، إذ عثرنا علىبقي لقب مديوني متداولا بين العائلات اليهودية في تلم 1

" من سكان مدينة تلمسان، ورد ذكره كعضو في إحدى اللجان الشعبية ا�تمعة في Raphaël Médioni"رافائيل مديوني ,Le courrier de Tlemcen, Vendredi le 03 Mars 1893م، ينظر جريدة 1893مارس من سنة

Trente-troisième année, N°1675, Imprimerie veuve des Ageux, Tlemcen, P3 . 2 Allouche et Laloum, Les Juifs d’Algérie, op. cit., P 145. 3 J.Barges, Tlemcen, ancienne capitale du royaume de ce nom, op. cit., P 120.

.253المراكشي، المعجب، ص 45 Dhina.A, le royaume Abdelouadide, op. cit., P60.

158

لكثير إلا فيما يخص إقامتهم في الموانئ التجارية أما عن مناطق سكناهم في حدود الدولة فليس لدينا ا .1على غرار وهران، هنين وتلمسان

" والذي أسسه Kayssariyaإذ يذكر المؤرخون أنه كان هناك حي تجاري يسمى القيسارية " التجارية فوق مساحة واسعة داخل مدينة تلمسان مخصص للأعمال 2الزياني أبو حمو موسى الأول

... الذين كانوا يقيمون في 3والقطلانيين والجنويين بين هؤلاء نجد التجار البيزيينومن للمسيحيين،الفنادق المخصصة لكل طائفة منهم (فندق القطلانيين، فندق الجنويين، فندق البنادقة...) والتي لم

لتي وأبوا�ا كلها متجهة للداخل تعلوها رايات الدول ا إذ يحيط �ا سور، تكن مفتوحة على المدينةتتاجر مع تلمسان ومواجهة للميناء، وهي تحوي ساحة رئيسية تحيط �ا السكنات، والمخازن،

التي يعتبر كل قنصل فيها ممثلا لجالية بلده ومسؤولا عنها وهو 4ومحلات البيع، ومكاتب القنصلياتسيحية داخل الوسيط بينها وبين السلطات المحلية، بالإضافة إلى وجود مرشد ديني وكنيسة، ومقبرة م

. وتوجد في بعض العمارات (الفنادق) الحانات الخاصة بالتجار المسيحيين وكان لكل 5هذه الفنادق .6طائفة مسيحية مترجم مقابل مبلغ من المال

بالإضافة إلى الجنود النصارى الذين كانوا عبارة عن ميليشيات في الجيش الزياني والظاهر أ�م .7أسوار المدينة، في أماكن تعرف بربض النصارىكانوا ينزلون ثكنات تقع خارج

1 Dhina.A, le royaume Abdelouadide, op. cit., P60. 2 Charles Brosselard, Coudée royale in Revue Africaine, T4, N°19, Année 1859-1860, OPU Alger, 1860, P66-71. 3 Bouziane-Oufriha, Tlemcen, op. cit., P343. 4 Dhina. A, le royaume Abdelouadide, op. cit., P60. 5 Dhina.A, Les états de l'occident, op. cit., P380.

.485دهينة، مرجع سابق، ص عطاء االله 6 .125، ص1فيلالي، مرجع سابق، ج 7

159

أما الأسرى المسيحيون فإن أعدادهم كانت كبيرة ويعدون بالآلاف خاصة إذا قام المسلمون بغزوات في أرجاء البحر المتوسط فإ�م يأسرون منهم أعدادا جمة أو حينما يغير المسيحيون على

ويدخل في الأسر كذلك المرتزقة المخالفون للقوانين أو شواطئ الدولة الزيانية فيقعون تحت أسر قوا�ا،كنجارين فيعملون ويقتاد جميع هؤلاء إلى سجون تلمسان، الذين يرتكبون الجرائم التجار المسيحيون

لذلك قابل أبو تاشفين الأول طلب الملك الأرغوني ،أو حدادين أو دهانين وعاملين في كل الحرفبه بإطلاق سراح الأسرى مبررا رفضه بأن كل الأشغال والحرف تدار في جاك الثاني بالرفض حينما طال

1دولته بواسطة هؤلاء.

م أمر البابا نيكولا الرابع إلى المسيحيين العاملين في خدمة 1290فيفري 09وقد صدر يوم ت ، لذلك احتاج2السلطان والدولة الزيانية بتحريم التحول إلى الإسلام والبقاء على دين المسيحية

الجالية النصرانية إلى رجال دين يرافقو�ا للحفاظ على ديانتها وقد ضمنت السلطات الزيانية للمسيحيين المتواجدين على أراضيها حرية بناء الكنائس الصغيرة في الفنادق التي يقيمون فيها وهذا ما

الصومعة، يؤكده صاحب المعيار :" جدد بعض النصارى كنيسة في فندقهم ولا عليها شيء يشبه ، 3فطلبوا بذلك، فأتوا بكتاب العهد، فوجدوا فيه أنه لا يحال بينهم وبين أن يبنوا بيتا لمتعبدا�م."

وكان مسموحا لهم بإنشاء مقبرة لدفن موتاهم حسب طقوسهم الدينية، وكانت لرجال الدين مهمة تضى رخصة صريحة من طرف إنسانية إلى جانب المهمة الدينية وهي افتداء الأسرى، ويتم الافتداء بمق

الوالي أو السلطان، وكانت مهمة هؤلاء القساوسة تتم تحت رعاية السلطة المحلية الرسمية حتى لا يتجاوزوا حدود صلاحيا�م ويتحولوا بذلك إلى مبشرين بالدين المسيحي في الأوساط الإسلامية لأن

1 Renouard Yves. Charles Verlinden, L'esclavage dans l'Europe médiévale. Tome I. Péninsule Ibérique-France. In: Bulletin Hispanique, tome 58, n°3, 1956. pp. 374-376, Dhina, le royaume abdelouadide, P62, 152، ص1فيلالي، تلمسان، ج 2 Mas-Latrie.M.L, Traités de paix et de commerce , P98.

.172، ص2الونشريسي، المعيار، ج 3

160

، وقد أوضحت المعاهدة الأرغونية 1البابوية حملتهم مشروعا لإعادة النصرانية إلى ربوع المغرب .2م وظيفة الكاهن أو القسيس في هذه المعابد1286ه/685التلمسانية المبرمة سنة

والتقاليد: العادات-2

الطعام : -2-1

العادات الغذائية اليهودية: - 2-1-1

ين بالعبرية "كاشروت" من الكلمة العبرية "كاشر" بمعنى مناسب أو ملائم وهي مجموعة القوانالخاصة بنظام الأكل وطريقة إعداده وطريقة الذبح عند اليهود وهي قوانين مصدرها التوراة ويسمى

. أما كمية 3الطعام الذي يتبع قوانين الكاشروت "كوشر" أي الطعام المباح أكله في الشريعة اليهوديةث وجبات، بينما تخصص الطعام فهي تتعلق بمستوى معيشة الفرد، ويتناول اليهود في اليوم الواحد ثلا

. وبمقتضى قوانين "الكاشروت" 4وجبات معتبرة لمساء يوم الجمعة والاحتفالات والاجتماعات اليهوديةفإنه يحرم على اليهودي أكل أنواع معينة من الطعام ويباح له أكل أنواع أخرى، فالمحرمات تتعلق

حرم شرب أي خمر أعدها أو لمسها ، في5أساسا بلحوم الحيوانات لكن هناك بعض التحريمات الأخرىشخص من الأغيار بل يحرم أيضا أكل خبز أو طعام أعده شخص من الأغيار حتى لو أعد حسب

.6خمر في عيد الفصحهودي. وهناك تحريم أكل الخبز المقوانين الطعام الي

.192، ص1فيلالي، تلمسان في العهد الزياني، ج 1 ).04. (انظر نص المعاهدة في الملحق رقم فسه، ص نالمرجع ن 2 .67، ص1994، 1غازي السعدي، الأعياد والمناسبات والطقوس لدى اليهود، دار الجليل للنشر، عمان، ط 3

4 Israël Abrahams, Jewish life in the middle ages, The Macmillan Company, New York, 1896, P150.

.49ص ليهود، ا�لد الثاني، الجزء الأول، المسيري، موسوعة ا5 .49المرجع نفسه، ص 6

161

وهم يحلون من الحيوانات ذوات الأربع، التي لها ظلف مشقوق وليس لها أنياب، وتأكل عشب وتجتر، فالخيل والبغال والحمير تحرم لحومها لأ�ا ليست ذات أظلاف مشقوقة، وكذلك الجمل ال

لأنه ذو خف لا ظلف، وتحرم الأرانب لأن لها أظفار، ويحرم الخنزير بالرغم من أظلافه المشقوقة لأنه لتي تأكل الجيف ذو ناب، وتحرم السباع كلها لأ�ا ذات مخالب وأنياب. وتحرم الطيور غير النظيفة ا

1والرمم مثل الصقر والنسر والبومة والحدأة والببغاء.

ولا تحل الذبائح إلا بالطريقة الشرعية بعد تلاوة صلاة الذبح (الذبح الشرعي). كما يحرم أيضا أكل أجزاء معينة من الحيوانات، مثل عرق النسا، حيث يجب أن يزال من الحيوانات، كذلك يحرم

وان الذي لا يزال حيا واللحم الذي لم يسحب منه الدم من خلال التمليح (غسل أكل أجزاء من الحيغسل اللحم مما -تغطية اللحم بالملح لمدة ساعة -تصفية ما تبقى من الدم–اللحم لمدة ثلاثين دقيقة

تبقى من دم وملح). وبسبب الإجراءات المتشددة في عملية الذبح فيما يتعلق بالسكين وشروطه ذبح وشروط الحيوان المذبوح حتى يشرع ذبحه فإن هذه المهمة لا يقوم �ا إلا ذابح شرعي وكيفية ال

2(شوحيط).

أما الأحياء المائية فيحل منها السمك الذي له زعانف وعليه قشور، وفيما عدا ذلك فكل رطان حرام حيث يمنع اليهودي من أكل الأسماك الملساء وأنواع الأخطبوط والجمبري والس صيد البحر

.3والمحار

ويتشدد اليهود في وجوب الفصل بين أوعية اللحوم وأوعية الألبان إذ لا يجب الخلط بينهما 4البتة، ولا استعمال أواني اللحوم للألبان أو العكس.

.65-64غازي السعدي، مرجع سابق، ص1 .50، 49، ص 1، ج2المسيري، الموسوعة، م 2 .65غازي السعدي، مرجع سابق، ص3

4Abrahams, Jewish life, op. cit., P 146.

162

أما في الأعياد مثل عيد الفصح وعيد المظال وأيام السبت وعيد رأس السنة اليهودية وعيد يتم تناول أطباق وأشربة مختلفة تتنوع حسب عادات اليهود المكتسبة في التدشين وعيد النصيب...، ف

.1البلاد التي يقطنو�ا

ويفضل اليهود تناول بعض الأطعمة في أيام الأعياد، منها الفطائر المختلطة بالخل والنبيذ والتي طير المحشو بقطع المصنوعة من الدقيق واللحم المقطع، إضافة إلى الف" الهريسة"، وكذلك "بواريد"تدعى

.2الدجاج والفطر

ومن أشهر أطباق يهود المغرب الإسلامي في يوم عيد الميمونة في شهر نيسان ذكرى تحرير بني إسرائيل من الأسر، السمك الطازج المغلف بأوراق خضراء والذي يزين بخمس حبات فول أخضر

ق وأوراق الزهور وأعشاب وخمس بيضات وخمس نقود فضية أو ذهبية ثم يوضع السمك داخل الدقيكما أ�م يحضرون أنواعا عديدة من الحلويات من . خضراء وسنابل من القمح أو الشعير وحليب

.3)موفليتة(أشهرها بغرير بالعسل

وحسب التعاليم التلمودية فإنه يجب على العائلة اليهودية الاجتماع على طاولة الأكل وتلاوة لى قبل الأكل وينبغي على الشخص الذي يتلوها أن يضع على صلاة المائدة وهي مجموعة أدعية تت

.4رأسه قلنسوة أو غطاء أو حتى طرف معطفه

. 301- 299، ص 2، ج1ة، مانظر عن هذه الأطباق المتنوعة، المسيري، الموسوع 1

2 ASHTOR Eliyahu, The Jews of Moslem Spain, Translated from the Hebrew by Aaron Klein and Jenny Machlowitz Klein, The Jewish Publication Society of America, PHILADELPHIA, 1984, vol3, p65. 3 André Chouraqui, Marche vers l’occident, p217. بوعمامة، يهود المغرب الإسلامي، انظر كذلك

. 147ص 4Abrahams, The Jewish, op. cit., P279

163

الصوم: - 2-1-2

يصوم اليهود في السنة أياما إذ ،1ويدعى بالعبرية "تسوم" وتستخدم كلمة "تعنيت" مرادفا لهاندهم ويكون صيامهم من متفرقة وهذا الصوم مرتبط إما بأفراح أو بأحزان، أو لمناسبات خاصة ع

. وأيام الصوم المفروضة على اليهود في كتبهم المقدسة 2العتمة إلى العتمة عن الشراب والطعام والنساء هي ثمانية وعشرون يوما وهي:

: ذكرى ترجمة التوراة إلى اللغة اليونانية في عهد بطليموس.3الثامن من طيبت -

التاسع من طيبت: ذكرى موت عزرا. -

من من شباط: ذكرى وفاة الأتقياء في زمن يشوع.الثا -

الثالث والعشرون من شباط: ذكرى احتشاد بني إسرائيل للحرب ضد سبط بنيامين. -

السابع من آذار: ذكرى المشاحنة التي نشبت بين بيت هليل وبيت شماي، وقتل فيها ثلاثة آلاف - نفس.

الصوم. السابع من آذار الثاني: لا يوجد سبب واضح لهذا -

الرابع والعشرون من آذار الثاني: ذكرى اليوم الذي نقش فيه الهلينيون اسما لمعبود وثني على حجر - تميم، كان منقوشا عليه قبل ذلك اسم الرب.

وأبيهو ابني هارون. الأول من نيسان: ذكرى موت ناداب -

السادس والعشرين من نيسان: ذكرى وفاة يشوع بن نون. -

.52، ص2ج، 1مالمسيري، الموسوعة، 1م، 2007ه/1427أبو الفداء إسماعيل بن كثير، تفسير القرآن العظيم، الجزء الأول، دار الغد الجديد، القاهرة، الطبعة الأولى، 2

. 199ص سنأتي على ذكر التقويم اليهودي وما يقابل أشهرهم من الأشهر الشمسية خلال هذا الفصل. 3

164

على تابوت 1أيار : ذكرى موت هالي وولديه واستيلاء الفلستيين(شعوب البحر)العاشر من - العهد.

الثامن والعشرون من أيار: ذكرى وفاة النبي صمويل. -

الثالث والعشرون من سيوان: ذكر اليوم الذي أمر فيه يربعام بن نباط بني إسرائيل بالتوقف عن - لى أورشليم.إحضار القرابين والأضاحي وأبكار نتائجهم إ

الخامس والعشرون من سيوان: ذكرى إحراق الربي حننيا بن تراديون. -

الأول من آب: ذكرى وفاة الكاهن الكبير هارون. -

الثامن عشر من آب: عندما أطفأ آحاز النور الغربي. -

.السابع من أيلول: عندما قضى وباء الطاعون على الجواسيس الذين عادوا بتقاريرهم عن كنعان -

الخامس من تشري: ذكرى وفاة عشرين من بني إسرائيل وذكرى إعدام عقيبا. -

السادس عشر من تشري: عندما قضي بموت الذين عبدوا العجل من بني إسرائيل. -

السادس من حشوان: عندما فقد الملك صدقيا بصره على يد نبوخذنصر بعد ذبحه لأولاده أمامه. -

2ق يهودي قسيم الوثيقة التي كتبها باروخ وأملاها عليه أرميا.السابع من كيسلو: عندما أحر -

وقد قرر الحاخامات صيام أيام أخرى منها الإثنين والخميس وهي الأيام التي تقرأ فيها التوراة في المعبد، وصيام أيام التكفير العشرة ( بين عيد رأس السنة وعيد الغفران)...

.394، ص 2، ج1المسيري، الموسوعة، م 1، عبد الرزاق 55-53م، ص1988ه/1408، 1محمد الهواري، الصوم في اليهودية، دار هاني للطباعة والنشر، القاهرة، ط 2

.106ص ، ،2001يان السماوية، الأوائل للنشر والتوزيع، دمشق، رحيم صلال الموحى، العبادات في الأد

165

دي ذكرى يوم وفاة أبويه أو أستاذه وصيام العريس والعروس يوم بالإضافة إلى أيام خاصة كصيام اليهو 1زفافهما...

النظافة والطهارة: -2-2

يعود اهتمام الشريعة اليهودية الحاد بمشاكل الطهارة والنجاسة إلى محاولة اليهود دوما الفصل صادر أساسية بينهم، هم المقدسون وبين الأغيار المدنسين، وتنص الشريعة اليهودية على عدة م

2للنجاسة الشعائرية أهمها أجساد الموتى.

والطهارة عندهم نوعان: طهارة الموضع الذي يصلون فيه من النجاسات ويكون خاليا من الصور والتماثيل، وطهارة الجسم: وهي نوعان، طهارة كبرى، إذ يغطس الرجل أو المرأة في الماء ثلاث

ة جثة ميت، أو لمس حشرات، أو خنازير، أو الجنابة، وبعد مرات وذلك إن لمس اليهودي أو اليهودي. ويضيف موسى بن ميمون إلى قائمة مسببات الغسل تغسيل الميت 3الحيض والنفاس بالنسبة للمرأة

، وطهارة صغرى 4أو لمس مرضى الجذام وأنه يحرم على اليهودي الدخول إلى الكنيس من غير طهارةوتكون قبل تأدية فرائض معينة، وبعد أي شيء يسبب النجاسة، يوميا وهي تشبه الوضوء الإسلامي،فيبدأ بغسل اليدين ثلاث مرات -لا يجوز استعمال ماء البحر- إذ يجب فيها استعمال الماء الطاهر

قبل إدخالهما في الإناء، ثم يغسل كامل الوجه، ثم يتمضمض ثم يمسح وجهه بمنديل، ثم يتبع الغسل .5 الذي أعطاه الماء طهورابسلسلة من الدعاء حمدا الله

.52، ص 1، ج2المسيري، الموسوعة، م 1 .55ص رجع نفسه،الم 2 .77، انظر عبد الرزاق الموحى، العبادات في الأديان السماوية، ص102بوعمامة، اليهود، ص 3 .683-681مكتبة الثقافة الدينية، دت، صموسى بن ميمون، دلالة الحائرين، تحقيق حسن آتاي، القاهرة، 4 . 81، انظر كذلك الموحي، العبادات، ص102بوعمامة، اليهود، ص 5

166

وتنص الشريعة على ضرورة أن يغسل اليهودي يديه قبل الأكل أو الصلاة، وبعد الاستيقاظ 1من النوم، وبعد زيارة المدافن أو دخول دورة المياه.

اس:ـــــــــــــــــــــاللب-2-3

تشبه بالمسلمين، فقد أورد من المعروف في شريعتنا الإسلامية إلزام اليهود بلبس معين وعدم البعثت بين : «-صلى االله عليه وسلم-ابن قيم الجوزية في كتابه أحكام أهل الذمة تفسيرا لحديث النبي

عل الذلة ج جعل رزقي تحت ظل رمحي، و ه، و لك يشر لا وحده حتى يعبد االله بالسيف يدي الساعة، قوله: 2الإمام أحمد في مسندهرواه » والصغار على من خالف أمري، ومن تشبه بقوم فهو منهم

فأهل الذمة أعظم خلافا لأمره وأعصاهم لقوله، فهم أهل أن يذلوا بالتغيير عن زي المسلمين الذين أعزهم االله بطاعته وطاعة رسوله من الذين عصوا االله ورسوله فأذلهم وصغرهم وحقرهم حتى تكون سمة

3الهوان عليهم فيعرفوا بزيهم.

طاب إلى عماله في الأمصار الإسلامية في عهد الخلافة الراشدة عن لباس أهل وقد كتب عمر بن الخ 4الذمة "ألا يلبسوا لبسة المسلمين حتى يعرفوا".

وسار على �جه بعده الخلفاء والأمراء إلى عهد الخليفة عمر بن عبد العزيز الذي ألزمهم ه 235لمتوكل الذي أمر في سنة بلبس ملابس حقيرة تصنفهم عن المسلمين وكذا الخليفة العباسي ا

أهل الذمة بلبس الطيالسة العسلية، وشد الزنانير، وعمل رقعتين على لباس مماليكهم مخالفتين لون

.68، ص1، ج2المسيري، الموسوعة، م 1، ينظر أحمد بن حنبل، مسند الإمام أحمد بن حنبل، أشرف على تحقيقه 5115 في مسنده تحت رقم أحمد الإمام أخرجه 2

126، ص 6م، ج1996ه/1416لرسالة، بيروت، الطبعة الأولى، شعيب الأرنؤوط، مؤسسة ا .1264ابن قيم الجوزية، أحكام أهل الذمة، ا�لد الأول، ص 3 .1262نفسه، ص 4

167

الثوب كل واحد منهما قدر أربع أصابع ولون كل واحدة منهما غير لون الأخرى، وأما نساؤهم .1فتلبس إزارا عسليا ومنعهم من لباس المناطق

رفوا بين المسلمين ولوضع حد لتجاوزا�م علفقهاء رغبوا في إلزام اليهود �ذا الزي ليويبدو أن اعدم التشبه بلباس ين و عومن بين الفتاوى التي ألزمتهم بلباس م. وتطاولهم على الإسلام والمسلمينك يجب أن لا يتر : "في القرن السادس هجري" التجيبي ابن عبدون"كبراء المسلمين وأخيارهم فتوى

أحد من المتقبلين، ولا من الشرط، ولا من اليهود، ولا من النصارى، بزي كبار الناس، ولا بزي فقيه، .2"يجب أن تكون لهم علامة يعرفون �ا على سبيل الخزي لهم... ولا بزي رجل خير

عد كان يتمتض اليهو عإلا أن هذا لم يعمل به في كل عصور الدول الإسلامية إذ روي أن ب .3وأمرائهم يا�معبحرية اللبس حتى أن لباسه كان يفوق لباس المسلمين بل يتشبه بأ

ة طويلة، عهد الدولة الزيانية استمر أهل الذمة في لبس ثياب صفراء اللون بأكمام واسعوفي عهد ع تصل إلى تحت آذا�م وهو اللباس الذي فرضه الموحدون عليهم فيوتقلدوا قلانس تشبه البراد

أبي يوسف يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن إلا أن لو�ا كان أسودا فغيره ابنه أبي عبد االله إلى اللون ، ويورد الحسن الوزان أنه رآهم في تلمسان حاضرة الزيانيين يضعون على 4الأصفر بطلب منهم

.5رؤوسهم عمامات صفراء

، الكامل في التاريخ، مراجعة وتدقيق محمد يوسف الدقاق، دار الكتب العلمية، بيروت، ابن الأثير أبو الحسن علي بن أبي الكرم 1

. 106م، ا�لد السادس، ص 1987ه/1407ة الأولى، لبنان، الطبعة عمحمد بن أحمد بن عبدون التجيبي، رسالة في القضاء والحسبة، تحقيق فاطمة الإدريسي، دار ابن حزم، بيروت، لبنان، الطب 2

.114- 113م، ص 2009ه، 1430الأولى، ، ص 2ل في أواخر الدولة المرينية، انظر الونشريسي، المعيار، جمثال ذلك بن عطاء اليهودي في الدولة الزيرية والحكيم بن قنب 3

254. .270، ص1. فيلالي، مرجع سابق، ج252 ، المعجب في تلخيص أخبار المغرب، صالمراكشي عبد الواحد 4 .20، ص2الوزان، مصدر سابق، ج 5

168

، وكذا 1ه اللون المميز للمسلمينكما كان يحظر عليهم لبس الأثواب ذات اللون الأخضر لأن .2التعمم (لبس العمامة) لأنه من مميزات أشراف المسلمين الالتزام بعدم

أما عن النعل فإنه كان لا يختلف كثيرا عن نعل المسلمين فيلبسون البلغة وهي نعل أصفر بروا في هذا . إلا أن بعض اليهود يذكرون أ�م قد أج3اللون وهو لباس أهل الريف وبعض أهل المدن

.4العهد من طرف المسلمين على المشي حفاة عند خروجهم من الأحياء الخاصة �م

أما في الصلاة فقد فرض اليهود على أنفسهم ارتداء "الطاليت" وهي كلمة عبرية تعني شال الصلاة، وهو شال يرتديه اليهود أثناء صلاة الصبح وفي كل الصلوات الإضافية وفي عيد الغفران

. وهم يلتزمون 5صة صلاة النذور إلا في التاسع من آب حيث لا يرتدونه إلا في صلاة الظهيرة منهوخابأمر االله لهم في التوراة كما يقولون :"وقد أمرتنا بأن نلبس الطاليت". وهذا الشال يكون من الحرير

ويلبس هذا الأبيض أو الصوف وفي زواياه حلية وزينة وخاصة عند طاليت الكهنة الموشى بالذهب .6الشال كذلك العريس في ليلة زواجه كما ويكفن �م ميتهم

كما ألزمت المرأة اليهودية بوجوب تغطية رأسها عند الخروج، فإذا خالفت ذلك فهي معرضة .7للطلاق إذا كانت متزوجة أو عدم الزواج إذا كانت عزباء

معطفا ذا غطاء للرأس ضخما أما رجل الدين فإن لباسه كان خاصا إذ يلبس جلبابا أسودا و (Copate) أو برنسا تفتح أكمامه عند الكوع حتى المعصم، وصدرية طرز بأربعين زرا وسروالا من

.8قماش خفيف أو من الصوف الرمادي أو الأسود، وكذا عمامة سوداء فخمة

1 Abrahams.I, The Jewish life, op. cit., p 285. 2 Ibid, p 283.

.217رية، اليهود في ليبيا وتونس والجزائر، صعطا أبو 34 Abrahams, op. cit., P289.

.64غازي السعدي، المرجع السابق، ص5 .64. غازي السعدي، المرجع السابق، ص 69ص 1، ج2المسيري، موسوعة اليهود، م 6

7 Abrahams, op. cit.,P 281. 8 Chouraqui, Marche vers l’oocident, P65 . 215عطا أبو رية، مرجع سابق، صانظر كذلك،

169

تنظيم المجتمع اليهودي:-3

المرأة اليهودية: -3-1

ــترة: "مــا نظــرت الشــريعة اليهوديــة إلى المــرأ ة نظــرة احتقــار وصــغار، فيقــول الحــبر اليهــودي بابــا بأسعد من رزقه االله ذكورا، وما أسوأ حظ من لم يرزق بغير الإناث" ثم يشبه المرأة بالرائحـة الخبيثـة، وقـد

.1ورد في العهد القديم أن المرأة أمر من الموت

هي في شـريعتهم خفيفـة عقل.فقـد جـاء ولا يسمح اليهود للمرأة بالالتحاق بالمدارس الدينية، و وذلــــك رغــــم "كــــل مــــن يعلــــم ابنتــــه التــــوراة، فكأنمــــا يعلمهــــا الســــخافة:"أليعــــازر علــــى لســــان الحاخــــام

2.ةن المراد من هذا القول هو التلمود وليست التوراأب ةاستدراكات موسى بن ميمون على هذه القضي

يهودي بوصفها خلقت من أحد أضـلاع الرجـل الأول ع الفي ا�تم عة لهوهي أقل قيمة من الرجل وتاب . 3"آدم"

عقيدة اليهودية في الدعاء الذي يردده ويتجسد هذا التفريق بين مكانة الرجل والمرأة في ال .4اليهودي كل يوم إذ يحمد الإله على أنه خلقه يهوديا وليس من الأغيار وخلقه رجلا وليس امرأة

وسطى في إلزام المرأة المكوث في بيتها وعدم التسكع أو عو اليهود في القرون الوتشدد مشر الجلوس عند الباب لمشاهدة ما تفعله جارا�ا أو البقاء بدون شغل لأن الكسل يقود إلى الإثم، فيجب على النساء أن ينسجن أو يطبخن أو يخطن الثياب، كما يمنعن من الكلام أو الضحك مع الأجانب

. 5كثيرا

.300، ص 1988شلبي، مقارنة الأديان اليهودية، مكتبة النهضة، مصر، الطبعة الثامنة، أحمد 1 .58م، ص1975ه/ 1404 ،2، طبيروت ظفر الإسلام خان، التلمود تاريخه وتعاليمه، دار النفائس، 2ة الأولى، ع، المنصورة، الطبعة والنشر والتوزيعة والإسلام، دار الوفاء للطبالي السيد أبو غضة، المرأة في اليهودية والمسيحيع زكي 3

. 23م، ص 2003ه/ 1424 .71، ص1، ج2ة، معالمسيري، الموسو 4

5Abrahams, The Jewish life, op. cit., P156.

170

ع السبت والأعياد، وخبز خبز هودية مكلفة بأشغال المنزل ومنها إيقاد شمو لذلك فالمرأة اليند اليهود في عفمكا�ا 1والقيام بشعائر الطهارة) أي الرغيف الذي يقدم في وجبة السبت(الحلا

عصور الوسطى هو البيت ومهمتها هي الإنجاب وتأدية مهام البيت وتربية الأطفال وهي تلعب دور ال، كما كان حال أغلب يهود الدولة الزيانية التي كان 2نزلها في حال غيابه لتجارة أو تعلمالرجل في م

اليهود فيها يسافرون لمدة زمنية طويلة من أجل الاتجار في مختلف بقاع العالم وخاصة منها تجارة .3الذهب في بلاد السودان أو فكاك الأسرى

صر والصبي وا�نون فلا يجوز لها التصرف في أملاكها كما أن تشريعات اليهود قد اعتبرت المرأة كالقاولا حتى البيع أو الشراء ما دام زوجها على قيد الحياة، أما الوقائع فقد أثبتت أن هناك نسوة قد

. 4تصرفن في أملاك أزواجهن بحرية في وقت سفرهم

أة اليهودية لا يجب وقد تم الفصل بين النساء والرجال في الصلوات لتجنب الاختلاط، كما أن المر عليها الخروج مكشوفة الرأس وإلا تعرضت للطلاق إن كانت متزوجة، أو المنع من الزواج إن كانت

5.عازبة، والرجل لا يمكن له الصلاة في حضرة امرأة مكشوفة الرأس

ء المصادر سواهذا التشدد إزاء المرأة في العصور الوسطى، جعلنا لا نجد لها أثرا كبيرا في مختلف ن صورة المرأة اليهودية خلال فترة الحكم الزياني لبلاد عاليهودية أو الإسلامية، لذلك لم نورد أمثلة

المغرب الأوسط.

. 71، ص1، ج2المسيري، الموسوعة، م 1

2 Abrahams, op. cit., P155. 3 Dhina, A, Le royaume Abdalouadide, op. cit., P 57.

.205جواتياين، دراسات في التاريخ الإسلامي والنظم الإسلامية، ص 45Abrahams, op. cit., P 281.

171

ه:ــــــــــــــــوأحكام الزواج -3-2

الته الاجتماعية تنص شريعة اليهود على أن الزواج فرض على كل يهودي مهما كانت ح والأصحاء والسقماء ر والكبار والفقراء والأغنياء والعلماء والجهالعلى الصغا ضوالصحية، فهو فر

، ولا يجوز عندهم نكاح العاقر أو من بلغت سن اليأس لأنه يجب عليهم الاشتراك في استبقاء النسل. وتحرم شريعة 1إلا إذا كان الرجل قد أدى فرض التناسل المذكور بأن أنجب من قبل أولادا ذكورا

. ويتحدد سن الزواج بـاثنتي عشرة سنة 2ن غير اليهود الذين تسميهم كفارااليهود الزواج م) للإناث وثلاثة عشر سنة للذكور كحد أدنى، ويمكن أن يتجاوز هذا السن. كما 12,5ونصف(

يعتقد اليهود أن الزواج يتقرر في السماء قبل ميلاد الإنسان بأربعين يوما.

خطوات الزواج:- 3-2-1

3دي عدة خطوات للزواج وهي:ع اليهو التشري عوض

وهو طلب يد الفتاة 4الخطبة: وتتم على مرحلتين: الأولى تعرف "بالشيدوخين" أو "الشيدرخين"-أ من أهلها.

وهي الإعلان عن الخطبة وتعرف بالعامية ملاك أو الرسيم، 5والمرحلة الثانية "إيروسيم" أو "إيروسين"، لأنه إذا ما أراد أحدهما فسخ الخطبة فإنه يحتاج إلى طلاق، وهي بمثابة الرابطة الحقيقية بين الطرفين

وإذا توفي الخاطب اعتدت خطيبته عدة المتوفى عنها زوجها وهي ثلاثة أشهر.

مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الثانية، ،1ج ، الزواج، عمر رضا كحالة؛ 127كواتي، اليهود في المغرب، ص 1 .33-32ص م،1980ه/1400

.246رجع السابق، ص كحالة، الم 2 .115بوعمامة، اليهود في المغرب الإسلامي، ص 3 . 76المسيري، مرجع سابق، ص 4 المرجع نفسه، ص ن. 5

172

.1ومدة الخطبة محددة بسنة للبكر وثلاثين يوما للأرملة

وهو ما الصداق: أو المهر وهو ركن لازم للزواج وشرط قانوني لانعقاده، وهو قسمان: معجل- بيدفعه الزوج لوالد خطيبته عند عقد الخطبة وحدد بمائتي دينار للبكر ومائة للثيب ويمكن للزوج أن

2يضيف إليه ما يشاء.

ومؤجل أو مؤخر وهو ما يدفعه الزوج في حال الطلاق أو ورثته في حال موت الزوج ويثبت مبلغه في .3عقد الزواج

في القرن التاسع الهجري/ الخامس عشر ميلادي، تم وفي الفترة موضوع الدراسة وبالتحديد م بعشرين أوقية فضة كحد أدنى، إضافة إلى مائتي زوز 1497تحديد قيمة الصداق في تكانوت عام

من الفضة كانت متداولة لدى اليهود في العصور الأولى غ3,5(هي عملة نقدية تساوي حوالي .4سبة للأرملة أو المطلقةلتحرير المشنا) بالنسبة للبكر ومائة زوز بالن

وفي مدينة تلمسان في عهد الدولة الزيانية تمت أمور الزواج حسب عادات المنطقة وهي:

سنتيم). 65فرنك فرنسي و 476حددت قيمة المهر والندونيا بمئة دينار زياني (أي حوالي -

الإضافة أمر اختياري بالنسبة للزوج. -

. 13م، ص2000صابر أحمد طه، نظام الأسرة في اليهودية والنصرانية والإسلام، �ضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع، 1 .243ين الاقتصاد والدين، القاهرة، دار الكتاب العربي، دت، صثروت أنيس السيوطي، نظام الأسرة ب 2أحكام النساء في التلمود، عقود الزواج، ترجمة وتعليق ليلى إبراهيم أبو ا�د، الدار الثقافية للنشر، القاهرة، الطبعة الأولى، 3

.11صم، 2006ه/14264 Haïm Zafrani, Deux mille ans de vie Juive au Maroc, histoire et culture, religion et magie, A. Retnani, Editions, EDDIF, Casablanca, 2000, PP78-88.

173

تكون ملكها الخاص، أما الزوج فله حق الاستمتاع �ا الهدايا التي تحملها المرأة عند زواجها - .1فقط

الندونيا: وهو ما يقدمه والد الفتاة من مال أو متاع لابنته عند زواجها، ولم تكن موجودة في - جالعصور القديمة لكنها أصبحت ثابتة بعد السبي البابلي، فكانت تثبت قيمة "الندونيا" في عقد

2الزواج.

بالعبرية "كدوشيم" أو "قيدوشين" أو "قيدوشيم" وتشبه عقد القران عند التقديس: ويسمى-دالمسلمين، وبموجبها تصبح المرأة اليهودية زوجة شرعية لمن تقدم إليها، ولا يمكنها الزواج من آخر إلا

. ويختلف عدد الشهود فيكون 3إذا مات زوجها أو طلقها. ويجب أن تتم هذه الخطوة أمام شهود .4فرقة الربانيين وعشرة رجال على الأقل عند القرائينشاهدين عند

" وهو إجراء هام في الشريعة اليهودية، وهو العقد الذي يكتبه 5كتابة العقد : وتسمى "كتوباه- هالزوج لزوجته عند الزفاف أو عند عقد الزواج، وتتضمن "الكتوباه" تفاصيل الواجبات الزوجية، سواء

العكس، بالإضافة إلى مختلف التفاصيل الدقيقة. ومن شروط الوثيقة أن واجبات الزوج نحو زوجته أو تكتب داخل المعبد وأن يكون التوقيع معلوما أمام الحاخام، وأن يشهد شهود آخرون على صحة

.6التوقيعات ولا يكون عليها أي خطأ أو شطب

Eben Haezer, Le code rabbiniqe Traduction de. انظر 133بوعمامة، المرجع السابق، ص 1

M.Sautayra et M.Charleville, Revue Africaine, OPU, Alger, vol 13, année 1869, PP 182.

، 1حقوقها وواجبا�ا، عين للدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية، ط سوزان السعيد يوسف، المرأة في الشريعة اليهودية 2 .82، ص2005

.76المسيري، مرجع سابق، ص 3 .117بوعمامة، المرجع السابق، ص 4

.09م انظر نسخة عن عقد كتوباه من طرف أحد أحبار اليهود في الملحق رق 5 .34ليلى أبو ا�د، عقود الزواج، ص 6

174

يهودية بأن كتبت وثيقتان وقد طبق القانون الإسلامي في بلاد المغرب الإسلامي على عقود الزواج ال .1إحداهما يهودية والأخرى إسلامية

وتبدأ مراسم الزفاف لليهود في بلاد المغرب بذهاب العروس إلى الحمام الطقسي قبل الزفاف بيوم، حيث يمثل ذلك شعيرة رئيسية للطهارة، ثم يصاحب مراسم العقد والزفاف تجميل العروس

فران ويديها بالحناء، كما كانت هناك عادة بين الفقراء والبسطاء، وصبغ شعرها باللون البرتقالي بالزعوهي وضع صينية للنقود خلال استقبال التهاني، ويذهب العروسان إلى المعبد في السبت السابق واللاحق ليوم الزفاف، حيث يرتل المرتل أشعارا دينية مخصصة لهذه المناسبات، ويصوم العروسان يوم

التأثيرات البربرية أثرها على بعض عادات الزواج اليهودي، مثل إعداد منزل زفافهما، ولقد تركتمؤقت للعريس قبل مراسم الزواج، وأن يحترس من كل اتصالات مع الأقارب الذكور حتى الإخوة والوالد، وغالبا ما يؤجر منزل للعريس يمكث فيه حتى يصحب عروسه إلى منزله، ومن ذلك أيضا عدم

.ومن بين بعض العادات المنتشرة على 2يوما قبل تركها لمنزله 20- 15وس لابنته مدة رؤية والد العر أراضي الدولة الزيانية في وادي ميزاب أ�م يضعون العروس فوق جلد خروف ويرفع �ا إلى السماء

.3لى بكار�اعوالذي يمسكها أولا يكون شاهدا

ف ارتداء العرسان من أبنائها في وفي مدينة الجزائر، نالت أربع عائلات يهودية فقط شر حفلات الزواج اليهودية الجبة والقفطان الإسبانيين اللذين كان يرتديهما الحاخامان "إسحاق بن شيشيت برفات" و"شمعون بن سماح دوران" عند قدومهما لأول مرة إلى مدينة الجزائر بعد التهجير من

الأندلس وهذه العائلات هي:

أفرادها الجبة والقفطان معا لأ�م الأحفاد المباشرون للحاخام شمعون عائلة دوران: إذ يرتدي بن سماح دوران.

.115ص ،عبد الرحمن بشير، اليهود في المغرب العربي 1 .116عبد الرحمن بشير، المرجع السابق، ص 2

3 Ayoun Richard, Cohen Bernard, Les Juifs d'Algérie, P103.

175

1عائلات: سطورة، سرور، وبن حاييم يرتدون بذلة واحدة فقط.

لماء اليهود، إلا أن على الرجل الزواج �ن مسألة خلافية بين عوكانت مسألة النساء المحرمات لى سؤال حول ذلك عردا عتقدون إذ يقول صاحب المدونةما ي لماء المسلمين خلوا بينهم وبينعمة إذا كانوا يستحلون في دينهم نكاح الأمهات والأخوات وبنات الأخ أنخليهم " قلت أرأيت أهل الذ

أرى أنه لا يعرض لهم في دينهم، وهم على ما عوهدوا عليه، فلا يمنعون من ذلك إذا : قال. وذلك . 2"في دينهمكان ذلك مما يستحلون

زوجة الأب، زوجة الأخ، الحفيدة، الأخت غير الشقيقة، : ومن المحرمات على الرجل عند اليهودويسمح للرجل الزواج من العمة عن طريق النسب، الخالة، ابنة ابن الزوجة، ابنة الزوجة من زوج

.بن، الحماةسابق، أخت الزوجة، زوجة الا

الزوج، الجد، الأخ من زوج الأم أو غير الشقيق، ابن الأخ، ابن أخ ابن : أما المحارم على المرأة فهم 3.الزوج، ابن الأخت، أبو الزوج، زوج الأم، الحفيد، وزوج الأخت

وفي فترة العصور الوسطى ظهرت وظيفة الوسيط لتحقيق مشروع الزواج، وهي وظيفة معترف �ا من . 4دفع مناصفة بين العائلتينقبل علماء الشريعة، وكانت لهذا الوسيط أجرة ثابتة ت

.134 نجوى طوبال، طائفة اليهود بمجتمع مدينة الجزائر، مرجع سابق، ص 1 .312ه، ص1323 ، مصر،، مطبعة السعادة4، ج2م مالك بن أنس الأصبحي، المدونة الكبرى، 2 .85السابق، ص عالمرج السعيد،، سوزان 118بوعمامة، المرجع السابق، ص 3 .115ص المرجع نفسه، ،بوعمامة 4

176

تعدد الزوجات:- 3-2-2

إن الزواج بأكثر من امرأة عند اليهود جائز، ولم يرد في تحريمه نص لا في الكتاب المقدس، ولا ى صقأوليس عندهم حد ،كثر من زوجةأوكانت العادة جارية عند اليهود على اتخاذ في التلمود،

عدد وإن كانت إشارة شارة إلى التلك فقد ورد في التلمود الإوعلى العكس من ذ 1،لتعدد الزوجات، من كان متزوجا 2تنظيم حقوق الزوجات الأربع في مؤخر الصداق عن ضمنية وذلك عند الحديث

من أربع نساء ثم مات، الأولى سابقة الثانية والثانية سابقة الثالثة، والثالثة سابقة الرابعة، أي سابقة ، غير أن ظاهرة تعدد الزوجات عند يهود 3مبلغ الكتوباه من تركة الزوج المتوفيعلى غيرها في تحصيل

المغرب الإسلامي كانت قليلة جدا، إذ كان لليهودي زوجة واحدة ليس بسبب الفقر كما يزعم بالبربر القاطنين بالمناطق الداخلية الذين كانوا لا يتزوجون إلا بامرأة واحدة عكس البعض ولكن تأثرا

المناطق الشمالية الذين تأثروا بالعرب، إذ كان للبعض منهم أكثر من زوجة واحدة، وقدوم سكانلم يغير كثيرا من هذه الظاهرة مثلما لم يتأثر ) م15(يهود إسبانيا في أواخر القرن التاسع الهجري

ة بعد عام وأراغون اليهود الأهالي بعادات اليهود الذين قدموا إلى بلاد المغرب الأوسط من ميورقة . 4)م1391/ه879(

وعلى الرغم من ذلك فقد كانت العائلات اليهودية التي تزوج بنا�ا تحرص على أن يتضمن ام عذ زوجة ثانية وأدمج هذا الشرط في الكتوباه ابتداء من عقد الكتوباه التزام الزوج بعدم اتخا

.192،صم1987ه/1407،ةالثاني ةالطبع ،بيروت ،دار العلوم ،طواره ومذاهبهظاظا، الفكر الديني اليهودي، أحسن 1 .232ع سابق، ص ثروت أنيس، مرج 2 .239قود الزواج، صعليلى أبو ا�د، 3 .120بوعمامة، المرجع السابق، ص 4

177

حتى أن . 1جته الأولىم ، وفي أحسن الأحوال اشتراط الحصول على الإذن من زو 1492/ه898 .2بعض الوثائق أشارت إلى أنه من حق الزوجة الأولى طرد الزوجة الثانية إن لم تكن على هواها

دد وأبرزها عات التي تحرم التعالتشريعض ويبدو أن اليهود في بلاد المغرب الإسلامي قد تأثروا ببوج بأكثر من امرأة واحدة على أن كل يهودي يتز " التي تنص Gershom"ع جرشوم بن يهودا تشري

.3يعرض نفسه لقانون الحرمان الديني

ولخصوا ثانية زواج بامرأةال للرجلو اليهود عمشر فيها أجاز هذا لم يمنع من وجود حالات استثنائية :هذه الحالات في

عد مرور عشر سنوات على الزواج.قم المرأة بعأن يثبت -

4قيام بواجبا�ا.مرض الزوجة الأولى مرضا لا تستطيع معه ال -

حتى وإن كان –ند وفاة زوج المرأة دون أن تنجب أولادا فيلزم أخوه الأكبر بالزواج منها عأو - .5لى اسم أخيه في بني إسرائيل. وهو ما يسمى "زواج اليبوم"عليبقي -متزوجا

,Haïm Zafrani, Les Juifs du Maroc, vie sociale.80لزعفراني، ألف سنة من حياة اليهود بالمغرب، ص ا 1

économique et religieuse, Etudes de Taqqanot et Responsa, Librairie Paul Geuthner, Paris, 1972, P90.

.205ع سابق، ص جواتياين، مرج 2الفرنسية في عددها الصادر في )Actuel Juive، وقد ذكرت مجلة (119ربي، ص عبد الرحمن بشير، اليهود في المغرب الع 3

دد عم يبيح ت1000تاريخه إلى سنة عيهودي نادر بمدينة مراكش المغربية يرج لى مخطوطعثر عم أنه قد 1997مارس 24م)، وهو 1997مارس 25م (جريدة الأهرام المصرية، القاهرة، 1997برية أي ما يوافق ع 5775ام عتبارا من عالزوجات لليهود ا

. اليإلى غاية عصرنا الح دد الزوجات كان محرما خلال تلك الفترة الزمنيةعني أن تعما ي .32صابر طه، مرجع سابق، ص 4 .2، هامش 204سابق، ص عجواتياين، مرج 5

178

يه أي عدد كحد أقصى للتعدد، غير أن التلمود حددها بأربع تأسيا بيعقوب علولم تحدد التوراة السلام الذي تزوج بأربع نسوة، ثم تركت الشريعة اليهودية الأمر لقدرة الرجل على الإنفاق على

.1زوجاته

زواج اليبوم:- 3-2-3

عة اليهودية الأخ نها زوجها ولم تنجب أطفالا، إذ تلزم الشريعوهو زواج الأرملة التي توفي ذي يولد اسم الأخ المتوفى وليس اسم أبيه الأكبر في الأسرة بالزواج منها، ويحمل الطفل البكر ال

ائيل، وتسمى هذه المرأة ، وذلك للإبقاء على اسم المتوفى قائما في بني إسر ) المتوفى(وينسب إليه ويطبق على الأخ الممتنع ما . ع الأخ فتزوج المرأة للأخ الأصغر منه، وهكذا. وإذا امتن2الأرملة "بياماه"، إذ أن أرملة الأخ تصعد إلى الباب عند الشيوخ "بيت مخلوع النعل"أو " الحاليصاه"يسمى بشريعة

قد رفض أخ زوجي أن يخلد لأخيه اسما في بني إسرائيل ولم يشأ أن يقوم نحوي بواجب أخ :" وتقولثم تتقدم المرأة نحو الأخ الممتنع على مرأى من الشيوخ وتخلع حذاءه من رجليه وتتفل في وجهه " الزوج ".بيت مخلوع النعل"، ويدعى في إسرائيل 3"يحدث لمن يأبى أن يبقي بيت أخيههذا ما :"قائلة

لم يلتزم اليهود دوما �ذا التشريع وإنما احتالوا للتخلص من هذا الإلزام باتباع نظام خلع الإسلامي في وقد أثبتت بعض وثائق الجنيزة وجود زواج اليبوم في بلاد المغرب. 4)الحاليصاه"(النعل

.5لوسطىالعصور ا

.284ع سابق، ص أبو غضة، مرج 1 .76، ص 1، ج2سابق، م عالمسيري، مرج 2 . 121عمامة، مرجع سابق، صبو 3 .117سابق، ص عبد الرحمان بشير، مرجع 4 .2، هامش 204سابق، ص عجواتياين، مرج 5

179

الطلاق:-3-3

ويتم الطلاق حسب الشريعة اليهودية في محكمة حاخامية، وتنتهي " جيطين"الطلاق بالعبرية الإجراءات بأن يعطي الرجل زوجته قسيمة طلاق، ويكون في حضور شهود أو أمام محكمة شرعية،

ق الرجل أن وتعطى نسخة من القسيمة لكل من الزوجين، والطلاق حسب الشريعة اليهودية من حوإن كان من المعروف أن قسائم الزواج كانت كثيرا ما تحتوي على شروط تحمي يمارسه متى أراد،

.1الزوجة من أهواء الزوج

إذا اتخذ الرجل امرأة وصار لها بعلا، ثم لم تحظ عنده لعيب أنكره عليها، :" وقد جاء في سفر التثنية ."رفها من بيتهفليكتب لها كتاب طلاق، ويدفعه إلى يدها ويص

لكن اليهود استغلوا حق الطلاق وجعلوه مطلقا بلا ضابط فشاع بينهم، وأصبح من الممكن للرجل .تطليق المرأة لأسباب واهية

أسباب الطلاق:- 3-3-1

على التماسك الأسري، اجتهد المشرعون ا وحفاظالاستغلال لبعض اليهود للطلاق وبسبب ية الرجل في التطليق من جهة، كما حصروا حالات طلب المرأة اليهود في إيجاد قيود للحد من حر

:2للطلاق في سبعة أسباب مازال معمولا �ا إلى يومنا هذا وهي

عدم القدرة على مضاجعة الزوجة. -1تغيير الدين، وهو سبب كذلك للإبعاد من ا�تمع اليهودي والحرمان من كل الحقوق، واعتباره -2

عدوا الله. فجور والفساد.إسراف الزوج في ال -3 الامتناع عن الإنفاق على الزوجة. -4

.76، ص 1، ج2سابق، م عالمسيري، مرج 1 .261، أبو غضة، مرجع سابق، ص 122عمامة، مرجع سابق، صبو 2

180

هروب الزوج من البلاد لجريمة ارتكبها. -5 سوء معاملة الزوجة باستمرار. -6 إصابة الزوج بمرض خبيث أو ممارسة عمل أو تجارة محرمة. -7

غير أن هناك حالتان يقيد فيها الزوج فيصبح غير قادر على تطليق زوجته مدى الحياة وهما:

وج لعروسه في شرفها: فإذا ادعى الزوج بعد دخوله على عروسه أنه وجدها غير عذراء، فإن ا�ام الز -ية الفتاة وأن زوجها قد ا�مها زورا بسبب بغضه لها، مان إلى شيوخ المدينة بدليل عذر والداها يتقد

.1هفيغرم الرجل مائة من الفضة تدفع إلى أب الفتاة، ويلزم بعدم تطليق هذه الزوجة طيلة حيات

اغتصاب الرجل لفتاة غير مخطوبة: إذ أنه إذا ثبت أن رجلا قد اغتصب فتاة غير متزوجة فيعطي -لأب الفتاة خمسين من الفضة، ويجبر على الزواج ممن اغتصبها فتكون زوجته بقية عمره، ولا يستطيع

.2أن يطلقها العمر كله

إجراءات الطلاق:- 3-3-2

:متتالية ثلاث بإجراءات قومي أن بد لا زوجته الرجل يطلق ولكي

.زوجته طلاق فيها يثبت ورقة الزوج يكتب أن : الأول الإجراء

.بكار�ا أزال الذي هو أنه على دليلا لتكون بيده الطلاق ورقة زوجته يسلم أن : الثانى الإجراء

.3منزله مغادرة منها يطلب أن : الثالث الإجراء

رجل مطلقته حتى ولو تزوجت برجل آخر ثم طلقها أو مات كما لا يجوز بعد هذا الطلاق أن يعيد ال 4!عنها لأ�ا في نظر اليهود قد تنجست بعد هذا الزواج

.697موسى بن ميمون، دلالة الحائرين، ص 1 .694موسى بن ميمون، دلالة الحائرين، ص 2 .134صابر طه، مرجع سابق، ص 3 .260أبو غضة، مرجع سابق، ص 4

181

الطلاق، إحداث في الإسراع وعدم بالتمهل الرجل أوصت تعاليما التعاليم من هناك أن على .والوئام الوفاق يحدث ربما إذ شهرا عشر اثني مدة ينتظر أن وعليه

الطلاق التي حددها الربي شمعون بن سماح دوران في مجموعة القوانين التي حررها في ومن بين آثار م:1421ه/825مدينة الجزائر عام

أن المطلقة دون موافقتها يدفع لها زوجها كل ما تم الاتفاق عليه في العقد، وإن تم الطلاق برضى - .الطرفين لا تقدم للزوجة الإضافة المتفق عليها في عقد الزواج

كما لا يدفع الزوج الإضافة إن كان سبب الطلاق هو زنا الزوجة، ففي هذه الحالة لا يحق للزوجة - أخذ مؤخر الصداق ولا الندونيا ولا حتى ثيا�ا الخاصة بالمواسم والأعياد.

1وإن طلقت المرأة وكانت ترضع رضيعا فعلى الزوج أن يدفع لها النفقة طيلة شهور الرضاعة.-

دة فهي تسعين يوما لا يحسب منها يوم الطلاق ولا يوم الزواج، أما إذا كانت المرأة حاملا أما مدة الع 2أو لديها طفل رضيع فإنه لا يجوز لها الزواج إلا بعد مرور سنتين وهي فترة إرضاع الطفل.

إيقاعه يتعين أنه بمعنى نفسه، الشرع حق من الحالات بعض في الطلاق اليهودية الشريعة جعلت وقد :في إحدى الحالات التالية وذلك والزوجة، الزوج من كل عن رغما

.بزوجته الرجل اختلاء حين متواليات مرات ثلاث الحيض دم ظهور تكرر إذا -1 .تزني زوجته أن ثقة من الرجل علم إذا أو ذلك، عليها وثبت المرأة، زنت إذا -2 . سنوات عشر مدة عقيما المرأة ظلت إذا -3 .عقيما الرجل كان إذا -4 .معد بمرض أحدهما مرض أو بالصرع، الزوجين أحد مرض إذا -5 .زوجته الرجل ضرب إذا -6

.131بوعمامة، مرجع سابق، ص 1 .129، مرجع سابق، صسوزان السعيد 2

182

.1لزوجته الضروري القوت توفير على الرجل قدرة عدم -7

الختــــــان:-3-4

وهو 2"عهد الختان"، أي "بريت ميلاه"، ويقال أحيانا "ميلاه"الختان تقابلها في العبرية كلمة من العضو التناسلي للذكر، ويسمى الغرلة، وبالنسبة -اية الرأس�–قطع الجزء الزائد من الحشفة

للأنثى خفض الجزء الزائد من العضو التناسلي في الفرج ويسمى البظر، غير أن الثابت في التوراة .3والشريعة اليهودية هو ختان الذكور فقط، إذ لا يوجد نص توراتي واحد ينص على ختان الإناث

د ميلاده بسبعة أيام على الأكثر، حتى لو وقع اليوم السابع في يوم السبت، ويختن الطفل اليهودي بع 4.تلأن الختان لا يفسد قداسة السب

-عليه السلام–وقد استمد الختان شرعيته عند اليهود من أمر االله تعالى لنبيه إبراهيم ذي لا يختتن فقد نكث بالاختتان واعتباره عهد االله الذي عهده إلى إبراهيم ونسله من بعده، وأن ال

.ويأخذ الاختتان شكل حفل يحضره عشرة أفراد، وهو نفسه النصاب اللازم للقيام بالصلاة 5عهدهاليهودية، ويجلس الجد على كرسي وإلى جواره كرسي آخر يترك خاليا يسمى "كرسي إلياهو" صاحب

ة عبرية تشير إلى من يقوم �ذه العهد بين الإله وجماعة يسرائيل، ويقوم بعملية الختان "الموهيل" (كلم، فتقطع الغلفة وتقرأ بركة الختان:" مبارك باالله إلهنا التي أوصيتنا بفريضة الختان" 6المهمة ) داخل المعبد

، 7:"طوبى لكل من يتقي الرب ويسلك في طريقه"128، ثم المزمور 16وتقرأ فقرات من سفر حزقيال

.140-139صابر طه، مرجع سابق، ص 1 .47، ص 1، ج2المسيري، الموسوعة، م 2 .231أبو غضة، مرجع سابق، ص 3 .47المسيري، مرجع سابق، ص 4 .704موسى بن ميمون، مصدر سابق، ص 5 .47المسيري، مرجع سابق، ص 6 .25دت، صالسيد عاشور، الختان في الشرائع السماوية، القاهرة، 7

183

يلاده، فإن جثمانه يختن ويعطى اسما عبريا "إبراهيم" وإذا مات الطفل قبل مرور سبعة أيام من م .1ليكتسب الهوية اليهودية

المـــــــــــــــواريث: -4

وميغوراشيم على قوانين الميراث، إذ أصبح انعكس انقسام يهود الدولة الزيانية إلى توشابيم من قوانين استقروا عليها خلال للميغوراشيم قوانين خاصة معدلة تختلف عما كان لإخوا�م التوشابيم

.2وجودهم في بلاد المغرب الإسلامي

الميراث عند التوشابيم:-4-1

ينص قانون التوشابيم على حق الأولاد الذكور دون الإناث في الميراث مثلما كان معمولا به ميراث في تشريعات العهد القديم منذ عهد موسى عليه السلام، كما يؤكد على أحقية الابن البكر في

أبيه، حيث ينال نصيبين من أنصبة بقية إخوته، لأنه هو الذي أثبت رجولة أبيه حسب زعم اليهود، .3حتى وإن كان هذا الابن من زوجة ثانية مكروهة من طرف زوجها

ويمكن للبنات أخذ نصيب من الإرث في حالة واحدة فقط وهي عدم وجود ذكور وارثين، إلا ليهم من ميراث أبيهن حتى يرشدن ويتزوجن. ونلاحظ في قانون الميراث أن لهن الحق في الإنفاق ع

لدى التوشابيم حرمان الزوجة كذلك من أي حق في ميراث زوجها المتوفي لدرجة أ�ا تعتبر هي كذلك من ضمن الميراث وتورث مثلها مثل أي نوع من المواريث كما في حالة زواج اليبوم إذ أن الزوجة في

ورث لأخ الزوج المتوفي دون مراعاة لإراد�ا.هذه الوضعية ت

.47المسيري، مرجع سابق، ص 1 .134بوعمامة، مرجع سابق، ص 2 .209-208أبو غضة، مرجع سابق، ص 3

184

أقار�ا، إلى درجة ولا مشاركة أولاد المرأة بدون أما الزوج فإنه يرث وحده كل ما تملكه زوجته المتوفية .1أنه إذا كانت الزوجة وحيدة أبيها وتوفي قبلها فللزوج حق وراثة جميع ما كان لأبيها

اه فهو الثلثين، ثم ينفق عليها منها حتى تنفذ، فإذا نفذت طردت أما ما ترثه الزوجة من قيمة الكتوب .2من بيت زوجها

:3الميراث حسب القانون القشتالي بفاس-4-2

م، 1454ه/858ويقصد به القانون الذي وضعه يهود قشتالة بعد هجر�م إلى فاس سنة ة، وحررت باللغة الإسبانية وحددوا فيه قوانين الزواج والميراث بحضور كل أعضاء الجماعات القشتالي

موسى "و "Moise Albrahnes موسى البراهنس"ووقع عليها مجموعة من الربيين الإسبان وهم: باريوسف جاباي"وبنيامين "Issac Serulla إسحاق سيرولا"و "Moise Mamon مامون

Benjamin ber Joseph Gabay"بيع ، وتأكد هذا القانون بصدور تكانوت آخر وافقت عليه الم)، وصادق 1497ه/903( من التاريخ اليهودي 5242طيبت عام 12القشتالية الأربع يوم السبت

"Jacob Pariente يعقوب برينتيه"، و"Moise Valenci موسى الفلانسي"عليها الموثقان ومازال معمولا �ذا القانون إلى يومنا هذا. وتنص هذه التكانوت على ما يلي:

ل الزوج وكان لها أبناء فبعد تسديد الديون من الإرث يأخذ الزوج نصف ما إن توفيت الزوجة قب-تركته زوجته من الأملاك المنقولة وغير المنقولة، ويتقاسم الأبناء ذكورا وإناثا ما بقي من نصف الميراث

بالتساوي وتستثنى البنت المتزوجة والأرملة والمطلقة.

.91سوزان السعيد، مرجع سابق، ص 1 .56ليلى أبو ا�د، المرأة بين اليهودية والإسلام، ص 2 .137بوعمامة، مرجع سابق، ص 3

185

فبعد تسديد الديون، وبعد عزل ثيا�ا اليومية يرث الزوج أما إذا توفيت الزوجة ولم يكن لها أبناء-نصف ما تركته زوجته من أموال، والنصف الآخر يكون من نصيب ورثة الزوجة، حيث تكون الأولوية

كالتالي:

الأبناء الذكور من الزوج الأول إذا سبق وأن تزوجت. -

أب الزوجة. -

توفيا.ترث البنات إن لم يكن لها ذكور وكان الأب م -

يكن لها بنات، يرثها إخو�ا فإن لم يكن لها إخوة ترثها أخوا�ا. إن لم -

.1في حالة انعدام كل ما سبق يرث الزوج ثلثين والثلث الباقي يرثه أقارب الزوجة من جهة الأب -

أما إذا توفي الزوج قبل الزوجة فيقسم الميراث حسب الحالات التالية:

ث، وبعد تسديد الديون وعزل الثياب اليومية، تأخذ الزوجة إن كان له أبناء ذكور وإنا -النصف ويقسم النصف الآخر على الأبناء على أن يرث البكر الذكر نصيبين من أنصبة بقية

الإخوة.

فإن لم يترك أبناء فيعود النصف للزوجة، ويقتسم أبناؤه الذكور من زواجه الأول النصف - للإناث.الثاني، فإن لم يكن له ذكور فالنصف

فإن لم يكن له أولاد فيرثه أبوه، أو إخوته إن توفي الأب قبله، أو أخواته إن لم يوجد الإخوة، - .2فإن لم يوجد هؤلاء كلهم، ترث الزوجة الثلثين ويعود الثلث الباقي لأقرب أقرباء الزوج

1 Elie Malka, Conditions et statut légal des Juifs au Maroc à la fin du 15e siècle, in Revue des Etudes Islamiques, Année 1953, Tome XXI, Librairie orientaliste Paul Geuthner, Paris, p61.

.138بوعمامة، المرجع السابق، ص 2

186

التقويم والأعياد اليهودية: -5 التقويم اليهودي:-5-1

ب حاخامات اليهود من بدء الخليقة على أساس التواريخ التوراتية يبدأ التقويم اليهودي حس إلى السنة الميلادية الحالية. 3760قبل الميلاد، ويمكن حساب تقويمهم بإضافة العدد 3760بعام

م360"هليل الثاني" عام الناسي أو البطريرك وقد تم وضع التقويم العبري الدائم على يد بل ذلك عن طريق السنهدرين، فتوقد النيران معلنة إتمام رؤية القمر، وكانت بداية الشهور تعرف ق

ولذلك جرت العادة منذ ذلك الوقت عند يهود الشتات على الاحتفال بالأعياد يومين على التوالي .1لصعوبة تحديد اليوم الفعلي لظهور القمر الجديد في فلسطين

د سببان: أولهما أن حساب الشهور في السنة والتقويم اليهودي تقويم معقد للغاية، ولهذا التعقيالعبرية يتبع الدورة القمرية، فنجد أن الشهور اليهودية مكونة إما من ثلاثين يوما أو تسعة وعشرين

يوما، في حين أن حساب السنين يتبع الدورة الشمسية وذلك 354يوما، وبذلك تصبح السنة العبرية الزراعية في مواسمها. حتى يستطيع اليهود الاحتفال بالأعياد

والفرق بين السنة الشمسية والسنة القمرية أحد عشر يوما، فكان لا بد من تعويض هذا الفرق حتى .2يتطابق الحسابان

ولإجراء هذا التطابق تحايل اليهود بإدخال تعديلات معقدة على تقويمهم بحيث يتطابق عاما، فأضافوا شهرا كاملا مدته ثلاثون يوما التقويمان القمري والشمسي تمام التطابق مرة كل عشرين

3في كل عام ثالث وسادس وثامن وحادي عشر وسابع عشر من هذه الدورة العشرينية وهكذا...

.9غازي السعدي، مرجع سابق، ص 1 . 78المسيري، مرجع سابق، ص 2 .9ابق، صغازي السعدي، مرجع س 3

187

مارس) - وهذا الشهر المقحم على السنة يسمى آذار الثاني ويأتي بعد شهر آذار (آخر فيفري حيث تصبح سنتهم الكبيسة مكونة من ثلاثة عشر شهرا.

السبب الثاني لهذا التعديل فهو سبب شعائري بحت، فمثلا لا ينبغي أن يقع يوم عيد أماالغفران أو عيد رأس السنة عندهم قبل أو بعد يوم السبت، ولذلك فقد تؤجل بداية السنة يوما أو

يوما، أما السنة 355أو 354أو 353يومين حسب الأحوال، فتصبح السنة اليهودية العادية .1يوما 385أو 384أو 383يزاد عليها شهر كامل فتصبح الكبيسة ف

حسب الشهور وما يقابلها من شهور ميلادية: 2وهذا هو جدول التقويم اليهودي

ما يقابلها بالشهور الميلادية عدد الأيام شهور السنة بالتقويم اليهودي

أفريل- آخر مارس يوما 30 نيسان- 1

ماي-آخر أفريل يوما 29 أيار- 2

جوان- آخر ماي يوما 30 وانسي- 3

جويلية- آخر جوان يوما 29 تموز- 4

أوت- آخر جويلية يوما 30 آب- 5

آخر أوت يوما 29 أيلول- 6

أكتوبر يوما 30 تشري- 7

نوفمبر-آخر أكتوبر يوما 30أو 29 حشفان- 8

ديسمبر- آخر نوفمبر يوما 30أو 29 كسلو- 9

جانفي-آخر ديسمبر يوما 29 طيبت-10

فيفري- آخر جانفي يوما 30 شباط-11

مارس- آخر فيفري يوما 29 آذار-12

.78المسيري، مرجع سابق، ص 1 .141بوعمامة، مرجع سابق، ص 2

188

تكون بشهر نيسان وليس بشهر اليهود والملاحظ من خلال هذا الجدول أن بداية السنة عند - عليه السلام–آخر لما في هذا الشهر (نيسان) من أهمية خاصة لأنه الشهر الذي خرج فيه موسى

رعون وقومه وفيه عيد الفصح الذي يحتفل به إحياء لهذه الذكرى. باليهود من مصر هربا من ف

الأعياد اليهودية: -5-2

احتفل اليهود بأعيادهم في ظل الدولة الزيانية وكانت أعيادهم تتشابه مع بقية يهود العالم ومع تشريع يهود المغرب الإسلامي بصفة خاصة، ففي الحياة العامة احتفالات تذكارية، منها ما يخضع لل

" أي أ�ا أعياد شرعية، ومنها ما أصبح جزءا من الأعراف والعادات التي Halakha لخةالعام "الحأنه كانت هناك أعياد خاصة بيهود المغرب . بالإضافة إلى1خلد�ا الممارسات الطويلة القديمة

الإسلامي.

الأعياد الشرعية:- 5-2-1

خمسة.وهي الأعياد المنصوص عليها في شرائعهم وهي

عيد رأس السنة: بالعبرية "روش هشاناه"، وهو عيد يحتفل به لمدة يومين في أول شهر "تشري"، -أوليس له ذكرى تاريخية معينة، كما أنه لا يعتبر أهم من الأعياد اليهودية الأخرى، إلا أنه اكتسب

خلق العالم (ولكن، دلالة دينية وقدسية خاصة. فقد جاء في المشناه أنه اليوم الذي بدأ فيه الإله، وكذا فإنه يوم الحساب السنوي الذي تمر فيه كل 2حسب رواية أخرى، بدأ خلق العالم في نيسان)

المخلوقات جميعها أمام االله كقطيع من الغنم، لذا وجب على اليهودي أن يحاسب نفسه في هذا اليوم .عما ارتكبه من ذنوب طوال العام فيكثر من الصلاة وقراءة التوراة

.103عطا علي ريه، يهود المغرب الأقصى، ص 1 .83المسيري، مرجع سابق، 2

189

ومن عادات اليهود في هذا اليوم أكل العسل والتفاح وفواكه متعددة دلالة على تمني حياة حلوة في السنة الجديدة، ويكثر يهود المغرب الأوسط من أكل التمور، ويمنع استعمال الملح والخل والليمون،

وهذه العادات والزيتون الأسود الذي يستبدل بالأخضر، كما يحرم لبس الأسود ويستبدل بالأبيض، . 1كلها لجلب الخير والسعادة ودفع الحسد والعين

عيد الفصح: بالعبرية "بيساح" ويبدأ في الخامس من شهر "نيسان" ويستمر ثمانية أيام، ويحرم - بالعمل في اليومين الأول والأخير، وتقام الاحتفالات طوال الأيام الثمانية، وعيد الفصح هو أول أعياد

. 2الثلاثةالحج اليهودية

ويحتفل �ذا العيد تذكيرا لنجاة بني إسرائيل من العبودية لفرعون مصر إضافة إلى احتفالهم بقدوم الربيع.

وتبدأ طقوس هذا اليوم بالبحث عن الخميرة في البيت والتأكد من إبعادها تماما منه. ويأكل لم يكن -علية السلام–سى الخبز دون إضافة ملح أو خميرة تذكيرا لهم بأ�م وقت خروجهم مع مو

لهم وقت للتأنق في الأكل وانتظار العجين حتى يتخمر، وكل من يأكل خبزا مخمرا وكأنه فصل نفسه .3عن الدين اليهودي

. 4ويخرج اليهود من بيو�م ويسكنون البراري تذكيرا بسكناهم الصحراء بعد الخروج من مصري التي في آخرها صرر مربوطة على ظهورهم، والخروج وفي بلاد المغرب يمثلون هذا المشهد بوضع العص

من بيو�م وهم يتلون مقاطع التوراة المصورة لمشهد الخروج من مصر.

1 Chouraqui, Marche vers l’occident, op. cit., P173

.86المسيري، مرجع سابق، 2 ، 15غازي السعدي، مرجع سابق، ص 3 .653، دلالة الحائرين، ص موسى بن ميمون4

190

ويحضر يهود الجزائر في هذا اليوم شربة الخضر المعروف "بالسقية"، كما يضعون على المائدة امس دون أن يلمسه أحد لأنه خمسة أقداح من النبيذ يشرب أفراد الأسرة أربعة منها فقط ويترك الخ .1كأس النبي "إيليا" الذي سينزل من السماء قبل قدوم المسيح المخلص

وهذا العيد قد يجلب متاعب كثيرة لليهود، إذ بمجرد اختفاء طفل من ا�تمعات ا�اورة لهم ماء بشرية من من غير اليهود في فترة هذا العيد، فإ�م يتهمون بقتله، لأن الفطيرة يدخل في عجنها د

.2ضحية يقتلو�ا من غير اليهود ويستحسن أن تكون من المسيحيين أو المسلمين

عيد يوم الغفران: بالعبرية "يوم كيبور"، وكلمة كيبور من أصل بابلي ومعناها "يطهر"، والترجمة - جى أنه عيد، فهو الحرفية للعبارة العبرية "يوم الكفارة". ويوم الغفران يوم صوم، ولكنه مع هذا أضيف عل

أهم الأيام المقدسة عند اليهود على الإطلاق فيطلق عليه اسم "سبت الأسبات" ويقع في اليوم التاسع .ويبدأ الاحتفال �ذا العيد قبل غروب شمس اليوم التاسع من تشري ويستمر إلى ما بعد 3من تشري

ارا، ولا يقومون بعمل آخر غير ساعة يصوم اليهود خلالها ليلا و� 25غروب اليوم التالي، أي حوالي . 4التعبد

ويذبح يهود المغرب الإسلامي في هذا العيد الطيور ذات الريش الأبيض ويفضل الدجاج رمز الطهارة والغفران، وينتهي الصوم بتناول الحلويات، مثل حلوة "البولو" المصنوعة بالزبيب، أو خبز

.5الجوز

1 Chouraqui, Marche vers l’occident, P174 ..145انظر كذلك بوعمامة، المرجع السابق، ص

.106عطا علي ريه، مرجع سابق، ص 2 .83المسيري، مرجع سابق، ص 3 .12غازي السعدي، مرجع سابق، ص 4

5 Chouraqui, op. cit., P173

191

لتكفير هذا يوما يعلنون فيه نقضهم للعهود التي قطعوها وقد جعل اليهود من يوم الغفران أو ا لغير اليهود، ويختتم الاحتفال في اليوم التالي بصلاة النعيلة التي تعلن أن السماوات قد أغلقت أبوا�ا،

.1وبمجرد ما ينتهي الاحتفال �ذا اليوم يبدأ الاحتفال بعيد الظلل

، وسمي هذا العيد على مدى التاريخ بعدة مسمياتعيد الظلل أو المظال: بالعبرية العرش سكوت-دمن بينها "عيد السلام" و"عيد البهجة"، وهو يبدأ في الخامس عشر من شهر تشري، ومدته سبعة

.2أيام بعد يوم الغفران

ومناسبته التاريخية هي إحياء ذكرى الخيمة التي آوت بني إسرائيل في العراء بعد الهجرة فهي يه، والتقليد عند اليهود في هذا العيد هو أن يقيموا في أكواخ مصنوعة من أغصان تذكرهم بأيام الت

.3الشجر في الخلاء تدعى "سوكاه" ويصلون من أجل سقوط الأمطار بعد الصيف الجاف

وليلة السابع من عيد المظال ليلة مقدسة عند اليهود المغاربة حيث يقرأون التوراة ويحضرها الأطفال ثم يبدأون في التسلل إلى الخارج كبارا وصغارا لمراقبة السماء لعلهم يباغتون اللحظة الذين يسهرون،

، وفي الليلتين الأخيرتين تفك المظلة وتضرم فيها النار، 4التي تنكشف فيها تلك الليلة فتحقق أمنيا�مرق حيث ويدعون الأطفال للقفز فوقها مرددين كثيرا من الصلوات والتعاويذ عكس ما يجري في المش

يضربون الأغصان على الكراسي في البيعة حتى تتساقط أوراقها كلها، اعتقادا منهم أن ذنو�م التي ، لذا فإ�م لا ينفكون يكذبون ويغشون 5ارتكبوها خلال السنة تتساقط مع تساقط هذه الأوراق

طوال السنة انتظارا لهذا العيد الذي تمحى فيه ذنو�م.

.117 عطا علي ريه، مرجع سابق، ص 1 .83المسيري، مرجع سابق، ص 2

.13غازي السعدي، مرجع سابق، ص 3 .253-252حاييم الزعفراني، ألف سنة من حياة اليهود في المغرب، ص 4 . 255-254، حاييم الزعفراني، المرجع السابق، ص 162حسن ظاظا، الفكر اليهودي، ص 5

192

بلاد المغرب الكسكسي الذي تسهر النساء لإعداده ب هذا العيد المشهورة في ومن الأطباق .2، إضافة إلى شربة الفول والخبز المدقوق ممزوجا بالحليب والعسل رمز التوراة�1ذه المناسبة

عيد الأسابيع أو عيد الحصاد: ويشار إليه بالعبرية بكلمة "شفوعوت" أي الأسابيع، وهو - ه ، وهو ثالث أيام الحج عند اليهود إلى جانب عيد الفصح وعيد المظال، أحد الأعياد اليهودية المهمة

ويأتي هذا العيد بعد سبعة أسابيع من عيد الفصح ومن هنا جاءت تسميته، ومدته يومان هما .3السادس والسابع من شهر سيوان

ول أحب ومن وجوب تعظيم هذا اليوم عند اليهود عد الأيام من أول الأعياد إليه كمن ينتظر وص .4الناس إليه

فوق -عليه السلام- والمناسبة التاريخية لهذا العيد هي نزول التوراة والوصايا العشر على موسى .5جبل سيناء

وهذا العيد عام عند اليهود، ويعرف بعيد الحصاد لأن اليهود يقدمون أبكار غلات أراضيهم طلع الفجر، فتقرأ نصوص مختارة من العهد إلى معابدهم كما أمر�م التوراة، وتحيى السهرات حتى م

والزوهار، وترتل الأناشيد في البيعة أو البيت بمشاركة الأطفال وتوزع الحلويات القديم ومن المشناوالفواكه، وفي البيعة تقرأ أشعار "سلمون بن كبرول" و "يهودا اللاوي" و "إسحاق بن روبين

حيث يقرأ كل يهودي فقرة من النصوص السابقة ويصحح ، وتقام صلاة الهدية بعد الظهر 6البرشلوني". ومن 7له الحاضرون في حال ارتكابه خطأ مهما أثناء القراءة، ومن يختم القصيدة يبلل بالماء كلية

.254، ص ألف سنةحاييم الزعفراني، 1

2 Chouraqui, Marche vers l’oocident, P173. 170- 169حسن ظاظا، المرجع السابق، ص .89المسيري، مرجع سابق، ص 3 .651موسى بن ميمون، مصدر سابق، ص 4 . 89المسيري، مرجع سابق، ص 5 .110عطا علي ريه، مرجع سابق، ص 6 .111-110المرجع نفسه، ص 7

193

عادات هذا اليوم المنتشرة في بلاد المغرب رش الأطفال بعضهم البعض بالماء بواسطة مضخات صغيرة رش اما، ومرور السقاة على البيوت و بيو�م إلا وقد ابتلوا تمصنعت لهذا الغرض فلا يعودون إلى

صحون الدور بالماء فيتسابق السكان إلى الأدوار العليا، ويفرغون الماء على الأرض بواسطة قرن ثور، . 1وتسكب على السقاة أوعية الماء من أعلى ويرمى لهم الخبز وبعض النقود

الأعياد غير الشرعية:- 5-2-2

:2عياد التي لم ترد في التوراة وهي ذكرى لبعض مراحل التاريخ اليهودي ومنهاوهي الأ

عيد النصيب: وهو الاسم العربي لعيد البوريم وهي كلمة عبرية مشتقة من كلمة "بور"البابلية -أ التي تعني القرعة أي النصيب، وسمى العرب هذا العيد "عيد الشجرة" أو "عيد المساخر". ويحتفل به

رابع عشر من آذار وهو ذكرى لليوم الذي أنقذت فيه إستير(زوجة أحد ملوك الفرس) يهود في ال .3فارس من المؤامرات التي دبرها هامان لذبحهم

ويحتفل اليهود �ذا العيد بالإسراف في الشراب إلى حد يصبحون فيه غير قادرين على التفريق .4عيد المسخرةبين الدعاء على هامان أو عليه، ولهذا سماه العرب

وفي بلاد المغرب تقام قبل غروب الشمس وليمة كبرى وفي الصباح وأثناء الصلاة تنتقل بينهم كأس بوريم "تست بوريم" لكي يلقي فيه كل واحد من الحضور ما استطاع من نقود ويقدم بعض ما

ه النقود كان يفتدى به جمع لـ(نستريم) أي لمستحقيه من اليهود الفقراء ا�هولين والبعض الآخر من هذ . 5الأسرى

.251- 248، ص ألف سنةلزعفراني، احاييم 1 .145بوعمامة، مرجع سابق، ص 2 .85المسيري، مرجع سابق، ص 3 . 85، المسيري، مرجع سابق، ص 14غازي السعدي، مرجع سابق، ص 4 .259، ص ألف سنة، انظر كذلك حاييم الزعفراني، 122عطا علي ريه، مرجع سابق، ص 5

194

وتصنع في هذا العيد الحلويات وتوزع على الفقراء، وفي ليلة هذا العيد يصنع فطير محشي بالتمر، وكذلك قمح مدقوق ممزوج باللبن، وفي آخر النهار يحضرون السمك واللحم بالخضر والدجاج

وهي ذكرى 1تسمى "عين عمان"ويضيفون عليه رغائف صغيرة من الخبز محشية ببيضة مسلوقة و .2لتحطيم المعبد، وجلب النحس لبني إسرائيل

عيد التدشين: بالعبرية "حانوخه" أو "حانوكة"، ويستمر هذا العيد ثمانية أيام بدءا من الخامس - بوالعشرين من كسلو حتى اليوم الثالث من طيبت، ومناسبته التاريخية دخول يهودا الحشموني (أو

. 3س وإعادته الشعائر اليهودية في الهيكل ومن هنا كانت تسميته التدشينالمكابي) القد

ويقال إن يهود المكابي حينما دخل الهيكل وجد أن الزيت الطاهر أي الذي يحمل ختم كبير الكهنة لا يكفي إلا ليوم واحد وكان من الضروري أن تمر ثمانية أيام قبل إعداد زيت جديد كما تنص

المعجزة واستمر الزيت في الاحتراق لمدة ثمانية أيام بدلا من يوم واحد، لهذا صمم التوراة، فحدثت .4لهذا اليوم شمعدان خاص من تسعة فروع

ويحتفل في هذا العيد بإعداد الطعام والأفراح واللهو ويعد "الحانوكة" مناسبة للألعاب والتسلية "عيد الأنوار". ثم يصلي اليهود وتشعل الشموع أمام مدخل البيت لذا يسمى كذلك 5للأطفال

ويقرأون سفر الخروج ويباركون الطعام قبل تناوله، ويصنعون أكلا مميزا في هذا اليوم وهو المعمول

، انظر المسيري، الموسوعة، ص وزير فرعون قام من هامانعند المسيري الفطيرة هذه تسمى "أذن هامان" إمعانا لليهود في الانت 1

85. Chouraqui, Marche vers l’occident, P 174، انظر كذلك 146بوعمامة، مرجع سابق، ص 2 .84المسيري، مرجع سابق، ص 3 .14غازي السعدي، مرجع سابق، ص 4 .118عطا علي ريه، مرجع سابق، ص 5

195

بالقمح والزيت المحروق، وكذا الكسكسي بالدجاج والسفيري (وهو نوع من السفنج بالعسل) .1والمقروط بالعسل

ة عند يهود العالم بما فيهم يهود الدولة الزيانية، فهو في يوم السبت: يكتسي يوم السبت أهمية خاص-نظرهم يوم مقدس ولا يمكن بأي حال من الأحوال التنازل عن إبداء مظاهر الاحتفال والتقديس له، لأنه حسب اعتقادهم اليوم الذي استراح فيه الإله من خلق السماوات والأرض لذلك فهم يحرمون

.2احة والعبادةفيه العمل ويجعلونه يوما للر

ومن خصوصيات الاحتفال �ذا اليوم في بلاد المغرب أن هناك عشرة أوامر ينبغي على اليهودي القيام �ا، وتبدأ بغسل اليدين وإعداد خبزتين لكل وجبة من الوجبات الثلاث التي يتناولو�ا،

تفتح �ا الوجبة، وعند ويلي ذلك غسل المصابيح التي تنير مائدة الطعان ثم مباركة كأس الخمر التيبدء الطعام تبدأ مدارسة التوراة في أثناء الجلوس حول المائدة والدعاء والتسبيح وأخيرا شرب كأس

. وتمثل الخبزتان المتناولتان في الوجبة الشريعتين اللتين أنزلتا في يوم السبت، فالخبزة الأولى 3الخمر الأخيرة الشريعة الشفوية، ويعتقد اليهود أن نار جهنم تخبو في يوم السبت تمثل الشريعة المكتوبة، والخبزة الثاني

فلا تحرق شيئا. ويبدأ الاحتفال بيوم السبت بعد الظهر من كل جمعة ويستمر إلى ما بعد الغروب من .4يوم السبت

Joseph Taledano, Les Juifs Magrébins, Editionsانظر كذلك .146بوعمامة، مرجع سابق، ص 1

Brepols, Belgique, 1988, P 152. .650موسى بن ميمون، دلالة الحائرين، ص 2 .230-229حاييم الزعفراني، ألف سنة من حياة اليهود، ص 3 .115عطا علي ريه، اليهود في المغرب الأقصى، ص 4

196

بعض الأعياد الخاصة بيهود المغرب الإسلامي:- 5-2-3

عياد الشرعية وغير الشرعية والتي يشتركون فيها مع إلى جانب احتفال يهود الدولة الزيانية بالأ يهود العالم، إلا أن هناك عيدان خاصان بيهود المغرب الإسلامي وظهرا بعد انتشار الحركة الصوفية

خاصة في مطلع القرن الثامن الهجري/ الرابع عشر الميلادي، وهما: 1القبالية وظهور كتاب الزوهار

الهيلولة:-أ

فل �ا بالأولياء وأصحاب الكرامات، أشهرها هيلولة الرابي "شمعون باريوشع" وهي مناسبة يحت أيار، وفي مدينة تلمسان 18وهو من أشهر القبالين يحتفل به في كل بلاد المغرب الإسلامي في

اوة " الذي أصبح في بداية النصف قأن كان اليهود يحجون في هذا العيد إلى ضريح الحبر "أفرايم الزيانية .2اني من القرن العشرين أكبر مزار لليهود في العالم ولا يزال مقصد زوارهمالث

م، ومنذ ذلك الوقت وهم 1444وقد ابتدأ احتفالهم �ذا العيد منذ وفاة هذا الحبر سنة يعتبرونه وليا صالحا يلقون عند قبره همومهم ويسألون أمانيهم، ويتوسلون به وذلك بعد ثلاثة وثلاثين

هاء عيد الفصح، وتقام عند قبره الاحتفالات والأناشيد المتبوعة بطقوس دينية معينة، وهي يوما من انت . 3فرصة عندهم لقضاء ساعات من المرح بعيدا عن انشغالات الحياة اليومية

وخلال هذه الزيارات يقيم اليهود طقوسهم المألوفة وبعض ما نقلوه من الاحتفالات الصوفية يقرأون التوراة وكتاب القبالاه ويشعلون الشموع ويقيمون الصلوات ثم يغنون لدى أهل المنطقة، حيث

- حسب اعتقادهم-بصوت مرتفع لجلب القوات الخفية التي تخلصهم من متاعبهم وأمراضهم

"الإشراق أو الضياء" وكتاب الزوهار هو أهم كتب التراث القبالي، وهو عبارة عن تعليق صوفي مكتوب الزوهار كلمة عبرية تعني 1

موسى بن "باللغة الآرامية والعبرية على "المعنى الباطني" للعهد القديم، وينسب إلى الحاخام سيمون بن يوحان، ولكن يقال إن ، أسعد 206يلادي وهو مؤلفه الحقيقي، انظر المسيري، الموسوعة، ص مكتشف كتاب الزوهار في القرن الثالث عشر م "ليون=

.183، ص1970رزوق، التلمود والصهيونية، منظمة التحرير الفلسطينية، مركز الأبحاث، بيروت، .41، ص2شاوش، باقة السوسان، مرجع سابق، ج 2

3 Allouche et Laloum, Les Juifs d’Algérie, op. cit., P 136.

197

ويتبعون الأغاني برقصات صوفية ويطلقون صرخات قوية كلما ازداد حماسهم معتقدين أن روح الولي صف الليل وتستجيب دعاءهم، ثم يسهر الحاخامات بقية الليل في قراءة الصالح ستزورهم في منت

.1الزوهار والأناشيد والصلاة

الميمونة: - ب

احتفال يقال إن كلمة "الميمونة" تعود إلى كلمة "ميمون" العربية بمعنى" السعيد"، و"الميمونة"الفصح. وهو اليوم الذي يوافق يعقده يهود المغرب، وكثير من العرب اليهود في آخر يوم من أيام عيد

. وهناك 2ذكرى وفاة ميمون بن يوسف (والد موسى بن ميمون) الذي عاش في فاس لبعض الوقت"أن من يفسر الميمونة أ�ا تحريف لكلمة يوم أمونة أي يوم الإيمان، وذلك حسب ما جاء في التلمود:

. 3ررون مستقبلا في نفس هذا الشهر"أبناء إسرائيل تم تحريرهم من الأسر في شهر نيسان، وسوف يحولما مر الوقت ولم يظهر المسيح وحتى يبعد اليهود اليأس عنهم وحتى لا يفقدوا الأمل جعلوا من هذا اليوم يوم عيد يحتفلون به بعد الانتهاء من الاحتفال بعيد الفصح. وهو مرحلة لحياة جديدة إذ يحتفل

اب بيو�م مفتوحة لجلب السعادة والرخاء والبركة، ويرتدون �ذا العيد برموز السعادة، فيتركون أبو ومن أنواع المأكولات التي يتناولها .4ملابس الأعياد والمناسبات ويتبادلون التهاني "تربحوا وتسعدوا"

يهود في هذا اليوم طبق السمك الطازج المغلف بأوراق خضراء مزينا بخمس حبات فول وبلح وخمس التوضع آنية �ا أكاليل كما . 5بيضات ويوضع الكل داخل الدقيق، كما يحضر طبق البغرير (الموفليتة)

1 Allouche et Laloum, op. cit., P 136. Chouraqui, op. cit., P 217 انظر بوعمامة، مرجع

.146سابق، ص .88المسيري، مرجع سابق، ص 2بحاث ، دار الجليل للنشر والدراسات والأةوالاجتماعي ةللتشريعات الديني ةاليهودي ة، التلمود المرجعيمصالحة عمر أمين 3

176، ص م2006ولى، الأ ةلطبعردن، ا، عمان، الأةالفلسطيني .147بوعمامة، مرجع سابق، ص 4

5 Chouraqui, Marche vers l’oocident, op. cit., P 217, 88المسيري، مرجع سابق، ص

198

سل يتضمن الطعام خس�ا يغمس في العو أوراق الشجر والزهور، وغصون شجر التين وسنابل القمح .2. وفي عيد الميمونة يذهب اليهود إلى النهر أو منبع الماء لغسل أيديهم وأرجلهم1واللبن المخيض

بعد هذه النظرة حول التواجد اليهودي في العهد الزياني نرى أن اليهود حاولوا الانسجام مع وقد انقسموا في ذلك على عادا�م وتقاليدهم التي توارثوها منذ القديم، ةافظبالمح والتزامهم ا�تمع

العهد إلى أهالي ومهاجرين اندمجوا مع مرور الأيام مع بعضهم البعض، فشكلوا كتلة واحدة، هذا معية خاصة الساحلية منها، نظرا لما كانت تدره عليهم من عائدات زيانانتشارهم على كامل المدن ال

تلفة، وقد حافظ اليهود على مالية، ووجود البعض منهم الذين فضلوا المدن الداخلية لأسباب مخانتظامهم في تجمعات سكنية موحدة تسهل عليهم القيام بطقوسهم الدينية بصفة منتظمة وتجنب الاحتكاك مع المسلمين، هذا وقد كانت لليهود عادات خاصة بالطعام واللباس غير أ�م تأثروا

بالعادات الغذائية ولباس ا�تمع الذي ساكنوه لمدة قرون.

م اليهود بتشريعات خاصة لتنظيم مجتمعهم، فنظموا تشريعات الزواج وحددوا أحكامه والتز وإجراءاته، ورفض أوائلهم تعدد الزوجات ووضعوا عليه قيودا قاسية لتجنيب التساهل فيه، مثله مثل الطلاق الذي تشددوا فيه كذلك ولم يجيزوه إلا في حالات وتحت ظروف معينة وبإجراءات خاصة،

بعض التشريعات المتعلقة بالزواج قد تم تعديلها بعد قدوم الأحبار الأندلسيين منذ �اية القرن علما أنالثامن هجري، الرابع عشر ميلادي فيما يسمى بتقنوت مدينة الجزائر، وأصبحت هي الحكم في

المحاكم قضايا الزواج والطلاق والنفقة وغيرها، بعد أن كان يهود الدولة الزيانية يحتكمون فيها إلىالإسلامية وهو ما اعتبره هؤلاء المشرعون خيانة وخروجا عن تعليمات الديانة اليهودية وأنزلوا على

مخالفيها أحكاما عقابية.

.88المسيري، مرجع سابق، ص 1 .244-243حاييم الزعفراني، ألف سنة من حياة اليهود، ص 2

199

وأعطى اليهود للختان أهمية بالغة في حياة الطفل إذ يعد بالنسبة لهم يوما مقدسا يحتفل فيه ل المختن، كما تناولت تشريعا�م الميراث لكن لأنه تعبير حسبهم على بركة االله على هذا الطف

اختلفت بين تشريعات اليهود الأهالي التي كانت مختلفة عن تشريعات القانون القشتالي.

وفيما يخص التقويم اليهودي فإن اليهود خالفوا المسلمين والمسيحيين في تقويما�م وجعلوا لم، وحتى الأشهر جاءت مخالفة سواء للتقويم لأنفسهم تقويما خاصا يبدأ حسبهم بما يسمى خلق العا

الشمسي أو القمري، أما عن أعياد اليهود فإ�م اشتركوا مع بني جلد�م في الأعياد العامة التي كان يحييها اليهود عبر كافة بلدان العالم، منها الأعياد الشرعية التي تمليها عليهم كتبهم المقدسة، وأعياد

اث أو تيمنا بمناسبة من المناسبات، واختص يهود المغرب الإسلامي غير شرعية جاءت نتيجة أحدبأعياد خاصة منها عيد الهيلولة والميمونة، وبعض الاحتفالات بأحبارهم وتقديس ذكراهم وزيارة

قبورهم التي لا يزال بعضها محل زيارة وتبرك إلى اليوم .

سط تواجدا هاما لأهل الذمة، من عرفت الدولة الزيانية خلال فترة سياد�ا على المغرب الأو مسيحيين ويهود، حيث انحصر التواجد المسيحيين في فئتين: أولاهما هي فئة التجار المقيمين في أحياء

تورد لا خاصة تصعب من مهمة التعرف عليهم عن كثب واستقراء تركيبتهم الاجتماعية، حيث ية وعلاقا�م التجارية مع السلطة الزيانية. والفئة تعاملا�م الاقتصادإلا معظم المصادر والوثائق المتوفرة

الثانية هي شريحة الخدم في القصور أو الأسرى القابعين في سجون الدولة والذين تقع على عاتقهم ، يضاف إليها الجنود الذين استعملتهم السلطة كميليشيات في بعض العصور ولا الأعمال الكبرى

. نتوفر على أي معلومات تخصهم

وبسبب قلة ،بصفة كبيرة أهملت الجوانب الاجتماعية لهذه الفئات فهذه الوثائق قد إذن نالمعلومات المتوفرة عن العنصر المسيحي، فإننا نرى أنفسنا مضطرين أن نقتصر في هذا الفصل ع

تماعية وبعض الجانب الاجتماعي لأهل الذمة على الحديث عن العنصر اليهودي وتركيبته الاج ، مع إيراد ما توفر عن تواجد المسيحيين التجار على أراضي الدولة الزيانية. تعلقة بهالعادات الم

اليهود عند والعلوم التربية-1

الذمة أهل عند العلوم-2

الذمة أهل علماء برزأ-3

202

إن الحديث عن ثقافة ذمية بالمعنى الكامل في المغرب الإسلامي وبالذات في عصر الدولة الزيانية هو نوع من البحث في أعماق سحيقة غائرة، لقلة المصادر التي تتحدث عن هذا الموضوع لأن

اء الذميون يعدون على أصابع اليد، شأ�م الواقع الثقافي الذمي كان فقيرا للغاية في ذلك العهد فالعلمفي ذلك شأن العرب والمسلمين لذلك الوقت الذي بدأ يشهد انحطاطا في كامل مناحي الحياة خاصة ما تعلق منها بالحياة الثقافية والعلوم، لهذا سنحاول أن نقصر حديثنا في هذا الفصل على أساليب

عند اليهود لأ�م أبرز من ظهر على الصعيد العلمي عكس التربية والعلوم، ثم محاولة رصد أهم العلومالنصارى الذين كما أسلفنا في الفصول السابقة اقتصر ظهورهم على بعض التمثيل الدبلوماسي أو

ا�ال الاقتصادي لعملهم في التجارة بصفة أكثر.

203

التربية والعلوم عند اليهود:-1 نظرية التعليم عند اليهود-1-1

لعب التعليم الديني دورا مهما في حياة اليهود بالشمال الإفريقي، كما حرصوا على إحياء م تأسست مدارس تلمودية في المدن ذات التجمعات 10ه/4لغتهم التي اندثرت، ومنذ القرن

اليهودية الكبيرة في بلاد المغرب الإسلامي مثل القيروان وتلمسان وسجلماسة، وعلى الغالب أن هذه .1دارس كانت ملحقة بالمعابد مثلما كان الكتاب الإسلامي ملحقا بالمساجدالم

وظهرت مدارس القيروان وفاس كما ازدهرت أحد المدارس الربانية بسجلماسة منذ القرن الرابع هجري إلى أن خر�ا الموحدون في منتصف القرن السادس فرثاها ربي يهودي:" بكيت مثل المرأة

حدق با�تمع في سجلماسة هذه المدينة التي تشتهر بالعلماء والحكماء وبالضوء في أسى للشر الذي أالذي حجب مع العتمة والظلام...هذا الصرح الكبير خمد كجثة هامدة، ودنست المشنا وديست

.2بالأقدام"

لـــف كثـــير مـــن علمـــاء اليهـــود كتبـــا تتحـــدث عـــن طـــرق التعلـــيم والتربيـــة ولعـــل كثـــيرا مـــنهم قـــد وأمن مؤلفات العلماء المسلمين خاصة في الأندلس الـتي كانـت تزخـر بعلمـاء أفـذاذ أدوا أدوارا استنبطوها

عظيمة في التنظير لسبل وطرائق التربية والتعليم، ومن بين أكابر علماء اليهود الذين أخذوا هذه الطرق بــاس المغـــربي الحــبر يهــودا بـــن صــاموئيل بــن عبـــاس المعــروف لـــدى المســلمين بــأبي البقـــاء بــن يحــيى بـــن ع

يمكــن إيجازهــا وقــد أوردهــا ابنــه الســموأل و لــذلك الطريقــة المثلــىالأندلســي رســالة في التعلــيم وتكلــم عــن في ســن الثالثــة يبــدأ الطفــل بــتعلم القــراءة، وفي الرابعــة والنصــف يــدرس الأبــواب الأولى مــن : فيمــا يلــي

يــدرس أســفار موســى الخمســة متبوعــة وعنــدما يصــل الطفــل ســن السادســة والنصــف عليــه أن. التــوراة

.139عربي، ص عبد الرحمن بشير، اليهود في المغرب ال 1

2 Nahum.Slousch, Travels in North Africa, The Jewish Publication Society of America, Philadelphia, 1927, P 347.

204

وحينمــا يصــل . بالترجمــة الآراميــة الــتي تعــد مــدخلا لدراســة التلمــود، وبعــدها تــأتي دراســة أســفار الأنبيــاءالطفــل الثالثــة عشــرة تبــدأ عمليــة تدريســه النحــو مــن كتــب المتخصصــين في هــذا الميــدان كــابن جنــاح،

دراسـة التلمـود، حيـث يبـدأ التلميـذ مع وازاة المزرا، وذلك بوداود القمحي، ويهود حيوز، وأبراهام بن ع وفي الثامنــة عشــرة يتــزوج الطالــب، وحينئــذ يشــتغل بدراســة العلــوم كالطــب والفلســفة . بالفصــل البــابلي

.1والفلك والميكانيكا والموسيقى، وتدرس جل هذه المواد من كتب علماء المسلمين

ـــتروض بعلـــم الإلهيـــات الـــذي يصـــبح منتهـــى وتتـــوج معـــارف المـــتعلم بريـــاض الفلســـف ة الحـــق، فيتأملاتــه ليــل �ــار، فيــنعم ببلــوغ غايــة النظــر والمعــارف وهــي حظــوة لا يبلغهــا إلا القلــة ممــن حبــاهم االله

عليه ستنزل الروح الإلهية، روح الحكمة ونفاذ البصيرة، روح النصـيحة :"بفضله ويصدق فيه قول أشعياء 2."اللهوالقوة، روح العلم وخشية ا

باللغــة " طــب النفــوس"وفي التربيـة النظريــة أيضــا، ألــف الحــبر اليهــودي يوســف بــن أكنــين كتــاب وأفـرد الفصـل السـابع . العربية، وكتبه بالحروف العبرية، وتحدث فيـه عـن المعلـم المثـالي، والتلميـذ النجيـبآداب "مـــد بـــن ســـحنون عشــر لفضـــائل المعلـــم والتلميـــذ، وهـــو علــى مـــا يبـــدو قـــد اطلـــع علــى كتـــاب مح

.3وتأثر به، وأخذ عنه في كثير من الفصول". المعلمين

وكانت المدارس اليهودية تحمل اسم "الحدر" أو "الصلاة" أو "المدرسة"، أو تلحق بمنزل أحد . ويتم فيها التعليم بالطريقة التقليدية التي تشبه 4اليهود إذا كانت المدينة خالية من معبد أو كنيسة

التعلم لدى المسلمين في الكتاتيب، ويغلب عليها طابع الحفظ والاستذكار و�تم بتعليم طريقة

.157مسعود كواتي، اليهود في المغرب، ص 1 .117حاييم الزعفراني، يهود الأندلس والمغرب، ص 2

.157كواتي، المرجع السابق، ص 3 .61حاييم الزعفراني، ألف سنة من حياة اليهود بالمغرب، ص 4

205

، ثم أسس الديانة اليهودية 1الأطفال بين سن الثالثة والسابعة أو بين الرابعة والثامنة القراءة والكتابةكمة كقراءة الكتاب المقدس، وبعض أجزاء من أسفار موسى الخمسة، وكتب الأنبياء وكتب الح

والأمثال وتلاوة الأدعية الدينية، كما يتم تعليم الأطفال الصلوات والعبادات حتى تثبت في أذها�م الروح الدينية، ويشرح لهم المعلم ما حفظوه من الكتاب بلغتهم اليومية من غير أن يكونوا قد درسوا

كي يتم إعداده للمشاركة في النحو والتاريخ، والمطلوب من التلميذ في هذه المرحلة معرفة القراءة ل، وتكون القراءة مجودة ويقوم الطفل بتحريك جسمه أثناء التعلم حتى يسهل عليه 2شعائر المعبد

الحفظ والاستيعاب، ويكون التعليم في هذه المرحلة معظمه شفويا. ويخصص مساء كل يوم خميس يوم الجمعة فيخصص لتعليم لقراءة فقرات من كتب الأنبياء التي تسمى "هفتار" بالعبرية، أما

3الكتابة.

وكان التعليم يتم بالعبرية أو بالعربية التي كانت تكتب بالحروف العبرية غالبا، إذ أن استعمال اللغة العبرية بقي محصورا في الدراسات المقدسة والشعائر الدينية، ومحدودا فقط بين فئات معينة من

.4لذي اقتصر على الطبقة الميسورةا�تمع كما هو الحال بالنسبة للتعليم ا

ولا يســمح اليهــود للمــرأة بالالتحــاق واقتصــر التعلــيم في هــذا العهــد علــى الــذكور دون الإنــاث كـل مـن يعلـم :"أليعـازر فقد جاء على لسان الحاخام بالمدارس الدينية، وهي في شريعتهم خفيفة عقل.

.211فوزي سعد االله، يهود الجزائر، ص 1 .67الزعفراني، المرجع السابق، ص 2 .160فاطمة بوعمامة، اليهود في المغرب الإسلامي، ص 3

4 Joëlle Allouch-Benayoun et Doris Bensimon, Les Juifs d’Algérie, hier et aujourd’hui, Mémoire et identité, Bibliothèque historique Privat, Toulouse, France, 1989, P 14.

206

وجدت بعض النساء اليهوديات المتعلمات على أيدي غير أنه .1"ابنته التوراة، فكأنما يعلمها السخافة 2.آبائهن أو إخوا�ن أو أزواجهن في البيوت وليس في المدارس

المدارس اليهودية ومضامينها:-1-2وتشبه المدرسة اليهودية الكتاب الإسلامي حتى في شكلها وتكوينها ومحتويا�ا، إذ أ�ا عبارة

أو طابق في منزل، تتخلها كوات ضيقة تفتح صيفا وتقفل عن غرفة صغيرة في الطابق التحت أرضيشتاء، يكون عدد التلاميذ فيها بين مائة ومائة وخمسين فردا، وبسبب هذا العدد الكبير يكون الجو خانقا داخل الغرفة، ويعاني فيه التلاميذ من مختلف الأمراض كالجرب والرمد، ويجلس هؤلاء مجموعات

بالحصير المصنوع من الحلفاء أو القش، يجلس المعلم القرفصاء مستندا مجموعات على أرضية مفروشةإلى جدار قرب الباب يراقب ا�موعة ويشرف على تعليمها، حاملا سوطه المرهب للتلاميذ، وقد يسير بين ا�موعات من حين لآخر مرتديا جلبابه الأسود والشال الأزرق بخطوطه البيضاء، وتضاء

قناديل الزيت أو الشمع. ويساعد المعلم في مهنته "الحزان" الذي يصحب التلاميذ إلى الغرفة في الليل ب .3بيو�م ويحرسهم في الطريق والمدرسة

وكان هذا الطاقم التعليمي المتواضع يأخذ أجرته من الجماعة اليهودية أو الآباء، أو علاوة تدائي حتى يبلغ سن الثالثة عشر، ويبقى الطفل في التعليم الاب .4تسمى خبز المعلم كل يوم جمعة

Bar Mitiva.5ويحتفل بنهاية التعليم الابتدائي في البيعة، ويسمى هذا الحفل "بار مطوع"

.58ظفر الإسلام خان، التلمود تاريخه وتعاليمه، ص 1

2 Abrahams Israël, Jewish life in the middle-ages, op. cit., P 342-343. 3 Haïm Zafrani, Deux mille ans de vie juive au Maroc, P 62. 4 Abrahams Israël, op. cit., P 349.

.161بوعمامة، المرجع السابق، ص 5

207

ثم ينتقل التلميذ إلى مستوى تعليمي أعلى يماثل التعليم الثانوي الحالي، ويسمى بالعبرية "بيت مرحلة تعليمية موجهة خصيصا للمثقفين همدراش" وتعني دار الدراسات الحاخامية العليا، وهي أعلى

، وكان الأولاد المنتظمون في الدراسة يصلون إلى دراسة التلمود عندما يبلغون الثالثة عشرة 1ثقافة عاليةمن العمر، وتستمر دراستهم له مدة ثلاث سنوات، ينتقلون بعدها إلى دراسة المسائل الفقهية بعمق

اصب الحاخامات.وذلك إعدادا لهم لاستلام من .2أكبر

وإذا ما أكمل الطالب الطور السابق "بيت همدراش" فإنه ينتقل إلى طور أعلى خاص بالتعليم العالي للأحبار وذلك عبر انتقاله إلى إحدى المدارس العلمية كمدرسة بابل، ويسمى هذا الطور

وممارسة الجدل، وإظهار ، 3بالعبرية "ياشيفاه" وفيه يتعمق الطلاب في دراسة التلمود والعلوم العقليةقدرته على التأويل، وعند التخرج يمنح الطالب لقب "حبر" وقد دخل هذا الطور من التعليم إلى بلاد المغرب الإسلامي مع هجرة يهود الأندلس ونموذج من مدارس الياشيفاه هو مدرسة "أسير بن يحيل"

للمدرسة الأندلسية التي نقلها الربيون في القرن الثامن الهجري/الرابع عشر الميلادي، وتعتبر إرثا .4القشتاليون إلى بلاد المغرب

وفي عهد الدولة الزيانية بنيت كنيسة في نفس الحي الذي بنى فيه الربي أفرايم أنقاوة كنيسا يحمل اسما عندما قدم إلى مدينة تلمسان وسمح حاكمها لليهود بالسكن بجنب قصره، هذه الكنيسة

.117جواتياين، دراسات في التاريخ الإسلامي، ص 1

2 Ashtor, The Jews, Vol 3, P 95. .162، ص م1983عبد الرزاق أحمد قنديل، الأثر الإسلامي في الفكر اليهودي، دار التراث، القاهرة، 3 .162بوعمامة، مرجع سابق، ص 4

208

للتعليم العالي لشريعة موسى، بانيها لم يكن إلا ابن الربي أنقاوة واسمه "إسرائيل الثانية كانت موجهةIsrael" وأطلق على هذه المدرسة اسم " Masria"1.

الذي "Halèl Ben Sidounم أتى الربي "هلال بن صيدون 1486وبعدها حوالي سنة في الحي المسمى "الدريبة خلف الربي أنقاوة ليبني كذلك كنيسة في مدينة تلمسان تحمل اسمه

Doriba وذلك نظرا لتزايد أعداد اليهود في المدينة والحاجة إلى بناء مرافق تعليمية جديدة " 2لاستيعا�م.

زاولينإذ أن معظـــم الطـــلاب المـــويتوجـــه التلاميـــذ الـــذين لم يكملـــوا تعلـــيمهم إلى مهـــن أخـــرى، أن ما تـلقوه من تعليم خلال الانتظام السـابق غير ة،كانوا ينسحبون في أعمار صغير النظامية لدراسةل

إن عدد الطلاب الموهوبين الـذين أكملـوا ، وهكذا ففي الدراسة كان يفيدهم في حيا�م الدينية والعملية .جدا دراستهم إلى مستوى عال كان قليلا

صــغرهم بالحاجــة إلى العلــم وكثــيرا مــا يشــعر الكبــار الــذين لم يأخــذوا بحــظ وافــر مــن التعلــيم فيفيترددون إلى البيع لحضور الـدروس الدينيـة الـتي كانـت تعقـد في ليـالي السـبت . وخصوصا العلوم الدينية

وفي بعـض الأحيـان كـان الراغبـون في الـتعلم مـن أولئـك الرجـال يعقـدون اتفاقـا مـع .3والاثنين والخمـيسمعين وفي أحد الأسئلة الموجهة إلى الأحبار في القرن الخامس أحد العلماء ليقوم بتدريسهم مقابل أجر

الحـــادي عشـــر المـــيلادي، هنـــاك ذكـــر لاتفـــاق حصـــل بـــين خمســـة رجـــال في إحـــدى الطوائـــف /الهجـــري .4اليهودية في الأندلس، وبين معلم جاء من بلد آخر، وتـعه�د بإعطائهم الدروس في كل أيام الأسبوع

1 Darmon, origine et constitution de la communauté Israélite de Tlemcen, op. cit., P 381. 2 Ibid, P 382.

3 Ashtor, The Jews, Vol.3, P.98. 155جواتياين، دراسات، ص.

4 Ibid, P 99.

209

عمـــوم فـــإن أبـــرز مـــا يدرســـه التلاميـــذ في المـــدارس اليهوديـــة هـــو التـــوراة والتلمـــود، فكـــل وعلـــى ال دراسا�م تتمحور حول هـذين الكتـابين المقدسـين لـديهم، وحـتى الـربي فـإن حياتـه قـد نـذرها للاشـتغال بتعلم وتعليم الكتب المقدسة ولا يمكن أن يحيد عنها بأي حال من الأحوال، ولا أن ينشغل عن ذلـك

.1الأمور الدنيويةب

:نماذج تعليمية لعلماء يهود-1-3وقد اهتم العلماء اليهود بالجانب النظـري التربـوي فناقشـوا هـذه المسـألة في كتابـا�م ومؤلفـا�م،

للطـــرق الـــتي يمكـــن بواســـطتها دراســـة الشـــريعة " كتـــاب المعــارف"إذ تطــرق موســـى بـــن ميمـــون في كتابـــه .2اليهودية

ويمكـــن أن نعـــرف الآراء التربويـــة لأبي . 3ا بـــن صـــاموئيل رســـالة حـــول التعلـــيموكتـــب الحـــبر يهـــودبـــذل ا�هـــود في إفحـــام : "في كتابـــه ألمـــن خـــلال مـــا ســـجله ابنـــه الســـمو )يهـــودا بـــن صـــموئيل( البقـــاءوشــغلني أبي بالكتابــة : "الــذي يقــول فيــه " البــاهر في الجــبر"الــذي ألفــه بعــد أن أســلم، وكتابــه " اليهــود

لعلم العبري ثم بعلوم التوراة وتفاسـيرها، حـتى إذا أحكمـت علـم ذلـك عنـد كمـال السـنة الثالثـة عشـرة بامن مولدي شغلني حينئذ بتعلم الحساب الهندي، وحل الزيجات عنـد الشـيخ الأسـتاذ العـالم أبي الحسـن

والتأمــل في عــلاج … وقــرأت علــم الطــب علــى الفيلســوف أبي البركــات هبــة االله بــن علــي. الدســكري

1 Béatrice Leroy, Une famille Sepharades à travers les siècles: Les Menirs (XIIe-XXIe siècles), Editions du Centre National de la Recherche Scientifique, Paris, 1985, P 35.

.156كواتي، اليهود في المغرب، ص 2، مطبعة الفجالة الجديدة، القاهرة، ل بن يحيى بن عباس المغربي، بذل ا�هود في إفحام اليهود، تقديم: محمد أحمد الشاميأالسمو 3

؛ ابن العبري غريغوريوس الملطي، تاريخ مختصر الدول، وقف على تصحيحه وفهرسته:الأب أنطون صالحاني 4د.ت، ص .217م،ص1994ه/ 1415، 2اليسوعي،دار الرائد اللبناني، بيروت، ط

210

فأمــا الحســاب والــربح … الأمــراض ومشــاهدة مــا ينفــع مــن الأعمــال الصــناعية في الطــب والعلاجــات . 1"حينما كمل بي أربع عشرة سنة… فإني أحكمت علمهما

وقـد كنـت قبـل اشـتغالي �ـذه العلـوم، وذلـك : "يقـول" بذل ا�هود في إفحـام اليهـود"وفي كتابه طـلاع علـى مـا كـان لااالثانية والثالثة عشرة معتنيـا بالأخبـار والحكايـات، شـديد الحـرص علـى في السنة

فاطلعــت علــى التصــانيف المؤلفــة في الحكايــات . في الــزمن القــديم، والمعرفــة بمــا جــرى في القــرون الخاليــةلخرافـات الطـوال، ثم إلى الـدواوين والنوادر على اختلاف فنو�ا، ثم انتقلت عن ذلك إلى محبة الأسمـار وا

وطلبــت الأخبــار الصــحيحة فمالــت نفســي إلى التــواريخ، فقــرأت … الكبــار، مثــل ديــوان أخبــار عنــترة 2...."، وطالعت تاريخ الطبري وغيرها من التواريخ"تجارب الأمم"كتاب مسكويه الذي سماه

يبـدو تشـمل كـل أبنـاء اليهـود ولكنهـا تمثـل ل لم تكـن علـى مـاأإن الطريقة الـتي تعلـم �ـا السـمو .نموذجا لتعليم أبناء الشخصيات المرموقة

وحــددت الشــروط الــتي يجــب أن تتــوافر في المعلــم والتلميــذ المثــاليين في عديــد الكتــب الــتي نــذكر خـير معاصر ابن ميمون والذي إليه كتب هذا الأ" يوسف بن أكنين"للربي المغربي " طب النفوس"منها

وأفـــرد فصـــله "طـــب النفـــوس"، وكتـــب ابـــن عقنـــين كتابـــه باللغـــة العربيـــة، وسمـــاه "دلالـــة الحـــائرين"كتابـــه في تبيـين الشـروط " ابـن سـحنون"السابع والعشرين للكلام عن فضائل المعلم والمـتعلم، وسـار علـى �ـج

يص الجزء الثامن مـن وقـت والقواعد التي ينبغي أن تتقيد �ا مهنة التعليم، ويرى ابن أكنين ضرورة تخص .3المتعلم لدراسة الموسيقى

، المقدمة، م1972 دمشق، دي راشد، مطبعة الجامعة،ل بن يحيى، الباهر في الجبر، تحقيق وتحليل: صلاح أحمد، ورشأالسمو 1

.6ص .7-6السموأل بن يحيى، بذل ا�هود في إفحام اليهود، ص 2

.118حاييم الزعفراني، يهود الأندلس والمغرب، ص 3

211

وإذا مــا أ�ــى الطالــب طلبــه للعلــم ســلمه أســاتذته شــهادا�م، وهــي إجــازات حقيقيــة تمكنــه مــن القيام بواجب التدريس، فـإذا هـو أيضـا أسـتاذ ينقـل المعرفـة الـتي تلقاهـا بـنفس الطريقـة والمـنهج ويتصـف

بل العــــيش وتجعــــل إخوانــــه في الــــدين يكنــــون لــــه التقــــدير بصــــفة الأســــتاذية، وهــــي صــــفة تضــــمن لــــه ســــوالاحترام، وبعد حين من الدهر يحبر بعـض أوراق، بـل يؤلـف كتابـا كـاملا يـذكر فيـه أسـاتذته وأعمـالهم

ـــ ـــ"الفهــرس"فيمــا يســمى عــادة بـــ ــتي تســتفتح �ــا " الهقــدموت"، وهــي شــبيهة بـــــ أو المقــدمات الطويلــة الرض أحيانا وبشكل جد مقتضب لتراجم الشيوخ مع ذكر مؤلفا�م ولا يذكر الكتب العبرية، حيث تتع

.1إلا الأدباء والعلماء الذين نذروا حيا�م للعلم بمعناه التقليدي" الفهرس"غالبا في

يبحـث لـه عـن عمـل رسمـي أو " وينتهي طلب العلم عند المتعلم العـادي في سـن الثلاثـين وبعـده .2والفلاحةيختار له مهنة عادية كالتجارة

1 Zafrani, deux mille ans de vie juive, op. cit., P 72.

.128الزعفراني، يهود الأندلس والمغرب، ص 2

212

العلوم عند أهل الذمة:-2ننتهج في تقسيم العلوم هنا التقسيم المتعارف عليه إلى علوم نقلية وعلـوم عقليـة، حيـث نتطـرق

.إلى أهم ما ألف في القسمين مع ذكر لأهم المؤلفين والبارزين في كل قسم

العلوم النقلية: -2-1اسة الكتب الدينية، كالتوراة والتلمود وكل ما له صلة وهي ما تستند إلى مصدر ديني و�تم بدر

�ــا، ويمكــن تســميتها كــذلك بــالعلوم الشــرعية، إذ نحــا فيهــا المؤلفــون اليهــود طريــق العلمــاء المســلمين في اتخـاذ القـرآن الكـريم والحـديث الشـريف أساسـا في الاستشـهاد والتفسـير، فاتخـذوا التـوراة والتلمـود لخدمـة

:" وأنـا مزمـع أن أستشـهد علـى شـرح بعـض الأصـول 1وفي ذلك يقول عالمهم ابـن جنـاحالعلوم الدينية، بما أمكنني من الموجود في التوراة، وما لم أجد عليه شاهدا من التوراة استشـهدت عليـه بمـا حضـرني مـن

. 2التلمود"

التشريـــــــــــــــــــع اليهودي: - 2-1-1ت منــاهجهم، فنشــطت الدراســات التفســيرية في تعــددت مــدارس التفســير لــدى اليهــود وتنوعــ

بــلاد المغــرب اعتمــادا علــى مــا كتبــه الأولـــون مــنهم ســواء في المشــرق أو المغــرب وخاصــة علمــاء اليهـــود الأندلسيين الذين تضلعوا في الفقه والتشريع وحازوا قصب السبق في تفسـير المسـائل الشـرعية واسـتنباط

)، وقد MERINOSهو أبو الوليد مروان بن جناح، ويسمى بالعبرية "الحاخام يوحنا". ويسميه النصارى "يونا" أو مرينوس ( 1

التي أعقبت فتنم) بسبب ال1012/هـ403م)، وعاش في بيئتها العلمية المزدهرة ثم تركها سنة (990/هـ380ولد في قرطبة سنة (فيها مؤلفاته في اللغة والنحو، كتب، ثم انتهى به المطاف في سرقسطة، فأقام فيها بقية حياته، و سقوط الخلافة، واستقر في أليسانة

Semon Dubnov, History of The Jews From Roman Empireم)1055/ه447ومات عام (to The early Mediaval Period, Translated from the Russian by Moshe Spiegel, Library of Congress, NEW YORK, USA, 1968, Vol.2, P635-636. Ashtor, The

Jews, Vol.3, P.12-13. .28م، ص1963إبراهيم موسى هنداوي، الأثر العربي في الفكر اليهودي، مكتبة الأنجلومصرية، القاهرة، 2

213

لا في بلاد المغرب إذ شـهدت الحركـة العلميـة ركـودا مصـاحبا أحكامها، لكن هذا الوضع لم يستمر طويللركـــود الثقـــافي الـــذي شـــهده العـــالم الإســـلامي بعـــد الموحـــدين، لكـــن فيمـــا يخـــص علـــوم الفقـــه والتشـــريع وبســـبب الهجـــرة اليهوديـــة مـــن الأنـــدلس وقـــدوم أحبـــار اليهـــود البـــارزين عرفـــت حركـــة التفســـير نوعـــا مـــن

".الميغوراشيم"هجرون أي الانطلاق والتجديد تزعمها الم

ـــتي دأب أحبـــار اليهـــود علـــى تجديـــد كـــل مـــا لـــه صـــلة بالتشـــريع لمواكبـــة المســـتجدات والنـــوازل الازدادت توسعا مع اختلاط أجناس جديدة وأعراق، وتطور ا�تمعات التي كان يساكنها اليهود في كـل

يـة هــو تلــك القـوانين الفقهيــة وذلــك مـرة. ولعــل أبـرز مــا ألــف في هـذا الشــأن مــن قبـل يهــود الدولــة الزيانمحاولــة مــنهم توحيــد التشــريعات الــتي أصــبحت مثــار جــدل بــين الطوائــف اليهوديــة، ومحــل ســخط لأ�ــا

باتت �دد وحد�م، وتماسك تشريعا�م، ومن أهم المؤلفات نذكر:

:(Takanoth)أ.تكانوت أو تقانوت الجزائر

) Halakhaف كــــذلك بالحلخــــة أو الهلاخــــا (ومفردهــــا "تقنــــة" ومعنــــاه النــــوازل الفقهيــــة ويعــــر ، وهــو نظــام قــانوني ديــني مــن اثنــتي عشــرة مــادة، وتــولى كتابتــه وتحريــره كــل مــن الــربيين 1ومعناهــا التشــريع

م بمدينــة الجزائــر، وذلــك 1394ه/797إســحاق بــن شيشــيت برفــات وشمعــون بــن سمــاح دوران في ســنة لتـوراة والتلمـود عـوض التحـاكم إلى القـوانين الإسـلامية لإعادة اليهود لاستعمال القوانين المستمدة من ا

التي كانت هي الفيصل آنذاك في تعاملات اليهود خاصة إذا تعلق الأمر بالزواج وقوانين الأسرة.

ويقول الربي شمعون بـن سمـاح دوران عـن سـبب وضـعهم لهـذه القـوانين:" عنـدما وصـلنا إلى هـذا ضـــاء الجماعـــة لم يتقيـــدوا فيمـــا يخـــص أحـــوالهم الشخصـــية البلـــد لم نجـــد بـــه عـــادة خاصـــة، كمـــا أن أع

بالقانون الحاخامي بل كانوا يتبعون أحكام المسلمين، ومعظم اليهود الذين هاجروا إلى هـذا البلـد كـانوا

تاوى الجماعية لأ�ا ثمرة توقيع عديد يشرحها أحمد شحلان في ترجمته لكتاب حاييم الزعفراني يهود الأندلس والمغرب بأ�ا الف 1

الأحبار للبث في نازلة من النوازل بثا �ائيا أو مؤقتا، ثم يشير إلى أن ترجمتها بالنوازل هو المعنى الأشمل والأدق، ينظر: حاييم .263-262، ص 1الزعفراني، يهود الأندلس والمغرب، ج

214

من ميورقة وحافظوا على عادا�م وهي نفس عادات اليهود في الدول المسيحية، أما نحن فلم نجد عادة ما أن ثروات الجماعة بدأت تتناقص، وإن استمر الوضع على هذا الحـال سـيجد تتطابق مع قوانيننا، ك

اليتامى أنفسهم في وضع خطير يكون سبب إفلاسهم، كما أن الأرامـل كـن يعشـن ممـا تركـه أزواجهـن، .1ولهذه الأسباب وضعنا قانونا"

ـــــــــــــــــت هـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــذه المـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــواد مـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا يلـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي: وقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد تناولــــــــــــــــــــــــــــــــــــــجتــه (في حالــة الطــلاق) إضــافة إلى مبلــغ الصــداق المحــدد في المــادة الأولى: المبلــغ الــذي يدفعــه الــزوج لزو

الكتوبــاه بالنســبة للمــرأة البكــر أو الأرملــة أو المطلقــة، واحتفــاظ الزوجــة بالهــدايا الــتي حملتهــا مــن بيــت أهلها أثناء حفل الزواج.

الـزوج المادة الثانية: حالة التطليق دون رضـى الزوجـة، وحـالات عـدم دفـع الإضـافة السـابقة مـن طـرفوهي زنى الزوجة أو الطلاق بالتراضـي. ودفـع الـزوج نفقـة رضـاعة ابنـه وتعـويض مـا جـاءت بـه المـرأة مـن

بيت أهلها في حالة إتلافه.

المــادة الثالثــة: ورثــة الزوجــة المتوفيــة إن كــان لهــا أولاد، وإنفــاذ وصــية الزوجــة بــأن يــرث زوجهــا كــل قيمــة تشريع التلمودي.الندونيا لأنه هو الوريث الشرعي حسب ال

3/2) وللــــزوج (3/1المـــادة الرابعـــة: تقســــيم مـــيراث الزوجـــة الــــتي لم تـــترك أطفـــالا بــــين أقـــرب أقربائهـــا ( والصداق) إن نصت الوصية على ذلك.

. 2المادة الخامسة: حق الأرملة في المطالبة بقيمة الندونيا

لــزوج مــنح هبــة لا أثــر لهــا، والزوجــة المــادة السادســة: العــادة الســائدة والــتي كانــت تكتــب في العقــد أن ا المطلقة أو الأرملة ليس لها الحق فيها.

1 Eben-Haezer, Le code Rabbinique, P 182.

شرح مصطلح "الندونيا" في محور الزواج والطلاق في الفصل الخاص بالجانب الاجتماعي من هذه الأطروحة. ينظر 2

215

المادة السابعة: حق الزوجة في النفقـة في الأشـهر الثلاثـة الأولى مـن وفـاة زوجهـا، وسـقوط هـذا الحـق في حالة مطالبتها بمؤخر الصداق، وأخذ نصيبها بعد انتهاء العدة.

اكلهم على المحكمة الحاخامية ومنع اللجوء إلى محكمة غريبة.المادة الثامنة: عرض المتعاقدين مش

المادة التاسعة: اعتبار هذه المواد قوانينا غير قابلة للتعديل إلا بعد مرور عشرين عاما.

المادة العاشرة: حق الزوجين في إضافة بعض ما تم الاتفاق عليه بينهما إلى المواد السابقة الذكر.

ضـوع عقــود الـزواج السـابقة لهــذا القـانون لقــانون المنطقـة الـتي تم فيهــا إبـرام عقــد المـادة الحاديـة عشــرة: خ الزواج.

المادة الثانية عشرة: هذا القانون المفصل مفروض على طائفتنا، وكـل مخـترق لـه يكـون عقابـه قـرار اللعنـة (الحرمان).

ثم يقول في آخر هذا القانون:

ائـف، وحسـب مجلـس الحاخامـات، وقـد أعلـن عنهـا بالبيعـة في وقد حررنا هذه المواد بموافقة رؤساء الطو يوم السبت قبل إخراج لفائف التوراة حتى لا يجهلها أي شخص.

.1م)1394ه/797من خلق العالم الموافق ( 5154من شهر أيلول 2وقعنا عليها بمدينة الجزائر

بـأمور الصـداق والملاحظ على هذه القوانين أ�ا اهتمـت فقـط بـالأحوال الشخصـية وبـالأخصوالنـدونيا والنفقـة والمـيراث، أي مـا يتعلـق أكثـر بـالزواج، الـتي كـان يسـود فيهـا اخـتلاف كثـير بـين اليهــود ولا يجدون حـلا لهـا إلا بـالرجوع إلى التشـريع الإسـلامي وإلى القضـاة المسـلمين، الـذي رأى الحاخامـات

ذه المـواد وجـوب التقاضـي أمـام المحكمـة الربيـة الجدد لليهود أنه يعتـبر خيانـة للديانـة اليهوديـة، فـأقرت هـ

.Eben Haezer, op. cit., p 183-186نقلا عن 133- 130بوعمامة، يهود المغرب الإسلامي، ص 1

216

"بيــت ديــن" وحرمــة اخــتراق هــذه القــوانين أو اللجــوء إلى محــاكم أخــرى والــتي يعنــون �ــا أكثــر المحــاكم 1الإسلامية.

):Responsaب.الرسبونسة(

وهــي الأجوبــة الــتي كتبهــا الربيــون ردا علــى تســاؤلات اليهــود علــى الأمــور الحياتيــة والمســتجدات فقهية التي تعرض لهم في كل مرة فيتصدى الأحبار للإجابة عليها فتصبح بذلك تشريعا قائمـا بذاتـه، ال

وربمـــا تشـــبه هـــذه الإجابـــات مـــا يعـــرف في التشـــريع الإســـلامي بفقـــه النـــوازل، وعلـــى الأغلـــب فقـــد �ـــج نوازل المعيار المشرعون اليهود �ج علماء المسلمين في العصر الوسيط، في تأليف كتب تختص بالنوازل ك

للونشريسي، ونوازل البرزلي، وفتاوى أو نوازل ابن رشد...

417وأبرز من كتب هذه الإجابات من يهود الدولة الزيانية هو الربي ريبـاخ الـذي تـرك حـوالي Shéelot uم تحــت عنــوان 1547-1546رسبونســة نشــرت فيمــا بعــد بالقســطنطينية بــين عــامي

Tses-hubot وأعاد نشرها ،David Fenki at Munkaces بعنوانShé elot Teshubot

ha Ribasch.2

وكــذا فقــد ســار خليفــة ريبــاخ علــى رأس الطائفــة اليهوديــة في مدينــة الجزائــر الــربي راشــباس علــى تقديم إجابات على كل ما يرد من تساؤلات تخـص الأمـور الدينيـة والدنيويـة لأفـراد طائفتـه وقـد جمعـت

زها:كذلك على شكل رسبونسة وأبر

320يت مخطوطة لمدة أن هذه القوانين بق Les juifs de Mostaganemفي كتابه Norbert Bel-angeيقول 1

-N.Bel" انظر Meïr Grescasم على يد اليهودي المدعو " مائير غراسكاس 1738عاما ولم يتم نشرها إلا في سنة Ange, Les Juifs de Mostaganem, op. cit., P31.

2 Jewish Encyclopedia, op. cit., Vol 06, P 632.

217

وهي مجموعة فتاوى مـن Teshuvot,Rachbaz(1):(اختصار للكلمتين Taschbezتاشباص (-فصـــلا، والقســـم الثالـــث فيـــه 298فصـــلا، والقســـم الثـــاني 178ثلاثـــة أقســـام ، يتضـــمن القســـم الأول

Josephم مـــن طـــرف "يوســـف مولخـــو 1589فصـــلا، طبعـــت هـــذه الفتـــاوى بالبندقيـــة عـــام 327

Molkhoم من طـرف "نفطـالي حـرز ليفـي 1738م عام " ثم بأمسترداNephtali Hirz Levi"2 ،وتتضــمن فتــاوى بعــض الحاخامــات مــن Hut ha-Meshullashأضــيف إليهــا قســم رابــع بعنــوان

.3أبناء راشباس وآخرين مثل "سال دوران الصغير" "سال سيرور" و"أبراهام بن طواح"

م حــول الــزواج والمــيراث 1421-1420هــا ســنتي مجموعــة مــن المقــالات عــددها اثــني عشــر مقــالا، كتب-عند اليهود، وكان لهذه ا�موعة تأثير كبير في القوانين الحاخامية المعمول �ا، إذ تم جمعها وتوزيعها بين

م.1444ا�موعات اليهودية عام

4مقالات حول الطلاق (خاصة الكتوباه والحاليصاه).-

عبر وسطاء مـن بيـنهم "أبراهـام هـاكوهين شـلال وقد كانت لراشباس اتصالات مع يهود تواتAbraham Hakohen Shalal الــذي كـان تلميــذا لــه بمدينــة ميورقـة ثم أصــبح هــو الوســيط بينــه "

وبين يهـود الصـحراء وكـان مقـره بمرفـأ "هنـين" القريـب مـن مدينـة تلمسـان، حيـث كـان يوصـل لـه أسـئلة ذه الرسبونسـة أثـر تـاريخي كبـير في إمـدادنا بمعلومـات الطائفة اليهودية ويعيد لهم الإجابات، وقد كان لهـ

.5قيمة عن حياة الطائفة اليهودية بإقليم توات

1 Jewish Encyclopedia, op. cit., Vol 06, P 305.

.12و 11رقم ينانظر صفحة الواجهة لهاتين الطبعتين في الملحق 2 .174بوعمامة، مرجع سابق، ص 3

4 Jewish Encyclopedia, op. cit., Vol 06, P 306. للاستزادة أكثر حول الكتوباه والحاليصاه انظر الفصل الثالث من هذه الدراسة حول الزواج والطلاق في الشريعة اليهودية.5 Oliel, Les Juifs au Sahara, op. cit., P 96.

218

ونشـــرت عـــام Teshuvot ha-Rashbashرسبونســـة الـــربي ســـلومو بـــن شمعـــون دوران بعنـــوان - ، وقد كتب بعضا منها في حياة أبيه وبموافقته.1م بليفورن1742

للــربي ســلومو بــن شمعــون ،وهــو عبــارة عــن شــرح "Heshek Shelomoكتــاب "هيشــاخ شــلومو - .2م بمدينة البندقية1623للأمثال، وقد نشر الكتاب سنة

أجوبة الربي "إفرايم أنقـاوة" حـول الانتقـادات الموجهـة مـن طـرف المسـلمين لفلسـفة موسـى بـن ميمـون -ي" والـتي كتبهـا " ومعنـاه "المـدخل إلى ا�ـد الإلهـSha’ar Kebod Adonaiوقـد ضـمنها في كتابـه "

.3لابنه إسرائيل، ويوجد مخطوط من هذا العمل في مكتبة بودلين بأكسفورد

ج.شروح التوراة والتلمود:

ألف علماء اليهود خلال العهد الزياني شروحا للتوراة والتلمـود لتسـهيل معرفتهـا وفهمهـا لأفـراد طائفتهم ومن بينها:

لريبـاخ، كمـا اختصـر النظريـة اللاهوتيـة Ketoubothن تعليق حول التوراة وآخر حول التلمود بعنوا-مبــدأ عقائــديا، ثم اختصــرها راشــباس إلى ثلاثــة مبــادئ هــي: 13العقائديــة لابــن ميمــون القائمــة علــى

4وجود االله، والتنزيل والثواب، وهي أفكار مقتبسة من أفكار ابن رشد.

-Zohar-haالدينيـــة بعنـــوان "" ورســـالة حـــول القـــوانين Nidarimفتـــاوى حـــول تلمـــود "نيـــداريم -

Rakiah م.1417م، وقد ألفها راشباس عام 1515" نشرت بالقسطنطينية عام

1 Jewish Encyclopedia, op. cit., Vol 06, P 307. 2 Allouche et Laloum, Les Juifs d’Algérie, op, cit, P 220. 3 Jewish Encyclopedia, op. cit., Vol 06, P 127.

.170-169بوعمامة، مرجع سابق، ص 4

219

) في Geronimo de Santa Fé" المـدعو(Joshua Lorkiردود راشـباس علـى "يوشـع لـوركي -م، وهــو عبــارة عــن شــرح لعقائــد 1438" الــذي ألفــه ســنة Milhemet Mitzvahكتابــه المســمى " .1شكوك "يوشع" حوله، وتبيين أن التلمود هو أساس التشريع اليهوديالتلمود ودحض ل

" مـن تـأليف حفـدة راشـباس حيـث ألـف قسـمه الأول Yakhin u Bouazكتـاب "يـاخين أوبعـاز -شمعـــون بـــن ســـلومون بـــن شمعـــون دوران والقســـم الثـــاني ألفـــه أخـــوه سمـــاح في النصـــف الثـــاني مـــن القـــرن

السادس عشر ميلادي.

ــير بعنــوان "شــيتا شــرح تلمــود نيــد- " غــير أن هــذا الكتــاب يعــد في حكــم Shittaاريم ليوســف ابــن مين .2المفقود، ولم يرد ذكره إلا في بعض المؤلفات

" فيــه شــروح للتــوراة والتلمــود ويعــد مــن الشــروحات الكلاســيكية اليهوديــة، للــربي Abrekhكتــاب "-شـهادة يوسـف وهـو حـول " أيEdout-bi Yossefيوسـف الأشـقر، كمـا لـه كتـاب آخـر بعنـوان "

ثمــرة يوســف" حــول الماســورا أي مدرســة التفاســير porat yasephفــرائض الــذبح وســننه، وآخــر هــو "طريــق شــجرة الحيــاة" وهــو شــروح للقــوانين الدينيــة، Derekh es haimللكتــاب المقــدس، وكتــاب "

ـــاب شـــجرة التفـــاح" وبـــه إضـــافات أو اجتهـــادات لشـــرح بعـــ Sefer Toppouahوكتـــاب " ض كتالنصـــوص الغامضـــة بالكتـــاب المقـــدس والتلمـــود والزوهـــار، وكـــل هـــذه المؤلفـــات وأخـــرى هـــي عبـــارة عـــن

Eliacinمخطوطـات فقـط كانـت ملكـا لشـخص مـن مواليـد مدينـة تلمسـان يـدعى "الياسـين كرمـولي

Karmoly 3م، لهذا لم تطبع ولم تنشر1855" حوالي عام.

ــت يوســف - ع للقــوانين الشــرعية اليهوديــة ألفــه "يوســف " وهــو عمــل جــام Beth Josefكتــاب "بي" الـذي مكـث مـدة طويلـة في الجزائـر، ولم يكمـل عملـه هـذا Joseph Ephraïm Caroإفـرايم قـارو

1 Jewish Encyclopedia, op. cit., Vol 06, P 306. 2 Cahen, Les Juifs de l’Afrique septentrional, P 58.

.179-178بوعمامة، مرجع سابق، ص 3

220

" Choulhan Aroukhم، وكـذا كتابـه "شـولحان عـاروخ 1540إلا في مدينة صفد الفلسطينية عـام ، ويقـول 2وأعلامهـا الـروحيين والثقـافيين 1يةأي المائدة المنضودة، والذي يتضـمن مجمـل التقاليـد السـفارد

عليــه الكاتــب "فيكتــور مالكه":"أنــه منــذ صــدور "شــولحان عــاروخ" ليوســف قــارو، لم يعــد يهــود شمــال إفريقيــا، مصــر، فلســطين، تركيــا والــيمن، يحتكمــون ســوى لقــرارات يوســف الســفاردي في كــل مــا يتعلــق

. 3بحيا�م اليومية

"، والـذي علـق فيـه علـى Juda Kallacلمؤلفـه "يهـودا خـلاص " Messiah yellemimكتـاب "-" للكتـــاب المقـــدس، ولـــه كتـــاب ثـــان بعنـــوان Rachiتفســـير وشـــرح الفقيـــه اليهـــودي الفرنســـي "راشـــي

"Sefer Hamoussar."4

وكتــب علمــاء وربيـــون يهــود عـــدة كتــب للشـــروح والعقائــد والتفاســير مـــنهم "الــربي يوشـــع هــاليفي بـــن -" صـــاحب أشـــهر وأحســـن R.Yesha’ya ha-Levi b.Joseph ha-Leviيوســـف هـــاليفي

"والــذي ألفــه Halikhot ‘Olamالمؤلفــات المنهجيــة لدراســة التلمــود وهــو كتــاب "حــاليخوت عــلام

اليهود في إسبانيالىارة إللإش الميلادي الثامن القرن من بتداءا إستخدم )سفارديم(العبري الأصل من مأخوذ مصطلح السفردي 1

ا في العالم منه طردهم بعد نتشرواا ثم بانيا والبرتغالسإ في أصلا اانو ك الذين اليهود الى شارةللإ الراهن الوقت في ويستخدم فرنسا في ،الإسلامي العالم يهود أو الشرقيين اليهود يعني المصطلح أصبحالإسلامي وبخاصة في سالونيك التركية وشمال إفريقيا حتى

يتكلمون الذين العربية المنطقة يهود على أوسع بشكل تطلق التسمية أصبحتو وإيطاليا لتراوانج أمستردام في خاصةو وهولندا فهم السفرديم بتأثير اليهودية البابلية التقاليد تبنوا أ�م وبما أروبية منطقةينحدرون من أية يكونوا لم وإن حتى والفارسية العربية

عكس البابلية التقاليد بتبنيهم يتميزون وهم، العالم يهود لمجم من 15% اليوم تشكل والتي ا�موعة هذه في ستمراراب دمجونني .82ص ،، ينظر عبد الوهاب المسيري، موسوعة اليهود، الجزء الأولالفلسطينية التقاليد يتبنون الذين الأشكيناز

.121فوزي سعد االله، يهود الجزائر، ص 23 Victor Malka, Les Juifs Sépharades, série "que sais-je ?", P.U.F, Paris, Mars 1991, P 4-5

.119فوزي سعد االله، مرجع سابق، ص 4

221

م، والــذي يقــول في مقدمتــه أنــه قضــى طفولتــه في مدينــة تلمســان وتــربى �ــا وتعلــم، ثم 1467بعــد ســنة .1-حسب قوله–من الخطر هاجر مضطرا إلى مدينة طليطلة فرارا بنفسه

الأدب: - 2-1-2بــرع كثـــير مـــن اليهـــود في الجانـــب الأدبي، لكـــن تــأثرهم الكبـــير كـــان بالأدبـــاء المســـلمين ، وحـــتى

دراســـا�م كانـــت باللغـــة العربيـــة خاصـــة مـــع ظهـــور إجباريـــة التعلـــيم بالعربيـــة منـــذ العهـــود الأولى للدولـــة ء اليهـود إلى نصـح المتعلمـين اليهـود بـتعلم اللغـة العربيـة الأموية في الأندلس، ووصل الأمـر بـبعض الأدبـا

في بيــت شــعري بالعبريــة وترجمتــه 2وإتقا�ــا ومعرفــة قواعــدها، حيــث يقــول "دونــاش بــن لــبراط هــاليفي" هي:

فلتكن الكتب المقدسة جنتك

3ولتكن الكتب العربية فردوسك

إذ يقـول الشـاعر اليهـودي هم العبرانيـة، واسـتعمل أدبـاء اليهـود اللغـة العربيـة وقواعـدها لفهـم لغـتولمــا افتــتح : "الثــاني عشــر المــيلادي/الأندلســي موســى بــن عــزرا الــذي عــاش في القــرن الســادس الهجــري

العرب جزيـرة الأنـدلس تفهمـت جاليتنـا �ـا بعـد مـدة أغراضـهم، ولقنـت بعـد لأي لسـا�م، وبرعـت في

1 Hirschberg, A History of the Jews in North Africa, Volume I, P 388.

، وتلقى فيها تعليمه، ثم أرسل )م920/هـ308(وهو أحد أفراد عائلة هاجرت إلى مراكش من بغداد، وقد ولد في فاس سنة 2لعراق حيث تعلم على يدي سعديا الفيومي، ودرس اللغة العربية والأدب العربي دراسة مكنته من معرفة فنونه، وعاد إلى إلى ا

مراكش، وعندما سمع بالدعم الذي يقدمه حسداي بن شبروط للعلماء اليهود سافر إلى قرطبة، وسرعان ما لمع اسمه بين المثقفين الشعر باللغة العبرية على بحور الشعر العربي، وكان رائد هذا التطوير في الشعر العبري، انظر اليهود في قرطبة، حيث كان يكتب

م، ص 1955، 1حسين مؤنس، القاهرة، مكتبة النهضة، ط: آنخل جنثالث بالنثيا، تاريخ الفكر الأندلسي، ترجمه عن الإسبانية489 .

م، ص 1970رة، الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر، دار الكتاب العربي، عبد ا�يد محمد بحر، اليهود في الأندلس، القاه 327.

222

صـاريفهم، وأشـرفت علـى ضـروب أشـعارهم، حـتى لغتهم، وتفطنـت لدقـة مـراميهم، وتمرنـت في حقيقـة تكشف االله لهم من سر اللغة العبرانية ونحوها، واللين والإقلاب والحركة والسكون والبدل والإدغـام وغـير ذلك من الوجوه النحوية، مما قام عليه برهان الحق، وعضده سلطان الصدق، على يدي أبي زكريا يحيى

.2"1بن داود حيوج

لنا إلى بـلاد المغـرب في العصـر الزيـاني فإننـا نلحـظ نـدرة الإنتـاج الأدبي لليهـود فيهـا، وإذا ما انتقوهــذا راجــع بالدرجــة الأولى إلى اهتمــام علمــاء اليهــود وأحبــارهم بالتــآليف الدينيــة محاولــة مــنهم لترشــيد

م في أفــراد طـــائفتهم بعـــدما مـــا لاحظــوه مـــن قلـــة اهتمـــامهم وعــدم تمســـكهم بتعـــاليم ديـــانتهم، وتـــوجههــب إلى الاحتكــام لــدى المشــرع الإســلامي، والســبب الثــاني أن كثــيرا مــن مؤلفــات اليهــود في ذلــك الغالالوقت أتى عليها الضـياع والإهمـال، ولم يصـل منهـا إلا القليـل، نظـرا لمـا شـهدته بـلاد المغـرب الإسـلامي

اليهـود بـين الغـالبين، من تقلبـات، وثـورات أتـت في كثـير مـن الأحيـان علـى الـتراث الأدبي، وكـذا تقلـبممــا جعــل تــراثهم عرضــة للتخريــب والضــياع، غــير أن بعــض المصــادر تعطينــا شــذرات ممــا كتبــه اليهــود في

الجانب الأدبي، ومما وصلتنا معلومات عنه نذكر:

عــلاج الــروح" حــول الأخــلاق والآداب المعنويــة والعمليــة للــربي Refouat ha-Nefeshكتــاب "-بالركيز، كما له ديوان شعر حول الإله والعفـة وطهـارة المـواد الغذائيـة، وقصـيدة يوسف الأشقر المعروف

" طبعـت بليفـورن عـام Tikkon Soferimمدح لسليمان بـن شمعـون دوران بعنـوان "تيكـون سـوفيريم 3م.1744

م)، ثم انتقل إلى قرطبة حيث عاش 970ه/360في مدينة فاس سنة ( ولد هو أبو زكريا بن داود المشهور بيهودا بن حيوج، 1

القرن الرابع الهجري/العاشر الميلادي ، وكان له وتلقى تعليمه فيها. وهو من تلاميذ مناحيم بن ساروق وقد نال الشهرة في �اية لة ومروان بن جناح. وكان حيوج مشهورا عند النحاة العبريين المتأخرين بأنه مؤسس رينغالتلاميذ كثر، من بينهم إسماعيل بن

Ashtor, The Jews, op. cit., V1, P 391الدراسات العلمية للنحو العبري، انظر

. 12. هنداوي، الأثر العربي في الفكر اليهودي، ص163 المغرب، صكواتي، اليهود في 2 .178بوعمامة، مرجع سابق، ص 3

223

Perush Kezatم تحت عنوان "1855مجموعة أشعار مؤلفة من طرف راشباس طبعت ببرلين عام -

Piyyutim"1.

Abraham Ben" لأبراهـام بـن مـائير زمـيرو Omer-ha-Schickchaقصـائد شـعرية بعنـوان "-

Meïr Zamero"2 م، وألـــف قصـــيدته 15ه/9الـــذي عـــاش في وهـــران وتلمســـان في أواخـــر القـــرن My soul, how longالمشهورة باللغـة العبريـة والـتي عنوا�ـا "يـا نفسـي إلى مـتى سـتبقين مجنونـة؟" (

wilt thou be foolis ?(3 ،

مجموعـــة رســـائل للـــربي ســـلومون بـــن شمعـــون دوران، خاصـــة تلـــك الـــتي كـــان يوجههـــا لــــــــــ"ناثان نجـــار -Nathan Najjar وهــي عبــارة عــن رســائل خطابيــة تتميــز ببلاغــة كبــيرة، وذلــك باســتعمال عبــارات "

دبيــات الــذي وأســاليب ولغــة مســتمدة مــن التلمــود، ويعتــبر الــربي ســلومون هــو واضــع هــذا النــوع مــن الأ .Melizah"4عرف باسم "المليزاه

عليـه -" الـذي يعلـق فيـه علـى أمثـال النـبي سـليمانAbraham Gabisonكتاب "أبراهام غابسـون -"، والــذي ألفـه في مدينــة الجزائـر في القــرن Omer Hashikhaوالمعنـون بـــــــ"عومير هاشـيخا -السـلام

العاشر الهجري، السادس عشر ميلادي.

1 Jewish Encyclopedia, op. cit., Vol 06, P 305.

من مهاجري الأندلس، أصوله من مدينة غرناطة التي طرد منها في الحملة التهجيرية للأندلسيين، وانتقل إلى مالقة سنة 2ثم إلى وهران وتلمسان، وكان جاسوسا للإسبان بين مدينتي وهران وتلمسان، ثم انتقل بعد ذلك إلى المغرب الأقصى م،1493

ليكون عونا استخباراتيا للبرتغال على الحكام والسكان، وعينه هؤلاء ليكون حاخاما مسؤولا عن اليهود بمدينة أزمور المغربية، Hirschberg, a history of Jews, op. cit., Vol 1, P 432-433

).1(هامش رقم 302، ص -هؤلاء ا�هولون-فوزي سعد االله، يهود الجزائر 34 Jewish Encyclopedia, op. cit., Vol 06, P 306.

224

ن اليهـــود قـــد تـــأثروا كمـــا تـــأثر العـــرب بالشـــعر و�لـــوا مـــن معينـــه وأصـــبحوا ينظمونـــه ولا شـــك أــأليف أشــعارهم العبرانيــة، وأصــبح الشــعر بطريقــة فطريــة واســتعانوا بــالمفردات العربيــة والأوزان الشــعرية لت

الأنـدلس العبري جزءا من الثقافـة الأندلسـية ولـه تـأثير كبـير علـى الطائفـة والثقافـة اليهوديـة سـواء داخـلأو خارجها، حتى قال قائلهم:"لقد ظل الشعر العبري الأندلسي لفـترة طويلـة يباشـر سـلطانا كبـيرا علـى

)، وصــمدت إبداعاتــه الكــبرى لامتحــان الــزمن، ولا زالــت 1الثقافــة اليهوديــة، وعلــى هــواة الشــعر (بـيــوطلم تستطع معايير التحليـل ومنـاهج قراءته أو الاستماع إلى بعض القطع المرتلة منه، تحدثان تأثيرا عميقا

.2النقد الحديث تفسيره

ودخـــل الشـــعر ميـــدان الـــدين فأصـــبح يعـــالج الموضـــوعات الشـــرعية وأضـــحت أبياتـــه جـــزءا مـــن الصلوات والابتهالات والأدعية، "وقد ذاع هذا الشعر بسرعة هائلة في أوساط الطوائف اليهودية حول

، حيـــــث احتـــــل بينهـــــا مكانـــــة رفيعـــــة وأصـــــبحت قصـــــائده البحـــــر الأبـــــيض المتوســـــط والبلـــــدان الشـــــرقية 3الكلاسيكية المشهورة جزءا من الشعائر، وفتحت لها البيع الأبواب على مصراعيها."

ومــــن الأشــــعار الــــتي ألفهــــا اليهــــود خــــلال عهــــد الدولــــة العبــــد الواديــــة واشــــتهرت حــــتى غــــدت ابتهالات وأدعية وصلوات نذكر:

وهي مجموعة أدعية أصبحت ترتل بمعبـد Ephraim Enakaouaاوة مجموعة تراتيل للربي إفرايم أنق-تلمســـان، بالإضـــافة إلى تأليفـــه لقصـــائد شـــعرية أخـــرى نظمهـــا لصـــديقه شمعـــون دوران بمناســـبة انتهــــاء

.Iabin Schemouahراشباس من تأليف كتابه

": هي أشعار دينية أندلسية الروح والنغم، تتلى داخل المعابد حسب النوبات الأندلسية Piyyut"بيوط" أو "بيوت" وتكتب " 1لتي وضعها الفنان المسلم "زرياب" في القرن الثالث هجري، التاسع ميلادي، ولعلها ما زالت تحتفظ بتلك المقاطع والنوبات التي ا

-ضاعت ولم يعد لها أي وجود في الموسيقى الأندلسية بالبلدان العربية التي ما زالت تمارسها، انظر فوزي سعد االله، يهود الجزائر .1، هامش رقم 209 ، ص-هؤلاء ا�هولون

2 Zafrani, Deux mille ans de vie juive, op. cit., P 184. 3 Ibidem.

225

تــل "، وأصــبحت تر Allal ben sidounقصــائد دينيــة لـــــ "علال(هــلال) بــن صــيدون أو ســعدون - 1هذه القصائد بمعبد تلمسان.

" Jacob Gabisonقصائد بالعبرية ليعقوب غابسون -

ــب "يهــوذا خــلاص" وهــو كتــاب مــا يــزال محفوظــا كمخطــوط إلى - كتــاب نظــم الأشــعار الدينيــة للكات .2اليوم

كما نظـم بعـض أحبـار مدينـة وهـران قصـيدة رثائيـة تخليـدا لـذكرى اليهـود الـذين نكـبهم الشـيخ محمـد -م في حملتــه المشــهورة علــى يهــود تــوات، وأصــبحت هــذه القصــيدة 1492بــد الكــريم المغيلــي ســنة بــن ع

-1507المكتوبـــة بعـــد خمســـة عشــــر ســـنة مـــن الحادثـــة، تتلــــى في الصـــلوات وفي البيـــع حـــوالي ســــنوات

م، أسى على اليهود الذين قتلوا من طـرف الشـيخ وأهـل المنطقـة، وحزنـا علـى البيـع الـتي دنسـت 1509 ، وقد جاء في هذه القصيدة بعد ترجمتها:-هة نظرهمحسب وج–

شيء آخر غير مقبول: الظالم المعروف،

المغيلي، قاتل أهل توات وقورارة

والذي دنس البيعة

! أوه، خبر سيء ! عمل مشين

توات أبيدت، ظهر العدو بعدها في درعة

دمر الكنيسة، من أجل هذا لبست المسوح

-Cat-Bodl-Hebr 939.2:1258.2يوجد مخطوط أدعية لإفرايم أنقاوة بمكتبة بودلين بأوكسفورد تحت رقم: 1

M.ss.nos 178، 176بوعمامة، مرجع سابق، ص ص أنظر. .203، ص - هؤلاء ا�هولون–ئر فوزي سعد االله، يهود الجزا 2

226

1بي، وفي ضميري أنا حزين لأجل إخوانيقطعت قل

وقــد أنشــأ اليهــود في مدينــة الجزائــر قصــائد تحمــل معــاني الحمــد، إثــر هزيمــة شــارل الخــامس وجيشــه ســنة م وفشــلهم في احــتلال مدينــة الجزائــر، وأنشــدوا قصــائد تــذكر بالمقاومــة، منهــا مجموعــة صـــلوات 1541

يش، موســى العقــبي، أبراهــام بــن يعقــوب تــواح، خاصــة تتلــى في الكنــيس اليهــودي للربابنــة: موســى مشــ .2وأبراهام بن سلمون سرفاتي

وكما ظهرت النزعة إلى الغناء بين الأوساط المسلمة، وجدت كذلك بـين أوسـاط اليهـود وظهـر وهمــا مــن مكمــلات –نــوع مــن النــزوع نحــو التغــني الــذي أصــبح رائجــا، إذ أصــبحت الموســيقى والغنــاء

الأمــــور المفضــــلة، خصوصــــا بعــــد ظهــــور جــــنس شــــعري جديــــد هــــو مــــن -الشــــعر، والعكــــس صــــحيح، ولا شــك أن الاتجاهــات التجديديــة هــذه الــتي انفتحــت علــى الموســيقى والغنــاء الــدنيويين 3"الـــموشح"

اللـذين شـاعا عنــد المسـلمين، ووجهـت بــردود أفعـال حازمـة مــن قبـل الأوسـاط الدينيــة اليهوديـة المحافظــة ســلامي مــن نقاشــات حــول جــواز الغنــاء أو عدمــه وشــروطه وغيرهــا، مثلمــا كــان يحــدث في الوســط الإ

Hay."4الجاؤون حاي " ىوهذا ما تؤكده فتاو

وأغلب الشعر الذي لقي رواجا شـعبيا هـو ذلـك الـذي أدمـج في مجـال الغنـاء والموسـيقى، سـواء لتي لا تـزال حاضـرة إلى كانا دينيين أو دنيويين، دنيويان كنوبات الغناء الأندلسي بموشحا�ا وأزجالها وا

Qobetz" في كتابه "J.Schirman)، نشرها "شيرمان 10 هذه القصيدة المكتوبة في الأصل بالعبرية (انظر الملحق رقم 1

‘al Yam وترجمها إلى اللغة الفرنسية "ميشال قارال ،"Michel Garel حافظ المخطوطات العبرية بالمكتبة الوطنية بفرنسا "" Jacob oliel" أستاذ بالمدرسة الوطنية للغات الشرقية بفرنسا.، وأوردها "جاكوب عليل Macha Itzhakحاق و"ماشا إس

Jacob Oliel, Les Juifs au Sahara, op. cit., P 120-121في كتابه، وقام الباحث هنا بترجمتها، انظر 2 Henri Garrot, Les Juifs Algériens, op. cit., P 39.

.177-176، ص 1زعفراني، يهود الأندلس والمغرب، جحاييم ال 3 .37م، ص 2010ه/1430فوزي سعد االله، يهود الجزائر في مجالس الغناء والطرب، دار قرطبة، الجزائر، 4

227

ــق اليــوم فيمــا يعــرف بالموســيقى والغنــاء الأندلســيين، ودينيــان مثلمــا هــو الحــال عنــد المســلمين فيمــا يتعل .1بالمدائح والذكر والسماع

وإذا كان اليهود قد مارسوا نفس الغناء الأندلسي الدنيوي المتداول عنـد المسـلمين، فـإ�م تميـزوا ، بمواضـيعهم الخاصـة بشـعائرهم والـتي تم ظـم )أي المسـلمين(نيين عـن المحمـديينفي الموسـيقى والغنـاء الـدي

الأشــعار فيهــا مــن حيــث أغراضــها حســب تصــنيفا�م، ففيهــا النصــوص المقدســة كــتلاوة التــوراة، وفيهــا ، الـتي لا تـزال كثـيرة )أي أيـوب" (قصـة سـيدنا يـوب"الذكر، وفيها قصص الأنبياء اليهـود وسـيرهم مثـل

، )أي قصـــة ســـيدنا إبـــراهيم والنمـــرود"(أبراهـــام والنمـــرود"في المغـــرب الأقصـــى مثلهـــا مثـــل قصـــة التـــداول ،هـــذه القصـــص وأخـــرى في المـــوروث الثقـــافي اليهـــودي المغـــربي لا تـــزال تتلـــى 2"يوســـف الصـــديق"وقصـــة

وتقص على مسامع الطوائـف اليهوديـة والملاحـظ علـى أغلبهـا أ�ـا تأخـذ بعـض أجزائهـا وعناصـرها مـن .3القرآن الكريمقصص

وقد أخذت الطبـوع الغنائيـة اليهوديـة عـدة نمـاذج ومسـميات بحسـب حالا�ـا ومناسـبا�ا وطـرق .البقاشوط والتحنوت والأهابوت: آدائها ومنها

فالبقاشوط عي عبارة عن أناشيد روحية ومرثيات شائعة كثيرا في البيع، وحتى في البيوت العائليـة، تتلـى الأسبوعية وأعياد أخرى، وكانت مطروقة كثيرا لدى الشعراء اليهود في الأندلس " الشباط"خلال أعياد

. 4وشعراء المدرسة القبالية الصفدية

.117، ص -هؤلاء ا�هولون-فوزي سعد االله، يهود الجزائر 1 .48فوزي سعد االله، يهود الجزائر في مجالس الغناء والطرب، ص 2

3 Zafrani, Deux mille ans de vie Juive, op. cit., P 212. .117، ص -هؤلاء ا�هولون-فوزي سعد االله، يهود الجزائر 4

228

م في تلـك الفـترة ضـد أنغـام إسماعيـل 15و 14وقد ثار العلمـاء الكبـار لمدينـة الجزائـر في القـرنين لتراتيل في قواعد الغنـاء العـبري، بمـا المرددة داخل البيع، وحب الرب بعبارات الزنى، ومع ذلك اندمجت ا

.1إلى اليوم" يالالان"في ذلك استعمال

فهو شعر الابتهال، يتعرض إلى حالة الضيق والعوز وما تعيشه الطائفة اليهودية الكسيرة : أما التحنوت .2النفس، التي تطلب من االله أن يغفر خطاياها وأن يعيد صهيون ويخلص الشعب الإسرائيلي

واصـــطفاؤه لهـــم، كمـــا تتنـــاول فكـــرة الخـــلاص ) حـــب الـــرب لإســـرائيل(هـــي أناشـــيد الحـــب : بوتوالأهـــا .3للشعب اليهودي

وقــد شــاعت كثــيرا أشــعار البقاشــوط في المغــرب أكثــر مــن غــيره، لأنــه كــان يحتــوي أكثــر مــن أي يــة عنــد جهــة أخــرى علــى أكــبر عــدد مــن قــراء الزوهــار القبــاليين الــذين كــانوا منتظمــين فيمــا يشــبه الطرق

المســلمين، لقــد كــان القبــاليون هــواة البقاشــوط يلتقــون قبــل طلــوع الفجــر، علــى الســاعة الثالثــة صــباحا البـــاش "أو مـــا يعــادل " البييطــان"ليتدارســوا الزوهــار قبـــل انطلاقهــم في إنشـــاد البقاشــوط تحــت إشـــراف

4.في تقاليد المدح والذكر والسماع بشكل عام عند المسلمين" قصاد

النـاطق الرسمـي باسـم ا�تمـع اليهـودي وهـو رسـوله المفـوض أو مـا يطلـق عليـه " البييطان" ويعتبر ، فهو يحكـي آلامـه ويعـدد همومـه، ويحـامي في دعـاواهم أمـام الـرب "Chalia’h Tsibbour"بالعبرية

د أثنــاء الصـــلوات والابتهـــالات، ولـــه دوره الخـــاص في تســـيير أعمــال التعبـــد في البيعـــة، خاصـــة أيـــام أعيـــاالســــبت والأعيــــاد الدينيــــة وفي المناســــبات العائليــــة، فيتغــــنى بالشــــعر أنغامــــا وألحانــــا، وهــــو الــــذي يســــلي الضيوف والمدعويين أثناء مآدب الزواج وحفلات الختان ومناسبات بلـوغ الطفـل السـن الـديني ومناسـبة

.187، ص -هؤلاء ا�هولون-فوزي سعد االله، يهود الجزائر 1 .49فوزي سعد االله، يهود الجزائر في مجالس الغناء والطرب، ص 2

3 Zafrani, Deux mille ans de vie Juive, op. cit., P 212. .117، ص -هؤلاء ا�هولون-فوزي سعد االله، يهود الجزائر 4

229

ر في حفــلات أول حلاقــة شــعر الطفــل، وهــو أيضــا الــذي يــنظم قصــائد الرثــاء في عزيــز فقــد وهــو حاضــ .�1اية الدراسات التلمودية وافتتاح البيع أو حمل لفائف التوراة

ففـي مدينــة غردايــة مـثلا والــتي لجــأ إليهـا اليهــود خاصــة بعـد حملــة المغيلــي علـى يهــود تــوات ســنة م، نجــد أنــه طــوال الســنة ولمــدة ســاعة تقريبــا وقبــل فــرض الصــبح تنشــد أناشــيد البقاشــوط، وهــي 1492

شيد حزينة عن التهجير والعودة. وفي كل سبت تنشد أغاني بقاشوط معينـة، وتعـاد هكـذا عبارة عن أنا . 2وفي كل شهر في كل سبت بنفس الترتيب

وفي كــل ا�تمعــات اليهوديــة تتلــى تقريبــا نفــس الابتهــالات والأناشــيد الموحــدة بــين اليهــود، غــير ل ذلـك قصـيدة الـربي "أبراهـام كـوهين أنه توجد في بعض المرات أناشـيد خاصـة بمجتمـع دون آخـر، مثـا

Abraham Kohen والـتي هـي عبـارة عـن قصـته وهـو في طريقـه إلى منطقـة وادي ميـزاب، إذ يقـول "فيهــا راويــا هــذه القصــة:" عنــدما عــبرت مكانــا مقفــرا، اعترضــني فــارس ليســلبني مــالي، نظــر إلي بغضــب

مرتجـــف:" أنـــا يهـــودي، لمـــاذا ســـائلا إيـــاي بصـــوت كأنـــه الرعـــد:"من أي شـــعب أنـــت؟"، أجبتـــه بقلـــبتسأل؟ إذا مـا أردتـني بسـوء فـإن الـرب سـيكون بجـانبي"، مثـل كـل مـرة أبراهـام يشـكر الـرب الـذي ألهمـه كلماتــه الشــجاعة، وألقــى الرهبــة في قلــب الإسمــاعيلي (يقصــد بــه هنــا المســلم)، وأضــاف صــلاة الشــكر

3وأمل العودة إلى الأرض المقدسة."

اليهــود المهجــرون في أغــانيهم وأناشــيدهم هــو ذلــك الحنــين الجــارف إلى ولعــل أبــرز مــا عــبر عنــه الـــوطن الأم الأنـــدلس، وســـاروا علـــى �ـــج المســـلمين في ذلـــك ورددوا معهـــم قصـــائد اللوعـــة والحنـــين وألم الفــراق، والشــوق إلى الــديار واعتــزازا بمــا ورثــوه مــن تقاليــد، فقــد عــاودوا إنشــاد قصــيدة لســان الــدين بــن

:يقول فيهاالخطيب التي

.204-203، ص 1الزعفراني، يهود الأندلس والمغرب، ج 12 Allouche et Laloum, Les Juifs d’Algérie, op. cit., P 160. 3 Ibidem.

230

يا زمان الوصل في الأندلــــــــــس جادك الغيث إذا الغيث همى

في الكرى أو خلسة المختلس لم يكن وصلك إلا حلمــــــــــــــــا

:أو ما قاله الشاعر الأندلسي ابن خفاجة

أشجــــــــــارمـــــــــــاء وظل وأ�ــــــــــــار و يا أهل الأندلس الله دركــــــــــــم

ولو تخيرت هذي كنت أختار ما جنة الخلد إلا في دياركم

.1التي ما تزال تردد إلى اليوم في الحفلات والأعراس وحتى في البيع

هذا وقد بقيت اللغة العربيـة لقـرون طويلـة مصـدر إلهـام لليهـود في كـل العـالم وبخاصـة في منطقـة وعلمـــاؤهم في التنويـــه بقـــدرة اللغـــة العربيـــة علـــى إبـــراز مكنونـــات شمـــال إفريقيـــا ولم يـــتردد أحبـــار اليهـــود

عقيــد�م وشــرحها وتفســيرها وتعليمهــا كــذلك، فعملــوا علــى ترجمــة النصــوص التشــريعية مــن العبريــة إلى أنـــدري "العربيـــة، بـــل وحـــتى اســـتعمالها في صـــلوا�م وابتهـــالا�م وأدعيـــتهم في المعابـــد، وفي ذلـــك يقـــول

: "La saga des Juifs en Afrique du Nord"في كتابـه " André Chouraquiشـوراقي "فرضت اللغـة العربيـة بصـما�ا العميقـة في روح اليهـود بشـمال إفريقيـا، والظـاهرة الأكثـر إثـارة وبـروزا في ــث يقــرأ تعــرب اليهــود هــو اســتعمالهم اللغــة العربيــة في الأعيــاد والطقــوس الدينيــة ولغايــات صــلواتية، حي

رجماتـــه العربيـــة (مثـــل ترجمـــة ســـعدية غـــاؤون ) في المعبـــد، ولا يـــتردد رجـــال الـــدين واللغويـــون الإنجيـــل في ت .2وحتى الشعراء في استخدام العربية لتعليم حقائق عقيدة إسرائيل"

.49ناء والطرب، ص فوزي سعد االله، يهود الجزائر في مجالس الغ 1

2 André Chouraqui, La saga des Juifs en Afrique du nord, Librairie Hachette, Paris, 1972, P 91.

231

العلوم العقلية: -2-2وهـي العلـوم الـتي تخضـع للتفكـير الإنسـاني والتجديـد، وتتنـاول الفلسـفة والطـب والنحـو والفلـك

هـــا، ونلحـــظ هنـــا عـــزوف المصـــادر عـــن ذكـــر مؤلفـــات يهـــود المغـــرب الإســـلامي وبخاصـــة في العهـــد وغير الزياني، فإننا لا نجد إلا القليـل منهـا رغـم اشـتهار بعـض اليهـود في هـذه الميـادين وتبـوئهم لأعلـى الرتـب

.وتفوقهم في علوم شتى

الفلسفة:- 2-2-1مــن قبــل العلمــاء والمفكــرين، خاصــة مــا عرفــت الفلســفة في العصــور الوســطى اهتمامــا ملحوظــا

تعلــق بالفلســفة الإســلامية، واشــتهر ابــن رشــد بآرائــه الفلســفية الــتي ذاع صــداها في كــل أرجــاء المعمــورة ولعل اهتمام علماء اليهود بترجمة آراء ابن رشد يبين الأثر الكبـير الـذي خلفتـه علـى التفكـير اليهـودي،

ومـن أبـرز علمـاء اليهـود الـذين �جـوا هـذا المنحـى . لـدى اليهـود إلى درجة استعمالها في تثبيـت العقيـدة، أشــهر فيلســوف يهــودي عرفتــه الأنــدلس) م1204-1135/هـــ601-530( نــذكر موســى ابــن ميمــون

دلالــــة "والـــذي طـــابق في كثـــير مـــن توجهاتـــه الفلســــفية الرشـــدية، وجعلهـــا مصـــدر أفكـــاره، وفي كتـــاب ق نلحظ هذا التوجه، إن لم نقل التطاب -الفلسفة اليهوديتينالذي يعد جمعا بين اللاهوت و -" الحائرين

، وقــد كتــب 1بــين الفلســفتين، إذ حــاول أن يوفــق فيــه بــين العقــل والــدين كمــا فعــل ابــن رشــد وابــن حــزم .الكتاب باللغة العربية، ثم ترجم إلى العبرية واللاتينية، والى لغات أوربية أخرى كثيرة

بين الأوساط اليهودية، رغـم وجـود معارضـين لهـا، لكـن الطـرف لاقت أفكار ابن ميمون رواجا الأبرز كان يشيد �ا وبقدر�ا علـى تعميـق الفهـم الـديني بـين أفـراد ا�تمـع، و�ـج علمـاء وأحبـار اليهـود هــذا الــنهج وألفــوا علــى هــذا المنــوال ومــن أبــرز الأعمــال في ا�ــال الفلســفي علــى عهــد دولــة بــني عبــد

:الوادي

.503- 502بالنثيا، تاريخ الفكر الأندلسي، ص 1

232

وهو كتاب فلسفي موجه لعامة الشعب، " الدفاع عن الآباء"وترجمته " Maguen Aboth"كتاب -م، مــدافعا فيـه عــن نظرتــه للتلمــود وأنــه مصـدر التشــريع اليهــودي منــذ عهــد 1423ســنة " راشــباس"ألفـه

.1الأجداد

" لمؤلفه "يهوذا خلاص"، وهو كتـاب عـن أحـد أعمـال Maguid Mishnéماقيد ميشينيه "كتاب - .2وف ابن ميمونالفيلس

Jacob" وقد حارب فيه مؤلفه "يعقوب غابسون Derekh Hassekhelكتاب "طريق الحكمة -

Gabison "-بشـدة معارضـي الدراسـات الفلسـفية بصـفة عامـة وكتـاب دلالـة -الذي عـاش بتلمسـان .3الحائرين لابن ميمون بصفة خاصة

رحالـة مـر بمنطقـة تـوات وبالضـبط بمدينـة وقد جرى ذكر رحالـة ميـورقي قيـل عنـه أنـه فيلسـوف، هـذا ال-م، وإن لم يكــــن قــــد تــــرك مؤلفــــات تــــذكر في هــــذا ا�ــــال، إلا أن مــــا يــــؤثر عنــــه في 1283تبلبالــــة ســــنة

المصــادر أنــه أظهــر للعــالم الأوربي واليهــود وجــود مصــطلح القبالــة، وقــد عــاش هــذا الفيلســوف في الفــترة 4م).1315-1235بين (

1 Daniele, Iancu-Agou, Les Juifs méditerranéens au Moyen Âge, culture et

prosopographie, Séminaire de l’année universitaire 2005-2006, avec la collaboration d’Elie Nicolas, Les Editions du CERF, Paris, 2010, P 121.

.203، ص-هؤلاء ا�هولون-فوزي سعد االله، يهود الجزائر 2 .188بوعمامة، مرجع سابق، ص 3

4 Jacob Oliel, Les Juifs au Sahara, op. cit., P 158.

233

يا:التاريخ والجغراف - 2-2-2لم يهتم اليهود كثيرا بعلم التاريخ والجغرافيا، لذلك لم تظهر لهم مؤلفات في هذا ا�ال، غير أن

هنـــاك إشـــارات إلى تـــدوين بعـــض الوثـــائق خاصـــة مـــا تعلـــق منهـــا بالمراســـلات بيـــنهم، ولعـــل أهـــم هـــذه ــــتم بــــين أفــــراد مــــن ا�تمــــع اليهــــودي وأحبــــارهم، خصوصــــا بعــــد ــــتي كانــــت ت قــــدوم المراســــلات هــــي ال

الميغوراشـــيم إلى الـــبلاد الزيانيـــة، وتبـــوئهم لمركـــز الإفتـــاء والقضـــاء بـــين أفـــراد طـــائفتهم، مـــا جعـــل هـــؤلاء يلجـؤون إلــيهم للاستفســار والاســتفتاء، وفــك الخصــومات والمنازعـات بيــنهم، وقــد تم توثيــق بعــض هــذه

بة لوثــائق جنيــزة القــاهرة، المراســلات وإن لم يكــن بالدرجــة الكبــيرة، مثــل الــتي كانــت عليهــا الحــال بالنســوالتي تغطـي أكثـر -بعض هذه الرسائل التي حفظتها الجنيزة واكتشفت مع مئات الآلاف من مثيلا�ا

ـــا للفتـــوى أو ردا مـــن الأحبـــار اليهـــود -منطقـــة المشـــرق الإســـلامي وبخاصـــة الـــبلاد المصـــرية ، تظهـــر طلبمعلومات تاريخية وجغرافيـة مهمـة عـن وبالأخص كل من ريباخ وراشباس وابنه، وفي نفس الوقت تعطي

بلاد المغرب الإسلامي في فترة الحكم الزياني.

، مــــن مجموعــــة رسبونســــات 34و 33وكنمــــوذج عــــن هــــذه المراســــلات نــــذكر الرسبونســــة رقــــم م) 1467-1444سلومون بن شمعون الذي تولى رئاسة الطائفة اليهودية في مدينة الجزائر بين سنوات (

هــــر هــــاتين المراســــلتين تواجــــد العنصــــر اليهــــودي كتجمــــع كبــــير في مكــــان يســــمى بعــــد وفــــاة والــــده، تظ" بين منطقتي توات وقورارة، كما تظهر المراسلة حالة اللاأمن الـتي كانـت تتسـم �ـا المنطقـة في 1"دلدول

م) في إقليم توات، خاصة بالنسبة للتجار الذين يتعرضون باسـتمرار 1467-1444الفترة الممتدة بين (قطـــاع الطـــرق فيموتـــون إمـــا قـــتلا وإمـــا عطشـــا في الصـــحراء القاحلـــة، مثلمـــا حـــدث للتـــاجر لهجمـــات

.Reuben"2اليهودي المسمى "روبن

إلى وقتنا هذا، وهي عبارة عن مدينة تابعة إقليميا لولاية أدرار الجزائرية، الواقعة إلى الجنوب اقائم والمكان لا زالت هذه التسمية 1

الغربي من البلاد الجزائرية.2 Jacob Oliel, Les Juifs au Sahara, op. cit., P 98-99.

234

كذلك تعلمنا بعض المصادر عن بعض الرحالة المسـيحيين أو اليهـود الـذين جـابوا بـلاد المغـرب غرافيا علـى المنطقـة، ومـن الإسلامي ودونوا ملاحظا�م، ومشاهدا�م فأصبحت بذلك دليلا تاريخيا وج

ــت ) وهــو تــاجر مــن Antonio Malfent) "1409-1450هــؤلاء الرحالــة الجنــوي "أنتونيــو مالفنم إلى إقلـــيم تـــوات وبالتحديـــد إلى مدينـــة 1447أصـــول جنويـــة كـــان مقيمـــا بميورقـــة، قـــام برحلتـــه ســـنة

فيهـا تفاصـيلا مهمـة عـن تمنطيط الـتي أقـام �ـا عنـد رئيسـها "يحـي بـن إديـر"، وكتـب منهـا رسـالة أعطـى الحيــــاة وا�تمــــع التــــواتي في منتصــــف القــــرن التاســــع الهجــــري، الخــــامس عشــــر للمــــيلاد، وكانــــت مهمتــــه الأصــلية هــي اكتشــاف طريــق الــذهب، ورســالته هــذه وجهــت إلى مــن بعثــه في هــذه المهمــة وهــو التــاجر

ــب " وقــد اكتشــفت هــذه الرســالة مــGiovani Mariano الجنــوي "جيوفــاني ماريــانو ن طــرف الكات 1في بداية القرن الماضي. "Charles de la Roncière"شارل دولارونسيار

وقد أمدتنا هذه الرسالة بمعلومات تاريخية وجغرافية، فعـن معلوما�ـا التاريخيـة فهـي تتحـدث عـن وضــع اليهــود في إقلــيم تــوات وتحكمهــم في الأســواق والتجــارة بشــكل كبــير ورئاســتهم للقوافــل التجاريــة، وكــــذا بعــــض طوائــــف اليهــــود في هــــذا الإقلــــيم الصــــحراوي ومــــنهم الفلســــطينيون والــــذين يمثلــــون اليهــــود المنحــدرين مــن نســل "جــالوت"، بالإضــافة إلى العــرب الــذين يشــكلون نســبة كبــيرة مــن ســكان المنطقــة،

ثـل قبائـل ولهم معرفة واسعة وخبرة كبيرة بالطرق والمسالك، كما ذكر في رسالته العنصـر التـارقي الـذي يمالملثمين الضـاربة في أعمـاق الصـحراء، وكـذا عمـل الأدلاء في الطـرق التجاريـة لأ�ـم أصـحاب خـبرة �ـا

وهم أدرى بالمسالك الآمنة، وهم يأخذون على عملهم هذا أجورا كبيرة.

أمـــا فيمـــا يخـــص المعلومـــات الجغرافيـــة فيتحـــدث "مالفنـــت" في رســـالته عـــن المســـالك بـــين هنـــين صـــمة الزيـــانيين والـــتي بـــدأ منهـــا رحلتـــه إلى إقلـــيم تـــوات وتفضـــيل التجـــار لهـــذا المســـلك علـــى ا�ـــاورة لعا

المسلك القديم الذي يمر عبر "تبلبالة" لأن هذا الأخـير أصـبح يشـكل خطـرا كبـيرا علـيهم بسـبب نقـص ـــتي يمكـــن أن يقضـــيها ســـالكو هـــذه الطريـــق الأمـــن وتعرضـــه المســـتمر لهجمـــات قطـــاع الطـــرق، والمـــدة ال

1 Jacob Oliel, Les Juifs au Sahara, op. cit., P 158.

235

ول إلى "تمنطـــيط"، الـــتي أنقصـــت مـــن القيمـــة الاقتصـــادية الـــتي كانـــت تحتلهـــا مـــدن "سجلماســـة" للوصـــ 150و"درعة" بعد أن هجرها التجار، كما وذكر في رسالته أعداد قصور إقليم توات والتي تـتراوح بـين

طرون قصر وسكا�ا الذين يشكل اليهود عددا معتبرا منهم ويحتلـون بيـنهم مكانـة كبـيرة، ويسـي 200و فيها على الحياة الاقتصادية.

وأورد "مالفنــت" تصــورا لــبعض الأوديــة المتواجــدة بالصــحراء مثــل �ــر النيــل الــذي يشــق إفريقيــا، و�ــري النيجـــر، والســـينغال الـــذي يشـــكل حســـبه أحـــد الأ�ـــار الكـــبرى في المنطقـــة والـــذي يقســـمها إلى

.1قسمين

ســم خــرائط لــبلاد المغــرب والســودان وحــتى وتــذكر بعــض المصــادر وجــود جغــرافيين تمكنــوا مــن ر البحـــر المتوســـط، مـــنهم المســـيحيون واليهـــود، وأغلـــب هـــؤلاء مـــن أصـــل ميـــورقي، وذلـــك بســـبب حـــرص ــتي حــاولوا الاســتيلاء عليهــا والســيطرة علــى منــابع المســيحيين علــى معرفــة تفاصــيل الجغرافيــا في الــبلاد ال

ة بعضــهم برســم هــذه الخــرائط، وقــد ظهــر ذهــب الســودان ومعرفــة مســالكه، لــذلك كلــف ملــوك ميورقــ"و"أبراهــام غراســك أو A.Dulcert مــنهم في القــرن الثــامن هجــري، الرابــع عشــر مــيلادي "أ.ديلســار

Mecia De" "ميســيا دوفيلاديســت Soleri"، "ســوليري Abraham Gresquesالقريشــي

Villadestes و "جــوان دوفالســيكا "Juan De Vallsecha رســم الخــرائط ". وقــد بــرع هــؤلاء فيالجغرافية وخاصة منها البحرية، وأتقنوا وضع مواقع لجزر البحـر، حـتى غـدا مـا صـنعوه يحتـل المرتبـة العليـا

2في علم البحار والخرائط، من حيث دقته وجماله وبفضلهم أصبحت مدرسة ميورقة مشتهرة عالميا.

ك في صــــناعة الأدوات ولم يتوقــــف الأمــــر �ــــؤلاء الجغــــرافيين عنــــد هــــذا الحــــد، بــــل برعــــوا كــــذلالمســتعملة في البحريـــة وحـــتى في علــم الفلـــك والنجـــوم، فقـــد صــنع اليهـــودي يعقـــوب بــن مخـــير بـــن تبـــون

م الأســطرلاب الــذي حمــل أسمــاء أكــبر المــدن في الجانــب الإســلامي كســلا وطنجــة 1303المتــوفى ســنة

1 Jacob oliel, Les Juifs au Sahara, op. cit., P 85-95.انظر تفاصيل هذه الرسالة عند 2 Ibid, P 83.

236

المنـورة، وخاصـة ذكـره لمدينـة ووزان، وتعدى إلى مدن المشرق الإسلامي كالقاهرة ومكة المكرمـة والمدينـة .1سجلماسة، وإشارته إلى إقليم توات

كما ترجم "موسى بن طيبون" كتاب "البطروجي" وهو كتاب في الهيئة وعلم الفلـك إلى اللغـة ، وربمــــا يكــــون "بــــن طيبــــون" هــــذا هــــو نفســــه "بــــن تبــــون" الــــذي صــــنع 2م1296العبريــــة وذلــــك ســــنة

وفترة حيا�ما. الأسطرلاب، وذلك بسبب تشابه اسميهما

وســــاهم جغرافيــــون آخــــرون في رســــم خــــرائط كافيــــة وموســــعة عــــن كــــل بــــلاد المغــــرب والغــــرب " أو يســمى "أطلــس شــارل الخــامس" L’Atlas de Catalaneالمســيحي، مثــل "أطلــس كتــالان" "

"L’Atlas de Charles V الـذي أصـبح م، وصـاحبه هـو "أبراهـام غراسـك"1375" المؤلـف سـنةل في مجــــال الجغرافيـــا ومنــــه اســـتمد اللاحقــــون معظـــم المعلومــــات عـــن جغرافيــــة هــــذه أحـــد أبــــرز الأعمـــا

. وقد حدد فيـه خاصـة الأوديـة المؤديـة إلى بـلاد السـودان أي إلى منـاطق تواجـد الـذهب، وركـز 3المنطقة 4فيها على الطريق البادئة بمدينة تلمسان.

لإفريقيــا والصــحراء، أثبــت بينمــا اســتطاع "دوفيلاديســت" المــذكور ســابقا رســم خريطــة شــاملةفيها الطريق العابرة للصـحراء الشـرقية مـرورا بتقـرت والقصـر الكبـير والهقـار وإنزيـزا إلى غايـة تمبكتـو، كمـا أورد فيهــا الطريــق القديمــة المــارة عــبر تمنطــيط وبــودا أكــبر مــدن إقلــيم تــوات لــذلك العصــر، وصــولا علــى

يـة الفرعيـة في تلـك المنـاطق، وذكـر فيهـا الطريـق الـتي تعـبر أ�ار النيجر والسينغال مع تحديـد بعـض الأود 5شمال بلاد الصحراء وتقطعها عرضيا إلى غاية البحر المحيط.

.68، ص 1الزعفراني، يهود المغرب والأندلس، ج 1نة العلمية ، اللج4طالبي، إشعاع الحضارة المغربية وتأثيرها على الحضارة الغربية، ضمن كتاب تاريخ إفريقيا العام، مجمد مح 2

.92م، ص 1988الدولية لتحرير تاريخ إفريقيا العام، اليونسكو، باريس، 3 Dufourcq, L’Espagne Catalane, op. cit., P 144-145. 4 Dhina, Le Royaume Abdelouadide, op. cit., P 57. 5 Jacob oliel, Les Juifs au Sahara, op. cit., P 85.

237

ـــاطق وقـــد اســـتقى مؤلفـــو هـــذه الخـــرائط معلومـــا�م مـــن طـــرف التجـــار الـــذين كـــانوا يجوبـــون المنالك والمـدن المتواجـدة هنـاك، انطلاقا من الممالك المسيحية إلى بلاد السودان، ويعرفون جيـدا هـذه المسـ

فهم شهود عيان يروون ما خبروه وشاهدوه وعايشوه، لذلك جاءت هذه الخرائط مقاربـة إلى حـد كبـير الخرائط الحالية، إذ أ�ا كانت أولى المحـاولات لرسـم صـورة مصـغرة عـن جغرافيـا المنطقـة، اسـتغلها علمـاء

.الجغرافيا اللاحقون في رسم خرائطهم عن هذه البلاد

وفي الجانب العمراني تجدر الإشارة إلى أن اليهود خاصة ساكني الصحراء قـاموا بتأسـيس قصـور ــت"، أمــا الــذين اســتقروا في القصــور الأخــرى فــإ�م اختــاروا لأنفســهم أحيــاء جديــدة مثــل "قصــر تازول

زت ودروب خاصــة �ــم مثــل "أولاد ميمــون" بتمنطــيط، هــذه القصــور والــدروب الــتي أنشــأها اليهــود تميــعــن غيرهــا في العديــد مــن ا�ــالات، خاصــة في الجانــب العمــراني، ممــا جعلهــم يشــكلون إضــافة في هــذا ا�ــال، فظهــرت العمــارة اليهوديــة الــتي شــيدت مــن نفــس المــواد المحليــة (الطــين والحجــارة)، وتختلــف عــن

ــب الأحيــان، والــبرج الواحــد الــذي يتوســطها ، وهــي عبــارة عــن العمــارة البربريــة بشــكلها الــدائري في غالقلعة تتموضع فوق مرتفع وتتكون من أزقة رئيسية وأخـرى ثانويـة، ومسـاكنها �ـا حجـرات تحـت أرضـية (دهاليز)، بالإضافة إلى بناء المعابد الخاصة �م، مثل المعبد اليهـودي في قصـر "أولاد أهمـالي" بتمنطـيط

1الذي عثر به على حجر منحوت بالعبرية.

تقــول أن قلعــة المنصــورة الــتي بناهــا الســلطان المــريني أبــو يعقــوب يوســف كمــا أن هنــاك أســطورة ه، قـد تـولى 706ه إلى غايـة 699بن عبـد الحـق أثنـاء حصـاره مدينـة تلمسـان لسـبع سـنوات مـن سـنة

بناءها مهندس يهودي لا يذكر اسمه، وبما أن المسجد كان في أسفل القلعة والسلالم �بط مباشرة إليه، ا وصل إلى قمة البناء منع من النزول لئلا يـدنس المسـجد، ثم تضـيف الحكايـة كيـف أن فإن اليهودي لم

.103وات، ص ، دور يهود تقومي محمد 1

238

هذا اليهودي ا�هول حاول الطيران باستعمال ريش الطيور لكنه سقط سريعا وسمي هـذا المكـان الـذي 1سقط فيه "ممر اليهودي".

أننــا يمكــن أن نقبــل هــذا وإن كانــت الإضــافات الــتي ترويهــا الحكايــة الســابقة تعتــبر أســطورية إلابفرضية أن يكون المهندس يهوديا، على اعتبار أن اليهود قد نبغوا في مجـالات متعـددة، ولا يسـتبعد أن يكونــوا قــد اســتخدموا حــتى في البنــاء، علــى اعتبــار أن المــرينيين اســتعملوهم خــلال دولــتهم في مجــالات

عدة.

الطب: - 2-2-3طبيـب، وازدهـرت علـى أيـديهم العلـوم الطبيـة، ولا سـيما نبغ بعـض الـذميين في مهنـة الطـب والت

بـــين أولئـــك المهجـــرين مـــن بــــلاد الأنـــدلس، وقـــد كـــان أغلــــبهم يمـــتهن الطـــب والفلســـفة في آن واحــــد، وه وســـــيلة للكســـــب ينيـــــة، وقـــــد بالإضــــافة إلى تبحـــــره في العلـــــوم الد اهـــــتم اليهــــود بـــــتعلم الطـــــب، وعـــــد

؛ وقـد تعلـم معظـم الأطبـاء اليهـود الأندلسـيين في المعاهـد 2وللحصول على مناصب رفيعـة لـدى الحكـاميظهـر ذلـك . الإسلامية، على أيدي الأطباء المسلمين الذين تفوقوا في هذا ا�ال، وأكثـروا فيـه التـأليف

، وأشهر عالم "عيون الأنباء"من خلال قائمة تراجم الأطباء الأندلسيين التي أوردها ابن أبي أصيبعة في تـب في الطـب، واشـتهر بـه، وتـأثر بأطبـاء المسـلمين هـو موسـى بـن ميمـون الـذي تعلـم الطـب يهودي ك

قـرأ علـم الأوائـل بالأنـدلس، وأحكـم : "، يقـول عنـه القفطـي3على أيدي المسلمين في الأندلس والمغـرب، ومارســها في مصــر، ووضــع فيهــا "الرياضــيات وأخــذ أشــياء مــن المنطقيــات، وقــرأ هنــاك الطــب فأجــاده

فاتــه الطبيعــة الــتي بلغــت عشــرا، بــين مقالــة ورســالة دونــت جميعهــا بالعربيــة، منهــا اختصــار الكتــب مؤل

1 Allouche, Les Juifs d’Algérie, op. cit., P 134.

بيروت، نزار رضا، دار مكتبة الحياة،: أبو العباس أحمد ابن أبي أصيبعة، عيون الأنباء في طبقات الأطباء، شرح وتحقيق: ينظر 2 .500-488ص ،م1965

م، 1936-هـ1355، 2لجنة التأليف والنشر، القاهرة، ط إسرائيل ولفنسون، موسى بن ميمون، حياته ومصنفاته، مطبعة 3 .142ص

239

، الــــذي تحـــدث عنــــه "المختصـــر"، والــــذي يســـمى كتــــاب "جـــالينوس"لطبيـــب الإغريقــــي الســـتة عشــــر ل 1"روصنف مختصرا لواحد وعشرين كتابا من كتب جـالينوس، فجـاء في غايـة الاختصـا: "القفطي بقوله

.2ومقالة في البواسير وعلاجها، ومقالة في السموم والتحرز من الأدوية القتالة

ومن أبرز أمثلة هؤلاء الذين برزوا في العلوم الطبية ونبغوا فيها خلال عهد دولة بني عبد الواد نذكر:

عــد �جــيره مــن إفــرايم أنقــاوة وهــو الطبيــب الشــهير والحــبر بمدينــة تلمســان وقــد زاول �ــا مهنــة الطــب ب-م، وقد تمكـن مـن إيجـاد دواء لابنـة السـلطان الزيـاني آنـذاك وهـو أبـو العبـاس أحمـد 1392الأندلس سنة

م)، وهــذا 1462-1428ه/866-834بــن أبي حمــو موســى الثــاني الملقــب بالعاقــل الــذي حكــم بــين (كنى مدينـــة بعـــد أن عجـــز الأطبـــاء عـــن إيجـــاد دواء شـــاف لهـــا، فكافـــأه الســـلطان بالســـماح لليهـــود بســـ

.3تلمسان بجوار قصره بعد أن كان لا يسمح لهم بالدخول إليها

وكــان موشــي بــن صــموئيل المعــروف بــابن الأشــقر يعــد مــن أشــهر الأطبــاء وأمهــرهم قــدوة وحــذقا في -ميــدان الطــب، وزاول بمدينــة تلمســان مهنتــه، وقــد قــال عنــه الرحالــة المصــري "عبــد الباســط بــن خليــل"

، 4م، "أنــه لم يعــرف ذميــا أمهــر ولا أقــدر في صــنعته منــه"1462ه/867الي ســنة الــذي زار المدينــة حــو حــتى صــار الطبيــب الخــاص للــبلاط الزيــاني والمقــرب مــن أمرائــه، وقــد تعلــم عبــد الباســط علــى يــدي هــذا

، وأجازه في ذلك. -كما قال-الطبيب اليهودي نبذة نافعة من الطب

ــب مــاهر في تلمســان فيقــول :"ولمــا اســتولى مولانــا علــى ويــذكر ابــن مــرزوق في مســنده عــن طبيجرى ذكر يهودي كان �ا مشتهرا بالمهارة في الطب، وكان عجبـا -ويقصد أبا الحسن المريني-تلمسان

.329جمال الدين القفطي، إخبار العلماء بأخبار الحكماء، دار الآثار، بيروت، د.ت، ص 1 .150ولفنسون، موسى بن ميمون، ص 2

3 Allouche, Les Juifs en Algérie, op. cit., P 134-135. ي، مشاهدات وأخبار عبد الباسط الظاهري في بلاد المغرب والأندلس من خلال كتابه المخطوط عمر عبد السلام التدمر 4

م)"، ضمن كتاب من مظاهر التضامن المغاربي عبر 1467-1462ه/871-866"الروض الباسم في حوادث العمر والتراجم ( Robert Brunschvig , Deux. انظر كذلك 192م، ص 2003ه/1424التاريخ، إعداد عبد الكريم كريم،

récits de voyages inédits en Afrique du Nord, Paris 1936, P 107.

240

في نوعه ونحن بفاس، وكان قد عرض لمولانا في باطن كوعه الأيمن وجع بسبب بلغـم تحجـر فيـه، فعانـاه ور" فلـــم يعـــرج عليـــه، فلمـــا وصـــلنا إلى تلمســـان جـــرى جهـــده، فقـــال قائل:"نبعـــث عـــن اليهـــودي المـــذك

ذكـــرهن فقـــال لي :"وجـــه عنـــه" فجـــاء، فســـئل عـــن الشـــكية، فاستفســـر عـــن الســـبب وعمـــا عولجـــت بـــه الشكية، ثم تحدث فيها فبالغ في الإجـادة وشـرح السـبب والعلامـات وذكـر العـلاج، فأطنـب الحاضـرون

. 1في استحسانه"

ه العــلاج إلا أن يسـلم فيجعلــه مقربــا منــه وطبيبــا وأمينــا، لكــن لكـن الســلطان المــريني لم يقبــل منــهذا اليهودي لم يقبل رغم محاولات ابن مرزوق واجتهاده في ذلك، ويذكر أنه قد صنع للسلطان مرهمـا

.2ووصف له علاجا لدائه، لكنه لم يقبل منه ولم يعمل به

.3ا كذلكطبيب -المذكور سابقا في ميدان الشعر–وكان إبراهيم بن زميرو

"، الإشــــبيلية الأصــــل الــــتي Gabisonومــــن الأطبــــاء الــــذين اشــــتهروا كــــذلك نجــــد عائلــــة "غابيســــون -" مـــن بـــين Abraham Gabisonم، وكـــان "أبراهـــام غابيســـون 1492هـــاجرت إلى الجزائـــر ســـنة

د أشــهرهم وامــتهن الطــب ونبــغ فيــه ممــا جعلــه يشــتهر في مدينــة تلمســان، ثم انتقــل إلى مدينــة الجزائــر بعــم)، وعــاد إلى 1574-1571زوال الدولــة الزيانيــة، اشــتغل هنالــك طبيبــا للباشــا العثمــاني أحمــد أعــراب (

م لمعالجـــة المرضــى الـــذين عصــف �ـــم الطــاعون، والـــذي أودى بحيـــاة أرواح 1579مدينــة تلمســـان ســنة .4ةسن 59الكثيرين في مدينة بني عبد الوادي، ويبدو أنه مات متأثرا بالوباء عن عمر ناهز

.381ابن مرزوق، المسند الصحيح الحسن في مآثر مولانا أبي الحسن، ص 1 .ن، ص نفسه المصدر 2

3 Nicol Serfati, Les courtisans Juifs des Sultans Marocains 13e-18eme siècle –hommes politiques et hauts digniataires XIIIe-XVIII Siècles, Préface de Haïm Zafrani, Editions Bouchène, Saint Denis, France, 1999, P 115.

.205-204، ص -هؤلاء ا�هولون–سعد االله، يهود الجزائر 4

241

بجزيرة " بالما"طبيبا في بداية حياته العملية في مدينة " راشباس"وقد كان شمعون بن سماح دوران وكـان يأمـل أن يعـيش مـن خلالهـا حيـاة رغيـدة، لكنـه عنـد هجرتـه إلى الجزائـر لم يجـد ضـالته في ميورقـة،

ـــال النـــاس عليـــه، أو لكـــون ســـكان الجزائـــر كـــا نوا يفضـــلون التـــداوي ممارســـة هـــذه المهنـــة، ربمـــا لعـــدم إقبوتظهر بعـض ملكاتـه في عـالم الطـب في .1بالأعشاب على الطب الحديث الذي كان يمارسه راشباس

أو الـدفاع عـن الآبـاء" الـذي يظهـر فيـه إطلاعـه في ميـدان Maguen Abothمؤلفـه السـابق الـذكر "لاقــة الزوجيـــة وعلـــى التطبيــب، حيـــث أورد معلومــات عـــن الـــدورة الشــهرية للمـــرأة وتــأثير ذلـــك علـــى الع

الأطفــال، ثم ذكــر بعــض آراء علمــاء اليهــود عــن ذلــك وحــتى أنــه حــاول في بعــض المــرات رد رأي "ابــن ســـينا" بخصـــوص طبيعـــة الرجـــل والمـــرأة بـــين الحـــارة أو البـــاردة، ثم عـــرج علـــى ذكـــر العوامـــل المتحكمـــة في

. 2واج والإنجابإنجاب الذكور أو الإناث، إلى غير ذلك من المعلومات المتعلقة بالز

وكان ابنه سلومون الذي تولى بعده رئاسة الطائفة اليهوديـة بمدينـة الجزائـر دارسـا للطـب والعلـوم .3في بداية تعلمه، إلى جانب دراسته الدينية

وهــو مــن أوائــل المهــاجرين مــن " Astruc Cohen أســتروك كــوهين"واشــتهر قبــل هــؤلاء " أبــو تاشــفين الثــاني"وقــد كــان طبيبــا خاصــا للســلطان الزيــاني م، 1391الأنــدلس إلى الجزائــر قبــل ســنة

. 4ومقربا منه

1 Jews Encyclopedia, op. cit., V6, P 302. 2 Henri Jahier et A. Fingerhuth, Extrait du « Maguen Aboth » « Le Bouclier des Pères » du Grand Rabbin d’Alger, Simeon ben Zemah Duran, Imprémerie Abécé, Paris, 1955, P 1-8. 3 Jews Encyclopedia, op. cit., V6, P 306.

.109، ص -هؤلاء ا�هولون–سعد االله، يهود الجزائر 4

242

أبرز علماء أهل الذمة:-3 : Issac Bar Chechet Barfetإسحاق بن شيشيت برفات: -3-1

وهو الذي سبق ذكره في محور وظيفة الناجد في الفصل الأول)، وقد درس مع ( المعروف بريباخ Nissim" "ونسـيم جيرونـدي Perez Ha Cohenثـل "بيريـز هـا كـوهين أعلام اليهوديـة الكبـار م

Gérondiنســبة إلى مدينــة "جيرونــده " Géronde ــتي اشــتغل �ــا حاخامــا قبــل أن ينتقــل إلى " ال، وكتالونيــا، وبلنســية، وطرطوشــة، وقــد 1أو قلعــة أيــوب (Calatayud)وقلعــة اليهــود مدينــة سرقســطة

م والتهجـير 1391وبعـد أحـداث 2م.1372في مدينـة سرقسـطة سـنة كان على رأس الطائفـة اليهوديـة القســري لليهــود مــن الأنــدلس، غادرهــا إلى بــلاد المغــرب واختــار مدينــة مليانــة أولا ملجــأ لــه ثم اســتقر �ائيا بمدينة الجزائر وحظي بتعيين السلطان الزياني وعلى الأرجح هـو الأمـير "أبـو تاشـفين الثـاني" الـذي

لكـــل (Grand Rabbin)م) كحاخـــام أكـــبر 1393-1389ه/795-791حكـــم بـــين ســـنوات(الطائفـة اليهوديــة المتواجــدة علــى الأراضــي التابعــة لحكــم بـني عبــد الــواد، وكــان ذلــك بــدعم مــن الطبيــب

.Astruc Cohen"3الخاص والمقرب من السلطان الزياني "أستروك كوهين

م علــى أرجــح الأقــوال، وهــو 1408ه/811وظــل في منصــب الحاخــام الأكــبر حــتى وفاتــه ســنة أول حاخـام يعــين مباشــرة مــن طــرف الســلطة الإســلامية دون إجمــاع وانتخــاب مــن طــرف طائفــة اليهــود

.4مثلما جرت عليه العادة، وهذا ما لاقى رفضا من قبل يهود الجزائر آنذاك

ية اليهودية لقد كان ريباخ قبل قدومه إلى الجزائر صديقا وشريكا في المناظرات الاجتهادية الروح "،" بن فينيست دي لاكافاليرياMosse ben Abasفي الأندلس لـــــ: "موسى بن عباس

يب أرسلان، الحلل السندسية في الأخبار والآثار الأندلسية، الجزء الأول، المطبعة الرحمانية، مصر، الطبعة انظر الأمير شك 1

.106م، ص 1936ه/ 1355الأولى، 2 Allouche et Laloum, Les Juifs d’Algérie, p, cit, P 220.

.109، ص 1، ج-هؤلاء ا�هولون- فوزي سعد االله، يهود الجزائر 34 C. Cahen, Histoire des Juifs de l’Afrique septentrionale, op. cit., P 57.

243

Benvenist de la Cavalleriaو"حسداي غريسكاس (أو القريشي) الأرغوني " Hasdaï Grascas d’Aragon إضافة إلى أن هذا الزعيم الروحي الإسرائيلي كان يمثل جيلا جديدا من ،"

جال الدين اليهود الداعين للعودة إلى الدراسة الخالصة للتلمود والتوراة الحصن الواقي الوحيد المثقفين ور . 1لوحدة يهود الممالك الإسبانية في عهد ا�ازر المسيحية الأولى

وبنظرة روحية تصوفية فإن هذه الفلسفة في الحقيقة تبدو صدى للمدرسة السلفية الإسلامية ية في المشرق واتخذت لنفسها أشكالا متعددة في الجزائر، مثلا، وفي المغرب التي تبلورت مع ابن تيم

-801على يد مجموعة من الفقهاء منهم "عبد الحق الإسلامي السبتي" المعاصر للسلطان المريني (

م)، وهي حركات 1504ه/909ومحمد بن عبد الكريم المغيلي (ت 2م)1427-1398ه/831ين ومراجعه الأساسية بصرامة كرد فعل على الانحطاط والضعف الذي تدعو إلى العودة إلى أصول الد

.3مس الأمة

شارك ريباخ مع صديقه راشباس في وضع تقانوت الجزائر التي نشرت فيما بعد بإسطنبول سنة م، والتي نظمت الحياة المدنية والدينية لليهود في الجزائر، وقد حاولا إدخال نوع من الديمقراطية 1546رات، وأصبحت السلطة داخل ا�تمع اليهودي بيد مجلس يضم كبار الحاخامات، ولم تعد في القرا

للأطراف الخارجية يد في تسيير وظيفة الناجد، بل غدت سلطة الانتخاب هي السائدة وأي شيء يراد تقريره يمر عبر الإعلان عنه ثم التصويت في يوم السبت قبل إخراج لفائف التوراة (السفاريم

Sépharim وبفضل جهود هذين الربيين أصبحت مدينة الجزائر القطب الرئيسي لليهودية الشمال ،( . 4إفريقية

.110-109، ص -هؤلاء ا�هولون- فوزي سعد االله، يهود الجزائر 1 .94-93م، ص 1971ه/1391، المغرب، 5محمد المنوني، التيارات الفكرية في المغرب المريني، مجلة الثقافة المغربية، العدد 2 .110د االله، يهود الجزائر، ص فوزي سع 3

4 Allouche et Laloum, Les Juifs d’Algérie, p, cit, P 220.

244

: Shimon Bar Shemah Duranشمعون بن سماح دوران -3-2إفـــرايم "الملقــب براشـــباس أو راشــباخ، ولـــد في ميورقــة، ودرس �ـــا في مدينـــة بالمــا علـــى يــد الـــربي

Jonahجناح ديمستري "م، وفي أرغونة على يد 1391وفي سنة الذي ت" Ephraim Vidalفيدال

Desmastre" وتــــزوج ابنتــــه فيمــــا بعــــد، وأصــــبح بفضــــل هــــذه المصــــاهرة ينتســــب إلى أشــــهر الأســــر ، 1.اليهودية

م في الأنــدلس، هــاجر مــع عائلتــه إلى الجزائــر تاركــا ثروتــه وراءه، مــع 1391وبعــد أحــداث ســنة في هذه الهجرة رجل الدين إسحاق بن شيشـيت برفـات، هجـر�م كثير من أبناء جلدته، وقد صاحب

هــذه كانــت إضــافة كبــيرة للأهـــالي مــن اليهــود، إذ أ�ــم احتلــوا مركـــز رئاســة الطائفــة وغــيروا الكثــير مـــن . القوانين التي كان أهل البلاد من أبناء ديانتهم يتبعو�ا

إلى امتهان التنظيم الطائفي خلفا وربما كان عدم نجاحه المهني في الطب من أحد أسباب تحوله ، من جهة، ومن جهة أخرى لأنه عندما قبل تعيينه على رأس الطائفة اليهوديـة "بن شيشيت"لصديقه

بمدينـة الجزائــر كــان أول مـن تقاضــى أجــرا علـى هــذا المنصــب، وقـد أدى بــه هــذا إلى تبـذير طاقــة وجهــد ين كـانوا يـرددون أنـه يتـاجر بالـدين، وأنـه حـول كبيرين في الدفاع عن نفسـه مـن ألسـنة أبنـاء جلدتـه الـذ

العقيـدة الموســوية إلى ســجل تجــاري ومصــدرا لاكتســاب المــال، فقــدم لهــم الفتــاوى والأدلــة الشــرعية علــى جواز تقاضيه لأجره وعدم تناقضـه مـع شـريعة موسـى، وأنـه لم يكـن بحاجـة لهـذا الأجـر كـي يعـيش لأنـه

.2من عائلة ميسورة الحال

اشـــباس كثـــيرا في تغيـــير عـــادات اليهـــود الأهـــالي الـــذين اتبعـــوا عـــادات الـــبلاد الـــتي وقـــد اجتهـــد ر حـين قـدمنا إلى هـذه الـبلاد :"عن تعاليم دينهم، إذ يقول عـنهم ريبـاش -حسب رأيه-سكنوها وابتعدوا

لم نجــد عــادات يهوديــة، لأن ســكان هــذه الــبلاد لم يعتــادوا الحكــم في منازعــا�م وفقــا لقــوانين ديانتنــا،

1 Jewish Encyclopedia, op. cit., V6, P 302.

.111فوزي سعد االله، يهود الجزائر، ص 2

245

وهــذا مــالم يتقبلـــه الربيــان وعـــدوه بمثابــة خيانـــة ". ميــع القضــايا كانـــت تعــرض علـــى القاضــي المســـلمفج 1.يعاقب عليها التشريع اليهودي

إثبــات أحقيتــه -الــذي كــان مســتاء مــن تعيــين ريبــاش في منصــب الناجــد-لقــد حــاول راشــباس ءة والمقــدرة علــى تحمــل تبعــات هــذا برئاســة الطائفــة اليهوديــة في الجزائــر، لأنــه كــان يــرى في نفســه الكفــا

المنصب إلا أن احترامه لرفيقه وكبر سنه منعاه من إبداء هذا الرأي صراحة، غير أنه كان يقوم في الواقع المعروفـة ) رسبونسـة(بإثبات جدارتـه حـتى بتصـرفات غـير لائقـة، إذ يقـول عـن نفسـه في مجموعـة أجوبتـه

ــيرا وصــاحب لقــد كنــت طفوليــا وتصــرف":" Tashbaz"بتاشــباص ت بوقاحــة اتجــاه الــربي الــذي كــان كب .2"علم

وقــد تعــاون الربيــان علــى تقــديم قــوانين جديــدة تحكــم الطائفــة اليهوديــة وتغــير مــن تقاليــدها الــتي وهــي مجموعــة الفتــاوى الــتي وضــعها " بتقــانوت الجزائــر"ورثتهــا عــن المســلمين، لــذا فقــد قــدما مــا يســمى

إلى جانـــب ذلـــك فقـــد قـــدم . تكـــون مـــن اثنـــتي عشـــرة مـــادةم وت1394/ه797ريبـــاش وراشـــباس ســـنة راشباس إجابات على ما كان يرده من نوازل ومستجدات من مختلـف منـاطق الدولـة الزيانيـة أو غيرهـا،

، وكانـــت لـــه "هنـــين"بمينـــاء " أبراهـــام هـــاكوهين شـــلال "وكـــان لـــه في ذلـــك معـــاونين مـــن بيـــنهم تلميـــذه ...مساناتصالات مع يهود توات وقسنطينة وتل

وترك راشباس بعد وفاته إرثا ثقافيا كبيرا في التشريع والأدب والشعر والفلسفة ورسائل كثيرة ، كما تداولت ذريته على منصب الزعامة ورئاسة الطائفة اليهودية في مدينة 3ذكرها في مجموعة أجوبته

م، ثم خلفه ابنه 1467الجزائر، فقد خلفه ابنه سلومون أو سليمان في هذا المنصب إلى غاية سنة م، ثم 1502م ثم أخوه شمعون دوران الثاني حتى وفاته سنة 1500سماح بن سلومون إلى غاية سنة

.357، ص 2الزعفراني، يهود الأندلس والمغرب، ج 1

2 Jewish Encyclopedia, op. cit., V6, P 302. .Jewish Encyclopedia, op. cit., V6, P 305هذه المؤلفات مذكورة في 3

246

وبقيت في فرع آل دوران حتى انتقلت إلى 1م1531انتقلت الرئاسة إلى شمعون بن سماح إلى غاية سنة .2م1735عائلة بوشعرة في العهد العثماني بداية من سنة

منصب المقدم أو الناجد كان من المناصب المتوارثة، إذ بقي أفراد عائلة دوران ويبدو أن يتوارثونه لستة أجيال كاملة، ورغم ضياع المنصب وخروجه من أسر�م إلا أ�م كانوا طرفا هاما في الصراع الذي حدث حوله بين أكبر العائلات اليهودية، فبعدما فقدت هذه العائلة زعامة جماعة

" من تولي الوظيفة David Duranسنة، تمكن أحد أفرادها ويدعى "دافيد دوران 71دة اليهود لمم، إلا أنه لم يبق في منصبه إلا أشهرا معدودة، فقد تمت إقالته من طرف الداي 1805مرة أخرى سنة

. 3م1806أحمد باشا في جويلية

عضـهما الـبعض بـالمقبرة اليهوديـة وتوفي كل من ريباخ وراشـباس بمدينـة الجزائـر، ودفنـا إلى جـوار ب م أصـدر 1844خارج القصبة بمحاذاة الباب الشمالي الغربي للحي المعروف "بباب الـوادي"، وفي سـنة

مارس جعـل المقـبرة اليهوديـة ملكـا لـلإدارة الاحتلاليـة ريثمـا تبـدأ هـذه 11الحاكم العام للجزائر قرارا في ي حســـبها تحويـــل المقــــبرة إلى مكـــان آخـــر. وفي ســــنة الأخـــيرة في إنجـــاز مشــــاريع عموميـــة كانـــت تقتضــــ

م حولـت رفا�مـا لأسـباب عمرانيـة أثنـاء توســيع المدينـة إلى مقـبرة بولـوغين الحاليـة، حيـث مــازالا 1880محل تقديس وتبرك من طرف اليهود الجزائريين وحتى الفرنسيين، وأول ما يقوم به عادة اليهـود العائـدون

" كمـــا يقـــال Rabbanimهـــو زيـــارة ضـــريح الحاخـــامين أو الربـــانيم "م 1962إلى الـــبلاد بعـــد رحيـــل .4بالعبرية، وإشعال الشموع على قبريهما وتلاوة أسفار من التوراة والعهد القديم والدعاء والتضرع لهما

.)03أسماء الذين تداولوا على رئاسة الطائفة اليهودية في مدينة الجزائر في الملحق رقم . (انظر 172بوعمامة، اليهود، ص 1 .130طوبال، طائفة اليهود بمجتمع الجزائر، ص 2

.134المرجع نفسه، ص 3 .166فوزي سعد االله، يهود الجزائر، ص 4

247

: Ephraim ben Israel Ankoaإفرايم بن إسرائيل أنقاوة -3-3، واضع لبنة ا�تمع اليهودي طبيب وربي وفيلسوف يهودي من أتباع موسى بن ميمون

م، 1391التلمساني، نزح من إسبانيا ومن التعسف المسيحي �ا، بعد أن قتل والداه في أحداث سنة وتقول الأسطورة اليهودية أنه قدم إلى شمال إفريقيا على ظهر أسد متخذا من ثعبان لجاما له، وحط

مدينة الأطباء، ولم يمكث �ا سوى شهر، غادرها رحاله أول الأمر بمدينة مراكش ظنا منه أ�ا لا تزال متوجها إلى تلمسان التي طاب له �ا المقام، وحدث أن مرضت البنت الوحيدة للسلطان الزياني وهو أبو العباس العاقل، ورفض كل العطايا التي قدمت له من طرف السلطان كمكافأة له، وكان طلبه

مدينة تلمسان، وهو ما قبله السلطان وأمر بإسكان اليهود الوحيد هو إسكان الجماعة اليهودية داخل ، وهو ما 1بجوار قصر المشور، وكان اهتمام "أنقاوة" الأول هو إنشاء بيعة كبيرة لتعليم شريعة موسى

حققه إذ بنى في عهد الدولة الزيانية كنيسا يحمل اسمه ولا يزال قائما إلى حد الآن، وفي نفس المكان " مدرسة كانت موجهة للتعليم العالي لشريعة موسى، وأطلق على هذه Israel بنى ابنه "إسرائيل

.Masria"2 المدرسة اسم "

م دفن بمقبرة خارج مدينة ندرومة لا تزال محجا ليهود الجزائر والعالم. 1442وبعد وفاته سنة –إسرائيل " الذي استقر بمدينة وهران، والآخرJudahوقد خلف بعد وفاته ابنين أحدهما: "يهودا

3والذي بقي بمدينة تلمسان وهو والد زوجة "سماح بن دوران". -المذكور سابقا

وقد ترك "أنقاوة" عدة مؤلفات بعضها لا يزال مخطوطا تضم معظمها نصائح إلى ولده، وأجوبة على بعض الانتقادات تجاه الفلسفة الميمونية. وأناشيد دينية لا تزال ترتل في المعابد اليهودية

.4 الصلواتوفي

1 Jewish Encyclopedia, Vol 06, P 127. 2 Darmon, origine et constitution de la communauté Israélite de Tlemcen, P 381. 3 Jewish Encyclopedia, Vol 06, P 127. 4 Ibidem.

248

:Joseph Alaschkarيوسف الأشقر -3-4م، اسمه الكامل يوسف بن 15ه/9" عاش في القرن Er-Rkyèseالمعروف بـــــــــــ"الركيز

م بإشبيلية، 1310موسى الأشقر من أسرة إسبانية عريقة، جده الأول هو السموأل المولود حوالي بمالقا بعد موجة الاضطهادات التي تعرض لها اليهود عام وكان طبيبا، غادر ابنه يهودا إشبيلية واستقر

م، صار رجل دين 1380م، وأصبح على رأس الجماعة اليهودية، كان ليهودا ابن ولد حوالي 1391بيتا حول الأحكام الغذائية اليهودية، ورزق بولدين يهودا 51وشاعرا، له قصيدة تضم حوالي

م انتقل الأخوان إلى بلاد المغرب، 1492ر الطرد عام ويوسف، أصبحا من رجال الدين وبعد قرام مركزا 1391فاستقر يهودا بمدينة مستغانم واختار يوسف مدينة تلمسان والتي أصبحت منذ عام

للعلوم الدينية اليهودية إذ قدم إليها العديد من رجال العلم والدين اليهود من غرناطة وإشبيلية ونقلوا .1إليها علومهم ومعرفتهم

أصـــبح يوســـف الأشـــقر بعـــد اســـتقراره في تلمســـان رئيســـا لمدرســـة "الياشـــيفاه"، وكـــان ذا إنتـــاج علمــي غزيــر ســواء في التشــريع والتفســير، وحــتى الشــعر لكــن أيــا مــن كتبــه لم ينشــر إلا قصــيدة في مــدح

.Tikkon Soferim"2معاصره سلومون بن شمعون دوران بعنوان "

يـات بلغـت حـد الأسـاطير منهـا أن الحاخـام تـوفي في وتنسج حول شخصية يوسـف الأشـقر روا منتصف �ار الجمعة، وقبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة وهـو في كامـل قـواه العقليـة طلـب مـن تلاميـذه أن يضـعوا مسـمارا في جـدار البيـت وألا ينزعـوه حـتى ينتهـوا مـن مراسـيم دفنـه، فنفـذ التلاميـذ وصـيته، لكـن

إتمـــام المراســـيم قبـــل حلـــول الغـــروب ودخـــول يـــوم الســـبت، لكـــن تخـــوفهم كـــان مـــن عـــدم مقـــدر�م علـــى الحدث الذي أ�ـر الجميـع هـو أن كـل الطقـوس وحـتى الـدفن وكـل مـا يتعلـق بـه قـد انتهـت والشـمس لا ــق، وبعــد العــودة إلى منــزل الحاخــام ثم نــزع المســمار مــن الجــدار فاختفــت الشــمس مباشــرة تــزال في الأف

.178-177بوعمامة، اليهود، ص 1

2 Jewish Encyclopedia, op. cit., V 02, P 511.

249

الــربي وأنـه هـو الــذي عطـل بمعجزاتـه غــروب الشـمس حـتى ينتهــي وحـل الظـلام، فــآمن الحضـور بقداسـة .1من دفنه، ويقول "ألفرد بيل" بأن لقب "الركيز" معناه الرجل الذي أوقف الشمس

Safenatولا يـزال قـبر الركيـز إلى جانـب قـبر الـربي أنقـاوة مـزارا ومحجـا لليهـود، واعتـبر كتـاب "

Paaneahليهوديــة الجزائريــة المعروفــة بصــرامتها ودقتهــا في تطبيــق " ليوســف الأشــقر بمثابــة صــورة ورمــز لتعــاليم الحلخــة، وبنظر�ــا الصــوفية إلى التعلــيم الــديني، كــون كثــير مــن الجمعيــات دراســة الزوهــار تكونــت

.2وتطورت عن طريق وساطة أكاديميات الجزائر

علماء آخرون:-3-5ليهـودي المتطبـب المعـروف بـابن الأشـقر، موشي بن صمويل بـن يهـودا الإسـرائيلي المـالقي الأندلسـي ا-

م، 1418ه/820يعد من أشهر الأطباء وأمهرهم قـدوة وحـذقا في ميـدان الطـب، ولـد بمالقـة قبـل سـنة أخذ هذا العلم عن أبيـه واشـتهر �ـذه الصـنعة في الأنـدلس انتقـل إلى تلمسـان وحـط رحالـه �ـا، حيـث

ه كثــير مــنهم وتوافــدوا عليــه مــن حواضــر وأقطــار زاول مهنــة الطــب وتدريســه للطــلاب المهتمــين بــه فلازمــمختلفة طلبا لهذا العلم مثل الرحالة عبد الباسط بن خليل، وقد أخـذ ابـن الأشـقر شـهرة كبـيرة في مدينـة تلمسان وذاع صـيته خارجهـا، وانتهـت إليـه رئاسـة الطـب، حـتى صـار الطبيـب الخـاص والمقـرب للـبلاط

.3الزياني

م) وهـــو شخصـــية مخضـــرمة Joseph Ephraïm Caro) :1488-1575يوســـف إفـــرايم قـــارو -عاشت �اية عصـر الـدويلات في المغـرب الإسـلامي وبدايـة العهـد العثمـاني، وأحـد أعـلام عصـره الـذين ملأوا الفراغ الذي تركه لدى الطائفة اليهودية موت ريباخ وراشباس، وكان يوسف قارو حاخاما إسباني

ر ثم لجأ إلى مدينة صفد احتجاج على مـا كـان يعتـبره تجـاوزات دينيـة الأصل، وأقام مدة طويلة في الجزائلليهود في الجزائـر، كـان واسـع الثقافـة الدينيـة اليهوديـة ومطلعـا علـى الهمـوم الروحيـة والفكريـة والتنظيميـة

.180-179بوعمامة، المرجع السابق، ص 1

2 Allouche et Laloum, Les Juifs d’Algérie, op. cit., P 222. .249، ص 1فيلالي، تلمسان، مرجع سابق، ج 3

250

لبـــني إســـرائيل، خاصـــة وأنـــه تنقـــل بـــين مختلـــف الجاليـــات العبريـــة والبلـــدان الإســـلامية والمســـيحية، وتـــرك ئفة اليهودية عدة مؤلفات أبرزها، بيت يوسف، وشولحان عاروخ أي المائدة المنضودة الذي أصـبح للطا

.1المرجع الديني الأول ليهود شمال إفريقيا ومصر والمشرق

وانتشر مذهب يوسـف قـارو بـين الأحبـار المغاربـة أيـا كانـت أصـولهم، سـواء مـنهم المهجـرون أو واعتـبروه بمثابـة "وحـي منـزل علـى طـور سـيناء"، وكـان لعمـل يوسـف الأهالي، الذين تلقوا مذهبـه سـريعا

قـــارو وشـــروحه نفـــوذ كبـــير وأثـــر عميـــق مازالـــت آثـــاره ممتـــدة حـــتى الآن علـــى تعـــاليم التشـــريع في مختلـــف .2المدارس الكبرى اليهودية، وفي فقه المحاكم الربية وفي الكتابات التشريعية التي تفرعت عن هذه

: الــذي عاصــر رب "أنقــاوة" واســتقر بتلمســان، اشــتهر Juda Kallash) يهــوذا خــلاص (أو قــلاش-" الــذي علــق فيــه علــى تفســير وشــرح الفقيــه اليهــودي Messiah Ylleminبكتابــه "مســياح يلمــين

" للكتـاب المقـدس، وقـد كـان "خـلاص" حاخامـا مشـهورا في تلمسـان، يقـال Rachiالفرنسي "راشـي قاوة، غير أن بعض المؤرخين يقولون أنه عاش في �ايـة القـرن أنه عاش في عصر ريباخ وراشباس ورب أن

يلقـي بـبعض الغمـوض علـى "Sefer Hamoussarم، وأنـه ألـف آنـذاك كتابـه "سـفر هامسـتار 16سنة على الأقل، "يهوذا خلاص" ألف كذلك كتابا عن أحد 120هذه المسألة، إلا إذا كان قد عاش

" ونظــم الأشــعار Maguid Mishné"ماقيــد ميشــنيه أعمــال الفيلســوف "مــوس بــن ميمــون" عنوانــهالدينية، مايزال محفوظا كمخطوط إلى اليوم، ويبدو على هذا المثقف المخضرم هو الآخـر مثـل "يوسـف

.3قارو" أنه كان يتمتع باحترام وتقدير كبيرين عند الطائفة الموسوية

ن مجموعــة العلمــاء الــتي : حاخــام وعــالم يهــودي يعتــبر مــIssac Bonastrucإســحاق بوناســتروك -م، رفقة ريباخ وراشباس، وشارك رفقتهم في تحضـير تقـانوت الجزائـر 1391هاجرت إلى الجزائر بعد سنة

م والـتي بقيـت لعقـود تعتـبر مرجعـا أساسـيا 1394ذات الاثنتي عشرة مـادة، المتعلقـة بقـوانين الـزواج سـنة

.121-120، ص -هؤلاء ا�هولون-سعد االله، يهود الجزائر 1 .269، ص 1، جالزعفراني، يهود الأندلس والمغرب 2 .203، ص -هؤلاء ا�هولون-سعد االله، يهود الجزائر 3

251

قــادرة علــى الإقنــاع بالحجــة والبرهــان، وقــد للتشــريعات اليهوديــة، وكــان "بوناســتروك" ذا شخصــية قويــة Saulم إثــر انتقاداتــه ضــد "ســاول أســتروك هــاكوهين 1404اضــطر إلى مغــادرة مدينــة الجزائــر ســنة

Astruc Hakohen كبـــير الحاخامــات اليهـــود، وبعــد وفـــاة هــذا الأخـــير اســتقر "بوناســـتروك" في ،"سـبب ردوده وانتقاداتـه لحاخامـا�م، ولم مدينة قسنطينة، أين أصبح من جديـد هـدفا لهجمـات اليهـود ب

.1يتخل عن هجماته ضدهم إلا بعد تلقيه ترضيات من طرف ريباخ وراشباس

، لاجـئ إسـباني Rabbi Amram Ben Merrouas Ephratiالـربي عمـرام بـن مـرواس عفـراتي -، كـان م، نزل بوهران التي وجـد �ـا جماعـة يهوديـة هامـة تنحـدر مـن أصـول إسـبانية1391بعد أحداث

جده "عمرام بن ناثان" ربيـا في فالنسـيا، وبعـد قـدوم عمـرام الحفيـد إلى وهـران أصـبح �ـا رئيسـا للطائفـة ـــاخ وراشـــباس، وتبـــادل معهمـــا المراســـلات والتســـاؤلات حـــول بعـــض ـــث كـــان معاصـــرا لريب اليهوديـــة حي

يف ومخطوطات إلا أن المسائل، وقبل وفاته غادر وهران واستقر في مدينة غرناطة، ورغم أنه له عدة تآل . 2كتاباته ومؤلفاته لم تكتشف لحد الآن

1 Jewish Encyclopedia, op. cit., V 04, P 1200. 2 Allouche et Laloum, Les Juifs d’Algérie, op. cit., P 224.

252

رغــم قلــة المصــادر الــتي تناولــت الــدور الثقــافي الــذي لعبــه أهــل الذمــة في الدولــة الزيانيــة، إلا أننــا استطعنا باعتمادنا على المعلومات المتوافرة، أن نبرز مكانة التعليم لدى اليهود، وحرصهم الشديد على

أبنائهم بتوفير الوسائل المتاحة وتشا�ها في كثير من الأحيان مع ا�تمع الذي ساكنوه، كما أ�م تعليم اتبعــوا أســاليب منهجيــة لضــمان ســيرورة الــتعلم والحصــول علــى متعلمــين جيــدين يتــأهلون فيمــا بعــد إلى

التعلـيم، وفرضـيته، قيادة الطائفة اليهودية، وقد حرص علماء اليهود ومنظـروهم علـى التركيـز علـى أهميـة كمـــا حـــددوا منـــاهج التعلـــيم ومراحلـــه، وقـــدموا عـــدة نمـــاذج لـــذلك، كمـــا انتشـــرت المـــدارس في المغـــرب

الإسلامي ووجد البعض منها في أرجاء الدولة الزيانية خاصة العاصمة تلمسان.

م ومـن جهــة أخــرى فقـد شــارك اليهــود في مختلـف العلــوم وســاهموا في إثرائهـا، وفي مقــدمتها العلــو التي تتعلـق بشـرائعهم، وذلـك عـن طريـق تفسـير النصـوص التوراتيـة والتلموديـة وإيضـاحها لأبنـاء ملـتهم، وحتى وضع قوانين وتشريعات جديدة تنظم الحياة العامة للطائفة اليهودية بالبلاد الزيانية كما هو الحال

اء اليهـود مـنهج اللغـويين العـرب بالنسبة لتقنوت الجزائـر، وفي مـا يتعلـق بـالأدب واللغـة فقـد انـتهج الأدبـوأخذوا منهم واستلهموا من اللغة العربية، وأتقنوها، واستعملها كثير منهم في التأليف نثـرا وشـعرا، حـتى

اشتهرت مؤلفا�م وذاع صيتها في العالم.

ولم يهمــل اليهــود في هـــذا العصــر العلـــوم العقليــة بـــل تعلموهــا ونشـــروها بيــنهم وبـــرزوا فيهــا فقـــد ثير منهم الأمور الفلسفية، إلا أ�م لم يحيدوا في كثير من الأحيان عما تعلموه من المسـلمين في ناقش ك

هــذا ا�ــال، فظهــر مفكــرون وفلاســفة اتبعــوا �ــج الفلاســفة المســلمين كــابن رشــد وابــن ســينا وغــيرهم، هــا اليهــود معلمــا وألفــوا في علــوم المنطــق والإلهيــات والفلســفة وبلغــت شــهرة مؤلفــا�م أرجــاء العــالم وجعل

من معالم ثقافتهم إلى حد الآن.

وفي جانــب العلــوم الطبيــة، بــرع بعــض اليهــود في عــالم التطبيــب وتشــخيص الأمــراض وتفوقــوا في هذا العلم وصنعوا الأدوية، وفاقت شهر�م حدود المنطقـة، وبـرزت مـنهم عـائلات بأكملهـا، مـنهم مـن

وا منهم مستشارين خاصين لهم، لكن عادات أهل الـبلاد عمل عند الأمراء والملوك الذين قربوهم وجعل

253

وحرصهم على التداوي بالأعشـاب واتبـاع التقاليـد في ذلـك، جعـل بعضـهم يغـير مهنـة الطـب إلى مهـن أخرى.

وقد أشرنا إلى بعض أبرز علماء أهل الذمة الذين كانوا على عهد الزيانيين كلهـم يهـودا، فظهـر اشـباس، وأفـرايم النقـاوة، ويوسـف الأشـقر، وموشـي بـن صـمويل ويوسـف منهم الربيان الكبيران ريباخ ور

قارو، وآخرون، ساهم كل واحد منهم في إثراء العلوم اليهودية النقلية منها والعقلية، وألفوا كتبا لا يزال كثير منها في حكم المفقود.

255

اضعة لموضوع أهل الذمة خلال عهد الدولة على ضوء ما اطلعنا عليه خلال دراستنا المتو الزيانية، توصلنا إلى بعض الاستنتاجات، وهي الآتية:

أن تواجد أهل الذمة في بلاد المغرب الإسلامي كان منذ عهود قديمة وأ�م ساكنوا أهل ·البلاد، طيلة فترات حكم الدول المتعاقبة، وتمازجوا معهم واندمجوا معهم اجتماعيا وثقافيا،

هذه الحقائق. -على قلتها-كد بعض الآثار وتؤ أن اليهود والنصارى ظلوا يتواجدون بين سكان المغرب الأوسط، ويتفاعلون مع الأحداث ·

الجارية في البلاد، وربما وصلوا في مرات إلى التقرب من السلطة الحاكمة.على الأقل بعض أن بعض القبائل البربرية القاطنة في المغرب الأوسط كان أصلها يهوديا، أو ·

أفرادها يهود. أن تعامل الدول الإسلامية المتعاقبة، قبل الحكم الزياني للمنطقة مع أهل الذمة كان وفقا ·

لأحكام الشريعة الإسلامية، إلا أن هناك تجاوزات في بعض الأحيان إما تساهلا معهم أو تشددا وتجاوزا في ذلك.

خلال عهد الدولة الزيانية، لأنه لم يكن لهم لم يكن لأهل الذمة تأثير في الجانب السياسي ·تمثيل كبير، ولم يتبوءوا مناصب سيادية طيلة الحكم الزياني للمنطقة، عكس ما كان عليه

إخوا�م في الدولتين ا�اورتين الحفصية والمرينية. في التمثيل الدبلوماسي، كو�م كانوا -خاصة اليهود منهم- اقتصر الحضور السياسي للذميين ·

سفراء بين الدول المسيحية والدولة الزيانية.أثبت كثير من أهل الذمة كفاءا�م في السفارات التي قاموا �ا، فحققوا عدة مطالب ·

لرؤسائهم، وأثبتوا تضلعهم في ميدان التفاوض.في أواخر الدولة الزيانية كان بعض السفراء والوسطاء عامل إضعاف للسلطة لأ�م استغلوا ·

للعمل لفائد�م الشخصية، أو لصالح الدول المعادية. هذه الفترة

256

استخدم الزيانيون الجند النصارى الذين ورثوهم عن الموحدين في حماية السلطان وفي بعض ·معاركهم، لقاء أجور معينة يتلقو�ا من خزانة الدولة، وكانت دولهم الأصلية تتلقى جزءا من

هذه الرواتب لذلك لم تمانع في استخدامهم.أبيدت فرقة الحرس الخاص من النصارى التي عند السلطان يغمراسن بن زيان، بسبب محاولتها ·

اغتياله، وتوقف الملوك من بعده عن استعمالهم لفترة من الزمن، لكنهم عادوا إلى ذلك، حسبما تؤكده المصادر.

ة رئاسة وتولي عينت الدول المسيحية ممثلين عسكريين لها في الدولة الزيانية أوكلت إليهم مهم ·أمور طوائفهم وتمثيلها أمام السلطة الحاكمة، وقد ناله في كثير من الأحيان المقربون من سلطات بلدا�م لأنه كان منصبا رفيعا وعائداته المالية مرتفعة، مع ما كان يعود على الدول

الأجنبية من فوائد مالية إضافية. الاستخبارات والجوسسة، فكانوا يرسلو�م إلى استعمل الزيانيون النصارى واليهود في مجال ·

الدول ا�اورة لهم للاطلاع على الأخبار ونقلها إليهم، أو يبثو�م في الأنحاء لاستطلاع الأحوال العامة، أو يجعلو�م على أبواب المدن لتفتيش الناس.

ليهم العلماء سيطر اليهود في بعض المدن الزيانية، وتحكموا في رقاب العامة، وهو ما أثار ع ·المسلمين وعلى رأسهم الإمام المغيلي، الذي قام بحركة كبيرة ضد اليهود في إقليم توات فأعمل فيهم قتلا وتشريدا، وهدم بيعهم بعد أن تلقى تأييدا كبيرا من علماء أرسلوا لهم فتاواهم

المؤيدة للحد من السيطرة اليهودية والتعدي على أحكام الشرع.ط الزراعي إلا قليل من أهل الذمة لأ�م كانوا يرون فيه نشاطا غير ربحي، لم يهتم بالنشا ·

مقارنة مع الجهد المبذول فيه، لكنهم ملكوا أراضي صالحة للزراعة ونشطوا في مجال الري، وربوا بعض الحيوانات واستفادوا منها.

ا من الأندلس، ونقلوا أظهر اليهود تفوقا كبيرا في ا�ال الصناعي والحرفي، خاصة الذين هاجرو ·معهم حرفهم ومهارا�م، وتفننوا في بعض الصنائع كالصياغة وسك العملات نظرا لتجنب

257

كثير من المسلمين لها ونظر�م لها نظرة ريبة وشبهة، واستطاعوا من خلالها تحصيل عائدات مالية ضخمة.

العصور، واعتبروها تفوق الذميون في التجارة خلال العصر الزياني كما كان دأ�م في كل ·مصدرا لدخل متميز، حيث كانت رحلة تجارية واحدة من أي مدينة ساحلية إلى بلاد

السودان أو إلى دولة أخرى كافية لإغناء أي واحد منهم.عرف أهل الذمة الطرق التجارية البرية من عاصمة الدولة تلمسان إلى جنو�ا وصولا إلى بلاد ·

أو المغرب، كما سلكوا الطرق البحرية على متن سفن الدول السودان، أو منها إلى المشرقالمسيحية أو غيرها إلى المشرق الإسلامي أو إلى الأندلس وجزائر البحر و العواصم الأوربية في

ذلك العصر.نشطت تجارة الذهب والعبيد التي احتل فيها النصارى واليهود خاصة المراتب الأولى، فجلبوا ·

ان وصدروه إلى كل العالم، ونقلوا العبيد السود والروم إلى أقاصي الذهب من بلاد السود العالم، وارتفعت أسهمهم في أسواق المدن الزيانية وسيطروا عليها.

سكن التجار النصارى في الفنادق التي أعدت خصيصا لهم في المدن الساحلية والتي كانت ·زن ومستودعات، وحتى أسواقا تضم كافة المرافق اللازمة لضمان استقرارهم، كما حوت مخا

تجري فيها المبادلات.نظمت السلطة الزيانية الموانئ، فجعلت فيها إدارات جمركية سميت بالديوان، يقوم عليها ·

موظفون مختلفون، بدءا بالمتصرف الذي يدير شؤون الديوان ويكلف بجباية الضرائب على عمال والقيام عليها ومراقبة البضائع التجار، ويضم إليه معاونون كثر يساعدون في تنفيذ الأ

والمبادلات.ضمنت الموانئ للدولة الزيانية مصدرا كبيرا من مصادر الدخل، نظرا لحجم المبادلات التجارية ·

التي كانت تتم عبرها.

258

تاجر أهل الذمة بكافة السلع المتوفرة، استيرادا وتصديرا، ورغم وجود حظر على بعض السلع ·و الدولة الزيانية، إلا أن هؤلاء لم يعبأوا بذلك، وحرصوا على الاستمرار من الدول المسيحية أ

في تجارا�م ما دامت تضمن لهم أرباحا معتبرة.فرضت الدولة الزيانية ضرائب معينة على التجار الذميين، ومست معظم السلع المتبادل �ا، ·

خاصة في أوقات مع وجود تخفيضات على بعض السلع الثمينة، وإعفاءات على عدة سلع الشدة، أو تنازلات في أحيان أخرى.

وظف الزيانيون يهودا ونصارى في استخلاص الضرائب، خاصة في المرحلة الأخيرة من عمر ·الدولة، حتى تحكم هؤلاء في رقاب المسلمين، واشتطوا في مطالبة الناس �ا، وتجاوزوا الحدود

المفروضة عليهم.لي وهم اليهود الأصليون المسمون التوشابيم ومهاجرين ويطلق اجتماعيا انقسم اليهود إلى أها ·

عليهم الميغوراشيم، وهم الذين انتقلوا من الأندلس والبلاد الأوربية ووجدوا في مدن الدولة الزيانية ملاذا لهم من بطش المسيحيين، واندمج الفريقان في كتلة واحدة مع سيطرة واضحة

لم وحرف وصناعات وأموال، مع وجود بعض اليهود للميغوراشيم، الذين كانوا أصحاب ع الذين سكنوا المدن الداخلية واستقروا �ا.

انتظم اليهود في تجمعات خاصة �م، سهلت عليهم القيام بطقوسهم الدينية في حرية كاملة، · مع اختلاطهم بأهل البلاد، في الأمور الحياتية الأخرى.

هم أو اكتسبوها من السكان، فيما يخص كانت لليهود عادات خاصة ورثوها عن أجداد · الطعام واللباس، رغم وجود تشريعات خاصة بأحكام الباس عندهم.

اختص اليهود بتشريعات خاصة لتنظيم الزواج والطلاق وأمور الأسرة، كما تم تعديل بعض ·القوانين السابقة بقوانين جديدة اهتم بتنظيمها علماء وأحبار قادمون من الأندلس،

تشريعات ملزمة لكل يهود الدولة الزيانية.وأصبحت

259

اشترك يهود الدولة الزيانية مع بني جلد�م عبر الأقطار المختلفة في الاحتفال بأعياد عامة ·بطقوس معروفة، غير أ�م أضافوا إليها بعض الأعياد الخاصة بمنطقتهم كالهيلولة والميمونة..،

منتشرا في هذه البلاد. تأثروا فيها بالمسلمين، ولا يزال الكثير منهاعدم وجود تمييز عنصري بين المسلمين وأهل الذمة، سواء من طرف السلطات الحاكمة، أو ·

من طرف ا�تمع المسلم في حد ذاته، ولم تكن هناك محاولات لعزل اليهود المتواجدين على ا كبيرا الأراضي الزيانية، أو إيجاد غيتوهات خاصة �م، بل العكس عرفت عدة فترات تميز

لليهود والنصارى بالغنى وتملك العبيد، والمتاجرة بكافة أنواع السلع، وحتى أن السلطة كانت تبسط حمايتها على هؤلاء بموجب الاتفاقيات الموقعة بينها وبين الدول المسيحية.

وفي الجانب الثقافي حرص اليهود على تعليم أبنائهم لأ�م كانوا يعتبرونه فرضا، وحددوا لذلك ·مناهج محددة، نظر لها كثير من علمائهم، وطبقوها في البلاد الزيانية حتى أ�ا شا�ت في كثير

من الأحيان ما كان معمولا به لدى المسلمين.انتشرت المدارس عبر أرجاء الدولة الزيانية وكان مرافقة للكنائس والبيع في أغلبها، وقام عليها ·

ذ فيها عبر مراحل التعليم المختلفة لتحضيرهم لقيادة أحبار وعلماء أسسوها وتابعوا التلامي الطائفة اليهودية وتعليم أبناء جلد�م أمور دينهم.

شارك اليهود في مختلف العلوم وأثروها بما لديهم من سابق معرفة وعلم، فظهر منهم علماء · ومفكرون ومنظرون تركوا بصما�م في تاريخ البلاد.

ية في عهد الدولة الزيانية، خاصة ما تعلق بتفسير النصوص انتعشت العلوم النقلية اليهود ·الشرعية، وتوضيح التشريعات وحتى تعديلها. كما ازدهرت علوم اللغة والأدب عندهم

وانتهجوا فيها مناهج اللغويين العرب لأ�م تأثروا باللغة العربية وأبدعوا فيها.هم فقد برز كثير منهم في الفلسفة وعلوم أتقن اليهود العلوم العقلية وبرعوا فيها ونشروها بين ·

المنطق، وناقشوا الأمور المتعلقة �ما، واتبعوا في ذلك مناهج علماء المسلمين الفلاسفة كابن رشد وابن سينا وغيرهم، ونسجوا على منوالهم أفكارهم، وبلغت شهر�م آفاق العالم.

260

خصوا الأمراض وصنعوا الأدوية كما ازدهرت العلوم الطبية عند اليهود، وبرع منهم أطباء ش ·وعالجوا المرضى، حتى أن السلطة الزيانية قربتهم وجعلتهم مستشارين خاصين لها كأمثال الطبيب "موشي بن صمويل" و"أستروك هاكوهين"، والطبيب الحبر "إفرايم النقاوة" الذي كان

يهود بجوار قصره في له الفضل في شفاء ابنة أحد السلاطين الزيانيين، الذي كافأه بإسكان ال العاصمة تلمسان.

ألف علماء اليهود في الدولة الزيانية كتبا كثيرة في مختلف العلوم، ساهمت في إثراء العلوم في ·ذلك الوقت، لكن الإهمال والنسيان والإتلاف وعدم حرص اليهود ذا�م عليها أدى إلى

فقدها إلى يومنا هذا.

بحث أما عن التوصيات التي استخلصناها بعد سنوات من هذا عن النتائج التي توصل إليها ال الدرس والبحث في موضوع أهل الذمة في الدولة الزيانية فنلخصها في الآتي:

تنشيط البحوث الأثرية في المناطق التي عرفت تواجدا واسعا لأهل الذمة، مثل إقليم توات، § والمدن الساحلية.

اسي لأهل الذمة، وذلك بالاعتماد على الوثائق محاولة تعميق البحث أكثر في الجانب السي § والمصادر الأجنبية التي لها اطلاع واسع في هذا الجانب.

الاعتماد على المناهج البحثية الحديثة في دراسة الجانب الاقتصادي من هذا الموضوع، وهذا §ما يدعم بشكل كبير هذا الموضوع ويساعد على تصحيح النظرة، وإظهار خبايا جديدة

نت خافية فيما مضى، كحجم المبادلات، وتغيرا�ا وأسباب ذلك ونتائجه.كاتمكين الباحثين من دراسة الجوانب الاجتماعية لأهل الذمة خاصة في الأحياء التي كان §

يسكنها هؤلاء، وذلك بإيجاد آليات للدخول إليها وإلى البيع التي لا تزال موجودة إلى الآن في مختلف أرجاء البلاد.

261

يق الدراسات الخاصة باللغة العبرية في ترجمة المؤلفات التي تركها اليهود، وتحقيق المخطوط تعم § منها، لتوسيع نطاق البحث في الدور الثقافي لأهل الذمة في بلاد المغرب.

ونتمنى أن يتواصل البحث في هذا الموضوع إن كان من طرفنا أو من طرف باحثين آخرين، لأنه يرة بالاهتمام والبحث والتنقيب، لكشف خبايا هذا الموضوع، ودحضا للآراء من الموضوعات الجد

القائلة بوجود تمييزات عنصرية بين المسلمين وأهل الذمة من طرف السلطات الحاكمة أو من طرف ا�تمع المسلم في حد ذاته.

سأل االله وما كان نقص أو خطأ أو تقصير فمني، وما كان من توفيق فمن االله وحده، ونهذا العلي القدير أن يتقبل منا.

256

263

حدود الدولة الزيانية: 01الملحق رقم

تصميم الباحث: المصدر

تونس القيروان

ة الحفصيةـــــــــــــــالدول يةزيانة الـــــــــــــــالدول يةمرينة الـــــــــــــــالدول

الجزائر بجاية

فاس تلمسان

تـــــــــــــــوات

واد ملوية

حدود الدولة------ عاصمة الدولة

كم200

264

)م1554-1235/ه962-633(ملوك بني زيان : 02الملحق رقم

)بن الزابية(أبو الحجاج يوسف

)م1394-1393/ه796-797(

)بن خولة(أبو عبد االله محمد

)م1411-1402/ه804-813(

الثانيأبو تاشفين عبد الرحمان

)م1392-1389/ه791-795(

أبو مالك عبد الواحد

)م1424-1412/ه814-827(م1430-1428/ه833- 831(ثم

عبد الرحمان الثالث

)م1411-1411/ه813-814(

)بن الحمراء(أبو عبد االله محمد

)م1428-1424/ه827-831( )م1431-1430/ه834- 833(ثم

)يوما 40حكم (أبو ثابت يوسف

)م1393-1392/ه795-796(

أبو زيان محمد المستعين باالله

)م1282-1235/ه681-633( يغمراسن

)م1303- 1282/ه703-681( نعثما

أبو حمو موسى الأول

)م1318-1307/ه707-718(

أبو زيان محمد

)م1307-1303/ه703-707(

أبو تاشفين عبد الرحمان الأول

)م133-1318/ه718-737(

يحي

عبد الرحمان

أبو سعيد عثمان الثاني

)م1352-1348/ه749-753(

أبو حمو موسى الثاني

)م1389-1359/ه760-791(

يوسف

أبو زيان محمد الثاني

)م1399-1394/ه797-801(

أبو محمد عبد االله الأول

)م1402-1399/ه801-804(

)العاقل(المعتصم باالله أبو العباس

)م1462-1431/ه834-866(

السعيد

)م1412-1411/ه814-814(

1

2

3 4

5 6

7

8

9

10

11 12

13

15

16

14

17

19

20

18

265

:على من تنسيق الباحث بالاعتماد: المصدر

.329-79أحمد توفيق المدني، حرب الثلاثمائة سنة، ص -

.501-500عبد العزيز فيلالي، تلمسان، الملحق، ص -

.304الدراجي بوزياني، نظم الحكم في دولة بني زيان، الملحق، ص -

.هناك اختلاف كبير في أمراء الفترة الأخيرة من حكم الدولة الزيانية :ملاحظة

32

)الثالث(أبو عبد االله محمد المتوكل على االله

)م1468-1462/ه866-873(

أبو سرحان المسعود

)م1519/ه925(

أبو عبد االله محمد الرابع الثابتي

)م1503-1468/ه873-909(

)أبو قلمون(ى الثالث أبو حمو موس )م1517-1503/ه909-923(

)م1518/ه924(ثم

أبو زيان الثالث المسعود

)م1503/ه909( )م1517/ه923(ثم

أبو محمد عبد االله الثاني

)م1519-1518/ه924-925( )م1524-1519/ه930-925(ثم

)السابع(أبو عبد االله محمد

)م1542-1524/ه930-949( )م1544/ه951(ثم

أبو زيان أحمد

)م1544-1542/ه949-951( )م1547-1544/ه951-955(

الحسن آخر الملوك

)م1554-1547/ه955-962(

21

22

23

25

24

26

27

29

28

30 31

33

34

266

سماء الأحبار الذين تداولوا على رئاسة الطائفة اليهودية في مدينة أ: 03الملحق رقم الجزائر خلال العهد الزياني

فترة الرئاسة الاسم م1408-1394 إسحاق بن شيشيت برفات (ريباخ)

م1444-1408 شمعون بن سماح دوران (راشباس) م1467-1444 سلومون بن شمعون دوران م1496-1467 سماح بن سلومون دوران

م1502-1496 شمعون بن سلومون دوران م (التاريخ الأول مختلف فيه)1535-1502 شمعون بن سماح بن سلومون دوران

من تصميم الباحث بالاعتماد على المصدر:

Jewish Encyclopedia, V6, P 302.

.130نجوى طوبال، طائفة اليهود بمجتمع مدينة الجزائر، ص

.172ب الإسلامي، ص فاطمة بوعمامة، يهود المغر

267

: 04الملحق رقم

م بين أبي سعيد عثمان بن يغمراسن ملك تلمسان وألفونسو 1286/ه685نص معاهدة سنة :الثالث ملك أرغونة

بكل اعتقاد ومحبة يريد الملك عثمان أن تكون بينه وبين الملك أدفونش صداقة كما : البند الأولرس وجقمة، ويتعهد الملك عثمان أن يعطي الملك المذكور بط: كانت مع والد هذا الأخير وجده

أدفونش نصف المداخيل التي يحصل عليها من موانئه الحالية، والتي ستكون في حوزته مستقبلا، ويمنح الملك أدفونش فندقا للمسيحيين في مدينة وهران، وعلى ملك تلمسان أن يدفع نصف مداخيل كل

لكها إلى المشرف الذي يعينه الملك أدفونش في مدينة وهران، وهذا الموانئ الأخرى التي يملكها وسيميشمل كل المسيحيين الذين يصلون مختلف هذه الموانئ، وهذا الفندق الذي منح الملك أدفونش،

.ليقيم فيه المشرف المذكور يكون حرا ومعفيا من الضرائب

ديد ضريبة خمسة آلاف دينار كان وبالإضافة إلى ذلك يتعهد ملك تلمسان المذكور لملك أرغونة بتس .قائدا إلى تلمسان" Jacque Perez"عليه أن يسددها للملك بطرس عندما أرسل جقمة بيريز

ويستطيع الملك أدفونش إذا احتاج موادا غذائية من أراضي ملك تلمسان أن يشتريها : البند الثانيتاجها الملك أدفونش لاستعماله الخاص بحرية، بنقوده بكل صداقة وتكون هذه المواد الغذائية التي يح

.معفاة من الضرائب

يخضع كل المسيحيين بأراضي ملك تلمسان، مهما كان أصلها ومقاطعا�ا، لقانون : البند الثالثأرغونة الذي يمثله القائد الذي يرسله ملكها لمملكة تلمسان ويستطيع كل المسيحيين الموجودين في

برخصة من القائد المذكور، حتى لو منع ملك تلمسان ذلك شفهيا أو هذه المملكة الدخول والخروج .كتابيا

يعطي ملك تلمسان المذكور لهذا القائد الذي يرسله ملك أرغونة مبلغا قدره ثمانون بيزيتة : البند الرابعفضية في اليوم، ويعطي لكل فارس تابع للقائد خمسة وعشرين دنيا أوبيزتين ونصفا، ولكل حامل

268

سة عشر دنيا، ويدفع لهم على أساس الدينار الذهبي الذي يعادل ثمان بيزيتة، وفي حالة سلاح خم .عمل السرية، يوفر ما يكفي من الجمال والبغال للقائد المذكور وعائلته والشعير لحيواناته

يوفر ملك تلمسان حصانا مجهزا لكل فارس ويعوض الخيول التي تموت أو تضيع أثناء : البند الخامس .اء المهمة ويوفر للقائد المذكور ولأفراد عائلته العدد الكافي من الخيولأد

.ويوفر للقائد المذكور ولأتباعه محلات السكن: البند السادس

.يخصص للأسقف الذي يأتي مع القائد راتب فارس: البند السابع

ا بحرية وأمان مع كل يستطيع القائد مغادرة تلمسان بعد قضاء مدة العمل المتفق عليه: البند الثامنمن يريد الذهاب معه، ويتعهد ملك تلمسان المذكور أن يعطيه وسريته رخصة لمغادرة البلاد بكل أمان

.وحرية، ويأخذون كل ما تحصلوا عليه من أرباح دون أية عرقلة

ية هؤلاء الرجال أحرار في شراء غذائهم وحاجا�م في مملكة تلمسان بكل أمان ودون أ: البند التاسع .عرقلة، ما لم تكن لهم أهداف تجارية، ولا يدفعون ضرائب

.يتعهد ملك تلمسان بمساعدة ملك أرغونة بسرية كلما احتاج لذلك وطلبه: البند العاشر

يضع ملك تلمسان المذكور سفينة مجهزة بالمواد الغذائية وكل الحاجات تحت : البند الحادي عشر .م، ويدفع لهذه السرية مبلغا من المال يحدده حسب رغبتهتصرف القائد المذكور ورجاله عند عود�

يعد ويتعهد ملك تلمسان للملك أدفونش المذكور والقائد الذي يرسله الأمير، باحترام وتنفيذ كلما سجل بوضوح، كليا وجزئيا وللاطمئنان أكثر فإنه يقسم على ذلك شخصيا بالشريعة، ويقسم

ابن أبي يحي، ومحمد بن فارس بن زيان، وعلي بن مقن الفج، على ذلك أيضا أخوه أبو عون، ومحمد . وعبد الملقار بن حسنة، وعمر بن عموق وعلي بن الحسن الرشدية

انظر نص الاتفاقية مترجما بالفرنسية عند المصدر:

Dhina, Le royaume, P 206-208

269

ذهب السودان : تجارة05الملحق رقم

xتونس القيروان

xبجاية xالجزائر

فاس تلمسان

ذهبنقاط وصول ال تـــــــــــــــوات x مراكز عبور

كم200

xمستغانم xهنين

ذهب السودان

اهرةالق

دمشق xبغداد

سجلماسة

xالأندلس

الغرب المسيحي

x

Dhina, Le royaume abdelouadide, P 159من تنسيق الباحث اعتمادا على : المصدر

270

: المسالك التجارية بين البلاد الزيانية ومختلف مدن العالم06الملحق رقم

تونس القيروان

جايةب الجزائر

فاس تلمسان

تـــــــــــــــوات

مستغانم هنين

السودان بلاد

اهرةالق

دمشق بغداد

سجلماسة

الأندلس

الغرب المسيحي

غدامس

271

أوزان ومقاييس الدينار الزياني: 07الملحق رقم

ثمن الدينــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــار ربع الدينـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــار ارنصف الدينــــــــــــــــــــــــــــــــــ الدينـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــارطول القطر الوزن بالغرام

بالملمطول القطر الوزن بالغرام

بالملمطول القطر الوزن بالغرام

بالملمطول القطر الوزن بالغرام

بالملم4,95

4,66 4,65 4,65 4,65 4,65 4,65 4,63 4,62 4,62 4,58 4,58 4,55 4,52 4,50 4,48 4,45 4,44

30 32 32 30 30 30 30 30 31 29 32 32 30 32 30 34 29 29

2,30 2,26 2,22

22 25 25

1,15 1,15 1,15 1,15 1,14 1,13 1,10 1,05 1,05

17 16 16 15 15 16 20 20 14

0,56 0,52

8 6

.236بوزياني الدراجي، نظم الحكم في الدولة الزيانية، ص : صدرالم

272

صور قبور أحبار اليهود : 08الملحق رقم

قبر الربي "أفرايم أنقاوة" في ضواحي مدينة تلمسان-

www.Nemours-Ghazaouat.com المصدر:

273

اليهود من طرف أحد أحبار حرر " كتوباه"نسخة عن عقد : 09الملحق رقم

-Jacob Oliel, Les Juifs de Colomb-Béchar (1903: صدرالم1962), Alpha graphic, Orleans, France, 1999.

274

قصيدة نظمها بعض أحبار مدينة وهران تخليدا لذكرى يهود توات: 10الملحق رقم

والترجمة الفرنسية:

« Une autre chose s’est insupportable : l’oppresseur connu, Al Meghili, l’assassin des maisonnées du Gourara et du Touat, celui qui a profané la maison (de dieu), horrible méfait ! Oh terrible nouvelle ! Touat a été anéanti. Ensuite l’ennemi s’est manifesté au Draa. Il a abattu la maison de prière. Je me ceins du cilice à cause de tout cela. Je déchire mon cœur. Dans ma peine, j’ai mal pour mes frères. »

Jacob Oliel, Les Juifs au Sahara, P 119-120: المصدر

275

) م1589طبعة سنة (الصفحة الأولى من كتاب فتاوى راشباس : 11الملحق رقم

المصدر:

Simeon Ben Semah Duran, les responsa de simeon ben semah Duran, publie par Joseph Molkho, Venise, 1589 j.c (dans la bibliothèque

national Française sous la cote N° :A-2736)

276

) م1738طبعة سنة (الصفحة الأولى من كتاب فتاوى راشباس : 12الملحق رقم

المصدر:

Simeon Ben Semah Duran, les responsa de simeon ben semah Duran(2 tome en 1vol), publie par Nephtali Hirz Levi, Amsterdam, 1738 j.c

(dans la bibliothèque national Française sous la cote N° :A-2017)

قـائمة المصادر والمراجع .القرآن الكريم، رواية ورش عن نافع-1

خطوطاتالم: أولا ، مخطوط وزهرة الشماريخ زبدة التاريخ ه)،1344، محمد السليماني الحسني(ت ابن الأعرج -1

.3657-غربية، رقم دالمكتبة الوطنية بالرباط، المملكة المق، مخطوط نوازل ابن مرزو .)م1379ه/781ابن مرزوق، محمد الخطيب التلمساني (ت -2

.1342، رقم الجزائرية بالحامة المكتبة الوطنية

الوثائق الأرشيفية :ثانياArchives Vincennes, France, boite 1H 4448, dossier N° 01, bulletin de renseignements.

المصادر العربية: ثالثا .)م1269/هـ668ت (ابن أبي أصيبعة، أبو العباس أحمد بن القاسم السعدي الجزري،

عيون الأنباء في طبقات الأطباء، شرح وتحقيق: نزار رضا، دار مكتبة الحياة، بيروت، - 1 م.1965

).م1325/هـ726ت(ابن أبي زرع، أبو الحسن علي بن عبد االله الفاسي

للطباعة دار المنصور لمغرب وتاريخ مدينة فاس،الأنيس المطرب بروض القرطاس في أخبار ا - 2 .م1973الرباط، والورق،

.)ه630ت(الشيباني الكرم محمد بن محمد ابن الأثير، أبو الحسن علي بن أبي

مراجعة وتدقيق محمد يوسف الدقاق، دار الكتب العلمية، بيروت، الكامل في التاريخ، - 3 ، ا�لد السادس. م1987ه/1407لبنان، الطبعة الأولى،

.)م1408ه/810ابن الأحمر، أبو الوليد إسماعيل (ت الدولة الزيانية بتلمسان، تقديم وتحقيق وتعليق هاني سلامة، مكتبة الثقافة الدينية للنشر تاريخ - 4

.م2001ه/1421والتوزيع، مصر، الطبعة الأولى، روضة النسرين في دولة بني مرين، تحقيق عبد الوهاب بن منصور، مطبوعات القصر الملكي، - 5

. م1962ه/ 1382المطبعة الملكية، الرباط، .ه)241ل، أحمد (ت بن حنبا

مسند الإمام أحمد بن حنبل، أشرف على تحقيقه شعيب الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة، بيروت، - 6 6م، ج1996ه/1416الطبعة الأولى،

.)م1220ه/617ابن الزيات، أبو يعقوب يحي بن يوسف التادلي (ت ار البيضاء، التشوف إلى رجال التصوف، تحقيق أحمد التوفيق، مطبعة النجاح الجديدة، الد - 7

.م1997رب، الطبعة الثانية، المغ

م).1286(ت غريغوريوس الملطي ،ابن العبري

تاريخ مختصر الدول، وقف على تصحيحه وفهرسته:الأب أنطون صالحاني اليسوعي،دار - 8 .م1994ه/ 1415، 2الرائد اللبناني، بيروت، ط

ت ( ملك الكتاميابن القطان المراكشي، أبو محمد حسن بن علي بن محمد بن عبد ال .)م1230/ه628

دار الغرب كي، ما سلف من أخبار الزمان، تحقيق محمود علي منظم الجمان لترتيب - 9 م.1990 بيروت، مي،الإسلا

280

.ه)179(ت الأصبحيابن أنس، مالك الموطأ، برواية يحي بن يحي الليثي، تحقيق كلال حسن علي، مؤسسة الرسالة ناشرون، -10

.م2013ه/ 1434ولى، بيروت، لبنان، الطبعة الأ .4، الجزء 2، ا�لد ه1323 ، مصر،المدونة الكبرى، مطبعة السعادة -11

.)م1355ه/756ابن بطوطة، محمد بن عبد االله اللواتي الطنجي (ترحلة ابن بطوطة المسماة تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار، ا�لد الرابع، -12

ة المغربية، الرباط، مطبوعات أكاديمية المملكحققه وقدم له عبد الهادي التازي، .م1997ه/1417

.)م1063ه/465(ت الظاهري الأندلسيمحمد علي بن محمد أبو ،ابن حزم م. 1962جمهرة أنساب العرب، تحقيق عبد السلام هارون، دار المعارف، مصر، -13

.)م1378ه/780ابن خلدون، أبو زكرياء يحي بن محمد (تالملوك من بني عبد الواد، تقديم وتحقيق وتعليق بوزياني الدراجي، دار بغية الرواد في ذكر -14

.م2007الأمل للدراسات والنشر والتوزيع، الجزائر، .)م1406/هـ808ت(ابن خلدون، أبو زيد عبد الرحمن بن محمد،

كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أخبار العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي -15 .م2001ه/1431ان الأكبر، مراجعة سهيل زكار، دار الفكر، بيروت، السلط

.)م1283/ه681ت (ابن خلكان، أبي العباس أحمد بن محمد

م.1968وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، تحقيق إحسان عباس، دار صادر، بيروت، -16

281

.)م1126ه/530ابن رشد، أبو الوليد محمد بن أحمد بن أحمد (ت

، تحقيق المختار بن الطاهر التليلي، دار الغرب الإسلامي، بيروت، 3ن رشد، جفتاوى اب -17 .م1987ه/1407الطبعة الأولى،

.)م1286ه/685(ت موسىبن سعيد، أبو الحسن علي بن ا م.1982، الجزائر ديوان المطبوعات الجامعية، كتاب الجغرافيا، تحقيق إسماعيل العربي، -18

).م1197/هـ594ت(الباجي الملك بن محمد بن يحي دأبو مروان عب، ابن صاحب الصلاة

تاريخ المن بالإمامة على المستضعفين بأن جعلهم االله أئمة وجعلهم الوارثين، تحقيق د. عبد -19 .م1964هـ/1383لبنان، طباعة والنشر، بيروت،الهادي التازي، دار الأندلس لل

.ه)424بن عبد الرؤوف، أحمد بن عبد االله القرطبي (ت ا

الة في آداب الحسبة والمحتسب نشرت ضمن ثلاث رسائل أندلسية في آداب الحسبة رس -20والمحتسب، تحقيق ليفي بروفنسال، مطبعة المعهد العلمي الفرنسي للآثار الشرقية بالقاهرة،

.م1955

.)م11/ه5ت ق(بن عبدون، محمد بن أحمد التجيبي ا

ة عار ابن حزم، بيروت، لبنان، الطبرسالة في القضاء والحسبة، تحقيق فاطمة الإدريسي، د -21 .م2009/ه1430الأولى،

.)م1311هـ/712(كان حيا عام المراكشي، ىابن عذار البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب، الجزء الرابع (البيان المرابطي)، تحقيق إحسان -22

.م1983بيروت، الطبعة الثالثة، عباس، دار الثقافة،

282

.)م1350ه/751الدين أبي عبد االله محمد بن أبي بكر (تابن قيم الجوزية، شمس أحكام أهل الذمة، تحقيق يوسف بن أحمد البكري وشاكر بن توفيق العاروري، رمادي -23

.م1997ه/1417للنشر، المملكة العربية السعودية، الطبعة الأولى، .)م1372/ه774ت (ابن كثير، الحافظ عماد الدين أبي الفداء إسماعيل

، الجزء الأول، دار الغد الجديد للنشر والتوزيع، القاهرة، الطبعة الأولى القرآن العظيمتفسير -24 . م2007هـ/1428

.)م1379ه/781ابن مرزوق، محمد الخطيب التلمساني (ت المسند الصحيح الحسن في مآثر ومحاسن مولانا أبي الحسن، دراسة وتحقيق ماريا خيسوس -25

. م2007الجزائر، بيغيرا، الطباعة الشعبية للجيش، .)م1605ه/1014ابن مريم التلمساني، أبو عبد االله محمد بن أحمد (كان حيا سنة

تلمسان، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، طبعة والعلماء بالبستان في ذكر الأولياء -26 م.1986

).م1205ه/603القرطبي الأندلسي (ت ابن ميمون، موسى

دت. القاهرة، حسن آتاي، مكتبة الثقافة الدينية، وترجمة دلالة الحائرين، تحقيق -27

.)م1388ه/791أبو حمو موسى بن يوسف الزياني (ت .م1962ه/1379واسطة السلوك في سياسة الملوك، مطبعة الدولة التونسية، تونس، -28

.)م1162ه/558الشريف (تالإدريسي، محمد اق الآفاق، تحقيق وتقديم ذكر بلاد المغرب والأندلس من كتاب نزهة المشتاق في اختر -29

م.1983 الجزائر، وتعليق إسماعيل العربي، ديوان المطبوعات الجامعية،

283

.)م1094ه/487البكري، عبيد االله بن عبد العزيز (ت المغرب في ذكر بلاد إفريقية والمغرب وهو جزء من كتاب المسالك والممالك، نشر ديسلان -30

ة. ، دار الكتاب الإسلامي، القاهر م1837سنة .)م1624ه/1032التنبكتي، أحمد بابا (ت

.م2002ه/1422، 1كفاية المحتاج لمعرفة من ليس في الديباج، دار ابن حزم، بيروت، ط -31

.)م1493ه/899محمد بن عبد االله الحافظ (ت ، التنسيتاريخ بني زيان ملوك تلمسان مقتطف من نظم الدر والعقيان في بيان شرف بني زيان، -32

.م2011ه محمود بوعياد، منشورات موفم للنشر، الجزائر، حققه وعلق علي .)م1357/ه759ت بعد (أبو الحسن علي بن يوسف الحكيم،

الدوحة المشتبكة في ضوابط دار السكة، تحقيق ونشر: حسين مؤنس، صحيفة معهد -33 .م1958/ه1378، 2-1العدد ، 6الدراسات الإسلامية في مدريد، ا�لد

.)م15/ه9ت أواخر ق(المنعم السبتي الحميري، محمد بن عبد

بيروت، مكتبة لبنان،لأقطار، تحقيق إحسان عباس، كتاب الروض المعطار في خبر ا -34 م.1975

.)م1488ه/894أبو عبد االله محمد بن إبراهيم (كان حيا سنة ، الزركشي ، تحقيق وتعليق محمد ماضور، المكتبة العتيقة،2تاريخ الدولتين الموحدية والحفصية، ج -35

م.1966تونس، الطبعة الثانية، .الزركلي، خير الدين

م.2002، دار العلم للملايين، بيروت، الطبعة الخامسة عشرة، مايو 6الأعلام، ج -36

284

.)م1684ه/1096السقطي، أبو عبد االله محمد بن أبي محمد المالقي (ت

في آداب الحسبة، تحقيق حسن الزين، مؤسسة دار الفكر الحديث، بيروت، لبنان، -37 .م1987

.)م1959ه/1378عباس بن إبراهيم المراكشي (ت ، السملالي، المطبعة الملكية، الرباط، الطبعة 10الإعلام بمن حل بمراكش وأغمات من الأعلام، ج -38

.م1993ه/1413الثانية،

.)م1174ه/570بن يحيى بن عباس المغربي ( ،السموأل

شد، مطبعة الجامعة، دمشق، الباهر في الجبر، تحقيق وتحليل: صلاح أحمد، ورشدي را -39 .م1972

بذل ا�هود في إفحام اليهود، تقديم: محمد أحمد الشامي، مطبعة الفجالة الجديدة، -40 القاهرة، د.ت.

.السيد سابق

.م1999، دار الفتح للإعلام العربي، القاهرة، الطبعة الأولى، 3فقه السنة، ج -41

.م)13ه/7العبدري، أبو عبد االله بن محمد (ت أواخر قرحلة العبدري المسماة الرحلة المغربية، تحقيق محمد الفاسي، جامعة محمد الخامس، الرباط، -42

.م1968 .)م1621ه/1031الفشتالي، أبي فارس عبد العزيز (ت

مطبوعات وزارة الأوقاف مناهل الصفا في مآثر موالينا الشرفاء، تحقيق عبد الكريم كريم، -43 .م1972، الرباطوالشؤون الإسلامية والثقافة،

285

.)م1248/ه646ت (القفطي، أبي الحسن علي بن القاضي الأشرف يوسف

د.ت. بيروت، إخبار العلماء بأخبار الحكماء، دار الآثار، -44

.)م1418ه/821أحمد بن علي(ت القلقشندي، أبو العباس، تحقيق عبد الستار أحمد فراج، مطبعة حكومة 2مآثر الإنافة في معالم الخلافة، ج -45

م.1985، 2ط الكويت، .م)11ه/5المالكي، أبو بكر عبد االله بن محمد (ت ق

رياض النفوس في طبقات علماء القيروان وإفريقية وزهادهم ونساكهم وسير من أخبارهم -46، تحقيق بشير البكوش، دار الغرب الإسلامي، بيروت، الطبعة 1وفضائلهم وأوصافهم، ج

.م1994ه/1414الأولى

.)م1058/هـ450(تن محمد بن حبيب البصري الماوردي أبو الحسن علي بالأحكام السلطانية والولايات الدينية، تحقيق سمير مصطفى، المكتبة العصرية، صيدا، -47

م.2001بيروت، .)م1683ه/1094المجيلدي، أحمد سعيد (ت

كتاب التيسير في أحكام التسعير، تحقيق موسى لقبال، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، -48 .م1981ئر، ، الجزا2ط

).م1185/هـ581ت(المراكشي عبد الواحد

تحقيق محمد سعيد العريان، ومحمد العربي العلمي،الدار ،المعجب في تلخيص أخبار المغرب -49 م.1978البيضاء، المغرب الأقصى، دار الكتاب، الطبعة السابعة،

286

.بن عودة ،المزاريوفرنسا إلى أواخر القرن التاسع عشر، طلوع سعد السعود في أخبار وهران والجزائر وإسبانيا -50

. م1974، المؤسسة الوطنية للنشر والتوزيع، 1تحقيق ودراسة يحي بوعزيز، ج .)م1504/ه909ت ( محمد بن عبد الكريم المغيلي،

مصباح الأرواح في أصول الفلاح، ضمن كتاب رسالتان في أهل الذمة، دراسة وتحقيق عبد -51 .م2001ه/1421لمية، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى، ا�يد الخيالي، دار الكتب الع

رسالة في اليهود، تقديم وتحقيق عبد الرحيم بنحادة، عمر بنميرة، دار أبي الرقراق للطباعة -52 م.2005والنشر، الرباط، الطبعة الأولى،

أسئلة الأسقيا وأجوبة المغيلي، تقديم وتحقيق عبد القادر زبادية ، سلسلة ذخائر المغرب -53 .م1974عربي ، مطبعة الشركة الوطنية للنشر والتوزيع بالجزائر، ال

.)م1631/ه1041ت (المقري، أحمد بن محمد التلمساني

نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب، تحقيق إحسان عباس، دار صادر بيروت، -54 م.1968

.)م1863ه/1279(ت أحمد بن خالد الناصري السلاوي، أبو العباسدول المغرب الأقصى، تحقيق جعفر الناصري ومحمد الناصري، دار الاستقصا لأخبار -55

م.1955الكتاب، الدار البيضاء، .)م1332ه/732شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب (ت ، النويري

، تحقيق عبد ا�يد ترحيني، منشورات محمد علي �24اية الأرب في فنون الأدب، ج -56 .م2004ه/ 1424الطبعة الأولى، بيضون، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان،

287

.)م1552ه/957الوزان، حسن بن محمد الفاسي (ت وصف إفريقيا، تر: محمد حجي ومحمد الأخضر، دار الغرب الإسلامي، بيروت، لبنان، -57

.2ج ،1983، 2ط .م)1514هـ/914(تالونشريسي، أبو العباس أحمد بن يحي

فريقية والأندلس والمغرب، تحقيق محمد المعيار المعرب والجامع المغرب عن فتاوى أهل إ -58 .م1981هـ/1401 وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية للمملكة المغربية،حجي وآخرين،

م).14ه/8(من أهل القرن مؤلف مجهولالحلل الموشية في ذكر الأخبار المراكشية، تحقيق سهيل زكار، وعبد القادر زمامة، دار -59

.م1979ه/1399الطبعة الأولى، الرشاد الحديثة، الدار البيضاء، م).12ه/6(من أهل القرن مؤلف مجهول

نشر وتعليق سعد زغلول، دار الشؤون الثقافية، ، كتاب الاستبصار في عجائب الأمصار -60 .م1985بغداد،

.)هـ626ت(ياقوت الحموي، شهاب الدين أبي عبد االله بن عبد االله الرومي البغدادي

مين الخانجي، مطبعة السعادة، مصر، الطبعة الأولى، معجم البلدان، تصحيح محمد أ -61 م.1906/هـ1324

288

المراجع العربية:ارابع

أبو المجد، ليلى. أحكام النساء في التلمود، عقود الزواج، ترجمة وتعليق ليلى إبراهيم أبو ا�د، الدار الثقافية -1

.م2006ه/1426للنشر، القاهرة، الطبعة الأولى، .عطاأبو ريه،

م.2005، 1اليهود في ليبيا وتونس والجزائر، إيتراك للنشر والتوزيع، مصر، ط -2

.لي السيدع زكيأبو غضة،

، المنصورة، عة والنشر والتوزيعالمرأة في اليهودية والمسيحية والإسلام، دار الوفاء للطبا -3 .م2003ه/ 1424ة الأولى، عالطب

.كمال السيد ،أبو مصطفىالمغرب الإسلامي من اعية والاقتصادية والدينية والعلمية في جوانب من الحياة الاجتم -4

. م1996خلال نوازل وفتاوى المعيار المعرب للونشريسي، مركز الإسكندرية للكتاب، مصر، .الأمير شكيبأرسلان،

الحلل السندسية في الأخبار والآثار الأندلسية، الجزء الأول، المطبعة الرحمانية، مصر، الطبعة -5 .م1936ه/ 1355 الأولى،تاريخ غزوات العرب في فرنسا وسويسرا وإيطاليا وجزائر البحر المتوسط، مطبعة عيسى -6

ه.1352البابي الحلبي، .رضوان البارودي،

دراسات وبحوث في تاريخ وحضارة المغرب والأندلس، مركز الإسكندرية للكتاب، -7 .م2007الإسكندرية، مصر،

289

.نجاة ،الباشاه، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، 8إلى 4رب الإسلامي من القرن التجارة في المغ -8

م.1976منشورات الجامعة التونسية، .عبد الهادي التازي،

عهد بني مرين –التاريخ الدبلوماسي للمغرب من أقدم العصور إلى اليوم، ا�لد السابع -9 .م1988ه/1408الهيئة العامة لمكتبة الإسكندرية، مصر، -والوطاسيين .عمر عبد السلامالتدمري،

مشاهدات وأخبار عبد الباسط الظاهري في بلاد المغرب والأندلس من خلال كتابه -10م)"، ضمن 1467-1462ه/871- 866المخطوط "الروض الباسم في حوادث العمر والتراجم (

م.2003ه/1424كتاب من مظاهر التضامن المغاربي عبر التاريخ، إعداد عبد الكريم كريم، . عبد الرحمنلجيلالي، ا

م.1982، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، 1تاريخ الجزائر العام، ج -11 .أحمد الحمدي،

، 1طالإمام المغيلي من خلال المصادر والوثائق التاريخية، مؤسسة الجزائر، -12 م.2002ه/1422ر، سيدي بلعباس، الفقيه المصلح محمد بن عبد الكريم المغيلي، مكتبة الرشاد للطباعة والنش -13 م.2012ه/ 1433الجزائر،

.غازيالسعدي، .1994، 1الأعياد والمناسبات والطقوس لدى اليهود، دار الجليل للنشر، عمان، ط -14

.سوزان السعيد يوسف،حقوقها وواجبا�ا، عين للدراسات والبحوث الإنسانية المرأة في الشريعة اليهودية -15

م.2005، 1والاجتماعية، ط

290

.ثروت أنيس السيوطي، نظام الأسرة بين الاقتصاد والدين، القاهرة، دار الكتاب العربي، دت. -16

.االله عبد رشادالشامي، ، مركز الدراسات الشرقية، جامعة القاهرة، مصر، ضمن سلسلة اليهودية في الدينية الرموز -17

م.2000، سنة 11الدراسات الدينية والتاريخية، العدد .عوض االله ،الشيخ الأمين

ن السادس عشر القر حتىالحضارية اتجارة القوافل بين المغرب والسودان الغربي وآثاره -18معهد ضمن كتاب تجارة القوافل ودورها الحضاري حتى �اية القرن التاسع عشر الميلادي، ،الميلادي

.م1984 ه/1404 البحوث والدراسات العربية، بغداد، .عثمانالكعاك،

لبحر المتوسط، معهد الدراسات العربية العالمية، القاهرة، الحضارة العربية في حوض ا -19 م1965

.توفيقأحمد المدني، حرب الثلاثمائة سنة بين الجزائر وإسبانيا، ضمن كتاب الجزائر، المؤسسة الوطنية للكتاب، -20 م.1989الجزائر،

. عبد الوهاب ،المسيريزء الأول، دار الشروق، القاهرة، موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية، ا�لد الثاني، الج -21

م.2006الطبعة الثالثة، .عبد الرزاق رحيم صلالالموحى،

م.2001العبادات في الأديان السماوية، الأوائل للنشر والتوزيع، دمشق، -22

291

.مبارك بن محمد ،الميليتاب، تاريخ الجزائر في القديم والحديث، تقديم وتصحيح محمد الميلي، المؤسسة الوطنية للك -23 . م1976، الجزائر

.محمدالهواري، .م1988ه/1408، 1الصوم في اليهودية، دار هاني للطباعة والنشر، القاهرة، ط -24 .عبد المجيد محمدبحر، اليهود في الأندلس، القاهرة، الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر، دار الكتاب العربي، -25 .م1970

.د نڤادينصر الدين، نص: سيدي محم ،براهامي م.2007 ،تلمسان الذاكرة، منشورات ثالة، الجزائر، بمناسبة الجزائر عاصمة الثقافة العربية -26 .لطيفة ،بشاريالعلاقات التجارية للمغرب الأوسط في عهد إمارة بني عبد الواد من القرن السابع إلى القرن -27

.اف، الجزائرم)، منشورات وزارة الشؤون الدينية والأوق16-13العاشر الهجريين ( بشتاوي، عادل سعيد.

، الطبعة الأولى، - دراسة في تاريخ الأندلسيين بعد سقوط غرناطة–الأندلسيون المواركة -28 م.1983ه/1403مطابع انترناشيونال برس، القاهرة،

.عبد الرحمانبشير، م)، عين للدراسات والبحوث 1080- 642م/462-22اليهود في المغرب العربي ( -29

م.2001جتماعية، القاهرة، الطبعة الأولى، الإنسانية والا

292

. عبد الحميدبن أشنهو، م. 1971الملك العالم يوبا الثاني وزوجته كليوباترة سيليني، وزارة الأخبار والثقافة، الجزائر، -30

.عماربن خروف، العلاقات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بين الجزائر والمغرب في القرن العاشر -31 .2008/السادس عشر ميلادي، الجزء الثاني، دار الأمل للطباعة والنشر والتوزيع، الجزائر، هجري

بوتشيش، إبراهيم القادري.مباحث في التاريخ الاجتماعي للمغرب والأندلس خلال عصر المرابطين، بيروت ، دار -32

.م1998الطليعة، الطبعة الأولى، حزيران (يونيو) ارة في الغرب الإسلامي، بيروت، دار الطليعة، الطبعة حلقات مفقودة من تاريخ الحض -33

م.2002الأولى، يونيو

.الدراجيبوزياني،

م.1993نظم الحكم في دولة بني عبد الواد الزيانية، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، -34 .يحي ،بوعزيز م.1965، المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر، 1الموجز في تاريخ الجزائر، ج -35وهران، منشورات وزارة الثقافة، مديرية الدراسات التاريخية وإحياء التراث، الجزائر، -36 م1981

بوعمامة، فاطمة.في المغرب الإسلامي خلال القرنين السابع والثامن هجري، الموافق للرابع عشر اليهود -37

م.2011ه/1432مؤسسة كنوز الحكمة للنشر والتوزيع، الجزائر، ،والخامس عشر ميلاديين .علي ،جواد

م.1976، 2، دار العلم للملايين، بيروت، ط1المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، ج -38

293

مختار. حساني، م.2007دار الحضارة، الجزائر، الطبعة الأولى، تاريخ الدولة الزيانية، -39 .إبراهيم حسن ،حسن

م.1962النظم الإسلامية، مكتبة النهضة المصرية، الطبعة الثالثة، -40 .ظفر الإسلامان، خ

م.1975ه/ 1404 ،2، طبيروت التلمود تاريخه وتعاليمه، دار النفائس، -41 .عطاء االله ،دهينة

، 3الحياة الاقتصادية والاجتماعية لدولة بني زيان، ضمن كتاب الجزائر في التاريخ،ج -42 .م1984المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر،

. أسعدرزوق، م.1970التحرير الفلسطينية، مركز الأبحاث، بيروت، التلمود والصهيونية، منظمة -43

عطا علي محمد شحاته. ريه،، دار الكلمة، دمشق، الطبعة في عهد المرينيين والوطاسيين اليهود في المغرب الأقصى -44 م.1999الأولى، .عبد القادر ،زبادية

م.1971م)، الجزائر، 1591-1493مملكة سنغاي في عهد الأسيقيين ( -45 .حيفتزغروت،

الجيوش الإسلامية وحركة التغيير في دولتي المرابطين والموحدين (المغرب والأندلس)، دار -46 م.2005ه/1426التوزيع والنشر الإسلامية، القاهرة، مصر، الطبعة الأولى،

.عادلزيتون، العلاقات الاقتصادية بين الشرق والغرب في العصور الوسطى، دار دمشق للطباعة والنشر، -47

.م1980، 1ط

294

سعد االله، أبو القاسم. م.1998، دار الغرب الإسلامي، بيروت، الطبعة الأولى، 2تاريخ الجزائر الثقافي، ج -48

.فوزيسعد االله، .م2010ه/1430يهود الجزائر في مجالس الغناء والطرب، دار قرطبة، الجزائر، -49 م.2005ه/1426الجزء الأول، دار قرطبة، الجزائر، ،-هؤلاء ا�هولون- يهود الجزائر -50 .عمر ،سعيدانبتلمسان في الثلثين الأول والثاني من القرن الرابع عشر ميلادي، علاقات إسبانيا القطلانية -51

دراسة ووثائق (رسائل ومعاهدات) وتعاليق وتحاليل، منشورات سعيدان، سوسة، الجمهورية التونسية، ،م2002نوفمبر

.سعيدوني، ناصر الدين)، الشركة الوطنية للنشر 1830-1800ر في الفترة العثمانية، (النظام المالي للجزائ -52

.م1979والتوزيع، الجزائر، .محمد بن رمضانشاوش، باقة السوسان في التعريف بحاضرة تلمسان عاصمة دولة بني زيان، ديوان المطبوعات -53

م.2011 ،2ج الجامعية، الجزائر، شلبي، أحمد.

.م1988لنهضة، مصر، الطبعة الثامنة، مقارنة الأديان اليهودية، مكتبة ا -54 .محمد البشير ،شنيتيالتغيرات الاقتصادية والاجتماعية في المغرب أثناء الاحتلال الروماني، المؤسسة الوطنية -55

م.1984للكتاب، الجزائر،

295

.أحمد طه ،صابر

ع، نظام الأسرة في اليهودية والنصرانية والإسلام، �ضة مصر للطباعة والنشر والتوزي -56 .م2000

طالبي، محمد.إشعاع الحضارة المغربية وتأثيرها على الحضارة الغربية، ضمن كتاب تاريخ إفريقيا العام، -57

.م1988، اللجنة العلمية الدولية لتحرير تاريخ إفريقيا العام، اليونسكو، باريس، 4مج حسن. ظاظا، ،ةالثاني ةالطبع ،بيروت ،دار العلوم ،طواره ومذاهبهالفكر الديني اليهودي، أ -58 م.1987ه/1407

.حسنظاظا، و ،محمدعاشور، م.1975، دار الاتحاد العربي للطباعة، مصر اليهود ليسوا تجارا بالنشأة، -59 .لخضر ،عبدلي، 1التاريخ السياسي والحضاري لدولة بني عبد الواد، ابن النديم للنشر والتوزيع، وهران، ط -60 م.2011

ي.حسن حافظعلوي،

سة وإقليمها في القرن الثامن الهجري/الرابع عشر الميلادي، وزارة الشؤون والأوقاف سجلما -61 .م1997ه/1418الإسلامية، المملكة المغربية،

.عبد الحليمعويس، دولة بني حماد، صفحة رائعة من التاريخ الجزائري، دار الصحوة للنشر والتوزيع، القاهرة، -62

م.1991ه/ 1411الطبعة الثانية،

296

.محمد الصغيرم، غان م.1979التوسع الفينيقي في البحر الأبيض المتوسط، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، -63

.عائشةغطاس، اقتصادية، منشورات - م، مقاربة اجتماعية1830-1700الحرف والحرفيون بمدينة الجزائر -64

ANEP ،م.2007، الجزائر .محمود فرج ،فرج

ثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين، ديوان المطبوعات الجامعية، إقليم توات خلال القرنين ال -65 .م2007بن عكنون، الجزائر،

. فهمي نعيمزكي، طرق التجارة الدولية ومحطا�ا بين الشرق والغرب في العصور الوسطى، الهيئة المصرية العامة -66

.م1973للكتاب، القاهرة، .بد العزيزع ،فيلاليوالغرب الإسلامي، دار الغرب الإسلامي للطباعة والنشر دراسات في تاريخ الجزائر -67

م.2012والتوزيع، الجزائر، .م2007موفم للنشر، الجزائر، دط، تلمسان في العهد الزياني، -68 قاسم. عبده ،قاسم

م.1993ه/1413دار الشروق، القاهرة، الطبعة الأولى، اليهود في مصر، -69 .عبد الرزاق أحمدقنديل، م.1984ه/1404 الفكر اليهودي، دار التراث، القاهرة، الأثر الإسلامي في -70

كحالة، عمر رضا. م.1980ه/1400مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الثانية، ،1ج الزواج، -71

297

.مسعود كواتي،اليهود في المغرب الإسلامي من الفتح إلى سقوط الموحدين، دار هومة للنشر، الجزائر، -72 م.2000

.عمر أمينمصالحة، ، دار الجليل للنشر والدراسات ةوالاجتماعي ةللتشريعات الديني ةاليهودي ةلمود المرجعيالت -73

م.2006ولى، الأ ةردن، الطبع، عمان، الأةبحاث الفلسطينيوالأ .عز الدين أحمدموسى، النشاط الاقتصادي في المغرب الإسلامي خلال القرن السادس هجري، دار الشروق، -74

م.1993ه/1413بيروت، الطبعة الأولى، .عادل نويهض،معجم أعلام الجزائر من صدر الإسلام حتى العصر الحاضر، مؤسسة نويهض الثقافية، -75

م.1980ه/1400بيروت، لبنان، الطبعة الثانية، .إبراهيم موسى هنداوي،

.م1963الأثر العربي في الفكر اليهودي، مكتبة الأنجلومصرية، القاهرة، -76 .إسرائيلولفنسون،

، 2ن ميمون، حياته ومصنفاته، مطبعة لجنة التأليف والنشر، القاهرة، طموسى ب -77 م.1936/ه1355

298

الكتب المترجمة:خامسا

.يوسف أشباخ،ترجمة وتعليق عبد االله عنان، مطبعة ، 1ج ،في عهد المرابطين والموحدين تاريخ الأندلس -1

.م1940ه/1359لجنة التأليف والترجمة والنشر، القاهرة، .حاييمني، الزعفراترجمة أحمد شحلان وعبد الغني ،- تاريخ، ثقافة، دين– ألف سنة من حياة اليهود بالمغرب -2

م. 1987أبو العزم، دار الثقافة، الدار البيضاء، الطبعة الأولى، .م2000يهود الأندلس والمغرب، ترجمة أحمد شحلان، مرسم للنشر، الرباط، المغرب، -3

.الهادي روجي إدريس، 1ترجمة حمادي الساحلي، دار الغرب الإسلامي، بيروت، ط، 2الصنهاجية، جالدولة -4

م1992

.آنخل جنثالث بالنثيا،تاريخ الفكر الأندلسي، ترجمه عن الإسبانية: حسين مؤنس، القاهرة، مكتبة النهضة، -5

م.1955، 1ط .روبار، برنشفيك

م، ترجمة حمادي 15إلى �اية القرن13تاريخ إفريقية في العهد الحفصي من القرن -6 .م1988لبنان، الطبعة الأولى، الساحلي، دار الغرب الإسلامي، بيروت،

299

.رشيد بليل،

قصور قورارة وأولياؤها الصالحون في المأثور الشفاهي والمناقب والأخبار المحلية، ترجمة عبد -7والتاريخ، الجزائر، الحميد بورايو، المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان

.م2008

. غوثالبيس غييرمو بوستو،الموريسكيون في المغرب، ترجمة: مروة محمد إبراهيم، ا�لس الأعلى للثقافة، القاهرة، -8

.م2005 جواتياين، سلومو ديبفريتز.

دراسات في التاريخ الإسلامي والنظم الإسلامية، تعريب وتحقيق عطية القوصي، وكالة -9 م.1980كويت، الطبعة الأولى، المطبوعات، ال

. مارمول كاربخال،

إفريقيا، ترجمة محمد حجي، محمد الأخضر، محمد زنيبر، أحمد التوفيق، أحمد بنجلون، دار -10 م.1989-1988هـ/1409-1408 ،2ج نشر المعرفة، الرباط،

لوتورنو، روجيه. م.1967فاس في عصر بني مرين، ترجمة نقولا زيادة، مكتبة لبنان، بيروت، -11 .بول مارتي،

القبائل البيضانية في الحوض والساحل الموريتاني وقصة الاحتلال الفرنسي للمنطقة، ترجمة -12 .م2001وتحقيق محمد محمود ودادي، منشورات جمعية الدعوة الإسلامية العالمية، طرابلس، ليبيا،

300

الرسائل الجامعية:ا سادس

.عمر ،بلوطة، رسالة لنيل شهادة الماجستير، تخصص آثار إسلامية، الفنادق في مدينة تلمسان الزياني -1

أ.د.لعرج عبد العزيز، كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، جامعة الجزائر، إشراف .م2003/2004 .جميلة ،بن موسى

تجارة الذهب بين المغرب الإسلامي وبلاد السودان الغربي من القرن الثالث إلى الخامس -2كلية العلوم إشراف: د.إبراهيم فخار، تخصص: التاريخ الوسيط، هجري، رسالة ماجستير،

.م2001-2000ه/1422- 1421جامعة الجزائر، الإنسانية والاجتماعية، .عبد الصمد ،حمزة تخصص: تاريخ وحضارة، اقتصاد المغازي عند مؤرخي الغرب الإسلامي، مذكرة ماجستير، -3

ه 1432- 1431جامعة الجزائر، الإسلامية، إشراف: أ.د. محمد الأمين بلغيث، كلية العلوم . م2011- 2010/

. عبد القادر ،شريف- 641ه/668- 21( الموحدين دولة �اية إلى الإسلامي الفتح من المغرب ببلاد النصارى -4

تخصص تاريخ وسيط، إشراف:د. محمد بن عميرة، كلية الماجستير، درجة لنيل مذكرة ،م)1269 م.2004- 2003ه/1424-1423، الجزائر جامعة ،العلوم الإنسانية والاجتماعية

.نجوى ،طوبالم) من خلال سجلات المحاكم 1830- 1700طائفة اليهود بمجتمع مدينة الجزائر ما بين ( -5

تخصص تاريخ حديث، إشراف: د.عائشة غطاس، كلية ،مذكرة لنيل شهادة الماجستيرالشرعية، م. 2005- 2004ه/1425-1424، جامعة الجزائر، العلوم الإنسانية والاجتماعية

301

.محمدقومي، م، مذكرة مقدمة لنيل شهادة 16- 15ه/10-9دور الطائفة اليهودية بتوات خلال القرنين -6

غازي الشمري، المدرسة الدكتورالية (الدين وا�تمع)، كلية :أ.د.الماجستير في التاريخ، إشراف .م2014-2013ه/ 1435- 1434، السنة الجامعية 2العلوم الاجتماعية، جامعة وهران

. مزاري، توفيق عبد الصمد

الجهاد البحري في عهدي المرابطين والموحدين، أطروحة دكتوراه في العلوم الإسلامية، -7ه 1429-1428إشراف أ.د. بلغيث محمد الأمين، تخصص تاريخ وحضارة، جامعة الجزائر،

.م2008- 2007/

العربية والملتقيات الدوريات :اسابع

.عبد االلهبو ،بلجوزيميناء مستغانم ودوره في تطور المدينة خلال الفترة الإسلامية، مداخلة منشورة في كتاب -1

ديسمبر 08-07الملتقى الدولي "الموانئ الجزائرية عبر العصور "سلما وحربا"" المنعقد يومي اية العهد بالجزائر العاصمة، تنظيم مخبر البناء الحضاري للمغرب الأوسط (الجزائر) إلى � 2009 جامعة الجزائر، مطبعة دار هومة، الجزائر. -العثماني

. ميلةج ،بن موسى، المركز م2002اليهود وتجارة ذهب السودان الغربي، حولية المؤرخ العربي، العدد الأول، -2

.الوطني للدراسات والبحث في تاريخ الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر، الجزائر .إبراهيم القادري بوتشيش،

المرابطون وسياسة التسامح مع نصارى الأندلس، مجلة دراسات أندلسية، تونس، العدد -3 م.1994ه/1414، رجب 11

302

.يحي بوعزيز،طرق القوافل والأسواق التجارية بالصحراء الكبرى كما وجدها الأوربيون خلال القرن -4

ه/ 1400ة ، شوال/ ذو القعد59التاسع عشر، مجلة الثقافة، السنة العاشرة، العدد .م1980م، وزارة الإعلام والثقافة، الجزائر، 1980سبتمبر/أكتوبر

.الحسين ،بولقطيبالحياة الاقتصادية للحلف القبلي المصمودي، مجلة الاجتهاد، دار الاجتهاد للأبحاث -5

ه.1413م/1993، السنة الخامسة، شتاء عام 18والترجمة والنشر، بيروت، لبنان، العدد . يسلفاتور بونو،) 2-1، جمادى(25وضع الجاليات الأوربية في المغرب، مجلة الأصالة، السنة الرابعة، العدد -6

م، وزارة التعليم الأصلي والشؤون الدينية، الجزائر.1975جوان -ه/ ماي1395 . وداد ،بيلامي

كتاب ضمن مطبوع )، مقال1826-1686الشركات التجارية اليهودية في إيالة الجزائر ( -7، 2006أوت 31ؤتمر الثاني عشر للدراسات العثمانية وبحوث أخرى، المنعقد بتونس في أعمال الم

نوفمبر/تشرين الثاني تونس، الجزء الأول، منشورات مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات، م.2007 .محمد حسن،

سباني المرسى الكبير بوهران ودوره في الملاحة المتوسطية من النشأة إلى الاحتلال الإ -8"سلما وحربا"" المنعقد م)، كتاب الملتقى الدولي "الموانئ الجزائرية عبر العصور1509- 904(

م بالجزائر العاصمة، تنظيم مخبر البناء الحضاري للمغرب الأوسط 2009ديسمبر 08-07يومي جامعة الجزائر، منشورات دار هومة، الجزائر. –(الجزائر) إلى �اية العهد العثماني

.عبد الصمد ،ةحمز

303

، 06النظام المالي لدولتي المرابطين والموحدين، مجلة أنسنة للبحوث والدراسات، العدد -9 ، جامعة زيان عاشور بالجلفة.م2012ديسمبر . فضيلة ،مباركصحوة المغيلي وثورته ضد يهود تمنطيط، ضمن أعمال الملتقى الوطني الرابع حول -10

20-19إبان العصر الحديث"جامعة أدرار، كرية والثقافية "إسهامات علماء توات في الحركة الف .م2010أفريل

مقلاتي، عبد االله. م، جامعة أدرار.2005، 06موقف الشيخ المغيلي من يهود توات، مجلة الحقيقة، عدد -11

.محمد المنوني،، المغرب، 5التيارات الفكرية في المغرب المريني، مجلة الثقافة المغربية، العدد -12

.م1971/ه1391 .عبد العلي الودغيري،

جمعية ملامح من التأثير المغربي في الحركة الإصلاحية في النيجر، مجلة التاريخ العربي، -13 م.1999ه/جويلية 1429، 11العدد المؤرخين المغاربة،

304

المراجع الأجنبية: اثامن Abitbol, Michel. 1-Le passé d’une discorde, Juifs et Arabes depuis le VII siècle à nous

jours, Librairie Académique Perrin, Paris, 1999. Abrahams, Israël. 2-Jewish life in the middle ages, The Macmillan Company, New

York, 1896. Allouche, Jean Luc- et Laloum, Jean.

3-Les Juifs d’Algérie, Images et textes, Editions du Scribe, Paris, 1978.

Allouche, Joëlle-Benayoun et Doris Bensimon, 4-Les Juifs d’Algérie, hier et aujourd’hui, Mémoire et identité,

Bibliothèque historique Privat, Toulouse, France, 1989 Ashtor, Eliyahu, 5-The Jews of Moslem Spain, Translated from the Hebrew by

Aaron Klein and Jenny Machlowitz Klein, The Jewish Publication Society of America, PHILADELPHIA, USA, 1984, vol3.

Ayoun, Richard et Cohen Bernard. 6-Les Juifs d'Algérie, deux mille ans d'histoire, Editions Jean-Claude

Lattès, Paris, 1982.

305

Ayoun, Richard.

7-Algérie et Tunisie : du XIIIe au XXe siècle, dans le livre : Les Juifs d’Espagne, histoire d’une diasporsa (1492-1992) Ouvrage dirigé par Henry Méchoulan, librairie européenne des idées, 1992.

Barges, Jean Joseph Léandre.

8-Tlemcen, ancienne capitale du royaume de ce nom, Imprimerie orientale de Marius Nicolas, Paris, 1859.

Bel, Alfred.

9-Tlemcen et ses environs guide illustré du touriste, Toulouse, sd.

Bel-Ange, Norbert. 10-Les Juifs de Mostaganem, dans la collection « Histoire et

perspectives méditerranéennes », Editions l’Harmattan, Paris, 1990. Belhamissi, Moulay. 11-Histoire de Mostaganem (des origines à l’occupation française),

S.N.E.D, Alger, 1976. Bouziane-Oufriha, Fatima-Zohra, 12-Tlemcen capitale musulmane le siècle d'or du Maghreb central,

Essai, Editions Dalimen, dans le cadre de "Tlemcen capitale de la culture islamique 2011", 2011

Brochier, André 13-Dictionnaire des communes, douars et centres d’Algérie sous

l’administration civile Française, AMAROM, Aix-en-Provence, France, 2016

306

Brunschvig, Robert. 14-Deux récits de voyages inédits en Afrique du Nord, Paris, 1936. Cahen, Claude. 15-Histoire des Juifs de l’Afrique septentrionale, extrait du recueil des

notices et mémoires de la société de la province de Constantine, Constantine, 1867.

Chantel De la Véronne. 16-Relations entre Oran et Tlemcen dans la première partie du XVIe siècle, Librairie orientaliste Paul Geuthner S.A, Paris, 1983,

Chouraqui, André. 17-La saga des Juifs en Afrique du nord, Librairie Hachette, Paris,

1972. 18 -Marche vers l’occident, les juifs d'Afrique du nord, paris, PUF,

1952, De Beylie, Genéral. L. 19-La Kalaa des Beni Hammad –une capitale berbère de l’Afrique du

Nord- au XIe Siècle, Ernest Lerous Editeur, Paris, 1909. De Mas Latrie, M.L. 20-Traité de paix et de commerce et documents divers concernant

les relations des Chrétiens avec les Arabes de l’Afrique septentrionale au Moyen Age, Henri Plon Imprimerie-Editeur, Paris, 1866.

Dhina, Atallah. 21-Le Royaume Abdelouadide à l'époque d'Abou Hammou Moussa

1er et d'Abou Tachfin 1er, OPU, Alger, sd.

307

22-Les états de l’occident Musulman aux XIIIe, XIVe et XVe siècles –Institutions gouvernementales et administratives-, Office des publications universitaires, Alger, 1984.

Dubnov, Semon.

23- Semon Dubnov, History of The Jews From Roman Empire to The early Mediaval Period, translated from the Russian by Moshe Spiegel, Library of Congress, NEW YORK, USA,1968.

Dufourcq, Charles-Emmanuel et Dalché, J.Gautier . 24-Histoire économique et sociale de l’Espagne chrétienne au

Moyen Age, Librairie Armand Colin, Paris, 1976 Dufourcq, Charles-Emmanuel.

25-L'Espagne catalane et le Maghreb au XIII et XIVe Siècles –De la bataille de Las Navas de Tolosa(1212 j.c) à l’avènement du Sultan mérinide Abou-l-Hasan (1313 j.c), Presses Universitaires de France, Paris, 1966.

26-Les relations de la péninsule Ibérique et l'Afrique du nord au XIV siècle, anuario de estudios medievales, instituto de historia mediaval de espana, Bercelona, 1970-1971.

27-La vie quotidienne dans les ports méditerranéens au Moyen Age (Provence-Languedoc-Catalogne), Librairie Hachette, FRANCE, 1975.

28-L’ibérie chrétienne et le Maghreb XIIe-XVe siècle, Variorum, Hampshire, Great Britain, 1990.

308

Eisenbeth, Maurice. 29-Les juifs de l'Afrique du Nord –Démographie et onomastique,

Imprimerie du Lycee, Alger, 1936. 30-Les juifs en Algérie, esquisse historique depuis les origines jusqu'à

nos jours, Extrait de L'encyclopédie Coloniale et Maritime, Paris, sd,

Garrot, Henri. 31-Les Juifs Algériens-Leurs origines-, Librairie Louis Relin, Alger,

1898. Grayzel, Solomon. 32-A history of Jews, USA, 1984. Henri Jahier et A. Fingerhuth. 33- Extrait du « Maguen Aboth » « Le Bouclier des Pères » du Grand

Rabbin d’Alger, Simeon ben Zemah Duran, Imprémerie Abécé, Paris, 1955.

Hirschberg, H.Z (J.W). 34-A History of the Jews in North Africa, Volume 1 -from the

antiquity to the sixteenth century-, Leiden. E.J. Brill, 1974 Iancu-Agou, Daniele. 35-Les Juifs méditerranéens au Moyen Âge, culture et prosopographie

Séminaire de l’année universitaire 2005-2006, avec la collaboration d’Elie Nicolas, Les Editions du CERF, Paris, 2010.

36- Les relations entre les Juifs de Marseille et les communautés Juives d’Afrique du Nord à la fin du XVe Siècle, in Les relations intercommunautaires Juives en méditerranée occidentale XIIIe-XXe

309

Siècle, Editions du centre nationale de la recherche scientifique, Paris, 1984,

Kaddache, Mahfoud. 37-L’Algérie des Algériens de la préhistoire à 1954, EDIF 2000,

ALGER, 2003, P 300 Klein, Henri. 38-Feuillets d’El-Djezaïr, Imprimerie F-Fontana , Alger, 1937. Leroy, Béatrice. 39-Une famille Sépharades à travers les siècles: Les Menirs (XIIe-

XXIe siècles), Editions du Centre National de la Recherche Scientifique, Paris, 1985.

Malka, Victor. 40-Les Juifs Sépharades, série "que sais-je ?", P.U.F, Paris, Mars 1991. Marçais, George. 41-Tlemcen, les villes d’arts célèbre, Paris, Librairie Renouard,

1950 . Oliel, Jacob. 42-Les Juifs au Sahara, le Touat au Moyen Âge, CNRS Editions,

Paris, 1994. 43-Les Juifs de Colomb-Béchar (1903-1962), Alpha graphic,

Orleans, France, 1999.

310

Serfati, S. Nicol. 44-Les courtisans Juifs des Sultans Marocains 13e-18eme siècle –

hommes politiques et hauts dignitaires XIIIe-XVIIIe Siècles, Préface de Haïm Zafrani, Editions Bouchène, Saint Denis, France, 1999.

Slousch, Nahum. 45-Travels in North Africa, The Jewish Publication Society of

America, Philadelphia, 1927. Taledano, Joseph. 46-Les Juifs Magrébins, Editions Brepols, Belgique, 1988. Valensi, Lucette. 47-Juifs et Musulmans en Algérie VIIe-XX Siècle, Edition

Tallendier, Paris, 2016. Verlinden, Charles et Renouard Yves. 48-L'esclavage dans l'Europe médiévale. Tome I. Péninsule Ibérique-

France. In: Bulletin Hispanique, T 58, N°3, 1956. Zafrani, Haïm. 49- Juifs d'Andalousie et du Maghreb, Maisonneuve et Larousse,

Paris,1996. 50-Les Juifs du Maroc, vie sociale, économique et religieuse, Etudes

de Taqqanot et Responsa, Librairie Paul Geuthner, Paris, 1972. 51-Deux mille ans de vie Juive au Maroc, histoire et culture, religion

et magie, A. Retnani, Editions, EDDIF, Casablanca, 2000. 52-Juifs d'Andalousie et du Maghreb, Maisonneuve et Larousse,

Paris,1996.

311

الدوريات والملتقيات الأجنبية: اعتاس Brosselard, Charles. 1-Coudée royale, in Revue Africaine, T4, N°19, Année 1859-1860, OPU, Alger, 1860

Darmon, Raoul.

2-Origine et constitution de la communauté Israélite de Tlemcen, in Revue Africaine, OPU, Alger, V14, N°79, 1870.

Dufourcq, Charles-Emmanuel.

3-Les communications entre les royaumes ibériques et les pays de l’occident musulman dans les derniers siècles du Moyen Age, extrait du colloque « les communications dans la péninsule ibérique au Moyen Age », Université de Pau, 28-29 Mars 1980, Editions du centre national de la recherche scientifique, Paris, France, 1981.

4-Prix et niveaux de vie dans les pays catalans et maghribins à la fin du XII et au début du XIV siècles, extrait de la Revue LE MOYEN AGE N°3-4, 1965, ALGER.

Eben, Haezer. 5-Le code rabbiniqe Traduction de M.Sautayra et M.Charleville, in Revue Africaine, vol 13, année 1869, OPU, Alger.

312

Idriss, H.R.

6-La société au Maghreb après la disparition des Almohades, dans le livre de l’Histoire générale de L’Afrique (Livre IV : L’Afrique du XIIe au XVI siècle), Publié par l’UNESCO, Paris, 2011, P 134.

Llabador, Francis.

7-Recherches d’Archéolgie musulmane : Les ruines de Taount, bourgade berbère du Maghreb central, in Revue Africaine, V 88, année 1944, OPU, Alger.

De Haedo, Fray Diego.

8-Topographia historia general de Argel, trad en Français par A.Berbrugger et MM.Monireau, in Revue Africaine, N°14, 1870, OPU, Alger.

Loeb, Isidore. 9-Réflexions sur les Juifs, in Revue des études juives, La librairie A. Durlacher, Paris, T28, 1894

Malka, Elie. 10-Conditions et statut légal des Juifs au Maroc à la fin du 15e siècle, in Revue des Etudes Islamiques, Année 1953, Tome XXI, Librairie orientaliste Paul Geuthner, Paris.(M.Film N°8-G-11881, BNF)

Rouche, Issac. 11-Un grand Rabbin à Tlemcen au XVeme siècle, in Bulletin de la société de géographie et d’archéologie d’Oran, Société Anonyme

313

des papeteries et imprimeries, Oran, 50eme Année, Tome 57, 1936.(M.Film N°8-G-1198, BNF)

Simon Ben Semah Duran, 12-Réponse 393, in Abitbol.M, Juifs Maghrébins et commerce transsaharien du XIII au XVe siècle, in Revue Française d’outre-mer, Paris, 1979.

Vincent Monteil, 13-Problème du Sahara occidental-Juifs et Judaisée, in Hesperis N°XXXVIII, T 38, Année 1951, Librairie Larose, Paris. (M.Film N° 4-03-1358, BNF). 14-Le courrier de Tlemcen, Vendredi le 03 Mars 1893, Trente- troisième année, N°1675, Imprimerie veuve des Ageux, Tlemcen, .(BNF)

الموسوعات: اعاشر عربي، سهيل إدريس، دار الآداب، بيروت،- المنهل قاموس فرنسي-1 والعشرون، الطبعة الثالثة

.م1999

تحقيق مكتب تحقيق التراث في مؤسسة الرسالة، بيروت، لبنان، ، القاموس المحيط، الفيروزآبادي -2م،2005ه/ 1426الطبعة الثامنة،

3-Jewish Encyclopedia, Keterpress, Juresalem, 1901-1910. 4-Encyclopedia of Islam, nouvelle edition, G.-P. Maisonneuve et Larose S.A, Paris, Vol 2, Part 2.

314

اقع الالكترونيةالمو :الحادي عشر www.Nemours-Ghazaouat.com

316

الآيات:-

.137، 26: 29"قاتلوا..صاغرون": سورة التوبة، الآية

الأحاديث:-

.26"إنما بذلوا...كأموالنا":

.166"بعثت...فهو منهم":

.26وا �م سنة أهل الكتاب": "سن

:يات والأحاديثفهرس الآ- أ

317

- أ-

.36، 35أبراهام بن أغلال:

.152أبراهام بن حقون:

.226أبراهام بن سلمون سرفاتي:

.240، 223أبراهام بن مائير زاميرو:

.157أبراهام بن ناثان السفردي:

.226أبراهام تواح:

.47أبراهام عزيل:

.240، 223أبراهام غابسون:

، 235، 130ام غراسك (قريش): أبراه236.

.229أبراهام كوهين:

.245، 217أبراهام هاكوهين شلال:

.227، 182إبراهيم النبي:

.238ابن أبي أصيبعة:

.38ابن الحوراء:

.96ابن القاسم:

.33ابن النغريلة:

.243ابن تيمية:

.212، 204ابن جناح:

.231ابن حزم:

.32ابن حنبل الإمام:

.231، 218بن رشد: ا

.167ابن عبدون التجيبي:

، 136، 99، 97، 60ابن مرزوق الجد: 239.

.109ابن مرزوق الحفيد:

.87ابن هلال السجلماسي:

.09، 06أبو إسحاق الحفصي:

فهرس الأعلام والشخصيات:-ب

318

.209أبو البركات هبة االله:

.11أبو الحجاج بن الزابية:

.209أبو الحسن الدسكري:

، 97، 60، 50، 09أبو الحسن المريني: 132.

، 239، 30، 29، 12أبو العباس العاقل: 247.

65أبو العباس الوغليسي:

.10أبو العباس بن أبي سالم المريني:

.99أبو الفضل العقباني:

.10أبو بكر بن غازي:

.84أبو بكر بن قزمان:

، 42، 38، 08، 05أبو تاشفين الأول: 44 ،54 ،54 ،97 ،114 ،139 ،

141 ،142 ،158.

، 241، 33، 11، 10أبو تاشفين الثاني: 242.

.09أبو ثابت الزياني:

.07أبو ثابت المريني:

، 103، 41، 08، 05أبو حمو الأول: 105 ،139 ،158.

.139، 132، 71أبو حمو الثالث:

، 34، 29، 11، 10، 09أبو حمو الثاني: 44 ،55 ،56.

.32أبو حنيفة الإمام:

.09: أبو زكرياء بن يغمراسن

.30أبو زيان الثاني:

.10أبو زيان الوطاسي:

.10أبو زيان محمد بن عبد العزيز المريني:

.07أبو زيان محمد:

.31أبو سعيد المريني:

.69أبو عبد االله التلمساني:

.03أبو عزة زيدان

.65أبو علي الزواوي:

.09أبو عنان المريني:

319

.11أبو فارس المريني:

.61واحد: أبو مالك عبد ال

.38أبي عمران:

.152الاتزار ماينيش:

.240أحمد أعراب (باشا عثماني):

.65أحمد بن إبراهيم البجائي:

.59أحمد بن القاضي:

.68أحمد بن محمد بن زكري:

.20إدريس الأول:

.14، 03إدريس المأمون:

.81، 80الإدريسي:

.169آدم النبي:

.37أرنو دوكورنيلا:

.251، 242، 241: أستروك كوهين

.28أستروك كوهين:

.193إستير (ملكة):

.41إسحاق الفاسي:

.192إسحاق بن روبين:

، 27إسحاق بن شيشيت برفات (ريباخ): 30 ،87 ،122 ،138 ،150 ،152 ،

156 ،174 ،213 ،216 ،242 ،243 ،244 ،249.

.250إسحاق بوناستروك:

.184إسحاق سيرولا:

.47إسحاق كانسينو:

.208إسرائيل أنقاوة:

.207أسير بن يحيل:

.137أشطورة:

.204أشعيا:

.139، 48أغوس:

، 152، 151، 30، 29أفرايم أنقاوة: 155 ،156 ،196 ،207 ،208 ،218 ،224 ،239 ،247 ،248.

.244أفرايم فيدال:

.42إكزيمان:

320

.139، 48أكسل:

.37، 36، 35ألفونسو الثالث:

.38ألفونسو الرابع:

.106ألفونسو ملك أرغونة:

.205، 169أليعازار الحاخام:

.152امدازور إسحاق:

.114أنتون دوليسكالا:

.233، 74، 73أنطونيو مالفنت:

.101، 47، 46أوربيخا (لابريخا):

.19أوفرن اليهودي:

.19أوكتافيو الإمبراطور:

.17أونياس:

.25إيزابيلا الكاثوليكية:

.190إيليا النبي:

.226أيوب النبي:

-ب-

.159، 57البابا نيكولا الرابع:

.169بابا بترة (حاخام):

.45باردومنتيسون:

.42بارسارديني: .42برنارد دوبونتونس:

.43، 42بيار الثالث: .45، 43بارغارسيا:

.42بارساروش:

.43بارفرنانديز: .43برنارد بورتي:

.40بارفيلاراقو:

.44نارد ديسبيوج: بر .44برنارد زابيلا:

.162بطليموس:

.97البكري:

.152بن برشون:

.152بن ماندانن بن هارون:

.152بن هابران:

.184بنيامين جاباي:

321

.153بنيامين عمار:

.29بوشعرة:

.152بولاكس أنبروكس:

.37، 36بوندافي:

.56، 44بيدرو الرابع:

.46بيدرو دي لودي: .84وطة: ابن بط

.242بيريز هاكوهين:

.42بيريز:

.45بيرينقر دوسانتاسيليا:

.45بينيت بلانكاس:

.16، 14تاشفين بن علي المرابطي:

.69، 68التنسي الإمام:

-ج-

.03جابر بن يوسف:

، 41، 38، 37، 36، 35جاك الثاني: 44 ،50 ،53 ،54 ،105 ،158.

.38جاك اللقيط:

.43، 42، 40ارب: جاك المح

.234جالوت:

.239جالينوس:

.226، 82الجاؤون حاي:

.244جناح ديمستري:

.89جواتياين: .177جرشوم بن يهودا:

.44جوان بيرمجلين:

.235جوان دوفالسيكا:

.233جيوفاني ماريانو:

- ح-

.13حسان بن النعمان:

.243حسداي غريسكاس:

.07الحسن بن جابر:

.135، 108، 47حيام بنو درهوم:

322

- د-

.17دارمون المؤرخ:

.246دافيد دوران:

.157دافيد كوهين:

.18داود النبي: .64دعد القهرمانة:

.139دون بيدرو:

.221دوناش بن لبراط:

-ر-

.249، 220راشي:

.36رامون دوبانيارس:

.43رامون دوسان ليسيرو:

107، 41: ردوريغو سانشيز .69الرصاع:

.70رمفا:

.14الروبرتير:

- ز-

.58الزاوي بن كبيسة:

.17الزعفراني حاييم:

-س-

.45سانشو الميورقي:

.47سعد االله فوزي: .53سانشو الرابع:

.59سعد االله أبو القاسم: .69السنوسي:

.135، 109سلمان تورينو: .152سعدية دارمون:

.157سعدية مديوني:

.192سلمون بن كبرول:

.223، 218سلومو بن شمعون:

.37سلومون بن زكي:

.28سلومون دوران:

.223، 18سليمان النبي:

.20سليمان ديان بن فرماس:

.29سماح بن سلومون:

323

.248، 210، 209، 203السموأل:

.235سوليري:

- ش-

.140شارل كارلوس الملك:

.32الشافعي الإمام:

.196شمعون باريوشع: .226شارل الخامس:

.246شمعون بن سماح الثاني:

، 28شمعون بن سماح دوران (راشباش): 30 ،89 ،138 ،150 ،152 ،156 ،

174 ،181 ،213 ،216 ،223 ،224 ،232 ،241 ،243 ،244 ،249.

.245، 29شمعون دوران الثاني:

-ص-

.164قيا الملك: صد

.164صمويل النبي:

.47صموئيل زطورا:

-ط-

.65طارق بن زياد:

- ع-

، 239، 108عبد الباسط بن خليل: 251.

.33عبد الحق بن أبي سعيد:

.26عبد الرحمان بن عوف:

.10عبد العزيز المريني:

.84عبد االله الجزولي:

.74، 67، 63: عبد االله العصنوني .65عبد الرحمان الثعالبي:

.21عبد المؤمن بن علي:

.80العبدري البلنسي:

، 28، 07، 06، 04عثمان بن يغمراسن: 36 ،37 ،41 ،42 ،43 ،50 ،106 ،

132 ،140 ،142.

.12عروج خير الدين:

.65علي بن أبي طالب:

324

.14علي بن ميمون

.166، 26عمر بن الخطاب:

.166لعزيز: عمر بن عبد ا

.166، 152عمرام بن مرواس عفراتي:

-غ-

.105، 45، 42غيوم استوريش:

.39غيوم استيفان:

.40غيوم غالسيران: .41غيوم سيرفتجي:

-ف-

.152فازواتي أبراهام:

.65فاطمة الزهراء:

.25فرديناند الكاثوليكي:

.189، 188فرعون مصر:

.14فرناندو الثالث:

.43فرنسيس قوسطة:

.151، 41فيليب دي مورا:

- ق-

.56، 40القائد برنيس:

.238القفطي:

-ك-

.19الكاهنة:

.101، 59الكوديتي:

.47الكوركوبادو:

- ل-

.45لورنزو سيما:

- م-

.02مادغيس:

.99ني: المازو

.153مالقي سليمان:

.91، 32مالك بن أنس الإمام:

.166المتوكل الخليفة العباسي:

.61محمد السابع الزياني:

325

، 26: - صلى االله عليه وسلم- محمد النبي69 ،166.

.12محمد بن أبي تاشفين (ابن الحمراء):

.09محمد بن أبي عنان المريني:

.210، 204محمد بن سحنون:

.70عقوب أمير كانو: محمد بن ي

.36محمد سيناج: ، 135، 48، 46مولاي محمد الأمير:

139.

.157مخلوف بن حنين:

.114مردوخ بن أبراهام بن علال:

.197المسيح النبي:

، 69، 67، 65، 63، 31المغيلي الإمام: 70 ،71 ،72 ،73 ،74 ،75 ،152 ،

156 ،225 ،229.

.21المنصور الموحدي:

.60، 59، 58موسو زطورة:

.184موسى البراهنس:

.226موسى العقبي:

.184موسى الفلانسي:

.203، 192، 188، 183موسى النبي:

.236موسى بن طيبون (تبون):

.242موسى بن عباس:

.221موسى بن عزرا:

، 209، 169، 165موسى بن ميمون: 218 ،237 ،238 ،247 ،249.

.14موسى بن نصير:

.101موسى عمار:

.184موسى مامون:

.226موسى مشيش:

.249، 239، 29موشي بن صمويل:

.137، 47مولاي عبد االله الأمير:

.08المولى مسامح:

.236، 235ميسيا دوفيلاديست:

.197ميمون بن يوسف:

326

-ن-

.223ناثان نجار:

.164نبوخذنصر:

.242نسيم جيروندي:

.227النمرود:

- ه-

.163هارون النبي:

.225، 208هلال (علال) بن صيدون:

.139، 114، 38، 08هلال القطلاني:

.186هليل الثاني الناسي:

-و-

، 107، 102، 101، 89، 87الوزان: 135 ،167.

، 100، 81، 68، 63، 31الونشريسي: 101.

-ي-

.234، 73 ،63، 62يحي بن إدير:

.80يحي بن خلدون:

.222يحي بن داود حيوج:

.163يشوع:

.178يعقوب النبي:

.184يعقوب برينيتيه:

.42يعقوب بن اليسار:

، 40، 04يعقوب بن عبد الحق المريني: 56 ،142.

.167يعقوب بن عبد المؤمن الموحدي:

.235يعقوب بن مخير تبون:

.157يعقوب سوسان:

.232، 225 يعقوب غابسون:

، 43، 40، 35، 06، 03يغمراسن: 45 ،46.

.192يهودا اللاوي:

327

.194يهودا المكابي:

.209، 203يهودا بن صموئيل:

.130، 20يهودا بن قراسك:

، 232، 225، 220يهودا خلاص: 249.

.18يوآب بن صوريا:

.19يوبا الثاني:

.249، 220، 219يوسف أفرايم قارو:

.227يوسف النبي:

.210، 204يوسف بن أكنين (عقنين):

.82يوسف بن بلكين بن زيري:

.13يوسف بن تاشفين:

، 30، 29يوسف بن موسى الأشقر: 152 ،219 ،222 ،248.

.219يوسف بن مينير:

.62، 60، 07يوسف بن يعقوب المريني:

.219يوشع لوركي:

.220يوشع هاليفي:

328

-أ-

.12الأتراك:

.65، 20، 02الأدارسة:

.71آل برتوش:

.138الألمان:

.138الإيطاليون:

-ب-

.02البتر:

.�20لولة:

.18، 15، 02البربر:

.02بن والو:

.158، 124البنادقة:

، 177، 164، 163، 162بنو إسرائيل: 178 ،189 ،191 ،194 ،197 ،230.

.02بنو القاسم:

.02تومرت: بنو

، 09، 05، 02بنو حفص (الحفصيون): 12 ،25 ،42 ،45 ،131.

.135بنو راشد:

.06بنو زغبة:

.33بنو زيري:

.06بنو سويد:

.137، 59، 58، 09، 06بنو عامر:

.03بنو غانية:

، 07، 06، 04، 02بنو مرين (المرينيون): 08 ،09 10 ،11 ،25 ،33 ،40 ،45 ،60 ،62 ،131 ،112 ،149 ،

153.

.05بنو مزني:

.03بنو مطهر:

.06، 05بنو هلال:

:شعوب والقبائلفهرس ال-ج

329

.06بنو هميان:

.03بنو ورتاجن:

.02بنو ورسطف:

.02بنو يتكتين:

.02بنو يفرن:

.149البيزنطيين:

.158، 124البيزيين:

-ت-

.74التوارق:

.09، 08توجين:

-ج-

.138الجليقيون:

.158 الجنويين:

-ح-

.21، 20، 16، 15الحماديين:

- ر-

.20، 13الرستميين:

- ز-

.85، 09، 02زناتة:

-ص-

.65صنهاجة:

-ع-

.18العبرانيين:

.47، 12العثمانيين:

-ف-

.20، 02الفاطميون:

.138الفرنسيون:

.234، 164، 18فلسطينيون: ال

.17الفينيقيون:

-ق-

.207، 150القشتاليين:

، 138، 123، 118، 41القطلانيين: 150 ،158.

.20قنلاوة:

330

-ك-

.150الكاثوليك:

.164كنعان:

-م-

.26ا�وس:

.20مديونة:

.112، 21، 14، 13المرابطون:

.02مسوجا:

.09، 08، 05: مغراوة

.65مغيلة:

، 21، 14، 05، 03، 02الموحدون: 38 ،112 ،157 ،167.

331

-أ-

.128أجرسيف:

.122، 107أرزيو:

، 41، 40، 39، 38، 37، 35أرغونة: 44 ،45 ،53 ،54 ،56 ،75 ،103 ،

105 ،106 ،120 ،132 ،139 ،140 ،141 ،156 ،175.

.122ولة: أري

، 121، 101، 89، 58، 35إسبانيا: 150 ،151 ،153 ،157 ،175.

.128الإسكندرية:

.248، 115إشبيلية:

.85، 82أشير:

.130أصيلا:

.128أغمات:

.152الأغواط:

.220، 143، 119، 114، 17إفريقيا:

.128، 09إفريقية:

.122، 119ألمرية:

.124إنجلترا:

، 25، 21، 16، 14، 04الأندلس: 27 ،29 ،65 ،83 ،100 ،112 ،

115 ،131 ،203 ،221 ،224 ،242.

.130أنفا:

.129أودغست:

.128، 19الأوراس:

.122، 55، 40، 06، 04إيسلي:

، 126، 124، 119، 112إيطاليا: 157.

-ب-

.246باب الوادي:

.207بابل:

.112باريس:

:البلدانالأماكن و فهرس -د

332

، 37، 21، 18، 15، 08، 05بجاية: 65 ،66 ،92 ،98 ،128 ،129 ،

130 ،132 ،142 ،152.

.118بربينيون:

.124البرتغال:

.117، 107، 102برشك:

، 119، 43، 42، 36، 35برشلونة: 120 ،122 ،131 ،139.

.103بروفانس:

.132، 72بسكرة:

.72بشار:

.128بغاي:

.128بلاد الجريد:

، 88، 73، 69، 62، 53بلاد السودان: 89 ،90 ،100 ،106 ،112 ،115 ،

116 ،117 ،119 ،120 ،121 ،122 ،123 ،124 ،125 ،129 ،130.

، 131، 120، 117، 45، 35بلنسية: 139 ،242.

.217، 131، 117، 103البندقية:

.130بنزرت:

.86بني تامور:

.129بوسمغون:

.246بولوغين:

.130، 128، 08بونة:

.103بيزا:

- ت-

.128تازة:

.96تازولت:

.128تافيلالت:

.155تاكرارت:

.117تاودوني:

.04تاوريرت:

.130، 107تاونت:

333

.128تبسة:

.234، 232تبلبالة:

.129تدمكة:

.129، 117تغازى:

.92تفسرة: .220تركيا:

.152، 129، 128تقرت:

.69تكدة:

.06، 04تلاغ:

.129تمبكتو:

، 72، 69، 67، 66 ،63، 62تمنطيط: 73 ،86 ،90 ،97 ،152 ،235.

، 102، 99، 81، 68، 37تنس: 107 ،122 ،124 ،126 ،128 ،129 ،130 ،131 ،138 ،152.

، 72، 68، 67، 66، 63، 31توات: 73 ،74 ،75 ،84 ،85 ،86 ،90 ،96 ،97 ،100 ،123 ،128 ،129 ،

152 ،156 ،217 ،225 ،229 ،236.

.152توجر:

، 128، 67، 13، 09، 08، 05تونس: 30.

.19تيمقاد:

.129تيميمون:

.152، 13تيهرت:

- ج-

.10جبل بني ورنيد: .153، 117، 13جزر البليار:

.192جبل سيناء:

.92جبل كتامة:

، 09، 08، 05جزائر بني مزغنة (الجزائر): 18 ،27 ،28 ،30 ،37 ،65 ،74 ،76 ،89 ،95 ،115 ،124 ،128 ،

129 ،130 ،151 ،152 ،156 ،157 ،174 ،190 ،198 ،213 ،215 ،223 ،225 ،240.

334

.117جزيرة يابسة:

.131، 103، 62جنوة:

.129جنى:

.18جيجل:

.242جيروندة:

-ح-

.142حصن تامزيزدكت:

.142حصن تغار:

-خ-

.19خنشلة:

-د-

.128درعة:

.130، 95، 05دلس:

- ر-

.130رشقول:

-ز-

.95، 04، 03الزاب:

.86زاوية سيدي بكري:

.71زاوية كنتة:

- س-

.130، 35سبتة:

، 95، 85، 84، 04، 03سجلماسة: 97 ،117 ،123 ،128 ،129 ،

203 ،235 ،236.

.131سردانية:

.242سرقسطة:

128، 19سطيف:

.130، 129سكيكدة:

.235، 130سلا:

.235، 69السنغال:

.124سنغاي (مملكة):

.80سهل العباد:

.130، 128سوسة:

.42سوق الخميس:

335

.101سوق أم عسكر:

-ش-

.130، 126، 107، 94، 18شرشال:

.121، 81، 10، 09، 06الشلف:

-ص-

.130، 128صفاقس:

.220صفد:

.120، 15، 13صقلية:

.18، 17صور:

.17صيدا:

-ط-

.130، 128طرابلس:

.242طرطوشة:

.221، 113طليطلة:

.235، 130، 128طنجة:

-ع-

.95العباد:

.130العريش:

.129عسلة:

.18عنابة:

.80يط: عين لور

-غ-

.129غانة:

.129غاو:

.128غدامس:

.229، 152، 129، 04غرداية:

، 150، 44، 35، 33، 12غرناطة: 248 ،257.

.152الغزوات:

-ف-

.193فارس: ، 95، 68، 33، 20، 12، 10فاس: 128 ،184.

336

.251، 105فالنسيا:

.129، 95، 04فجيج:

.119، 112نسا: فر

.23فلاندر:

.220، 186فلسطين:

.131، 118فلورنسا:

-ق-

.130، 128قابس:

.128قالمة:

.236القاهرة:

.72القدس:

.17قرطاج:

.218، 216القسطنطينية:

، 128، 95، 83، 08، 05قسنطينة: 251.

.184، 103، 44، 14قشتالة:

.91قصر تاملزيلت:

.242قلعة اليهود:

.242أيوب: قلعة

.05، 04قلعة تامزيزدكت:

.233، 129قورارة:

.203، 128القيروان:

-ك-

.69كاغو:

.242، 131، 35كتالونيا:

.139كورسيكة:

.92كوكو:

-ل-

.118، 103لانغدوك:

-م-

.131، 122، 112مارسيليا:

.128مازونة:

.248، 29مالقة:

337

.69مالي:

.122، 05متيجة:

.152، 09المدية:

.236المدينة المنورة:

.128، 14مراكش:

.137، 136المرسى الكبير:

.56، 52، 23، 107مزغران:

، 123، 121، 107، 99مستغانم: 126 ،128 ،129 ،130 ،152 ،156 ،248.

.152، 128، 81المسيلة:

.238، 220، 189، 188، 17مصر:

.152عسكر: م

.153، 129، 2المغرب الأقصى:

، 16، 15، 03، 02المغرب الأوسط: 17 ،20 ،21 ،53 ،75 ،83 ،86 ،92 ،102 ،112 ،113 ،117 ،

136 ،170 ،175 ،189.

.95مقرة:

.236مكة المكرمة:

، 152، 128، 53، 27، 09مليانة: 242.

.142، 07المنصورة:

.19موريتانيا:

.112، 35مونبوليي:

.128، 95ميلة:

، 103، 101، 75، 45، 34ميورقة: 113 ،116 ،120 ،122 ،123 ،126 ،131 ،139 ،175 ،235.

- ن-

.247، 152ندرومة:

.112نربو:

.�142ر الصومام:

.06، �04ر ملوية:

338

.129نول لمطة:

.04نوميديا:

.235، 69النيجر:

.69نيجيريا:

-ه-

، 122، 107، 102، 58، 56هنين: 130 ،132 ،135 ،152 ،158 ،217 ،234.

-و-

.80وادي شلف:

.04وادي صا:

.128وادي غير:

.229، 71وادي ميزاب:

.80وادي مينا:

.142، 129، 128، 20، 04وجدة:

.04ورجلان:

.129، 72ورقلة:

.236وزان:

.129ولاتة:

، 65، 59، 58، 47، 46، 45هران: و 72 ،97 ،99 ،101 ،102 ،107 ،

108 ،121 ،122 ،124 ،126 ،129 ،130 ،132 ،135 ،136 ،137 ،152 ،155 ،157 ،225 ،251.

-ي-

.220اليمن:

.157اليونان:

338

:موضوعاتفهرس ال هداءالإ

كلمة شكر

أ المقدمة

02 الفصل التمهيدي

24 الفصل الأول: التمثيل السياسي لأهل الذمة، الحضور والجدل

26 انيةالوضع القانوني لأهل الذمة في الدولة الزي -1

27 .وظيفة الناجد أو القومس1.1

31 .الجزية2.1

33 الدور السياسي لأهل الذمة-2

34 ء من أهل الذمةأهم السفرا- 1.2

39 سفارات أخرى- 2.2

39 من المسيحيين-1.2.2

45 من اليهود-2.2.2

48 اهداتكتابة المع- 3.2

54 الدور العسكري ومناصب أخرى-3

54 الدور العسكري- 1.3

57 الجوسسة- 2.3

61 ولاها أهل الذمةمناصب أخرى ت- 3.3

64 حركة المغيلي ضد امتيازات اليهود-4

339

64 ترجمة الإمام المغيلي- 1.4

66 حركة المغيلي- 2.4

71 آثار حملة المغيلي- 3.4

77 الفصل الثاني: الدور الاقتصادي لأهل الذمة

80 النشاط الزراعي والصناعي-1

80 النشاط الزراعي- 1.1

81 ملكية الأرض-1- 1-1

83 مزروعات أهل الذمة-2- 1-1

85 حفر الفقاقير-3- 1-1

86 تربية الحيوانات-4- 1-1

88 النشاط الصناعي والحرفي- 1-2

90 الصناعات المعدنية-1- 1-2

94 الصناعات النسيجية-2- 1-2

96 أخرى حرف وصناعات-3- 1-2

98 النشاط التجاري-2

98 التجارة وأنواعها- 2-1

98 التجارة الداخلية-1- 2-1

102 الخارجية التجارة-2- 2-1

115 السلع المتبادلة من قبل أهل الذمة- 2-3

115 الواردات-1- 2-3

121 الصادرات-2- 2-3

340

127 الطرق التجارية- 2-4

127 الطرق التجارية البرية-1- 2-4

130 الطرق التجارية البحرية-2- 2-4

132 النظام المالي-3

132 الموارد المالية- 3-1

132 المكوس والضرائب-1- 3-1

137 الجزيــــــــة-2- 3-1

138 الغنائم-3- 3-1

139 المصروفات- 3-2

139 الهدايا والأعطيات السلطانية-1- 3-2

140 رواتب ومنح الموظفين-2- 3-2

141 روبمصاريف البناء والتجهيز والح-3- 3-2

142 العملـــــــة- 3-3

142 أهمية الدينار الزياني وقيمته-1- 3-3

144 المعادن المستعملة في سك العملة-2- 3-3

147 الفصل الثالث: أهل الذمة في المجتمع الزياني

149 المجتمع اليهودي في العهد الزياني-1

149 تركيب المجتمع اليهودي- 1-1

149 الأهالي اليهود-1- 1-1

150 يهود الأندلس-2- 1-1

151 مناطق استقرار اليهود المهجرين- 1-2

341

154 المناطق السكنية- 1-3

154 اليهود-1- 1-3

157 سكن المسيحيين-2- 1-3

160 العادات والتقاليد-2

160 الطعام- 2-1

160 لعادات الغذائية اليهوديةا-1- 2-1

163 الصوم-2- 2-1

165 النظافة والطهارة- 2-2

166 اللباس- 2-3

169 م المجتمع اليهوديتنظي-3

169 المرأة اليهودية- 3-1

171 الزواج وأحكامه- 3-2

171 خطوات الزواج-1- 3-2

176 تعدد الزوجات-2- 3-2

178 زواج اليبوم-3- 3-2

179 الطلاق- 3-3

179 أسباب الطلاق-1- 3-3

180 راءات الطلاقإج-2- 3-3

182 الختان- 3-4

183 المواريث-4

183 الميراث عند التوشابيم- 4-1

342

184 ب القانون القشتالي بفاسالميراث حس- 4-2

186 التقويم والأعياد اليهودية-5

186 التقويم اليهودي- 5-1

188 الأعياد اليهودية- 5-2

188 الأعياد الشرعية-1- 5-2

193 الأعياد غير الشرعية-2- 5-2

196 بعض الأعياد الخاصة بيهود المغرب الإسلامي-3- 5-2

200 شاط الفكري والعلمي لأهل الذمةالفصل الرابع: الن

203 التربية والعلوم عند اليهود-1

203 نظرية التعليم عند اليهود- 1-1

206 المدارس اليهودية ومضامينها- 1-2

209 نماذج تعليمية لعلماء يهود- 1-3

212 العلوم عند أهل الذمة-2

212 العلوم النقلية- 2-1

213 اليهوديالتشريع 1- 2-1

221 الأدب-1- 2-1

231 العلوم العقلية- 2-2

231 الفلسفة-1- 2-2

233 فياالتاريخ والجغرا-2- 2-2

238 الطب-3- 2-2

242 أبرز علماء أهل الذمة-3

343

242 إسحاق بن شيشيت برفات- 3-1

244 ماح دورانشمعون بن س- 3-2

247 إفرايم بن إسرائيل أنقاوة- 3-3

248 يوسف الأشقر- 3-4

249 علماء آخرون- 3-5

255 الخاتمة

263 الملاحق

278 المصادر والمراجعقائمة

315 الفهارس العامة

316 فهرس الآيات والأحاديث-أ

317 فهرس الأعلام والشخصيات-ب

327 فهرس الشعوب والقبائل-ج

330 فهرس الأماكن والبلدان-د

338 فهرس الموضوعات

344 الملخص

344

345

نشأت الدولة الزيانية في بلاد المغرب الأوسط وارثة مناطق نفوذها عن الدولة الموحدية التي د من المحيط الأطلسي إلى طرابلس إضافة إلى آذنت بزوال امبراطوية مترامية الأطراف حكمت البلا

العدوة الأندلسية، وحافظ الخلفاء من بني زيان على دولتهم وناضلوا من أجل إبقاء رايتها في المغرب الأوسط رغم ما كابدوه من عناء وحصار وتشريد وقتل ومآس، فدامت دولتهم أكثر من

حى اسمها ورسمها من هذه المنطقة.ثلاثة قرون حتى جاءها وعد االله غير المكذوب، وانم

ولئن ضمت هذه الدولة في صفوفها كثيرا من البربر من قبيل بني عبد الواد، وجانبا من العرب المتحالفين معهم، فقد كان لأهل الذمة بينهم حضور، وتأثير، طيلة مدة سيطر�ا على

لامي للمنطقة، إذ نجد لهم المغرب الأوسط، ويرجع تواجد هؤلاء إلى عصور متقدمة عن الفتح الإسحضورا في كل كتب التاريخ قبل هذه الحقبة، رغم أن هذه المؤلفات لا تحدد ولا تتفق على تاريخ محدد لدخولهم إلى البلاد، لكنهم عاصروا فترة السيطرة الرومانية والبيزنطية، ووجدهم الفاتحون

لمستقلة التي راعت مصالحهم وأقرت المسلمون في عدة مناطق، كما كان لهم تأثير في عصر الدول الهم حقوقهم المكفولة شرعا، وبعد أن وجدوا في الفترة التي شهدت تحكم القبائل الصنهاجية نوعا من الحرية، عرفوا تضييقا من لدن أوائل الموحدين الذين لاحقوهم وألزموهم بالإسلام أو الهجرة،

وحدية. هذا الحال عرف انفراجا من متأخري خلفاء الدولة الم

وإذا كان حضور الذميين خاصة اليهود منهم متميزا في بلاط المرينيين أو الحفصيين، فإن الأمر كان أقل إن لم نقل نادرا في حكم الزيانيين، الذين استنكفوا عن استعمالهم، في المناصب

و السيادية، فلم يؤثر عنهم استوزار أي ذمي طيلة عهدهم، وأقصى ما حصل عليه النصارى أاليهود في عصر الدولة الزيانية هو تقلد منصب سفراء أو قناصل، كما استعملهم الزيانيون في

بعض الأعمال العسكرية أو التجسسية، وفي تحصيل الضرائب في فترات متأخرة من عمر الدولة.

346

أما من الجانب الاقتصادي فإن اليهود الذين لم يكن لهم اهتمام كبير بالنشاط الزراعي غير أ�م نشطوا في مختلف الصناعات والحرف وأجادوها، خاصة الذين جلبوها معهم من بلاد الأندلس بعد �جيرهم منها. ونشط اليهود والنصارى على حد السواء في التجارة، فأسسوا الشركات التجارية، وتركز كثير من المسيحيين في المدن الساحلية خاصة التي تحتوي على موانئ،

تيراد والتصدير من وإلى الدولة الزيانية التي أسست لهم نظاما جمركيا محكما، وحرص لمزاولة الاس أهل الذمة على مزاولة كل نشاط تجاري يدر عليهم أرباحا مهما كانت الصعاب المحدقة به.

أما اجتماعيا فإن الهجرات المتوالية لليهود من أوربا آنذاك إلى المغرب الإسلامي عامة ة، أحدثت تباينا بين اليهود الأهالي والمهاجرين الجدد، الذين استطاعوا في كثير والأوسط منه خاص

من الأحايين تولي الرئاسة الاجتماعية والدينية لبني جلد�م واندمجوا اجتماعيا مع بعضهم البعض، وانتشر اليهود في كثير من المدن الزيانية سواء منها الساحلية أو الداخلية أو حتى الصحراوية

سكنوا أحياء خاصة �م كما هي عاد�م في كل البلاد، وحافظوا على عادا�م الموروثة أو و المستقاة من تشريعا�م، في اللباس والطعام والزواج والطلاق، والتنظيمات الأسرية المختلفة، كما نقلوا عادات أهل البلاد، وأورثوهم بعضا من تقاليدهم، لكنهم التزموا بتشريعا�م فيما يخصالتقويم والصوم، والاحتفالات التي دخلت عليها احتفالات بأعياد ومناسبات جديدة شاركوا فيها

سكان المغرب الإسلامي.

وفي الجانب الثقافي، ركز اليهود على تنظيم العملية التعليمية والتنظير لمناهج التعليم م، وتأسست المدارس المختلفة، وظهر منهم أصحاب النظريات الجديدة في سبل وطرائق التعلي

وتنوعت خاصة ما تعلق منها بنشر التعاليم التوراتية وشرح وتفسير النصوص التشريعية وتكوين التلاميذ والعلماء ليصبحوا أحبارا ويحافظوا على استمرارية التكوين في ا�ال الديني. وعرفت علوم

ين، أثروا الثقافة اليهودية بمزيد التفسير والفقه والتشريع نقلة نوعية بظهور فقهاء ومفسرين ومشرعمن النصوص وحرصوا على إظهارها وإحياء ما انطمس منها، وألفت الكتب في الأدب والفلسفة

والطب وغيرها، من طرف علماء يهود ذاع صيتهم في العالم خاصة لدى الطوائف اليهودية.

347

Summary :

The Zianids nation rose in the Middle Maghreb inheriting its expansions from the Almohades nation which permitted the collapse of a vast empire that roled from the Atlantic Ocean to Tripoli, added to that the Andalusian part.

The caliphs from the Zianids preserved and maintained their nation and fought for its existence in the Middle Maghreb though they suffered from hardship, siege, displacement, murder…As a result, their state lasted more than three centuries till it was vanished from that region.

During its control over the Middle Maghreb, that statehood gatherd under its rows a lot of Barbarians and some of their Arab allies without neglecting the presence and influence of the Dhemmis, their existence was due to previous ages from the Islamic conquering of the region. In fact, we can find them in all historical books before that period. Though these books don’t determine or agree on specific date when they accessed to the state. But they actually witnessed all the period of the Bizantinian and Roman control, also the Muslim conquerors found them in many places. They also had influence during the independent states age which watched their interests and admitted their legal rights. As they found some kind of freedom during the Senhagian tribes control, they knew some pressure from primitive Almohades who traced them and obliged them to choose either Islam or migration. This situation got better by the late caliphs

348

of the Amohades, and if the presence of the Jews was remarked and special in the court of the Marinians and Hafsids, it was less if not rare in the Zianides rule who dispensed to use them in lordship or ministry posts throughout their reign. The maximum thing the Jews and Christians got was being ambassadors or consuls as well as being used by the Zianides in military or espionage posts or in collecting taxes by the late period of the state.

Concerning the economic side, the Jews didn’t use to have a big interest in agriculture activity, but they were skillful in various industries and crafts especially the ones they bought with them from Andalusia after being displaced from. Both Jews and Christians were active in commerce. Thus, they founded commercial companies, many Christians settled in coastal cities which had ports in order to import and export from and to the Zianides who established a strict customs system. Dhemmis insisted on practicing any commercial activities that could bring profits and gains despite difficulties end risks.

On the social side, the continuous migrations of Jews from Europe at that time to Islamic Maghreb generally and specifically the middle one showed a difference between the native Jews and the new comers, who were able to take presidency; social, religious..of their race and adopted each other socially. The Jews spread in many of the Zianides cities, either the coastal or internal ones and even the ones in the desert. They lived in districts of their own across all the nation,

349

they preserved and kept their traditions that were inherited or taken from their legislations in clothing, food, marriage and divorce and different family regulations. They also took some of the native traditions and bequeathed them some of their legislations concerning calendar and fast and the celebrations that witnessed celebrations about new feasts and occasions they shared with the Islamic Maghreb inhabitants.

Concerning the cultural side, the Jews focused on organizing the educational process and the theorizing of different educational. There appeared among them who brought new theories in the methods and styles of teaching. Schools were established and were diverse especially the ones related to spreading Torah regulations and explaining legislative texts as well as training students and scientists to become Toners who could preserve the continuity of genesis in the religious field. The sciences of interpretation, jurisprudence and legislation knew a qualitative transformation with the appearance of interpreters, jurists and legislators who enriched the Jewish culture with more texts and insisted on revealing and commemorating what blurred from it. Besides, books in literature, philosophy, medicine and other were authored by Jewish scientists who become well-known all over the world especially over the Jewish groups.

ملخص

كان لأھل الذمة حضور في الدولة الزیانیة، وتأثیر، طیلة مدة سیطرتھا على المغرب

الأوسط، ویرجع تواجد ھؤلاء إلى عصور متقدمة عن الفتح الإسلامي للمنطقة، إذ نجد لھم

حضورا في كل كتب التاریخ قبل ھذه الحقبة، رغم أن ھذه المؤلفات لا تحدد ولا تتفق على

ولھم إلى البلاد، لكنھم عاصروا فترة السیطرة الرومانیة والبیزنطیة، تاریخ محدد لدخ

ووجدھم الفاتحون المسلمون في عدة مناطق، كما كان لھم تأثیر في عصر الدول المستقلة

التي راعت مصالحھم وأقرت لھم حقوقھم المكفولة شرعا، وبعد أن وجدوا في الفترة التي

ا من الحریة، عرفوا تضییقا من لدن أوائل الموحدین شھدت تحكم القبائل الصنھاجیة نوع

الذین لاحقوھم وألزموھم بالإسلام أو الھجرة، ھذا الحال عرف انفراجا من متأخري خلفاء

ولم یؤثر عن الدولة الزیانیة استوزار أي ذمي طیلة عھدھم، وأقصى ما .الدولة الموحدیة

نیة ھو تقلد منصب سفراء أو قناصل، حصل علیھ النصارى أو الیھود في عصر الدولة الزیا

.وفي تحصیل الضرائب في فترات متأخرة من عمر الدولة

:الكلمات المفتاحیة

؛ التجارة؛ الدولة الزیانیة؛ السفراء؛ النصارى؛ الیھود؛ أھل الذمة؛ الزیانیون؛تلمسان

.العلوم؛ الصناعة

2017نوفمبر 17نوقشت یوم